يتحول الأسبوع الأول من شهر أكتوبر كل عام إلى أسبوع للاحتفاء بالعقول المبدعة التي استطاعت أن تساهم في التأثير على مسيرة حياة البشرية. وهذا الأسبوع من بدايته إلى نهايته تعلن فيه أسماء الفائزين بجوائز نوبل في مختلف المجالات بدءا بالطب وليس انتهاء بالسلام. وينتظر العالم اليوم إعلان الفائز بجائزة نوبل للآداب التي تلقى اهتماما كبيرا في وسائل الإعلام العالمية هي ونوبل للسلام.
وأمس فاز 3 علماء هم مونجي باوندي ولويس بروس وأليكسي إيكيموف بجائزة نوبل في الكيمياء عن اكتشاف مجموعات من الذرات تعرف باسم النقاط الكمومية والتي تستخدم حاليا في إضفاء الألوان على الشاشات المسطحة وفي مصابيح اليد وفي الأجهزة التي تساعد الجراحين في رؤية الأوعية الدموية في الأورام.
ورغم ما يثار حول تسييس بعض جوائز نوبل خاصة في مجالي «السلام» و«الآداب» إلا أنها في الزاوية المهمة هي تكريم للعقول وتذكير بالمساهمات الخالدة للفائزين في إثراء حياتنا وتسهيلها.. وتسليط الضوء على الأهمية القصوى للمسعى البشري وقدرته على دفع حدود المعرفة والإبداع والفهم.
ولذلك لا يمكن النظر إلى هذه الجائزة في المجمل إلا من زاوية تكريم العقول والاحتفاء بهم، ففيها اعتراف عالمي بالمنجز سواء كان في مجال العلوم الإنسانية أو في مجالات العلوم التطبيقية. وإضافة إلى اعتراف الجائزة بالحالة الفردية للعالم أو الأديب أو السياسي الذي يفوز بها إلا أن فيها اعترافا أيضا بالنظم التي تدعمهم مثل الجامعات، ومؤسسات البحث، والناشرين، بل والمجتمعات بأكملها التي تقدر وتغذي الابتكار والعلم والإبداع.
وتعمل بعض جوائز نوبل مثل: السلام والآداب على تعزيز الحوار الدولي، فهي تسلط الضوء على القضايا العالمية أو تعرف الجمهور العالمي بإبداع الشعوب خاصة في مجالي الشعر والرواية.
واليوم وبعد الإعلان عن اسم الفائز بجائزة نوبل للآداب فإن الجائزة سوف تسلط الضوء ليس فقط على إبداع الفائز بها ولكن أيضا على الإبداع الذي ينتمي له الفائز كما حصل بعد فوز الروائي العربي نجيب محفوظ بجائزة نوبل في عام 1988 حيث تم تسليط الضوء عالميا على الإبداع المكتوب باللغة العربية وترجمت بسبب تلك الجائزة الكثير من الأعمال الروائية العربية إلى مختلف لغات العالم. وهذا ما حدث أيضا بعد فوز الروائية جوخة الحارثي بجائزة مان بوكر العالمية للرواية حيث تم تسليط الضوء على الإبداع العماني من العالم العربي في المقام الأول ومن مختلف أنحاء العالم تاليا.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: بجائزة نوبل
إقرأ أيضاً:
"المؤتمر الدولي للتأريخ الشفوي" بمسقط يسلط الضوء على أهمية الوثيقة الشفوية بالمجتمعات العربية
مسقط- الرؤية
تبدأ أعمال المؤتمر الدولي للتأريخ الشفوي "المفهوم والتجربة عربيًّا"، الإثنين المقبل، بفندق جراند ميلينيوم – الخوير، والذي تنظمه هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بالتعاون مع مؤسسة وثيقة وطن بالجمهورية العربية السورية؛ إذ تستمر الفعاليات حتى 25 سبتمبر الجاري.
ويرعى افتتاح المؤتمر معالي السيد سعود بن هلال بن حمد البوسعيدي محافظ مسقط، بمشاركة مؤسسات وهيئات ومراكز وثائقية عربية وعالمية.
ويناقش المؤتمر العديد من الموضوعات والقضايا المتعلقة بالتأريخ الشفوي عبر ثلاثة محاور رئيسية: المحور النظري ويناقش مفهوم التأريخ الشفوي عربيًّا، والمحور العلمي ويناقش التجارب العربية الإقليمية والعالمية (المنهج والمنتج)، والمحور المستقبلي ويناقش آفاق التجربة العربية في التأريخ الشفوي.
ويهدف المؤتمر إلى دراسة تحديات التأريخ الشفوي ضمن خصوصية المجتمعات العربية، وتعميق الوعي بأهمية الوثيقة الشفوية في الكتابة التاريخية العربية المعاصرة، إلى جانب الاطلاع على تجارب التاريخ الشفوي في العالم العربي، وبحث سبل التعاون وتفعيل العمل المشترك في المشاريع والدراسات المتخصصة، إضافة إلى إمكانيات استثمار منهجية التأريخ الشفوي ضمن المناهج الدراسية، وبحث سبل تطوير التجربة العربية في التأريخ الشفوي.
وقال سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، إن المؤتمر يتضمن العديد من أوراق العمل والعروض المرئية والجلسات النقاشية المتخصصة التي تناقش التحديات والآفاق المستقبلية للتأريخ الشفوي، بمشاركة وحضور مؤسسات وهيئات ومراكز وثائقية عربية وعالمية.
وأضاف أن المؤتمر سيحظى بمشاركة أكثر من ٢٥ متحدثًا من داخل سلطنة عُمان وخارجها، لافتاً إلى أن انعقاد المؤتمر يعد تذكيرًا للمؤسسات والهيئات والمراكز الوثائقية بأهمية تسليط الضوء على ضرورة تطوير وتعزيز الرواية الشفوية.
وبين سعادته: "التأريخ الشفوي لايزال في مراحله الأولى من التطور والاعتماد في العالم العربي، حيث لم يدخل بعد ضمن عناصر الثقافة التاريخية والاجتماعية للمجتمعات العربية، كما لم تحظ الشهادة الشفوية، في الكتابة التاريخية، بمكانتها التي تستحقها ضمن الأوساط العلمية الجامعية في تلك المجتمعات، ولا يتجاوز الاهتمام بالتأريخ الشفوي عدداً محدوداً من التجارب والمحاولات لدى بعض الدول العربية، وهي محاولات متفردة وجريئة دون شك، لكنها لا تزال في بداياتها ويعوزها الكثير فيما يخص تمكين ثقافة التأريخ الشفوي وتفعيل المشاركة المجتمعية في كتابة التأريخ الموازي للتأريخ الرسمي، فضلاً عن توطين هذه المقاربة المعرفية في التأريخ ونشر مفهومها وتأصيل منهجيتها وتبيئتها في الفضاءات المجتمعية والعلمية الجامعية العربية".