وجوه عمان الثقافية في معرض الرياض للكتاب
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
باستضافة معرض الرياض الدولي للكتاب؛ الثقافة العمانية كضيف شرف للمعرض في دورته الحالية لعام 2023 ينطوي هذا الاحتفاء على الكثير من الفرص التي ستتيح مناخا واعدا من التفاعل الثقافي في المستقبل بين بلدين من أكبر بلدان الخليج العربي.
كان الاحتفاء بالثقافة العمانية في معرض الرياض بالفعل لحظة مهمة وفارقة للتعرف على ثقافة خليجية ظلت باستمرار تعكس حضورها بدأب في المشهد الثقافي العربي والخليجي بصورة لافتة للنظر.
ما يجمع بين البلدين في الجزيرة العربية (سلطنة عمان والسعودية) فضلا عن كونهما بلدين كبيرين، يندرج في الكثير من الملامح الحضارية والتجربة التاريخية التي ميزت خصوصية المجتمعين على نحو يمكن القول معه: إن أي لقاء ينطوي على تجربة احتفاء كبير بوجوه الثقافة العمانية كما حدث في الرياض هذا العام هو بالفعل حدث ثقافي استثنائي كبير ويفتح إمكانية حقيقية لتفاعل جذري وعميق يمكن أن يحدثه أثر الندوات وعروض الكتب والعروض الفنية على مدى 10 أيام، وبما سيكون كافيا، على نحوٍ ما، لتركيب صورة غير مخلة بهوية الثقافة العمانية وخصوصيتها في الخليج.
اختيار المشاركين عكس معرفةً وتقديرا من طرف منظمي معرض الكتاب في المملكة بهوية الإبداع العماني ووجوهه الحقيقية، فالوجوه الثقافية التي شاركت في المعرض من روائيين وشعراء وباحثين وفنانين عمانيات وعمانيين، كانت بالفعل تعبيرا حقيقيا عن تفاعل مهم لأبرز رموز الثقافة والإبداع في عمان.
واستضافت الفعاليات الثقافية لمعرض الرياض 9 موضوعات مهمة حول الثقافة العمانية تحت ندوات احتوت - حسب ترتيبها - على عناوين مثل: «الروائية العمانية.. بانوراما ثقافية» استضاف مقدمها الأستاذ سليمان المعمري كلا من الروائية العمانية بشرى خلفان - الحائزة على جائزة كتارا في الرواية عن روايتها «دلشاد» والروائي والشاعر زهران القاسمي- الحائز على جائزة البوكر للعام 2023- عن روايته «تغريبة الغافر» وندوة «التعايش المجتمعي في عمان.. الأسس والضمانات» وهو عنوان مهم لتجربة فريدة تستحق أن تعرف، وندوة «التبادل الثقافي بين عمان والمملكة العربية السعودية» وندوة «فن المعمار العماني» وندوة «المرأة العمانية.. المنجز والمكانة» وندوة «سلطنة عمان في مدونة التراث العربي» وندوة عن «الشخصيات العمانية المدرجة في قائمة اليونسكو» وأخيرا ندوة «من التاريخ العماني.. تحولات وملامح» هذا بالإضافة إلى استضافة الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية لأول مرة في المعرض وستقدم حفلا كبيرا في يوم 6 أكتوبر في قاعة حمد الجاسر بجامعة الملك سعود، وكذلك فرقة البلد الموسيقية بقيادة الفنان العماني مسلم الكثيري، إلى جانب مشاركات أخرى.
بكل تأكيد ستشكل استضافة الثقافة العمانية العريقة كضيف شرف في معرض الرياض الدولي للكتاب فرقا مهما لجهة البحث عن ممكنات كثيرة للتفاعل والتوأمة بين الثقافتين الخليجيتين الكبيرتين.
ثمة جوانب مهمة من التجربة التاريخية لسلطنة عمان ربما لم تظهر في عناوين الندوات خلال احتفالية أيام معرض الرياض الدولي للكتاب بالثقافة العمانية، كتجربة الملاحة التاريخية للعمانيين التي هي من أهم المآثر التاريخية في التجوال الإمبراطوري للعمانيين عبر البحار والمحيطات والتاريخ بين آسيا وإفريقيا، وكذلك التجربة العمانية في شرق إفريقيا «ولاية زنجبار» إلى جانب تناول تجربة سلطنة عمان وتجارة البخور واللبان التي تعدّ السلطنة من أهم مراكزها التاريخية في العالم القديم.
واليوم، فيما تنطلق المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان في أطوار جديدة من التحديث ربما كان من الأهمية بمكان أن تتبوأ الثقافتان الخليجيتان؛ السعودية والعمانية مكانا رفيعا من خلال التعبير عن منظومات تفاعلية مبدعة من الشراكات والتوأمة في الكثير من مجالات الأدب والفنون والتراث والسياحة والغناء وغيرها من وجوه الثقافة، فما حدث في معرض الرياض من احتفاء بالثقافة العمانية العريقة هو مدخل ملهم للكثير من ممكنات العمل الثقافي والإبداعي المشترك بين البلدين.
على الصعيد الشخصي كان معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام باستضافته لوجوه من مبدعة من المثقفين والكتاب العمانيين، مناسبةً طيبة للقاء بأصدقاء تفرقت بيني وبينهم الدروب والسنوات، كاللقاء الذي جمعني بالصديق الروائي محمد الشحري، والزميلة الدكتورة منى حبراس السليمية.
ولأنه غاب عن معرض الرياض هذا العام وجهان من أبرز وجوه عمان في الرواية والشعر؛ الشاعر زاهر الغافري، والروائية جوخة الحارثي فلقد سبق لهما من قبل أن شاركا في معرض الرياض الدولي للكتاب.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: معرض الریاض الدولی للکتاب الثقافة العمانیة فی معرض الریاض
إقرأ أيضاً:
المركز الإعلامي يعقد لقاءً مع وسائل الإعلام الدولية المشاركة بمعرض مسقط الدولي للكتاب الـ 29
العُمانية: عقدت وزارة الإعلام اليوم، على هامش فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، لقاءً مع عدد من الإعلاميين الخليجيين والعرب والأجانب المشاركين في تغطية فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته التاسعة والعشرين.
وأكدت شيخة بنت أحمد المحروقية، المديرة العامة للإعلام الخارجي بالندب في وزارة الإعلام، في كلمة لها على دور المؤسسات الإعلامية الخارجية في نقل الصورة الإيجابية عن سلطنة عُمان، وأهمية التعاون والتواصل بين المؤسسات الإعلامية المختلفة لتبادل المعارف والثقافات.
وتطرقت إلى تعزيز التعاون الإعلامي بين سلطنة عُمان والدول الشقيقة والصديقة، من خلال تبادل الخبرات والمحتوى الإعلامي ودعم المبادرات الثقافية والفنية، مشيرةً إلى أن المعرض يسهم في تعزيز التواصل الثقافي والفكري بين الثقافات والحضارات.
ويعمل المركز الإعلامي لمعرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ 29 على تسهيل مهام أعمال الإعلاميين الذين يمثلون مختلف وسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية، وذلك لتسليط الضوء على الفعاليات والمناشط المتعلقة بالمعرض.
وينظِّم المركز الإعلامي برنامجًا للإعلاميين يتضمن زيارة لأبرز المعالم الثقافية والحضارية في سلطنة عُمان، مثل: دار الأوبرا السلطانية مسقط، ومتحف عُمان عبر الزمان في ولاية نزوى، بالإضافة إلى متحف بيت الزبير.ويحتوي المركز الإعلامي على أحدث الأجهزة والأدوات والوسائل التي تساعد الإعلاميين على أداء مهامهم، بالإضافة إلى غرفة للبودكاست لتقديم محتوى إعلامي يسلط الضوء على الفعاليات والمناشط المتعلقة بالمعرض.
وفي هذا الصدد، قالت فاطمة أبو ناجي، الصحفية المكلفة بالشأن الثقافي في صحيفة "رسالة الأمة" من المغرب، إن معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الحالية يتجاوز الحدث الثقافي نحو ما هو أعمق؛ من خلال تنوع برامجه واتساع مشاركاته، والهوية والتجديد والانفتاح.
وأضافت: من موقعي كصحفية متخصصة في الشأن الثقافي، أجد في المركز الإعلامي للمعرض مجالًا منضبطًا ومهنيًا في العمل، من شأنه أن يساعد الإعلاميين على أداء مهامهم بكفاءة. كما يسهم في توفير التسهيلات وسلاسة التنسيق، مشيرةً إلى أن هذا تعبير عن احترام عميق لدور الصحفي ولأهمية الإعلام الثقافي في التوثيق والتأريخ والنقد البناء أيضًا.
وأعربت عن إعجابها بالدورة الـ 29 للمعرض وحضور الطفل والعائلة في فعالياته، ليس بوصفهما جمهورًا فقط بل كفاعلين ثقافيين، وهذا ما يعكس رؤية بعيدة المدى لزرع البذور الأولى لعلاقة صحية مع المعرفة. وأن تعدد الجلسات الفكرية والنقاشية وحضور أصوات من مختلف الثقافات يمنح المعرض بُعدًا عربيًا وإنسانيًا لا يمكن إنكاره.
وأشارت إلى أن العاصمة مسقط لا تقيم معرضًا للكتاب فقط، بل تبني بهدوء وذكاء مشهدًا ثقافيًا متماسكًا يؤمن بقوة الثقافة كأفق بديل.
من جانبها، أكدت نور التميمي، مراسلة قناة الشرقية نيوز في العراق - البصرة، أن المركز الإعلامي الخاص بمعرض مسقط الدولي للكتاب يسهم في توفير تسهيلات كبيرة جدًا للإعلاميين المشاركين في تغطية المعرض، من حيث توفير المعلومات وإعداد دور النشر وتقديم جداول واضحة للفعاليات المصاحبة للمعرض، بالإضافة إلى كل الأمور اللوجستية التي يحتاجها الإعلامي من أجل تسهيل عمله وتواصله مع المؤسسة التي يعمل بها، إلى جانب توفير مادة صورية عامة عن سلطنة عُمان لإعداد تقارير عامة في مواضيع مختلفة عنها.
وعبّر الأسعد محمودي، الصحفي في وكالة الأنباء التونسية، عن إعجابه بالزيارة الأولى التي يقوم بها لسلطنة عُمان ومعرض مسقط الدولي للكتاب، مشيرًا إلى أنه لامس اهتمامًا بقطاع الثقافة والبيئة والطبيعة، من خلال العديد من المشاريع الحكومية مثل حديقة النباتات العُمانية.
وأفاد بأن المركز الإعلامي حرص على مدّ الصحفيين بالأخبار وتوفير جميع المعلومات على الموقع الإلكتروني وبقية المنصات الرقمية للمعرض، منها عدد الناشرين والدول المشاركة والفعاليات الثقافية والأنشطة الموجهة للطفل.