الجزيرة:
2025-01-19@11:29:06 GMT

المشاهدة السلبية للشاشات.. هل تصيب الرضع بالتوحد؟

تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT

المشاهدة السلبية للشاشات.. هل تصيب الرضع بالتوحد؟

مع انتشار الشاشات وحصارها لنا في كل جوانب حياتنا تقريبا، تثار مخاوف بشأن الأضرار المحتملة لتلك الشاشات، وخاصة على الأطفال الرضع، فكيف تؤثر تلك الشاشات على المواليد الجدد؟ وهل التعرض للشاشات يسهم في ظهور أعراض التوحد؟.

تقول ملك علي محمد (38 عاما) وهي أم لطفل عمره 5 أشهر ولديها 3 أبناء آخرين، إنها قلقة بالفعل على سلامة ابنها مع كل هذه الأجهزة من حوله، إذ توجد على الأقل 7 شاشات حوله حينما يجتمع أفراد الأسرة في نفس المكان.

وتؤكد ملك، على بدء انتباه الرضيع لوجود الشاشات بالفعل عند سن 4 أشهر، فعينه أصبحت تركز على الشاشات في يد إخوته، كما أنها لاحظت أنه بمجرد فتح التلفاز ينظر الرضيع إليه ولا يلتفت لأي شيء آخر.

وأوضحت ملك بفطرتها كأم أنها لا ترتاح لرؤية رضيعها يتعرض لكل هذه المحفزات اللونية والإثارة الصوتية، وأنه من أجل قليل من الحماية اشترطت على من يرغب في حمل الرضيع أن يترك هاتفه في مكان بعيد.

ربما لم تبالغ ملك في ردة فعلها خوفا على رضيعها من الشاشات، فقد توصلت دراسة حديثة نشرت في أغسطس/آب الماضي في مجلة "غاما لطب الأطفال"، وأجريت على 7097 طفلا، إلى أن قضاء ما بين ساعة إلى 4 ساعات من الوقت أمام الشاشات يوميا في سن عام واحد يؤدي إلى زيادة مخاطر التأخر في النمو في التواصل والمهارات الحركية الدقيقة وحل المشكلات والمهارات الشخصية والاجتماعية بحلول عمر عامين.

ونظرا لما أظهرته الأبحاث من أن الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات له آثار ضارة على عقولهم وأجسادهم. أوصت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال (AAP) بعدم قضاء أي وقت أمام الشاشات بالنسبة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 شهرا.

أوصت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بعدم قضاء أي وقت أمام الشاشات للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 شهرا (غيتي) المبالغة في تحفيز الرضع

حينما يحدق الأطفال الرضع في الألوان الزاهية والحركة على الشاشة، فإن أدمغتهم تكون غير قادرة على فهم معنى كل تلك الصور الغريبة، ووفقا لموقع "سي إن إن"، يستغرق عقل الطفل عامين كاملين ليتطور إلى النقطة التي تصبح فيها الرموز الموجودة على الشاشة تمثل ما يعادلها في العالم الحقيقي.

وتؤثر المحفزات التي يتعرض لها الأطفال خلال هذه الفترة تأثيرا عميقا على نمو الدماغ. تنمو أدمغة الأطفال بشكل عميق خلال السنوات الـ3 الأولى من الحياة، حيث تتضاعف كتلة الدماغ 3 مرات في الأشهر الـ 12 الأولى فقط.

كذلك، يطور الأطفال ما يرونه في الواقع برؤية ثلاثية الأبعاد. بينما في عالم الشاشة تظهر الأشياء ثنائية الأبعاد. على سبيل المثال فإن الأشخاص الحقيقيين أكثر تعددا في الأبعاد من الشخصيات التي تظهر على الشاشة وبالتالي فإنه عند النظر إلى وجوه الناس تنشط أدمغتنا لمعرفة كيفية التفاعل معهم.

إضافة إلى ذلك، فإنه لكي ينجح الأطفال عليهم أن يتعلموا كيفية التركيز. وتبدأ هذه القدرة في التطور خلال السنوات الأولى عندما تصبح أدمغتهم أكثر حساسية للبيئات المحيطة بهم. ولكي يتطور الدماغ وينمو فإنه يحتاج إلى محفزات أساسية من العالم الخارجي ووقتا لمعالجة تلك المحفزات.

وفي حين أن قراءة القصص بصوت عال تمنح الأطفال وقتا لمعالجة الكلمات والصور والأصوات، فإن الاستيعاب المستمر للصور والرسائل التي تظهر على الشاشة يؤثر على مدى انتباههم وتركيزهم.

التعلم من العالم الحقيقي

وفقا لموقع اليونيسيف، فقد أظهرت الأبحاث أن الوقت الذي يقضيه حديثو الولادة أمام الشاشات يعيق قدرتهم على قراءة الوجوه وتعلم المهارات الاجتماعية، وهما عاملان أساسيان ضروريان لتطوير التعاطف. وتعد التفاعلات وجها لوجه هي الطريقة الوحيدة التي يتعلم بها الأطفال الصغار فهم الإشارات غير اللفظية وتفسيرها.

ويقول تشارلز نيلسون، عالم الأعصاب بجامعة هارفارد الذي يدرس تأثير الإهمال على أدمغة الأطفال "إن كل التواصل يكون غير لفظي إلى أن يطور الأطفال اللغة، لذلك يعتمدون بشكل كبير على النظر إلى الوجه واستخلاص المعنى من ذلك الوجه، وهو أمر بالغ الأهمية لنمو الدماغ".

ماذا عن اللغة؟

وفقا للأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، يتحدث أحد الوالدين في المتوسط 940 كلمة في الساعة عندما يلعب مع طفله الصغير. إلا أن العدد ينخفض إلى 770 بمجرد تشغيل التلفزيون في الخلفية حتى دون أن يشاهده أحد، وكلمات أقل من قبل الوالدين تعني تعلما أقل بالنسبة للرضيع.

ويتعلم الأطفال حتى سن 3 سنوات من العالم الحقيقي بشكل أفضل مما يتعلمونه من أي شاشة، خاصة عندما يتعلق الأمر باللغة.

التفاعل الجسدي

تعد تعبيرات الوجه ونبرة الصوت ولغة الجسد بين الطفل ووالديه مهمة ومعقدة. ولا يمكن استبدال التجربة الفعلية لطفلك الذي يتفاعل جسديا مع العالم من خلال اللعب بالمشاهدة السلبية للتلفاز. حيث إن التنسيق بين العين واليد وبين العين والقدم والتوازن، كلها تتطور خلال سنوات ما قبل المدرسة.

 

يوفر الهواء الطلق العديد من المشاهد المثيرة للاهتمام، مما يخلق تحفيزا معرفيا أفضل للطفل (بيكسابي) بدائل مشاهدة التلفاز للرضيع

بدلا من وضع الطفل أمام التلفاز أثناء ممارسة الأنشطة اليومية، اجعلي الطفل يشاركك الأنشطة التالية:

إشراك الطفل في الأنشطة اليومية: دعي الطفل يلعب بالملابس أثناء طيها وتحدثي  معه واصفة له ما تقومين به. قراءة الكتب: يوصي مركز السيطرة على الأمراض بالقراءة للأطفال. تعد القراءة واحدة من أفضل الأنشطة التي تساعد على تحسين قدرة الطفل على التحدث في الوقت المناسب. اللعب في الهواء الطلق: اصطحبي طفلك إلى الشاطئ أو الحديقة المحلية للتنزه حيث يوفر الهواء الطلق العديد من المشاهد المثيرة للاهتمام، مما يخلق تحفيزا معرفيا أفضل للطفل من مشاهدة الصور المتحركة على شاشة التلفزيون. هل مشاهدة التلفاز تسبب التوحد؟

وجدت دراسة أن التعرض لوقت أطول أمام الشاشات عند عمر 12 شهرا كان مرتبطا بتشخيص اضطراب طيف التوحد عند عمر 3 سنوات، وكان معدل الإصابة أكثر بين الأولاد. ومع ذلك فلا يوجد دليل قاطع على أن مشاهدة الأطفال بانتظام للتلفزيون يمكن أن تسبب بشكل مباشر أو تزيد من خطر الإصابة بالتوحد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: أمام الشاشات لطب الأطفال على الشاشة

إقرأ أيضاً:

خبير ينصح الآباء باتباع أساليب تربوية متوازنة للتعامل مع الأطفال

نصح الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، الآباء بضرورة اتباع أسلوب تربوي متوازن لتقليل سلوكيات العناد لدى الأطفال. 

وفي مداخلته خلال برنامج "راحة نفسية"، أكد المهدي أن بعض الأطفال يكتسبون هذه السلوكيات نتيجة لتعامل الأسرة الخاطئ معهم، حيث يتبع الآباء أسلوب تلبية طلبات الطفل عندما يظهر الغضب أو العناد، مما يعزز فكرة أن العناد هو الطريقة الوحيدة لتحقيق ما يريدونه.

التلبية الفورية تؤدي إلى تعزيز العناد

وأوضح المهدي أن العديد من الآباء يلجأون إلى تلبية طلبات أطفالهم في الأماكن العامة مثل السوبر ماركت أو المولات، وذلك لتجنب الإحراج أمام الآخرين.

 لكن هذا السلوك يؤدي في النهاية إلى تعزيز فكرة أن الطفل يستطيع الحصول على كل ما يريد بمجرد أن يظهر سلوكًا عنيدًا، مما يساهم في تكرار تلك التصرفات السلبية.

تأثير الضغط النفسي على الآباء

كما أشار المهدي إلى أن بعض الآباء، الذين يواجهون صعوبة في التفاوض مع أطفالهم، قد يتبعون أسلوب فرض السلطة بالقوة، مما يؤدي إلى تعزيز السلوكيات السلبية للطفل. في نفس السياق، أضاف أن الأمهات اللواتي يعانين من الإجهاد النفسي أو الاكتئاب قد يتصرفن بشكل صارم مع أطفالهن، مما يزيد من تفاقم مشكلة العناد.

الأسلوب التربوي المتوازن هو الحل

وفي ختام حديثه، قدم الدكتور محمد المهدي نصيحة هامة للآباء بتبني أسلوب تربوي متوازن، يتضمن تعليم الطفل الاحترام والتفاهم. 

وأكد أنه من الضروري التعامل مع الطفل بروح الحوار والتفاوض بدلاً من اللجوء إلى العقوبات أو التلبية الفورية لرغباته، إذ أن ذلك يعزز السلوكيات السلبية ويزيد من عناده.

مقالات مشابهة

  • السجن المشدد 5 سنوات عقوبة استخدام الأطفال في العمل القسري بالقانون
  • كارثة جديدة بسبب تحدي التيك توك.. وفاة طفل بسبب الكرواسون| تفاصيل
  • لماذا يتولّد فرط الحركة عند الأطفال؟ أسباب ونصائح التعامل معها
  • طريقة وشروط الحصول على معاش الطفل
  • مفاضلة الأهل بين الأبناء.. دراسة تكشف الحقيقة المفاجئة!
  • دراسة تكشف عن مفاجأة في علاقة الٱباء والأبناء
  • فاتن حمامة.. سيدة الشاشة العربية التي لم يطوِها الغياب
  • محنة أيتام غزة ومبادرات لاحتوائها في قرية الوفاء
  • خبير ينصح الآباء باتباع أساليب تربوية متوازنة للتعامل مع الأطفال
  • دراسة تحذر من الشاشات أثناء الوجبات.. تهدد صحة الأطفال