زادت السلطات من وتيرة انتقادها للدول الغربية وخصوصا الأوروبية، في أعقاب الاحتجاجات التي شهدتها إيران اعتبارا من منتصف أيلول/سبتمبر 2022، بعد وفاة مهسا أميني.

اعلان

بدأ العام التربوي الجديد في إيران بشكل مختلف في المدارس الدولية في طهران، بعدما حظرت الحكومة على الأطفال الإيرانيين أو مزدوجي الجنسية ارتياد مدارس أجنبية لا تعتمد المنهاج التعليمي للجمهورية الإسلامية.

وهذا الأسبوع، التحق 60 تلميذا فقط بالمدرسة الفرنسية بدلا من 359 كانوا قد تسجلوا في أيلول/سبتمبر. أما المدرسة الألمانية، فاستقبلت نحو 50 تلميذا من إجمالي 380 تسجّلوا.

وتعد المدرستان أبرز مؤسستين أجنبيتين تأثرتا بالقرار الجديد.

وقال أحد ذوي التلامذة "هذا وضع صعب للغاية. لا نعرف ما سنقوم به مع ولدينا اللذين أصبحا فجأة بلا مدرسة".

وأشار بأسى الى أن طفليه "لم يعرفا غير المدرسة الفرنسية" في تعليمهما.

وأبلغت المؤسسات التعليمية والسفارات بشكل مفاجئ في أيلول/سبتمبر، بتعميم حكومي يقضي بمنع المدارس الأجنبية من استقبال تلامذة إيرانيين.

رداً على الرسوم الكاريكاتورية "المهينة" لخامنئي.. إيران تغلق المعهد الفرنسي للبحوث وباريس تردالمزيد من التلميذات الإيرانيات يتعرَّضن للتسميم والهدف "إغلاق مدارس الفتيات"

ووفق وكالة "تسنيم"، تنتشر 12 مؤسسة تعليمية كهذه في إيران، ثمانية منها في طهران بينها فرنسية وألمانية وهندية وإيطالية وتركية وغيرها. وقبل دخول القرار الجديد حيّز التنفيذ، كانت هذه المدارس تستقبل أكثر من ألفي تلميذ، وفق المصدر ذاته.

لكن الوكالة أشارت الى أن "10٪ فقط من هؤلاء التلامذة كانوا يحترمون" القواعد المعمول بها، مشيرة على وجه الخصوص الى أن على الإيرانيين اتباع المنهاج المعتمد في البلاد.

وتنطبق هذه القواعد أيضا على الأطفال الذين يحملون جنسية ثانية، اذ لا تعترف طهران بازدواج الجنسية، وتتعامل مع من يحملون جنسية دولة أخرى على أنهم إيرانيون حصرا.

وفتحت المدرسة الفرنسية أبوابها في شمال طهران خلال الثمانينات من القرن الماضي، لكنها تستقبل حاليا ثمانية تلامذة فرنسيين فقط في ظل تراجع عدد الرعايا الأجانب المقيمين في العاصمة.

وغادرت الغالبية العظمى من الشركات الفرنسية، حالها حال معظم المؤسسات الدولية، إيران وسحبت موظفيها الأجانب بعدما أعادت واشنطن فرض عقوبات اقتصادية على طهران بعد الانسحاب الأميركي الأحادي من الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وإضافة الى الأطفال الثمانية، ستبقى أبواب المدرسة الفرنسية مفتوحة أمام 71 تلميذا أجنبيا معظمهم أبناء دبلوماسيين، في حين دفع القرار الحكومي 54 تلميذا فرنسيا-إيرانيا و110 تلامذة إيرانيين و116 تلميذا إيرانيا يحملون جنسية ثانية، الى التوقف عن التعلّم في هذه المدرسة.

وبعدما سعت لإقناع السلطات الإيرانية بالعودة عن قرارها، أنشأت السفارة الفرنسية خلية أزمة لمساعدة ذوي التلامذة. وسجّل بعض هؤلاء أطفالهم في مدرسة تدرّس باللغة الانكليزية وتعتمد المنهاج الإيراني، ويعتزم آخرون تعليمهم في المنازل، بينما قررت أقلية منهم الرحيل الى دول أوروبية.

وقالت والدة تلميذين في المدرسة الألمانية "أيا يكن الحل، سينعكس صدمة لدى الأطفال الذين سيخسرون موجّهاتِهم وأصدقاءهم... هذا أشبه بتمزيقهم".

وأضافت "نحن ندفع ثمنا مكلفا لأسباب سياسية خارج عن أيدينا".

ومنذ أشهر، تبذل السلطات الإيرانية في عهد الرئيس المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي، جهودا لمواجهة المظاهر "الغربية" في المجتمع، والتي ترى أنها تقوّض المبادئ التي أرستها الثورة الإسلامية في عام 1979.

وزادت السلطات من وتيرة انتقادها للدول الغربية وخصوصا الأوروبية، في أعقاب الاحتجاجات التي شهدتها إيران اعتبارا من منتصف أيلول/سبتمبر 2022، بعد وفاة مهسا أميني (22 عاما) إثر توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران على خلفية عدم التزامها القواعد الصارمة للباس في الجمهورية الإسلامية.

ردا على عقوبات أوروبية.. إيران تفرض عقوبات انتقامية على أفراد وكيانات في الاتحاد الأوروبي وبريطانياماكرون يكيل المديح للمحتجات الإيرانيات ويقول إنهن يرين في الحجاب "أداة لإخضاعهن"

واعتبرت السلطات التحركات الاحتجاجية عموما "أعمال شغب" يدعمها الغرب. كما قامت بحجب عدد من تطبيقات التواصل الاجتماعي وفرض قيود على الانترنت.

اعلان

وشكلت المؤسسات التعليمية ميدانا أساسيا للتحركات، وشارك فيها كثيرون ممن هم دون الثامنة عشرة من العمر.

وأوضحت وكالة تسنيم أن من بين الانتقادات الموجهة الى المدارس الأجنبية هي أن "الكتب الرسمية الموافق عليها من قبل وزارة التعليم، لا تشكّل مرتكزا للتدريس في أي منها".

وأكدت أن بعض المدارس تعتمد على كتب وفق المناهج الأميركية أوالبريطانية.

ورأى أحد ذوي تلامذة المدرسة الفرنسية أن سحب الطلاب الإيرانيين يعني "خسارة مساحة للحوار بين إيران وفرنسا. الأمر مؤسف لأن للبلدين الكثير لتشاركه"

المصادر الإضافية • أ ف ب

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية قطر: صناعة التجميل تواكب الاتجاهات العالمية والعناية بالبشرة لم تعد حكراً على النساء! بوتين سيزور قرغيزستان في أول زيارة خارجية منذ إصدار مذكرة توقيفه فيديو: غاية في الحلاوة ... شبلا فهد حديثا الولادة في البيرو الإسلام مدارس إيران تدريب ـ تمرين اعلانالاكثر قراءة شاهد: طفل بلجيكي يتعافى من سرطان غير قابل للشفاء ويثير حيرة الأطباء شاهد: ظروف إنسانية قاسية ومجاعة تلاحق اللاجئين حتى الحدود الجنوبية للسودان كيف أصبح انتشار بق الفراش قضية سياسية في فرنسا؟ ترامب في جلسات اليوم الثاني من محاكمته بتهمة الاحتيال: "المدعية العامة فاسدة" لأول مرة في التاريخ الأمريكي.. مجلس النواب يعزل رئيسه ماكارثي اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next دول الاتحاد الأوروبي تتوصل إلى اتفاق حول إصلاح نظام الهجرة قبل قمة إسبانيا يعرض الآن Next مباشر. زيلينسكي: أوكرانيا تبذل "كل ما بوسعها" للحصول على المزيد من أنظمة الدفاع الجوي قبل الشتاء يعرض الآن Next عاجل. فيفا: تنظيم مونديال 2030 في المغرب والبرتغال وإسبانيا مع إقامة 3 مباريات بأمريكا الجنوبية يعرض الآن Next بوتين سيزور قرغيزستان في أول زيارة خارجية منذ إصدار مذكرة توقيفه يعرض الآن Next شاهد: عن بحوثهم بشأن الجسيمات النانوية.. ثلاثة علماء يتقاسمون جائزة نوبل للكيمياء

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم الشرق الأوسط إسرائيل فولوديمير زيلينسكي جيش فلسطين الحرب الروسية الأوكرانية دونالد ترامب إسبانيا السعودية الاتحاد الأوروبي Themes My Europeالعالممال وأعمالرياضةGreenNextسفرثقافةفيديوبرامج Servicesمباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Games Job offers from Jobbio عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعونا النشرة الإخبارية Copyright © euronews 2023 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpskiLoaderSearch أهم الأخبار الشرق الأوسط إسرائيل فولوديمير زيلينسكي جيش فلسطين الحرب الروسية الأوكرانية My Europe العالم مال وأعمال رياضة Green Next سفر ثقافة فيديو كل البرامج Here we grow: Spain Discover Türkiye Algeria Tomorrow From Qatar أزمة المناخ Destination Dubai Angola 360 Explore Azerbaijan مباشرالنشرة الإخباريةAll viewsنشرة الأخبارجدول زمني الطقسGames English Français Deutsch Italiano Español Português Русский Türkçe Ελληνικά Magyar فارسی العربية Shqip Română ქართული български Srpski

المصدر: euronews

كلمات دلالية: الإسلام مدارس إيران تدريب ـ تمرين الشرق الأوسط إسرائيل فولوديمير زيلينسكي جيش فلسطين الحرب الروسية الأوكرانية دونالد ترامب إسبانيا السعودية الاتحاد الأوروبي الشرق الأوسط إسرائيل فولوديمير زيلينسكي جيش فلسطين الحرب الروسية الأوكرانية المدرسة الفرنسیة أیلول سبتمبر یعرض الآن Next

إقرأ أيضاً:

هجوم حماس دمّر المفاوضات مع واشنطن..ظريف يهاجم حلفاء إيران

قال نائب الرئيس الإيراني محمد جواد ظريف، الأربعاء، إن هجوم حماس في  7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على إسرائيل قضى على فرص إحياء الاتفاق النووي، بين إيران والقوى الغربية الكبرى.

وأدى هجوم حماس  على إسرائيل إلى حرب مدمرة في غزة، وأشعل جبهات مع فصائل متحالفة مع طهران في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وتسييفي هجمات مباشرة بين إيران وإسرائيل. أشادت إيران، التي تدعم حماس مالياً وعسكرياً بالهجوم لكنها نفت تورطها فيه. من غزة إلى إيران.. بايدن وترامب على درب كارتر وريغان - موقع 24في الأيام الأخيرة، تصاعد الجدل في الأوساط السياسية الأمريكية حول من يُنسب إليه إنجاز اتفاق إطلاق سراح الرهائن في غزة ووقف إطلاق النار، هل هي إدارة الرئيس جو بايدن، التي لا تزال تسيطر على زمام الأمور حتى الآن أم الرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذي من المقرر تنصيبه يوم الإثنين المقبل. وقال ظريف في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس: "لم نكن نعلم بـ 7 أكتوبر (تشرين الأول) .كان يُفترض أن نعقد اجتماعاً مع الأمريكيين حول تجديد خطة العمل الشاملة المشتركة في 9 أكتوبر (تشرين الأول)، لكن هذه العملية قوضته ودمرته".
وأضاف ظريف أن حلفاء طهران في المنطقة، بما في ذلك حماس "عملوا دائماً من أجل قضاياهم على حسابنا"، وأضاف "لم نحاول قط الاستفادة من استثماراتنا في المنطقة".

ويُذكر أن ظريف، الذي يشغل حالياً منصب نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، كان وزير الخارجية الذي تفاوض على الاتفاق النووي في 2015 بين طهران والقوى العالمية.
في ولايته الأولى، انسحب دونالد ترامب في 2018 من الاتفاق الدولي على برنامج إيران النووي بعد 3 أعوام من توقيعه وأعاد فرض عقوبات مشددة على طهران.
وقبل أيام على ولايته الثانية، أجرت إيران والقوى الاوروبية الرئيسية فرنسا، وألمانيا، والمملكة المتحدة، في سويسرا محادثات "جدية وصريحة وبناءة" حول البرنامج النووي الإيراني.
وأضاف ظريف "بعد الانسحاب من الاتفاق النووي، اكتسبت إيران قدرة نووية أكبر بكثير، استناداً إلى الحسابات الأمريكية" للوقت اللازم لإنتاج سلاح نووي. وكرر القول إن طهران لم تسعَ قط إلى امتلاك سلاح نووي.
وأضاف "لو كنا نريد بناء سلاح نووي، لكان بوسعنا فعل ذلك منذ فترة طويلة. لكن برنامج بناء السلاح النووي لن يكون مثل برنامجنا".

مقالات مشابهة

  • طهران تعترف : لم تكن إيران على علم بهجوم 7 أكتوبر ضد إسرائيل
  • ترمب يعيّن ويتكوف للتعامل مع ملف إيران: دبلوماسية أم ضغوط؟
  • إيران تصادق على إعدام منفذ الهجوم على سفارة أذربيجان
  • عراقجي للغرب: كُفوا عن "وعظ" إيران
  • ظريف: إيران تأمل أن يختار ترامب العقلانية
  • حكومة اليمن ترحب بقرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية
  • أبوظبي أول حكومة تعتمد بالكامل على الـ AI
  • هجوم حماس دمّر المفاوضات مع واشنطن..ظريف يهاجم حلفاء إيران
  • السلطات السورية تمنع الرسم على الجدران في اللاذقية.. وتحذر
  • إيران بين العقوبات والطموحات النووية: أيهما سيكسر الآخر؟