ألف سلامة..أيها المعلم..والقائد..والمحب!
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
بقلم/ معاذ الخميسي
▪️ علي ناجي الرعوي
أستاذنا..ومعلمنا.. وحبيبنا
▪️ الرجل الذي يدهش الآخرين بتسامحه وحلمه وصبره ونقاء روحه وأناقة قلبه
▪️ والإنسان الذي لم نعرفه إلا محباً وودوداً..لا يبغض..ولا يكره..ولا يحقد..ولا يحمل سوى الحب والخير والتلقائية والابتسامة.
▪️ إعلامي كبير وقائد محنك تولى قيادة أكبر مؤسسة إعلامية في اليمن لسنوات وقادها إلى أن تتصدر وتسيطر .
▪️ عشق عمله وأخلص لواجباته ومهامه حد أن واصل النهار بالليل ..وحقق أبرز النجاحات الصحفية والإدارية والمالية ، ووصل بمؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر إلى أوج مجدها وتألقها وابداعاتها وسجل أعلى ايرادات لمؤسسة إعلامية يمنية متفوقاً على مؤسسة ضخمة تمتلك القنوات والاذاعات ..ومنح جميع الصحفيين والموظفين امتيازات مالية لم يسبقه بها أو يلحقه أحد !
▪️ ترك كل ذلك..وما حققه وانجزه بمجرد خروج بعض (غوغائيين) اقفلوا باب المؤسسة وطالبوا بإسقاط النظام ..وهم الآن أشد ندماً..وأوجع ألماً !
▪️ وضع استقالته على طاولة الوزير وابتعد عن الأجواء الملغومة والأحقاد المدفونة..ورفض العودة في 2012م رغم محاولات اقناعه..ومنذ ذلك الوقت تلاشت المؤسسة الكبرى..وتدهورت..وضاع اسمها الكبير وموظفيها وصحفييها..ولولا إصرار من يرأسها حالياً لأن تبقى .. لكانت في عداد الموتى ..وتم اغلاقها !
▪️ أستاذنا ومعلمنا الذي نحاول أن نجاريه في حلمه ونبله وتسامحه وصبره ..وتجاوزه وترفعه.. انهكته متاعب تلك الأعوام وأثقله جور هذه الأيام..وتعرض لعارض مرضي قاده لتأكيد عدة أطباء على إجراء عملية جراحية ..لكنه غادر إلى القاهرة قبل عدة أيام وخضع للفحوصات والعلاج وتماثل بفضل من الله للشفاء دون أي عملية جراحية !
▪️ حمداً لله على سلامتك أستاذنا الحبيب ..وشفاك الله وعافاك وأتم عليك بالصحة والخير والسعادة ودمت دائماً وأبداً لنا ولكل أولادك وأسرتك وأصدقائك في أفضل حال.. ودام نبض قلبك ودفء روحك وصدق إحساسك ونبل مشاعرك
المصدر: سام برس
إقرأ أيضاً:
المعلم.. صانع الأجيال وموقد شعلة الحضارة
في اللحظة التي يخطو فيها الطفل أولى خطواته نحو المدرسة يجد أمامه رجلا أو امرأة أفنوا أعمارهم من أجل أن يوقدوا أمامه نورا يضيء دربه نحو المستقبل، وحرفا يمحو عتمة الجهل الذي قد يترصد طريقه.. ذلك الشخص هو المعلم الذي يصنع لنا المستقبل ويؤسس أمامنا مصير أمة بأكملها حين يرسم أحلامها ويمهد دروبها بما يؤسسه في وعي النشء من حكمة وفكر وإبداع.
ولذلك يستحق المعلم أن نحتفل به ومعه عبر وقفة تأمل نعترف فيها بفضله أنْ أوقد لنا مشاعل النور والمعرفة ونحن جميعا في معركة الوعي ودك فلول العتمة. واليوم تحتفي سلطنة عمان بالمعلم اعترافا منها بفضله ودوره في صناعة أجيال عمانية محملة بالمعرفة وقادرة على خوض مختلف التحديات في معركة الحياة التي لا تنتهي.
ونعلم جميعا أن دور المعلم كبير جدا وخطِر في الوقت نفسه، فعلاوة على أنه هو صانع الوعي وباني العقول فهو قبل ذلك حارس القيم والهُوية وحامل لواء بناء النهضة، وحين تشتد الأزمات المجتمعية، سواء أزمات الوعي أو أزمات الأخلاق والتربية يظل المعلم هو الصوت الذي يفترض أن يملك القدرة على بناء التوازن داخل المجتمع، يربي الأجيال على الفكر المستنير، ويرسّخ في النفوس معنى الحق والواجب.
والمعلم لا يقدم دروسا في الرياضيات أو التاريخ فقط، بل يغرس قيم الصدق، والإخلاص، والتفاني، والمسؤولية، وهي اللبنات الأساسية لأي حضارة إنسانية.
وبهذا المعنى الذي ننظر فيه للمعلم ولهذه القيمة التي يكنها المجتمع للمعلم لا بد أن نعي أيضا التحديات التي يواجهها المعلم في سبيل أداء رسالته التربوية والتعليمية والضغوط الكبيرة التي يتعرض لها، كل هذا يستدعي وقفة جادة من أجل تقدير دوره داخل مؤسسته وداخل مجتمعه؛ فكما تبني الدول جيوشا تحمي حدودها، لا بد أن تبني كذلك جيوشا من المعلمين تحمي العقول من الغزو الفكري والضياع المعرفي.. والتأكيد أن الاستثمار في المعلم هو استثمار في المستقبل، وهو الضمانة الحقيقية لأي نهضة تسعى إليها الأمم فليس علينا أن نستكثر شيئا من أجل معلم مؤهل أعلى التأهيل المعرفي والتقني.
وفي اليوم الذي نحتفل فيه بالمعلم فإننا ننحني احتراما وتقديرا لكل من أخلص في رسالته، وأعطى من روحه قبل أن يعطي من علمه، ولكل معلمة غرست في طلابها حبًّا للمعرفة وإيمانًا بالذات.. إن تكريم هؤلاء لا ينبغي أن يكون في يوم واحد فقط، بل في كل يوم تنبض فيه قلوبنا بمعرفة تعلمناها، وفي كل موقف استندنا فيه إلى دروس الحياة التي زرعوها فينا.
وسيبقى المعلم شجرة وارفة الظلال، يستظل بها طلاب الأمس ليصيروا قادة الغد. فكل مهنة تنشأ من يدي معلم، وكل مستقبل يبدأ من فصله الدراسي؛ فلنحمل له في قلوبنا الامتنان، وفي سياساتنا الدعم والتقدير.