بقلم/ احمد الشاوش
من عجائب الدنيا وغرائب الزمن أن تجد في كل عصر المطبلين والمزمرين والمداحين والمهرجين والمنافقين وحملة المباخر وجماعة مشي حالك ، وكل شيء ساااابر ، في مقدمة الصفوف الاولى للدولة والمؤسسات وفي كل حركة وحزب وفوضى وتغيير وثورة وانقلاب دون حياء أو خجل أو احترام للذات.
أولئك المطبلين والمزمرين والاراجيز والشحاتين والبهلوانيين والفهلويين تجدهم على ابواب ومكاتب الرؤساء والقادة والسياسيين والمسؤولين ورجال المال والاعمال وعلى أبواب السفارات ونوافذ المنظمات الدولية .
نشاهد تلك الدُمى الجميلة والامعات القبيحة وبدلاتهم الانيقة وسياراتهم الفارهة وصرفياتهم المشفرة والكبيرة وتصفيقاتهم المزعجة ونصائحهم العجيبة وحركاتهم الغريبة ولساسينهم القبيحة ، يتقنون هز الرؤوس أمام كل مسؤول وعند كل اجتماع وفي كل احتفال ومناسبة ومجلس ومقيل وموقف ، ولا يحلو لهم الجو الا بمواصلة الحشوش على الشرفاء والكفاءات والخوض في أعراض الناس واطلاق سيول جارفة من الغيبة والنميمة والشتيمة وحملات الشائعات والتشويه والتحذير والتخوين والتخدير وكيل عيوب البغلة ، بلا خجل ولاحياء ولاضمير ودون أي رادع ديني أو اخلاقي او انساني ، أو كلمة عيب من قبل هذا المسؤول أوذلك المسعور في السلطة.
والحقيقة التي لاجدال فيها أن انظمة الحكم في اليمن اُبتليت بالكثير من المطبلين والمزمرين والمداحين والمهرجين وخدام خدام الجرافي ، من السياسيين والمستشارين والمحللين والاعلاميين وأعشار العلماء والمثقفين وآكلي لحوم البشر والغفر في الرئاسة والحكومة ومجالس النواب والنواق والشورى والاستبداد والمؤسسات والوزارت واجهزة الامن والسياسة والاقتصاد والرياضة ومجالس القات بما يعكس العديد من الحالات النرجسية والمرضية والنفسية للرئيس والمرؤوس وقبل هذا وذاك سوء التربية والحسد والانتقام الغير مبرر.
ومن الطريف جداً أن المسؤول الشريف والمواطن الذكي يستمع على مدار الساعة الى المزمرين من كافة التيارات والمشارب السياسية والفكرية والثقافية والاعلامية والدينية الذين يتحولون في لمح البصر الى وحوش بشرية وشهود زور تنهش كل شيء جميل وتنخر كل رمز وتعمل على تدمير الوطن والدولة ومؤسساتها ونسيجه الاجتماعي بعد أن تحول المطبلين والمزمرين والمهرجين والاقزام الى صفوة القوم ومالكي رقاب الناس وخبراء في الحش والاثارة وتسويق الفوضى ومستشارين في تدمير البلاد والعباد.
أخيراً.. مازال صدى زامل .. شرق شرق شرق ثورة على كل السرق يرن في اذان كل مواطن .. ومازال شعار لا دراسه ولاتدريس حتى يسقط الرئيس يرن في سوق الدعارة السياسية .. وسيمفونية اليمن الجديد أكبر كذبة في التاريخ .. واستعراض العظلات وحشود الستين والسبعين والثمانين ومزيقة بالروح بالدم نفديك ياصليد " ياوطن" تتبخر في الجو والنهاية طلعت اللقية سود .. يمن مفكك ، ومجزأ ، وجريح ، وفنادق ، وخنادق ، وجوع وفقر ، وبطالة ، وجهل ، وشهداء وجنائز ومقابر ، ومشاريع موت ، ولاذاق المواطن الغلبان عنب اليمن ولا بلح الشام ولاعصيد بيت ابوطالب.
مايجري في اليمن أشبه برقصة زار ، وعلى وقع أغنية ام كلثوم" يامسهرني " ، سرق قادة ونُخب وتجار الموت في كل زوة وركن وشارع وسوق ونقطة ومدينة ومحافظة ومؤسسة بطول اليمن وعرضها النوم من عيون ثلاثين مليون بعد ان أصبح كل فرد واسرة يمنية تبحث عن لقمة العيش وشربة ماء ورشدة علاج وايجار مسكن وقيمة كتاب مدرسي وستر الحال .. قال تعالى :
"إِنَّ اللَّـهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم" سورة الرعد 11
"وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد" البقرة 205..
نسأل الله أن يهدي ويوفق حكامنا الى مافيه الخير والصلاح والعدل.
المصدر: سام برس
إقرأ أيضاً:
جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن تدمير حي بالكامل في شمال غزة
قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه هدم الأسبوع الماضي حيًا كاملاً في شمال غزة، بالقرب من بيت حانون، والذي يقول الجيش إنه كان يستخدم كمخبأ ومركز قيادة من قبل كبار قادة حماس، بحسب ما أوردته صحيفة تايمز أوف إسرائيل العبرية.
وأضاف الجيش الإسرائيلي أن "حي الضباط" كان به مبان شاهقة تطل على منطقة سديروت في جنوب إسرائيل، مع مواقع إطلاق مضادة للدبابات، وأفخاخ، وأنفاق.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن الحي كان به أيضًا منصات إطلاق صواريخ موجهة نحو إسرائيل.
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن المهندسين القتاليين دمروا المجمع بأكمله والبنية التحتية التي كان يضمها الأسبوع الماضي.