بالتزامن مع إعلان الحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء إطلاق سراح العشرات من المعتقلين على ذمة رفع العلم الوطني والاحتفاء بالذكرى السنوية لثورة «26 سبتمبر»، ذكرت مصادر حقوقية وعائلات أن حملة الاعتقالات تواصلت في صنعاء تحديدا، حيث اعتقل أكثر من 12 شابا كانوا يمرون في ساحة العروض في ميدان السبعين جنوب العاصمة.


ونسب نشطاء ومحامون إلى عبد الكريم الحوثي، وهو عم زعيم الجماعة ويشغل موقع وزير الداخلية في الحكومة التي لا يعترف بها أحد، القول بأنه أمر بإطلاق سراح 40 من الشبان المعتقلين على ذمة رفع العلم الوطني والمشاركة في الاحتفالات الشعبية بذكرى سقوط نظام حكم الإمامة في 26 سبتمبر (أيلول) عام 1962.

 

عائلات المعتقلين ومحامون في صنعاء أكدوا أن هذا الأمر كان مشروطا بدفع المفرج عنهم غرامة مالية تتجاوز 400 دولار عن كل معتقل، إلى جانب إقرار خطي بأنهم ارتكبوا خطأ عند خروجهم للاحتفال بذكرى الثورة، كما طلب من أسر المعتقلين إحضار ضمانة من زعيم قبلي موال للحوثيين أو أحد التجار، أو تعهد من أولياء الأمور مصادق عليه من مسؤولي الأحياء التي يسكنون فيها.

مطالبات بالإفراج
وفي حين تتواصل المطالبات بإطلاق سراح جميع المعتقلين الذين يبلغ عددهم نحو 1500 شاب في صنعاء وحدها، كشف محامون وعائلات عن استمرار حملة الاعتقالات التي تستهدف الشبان الذين يشتبه بمشاركتهم في الاحتفالات.


ونفت المصادر صحة إعلان الحوثيين أنهم أطلقوا سراح جميع المعتقلين، وذكرت أن عناصر مخابرات الحوثيين اعتقلت الأحد الماضي أكثر من 12 شابا، بينهم طفلان لم يتجاوزا سن 15عاما، وأنه تم اقتياد معظم المعتقلين من ساحة العروض في ميدان السبعين ونقلهم إلى قسم شرطة «علاية».

ووفق بلاغ تقدمت به أسر المعتقلين فإن أجهزة أمن الحوثيين وجهت إلى أبنائهم تهمة رفع العلم الوطني، والمشاركة في احتفالات ثورة «26 سبتمبر» وقالت هذه الأسر إن عددا من أفرادها تم إيداعهم السجن لمجرد ذهابهم إلى أقسام الشرطة للاستفسار عن أقاربهم الذين اختفوا بعد اعتقالهم.


وتضم قائمة المعتقلين الجدد الذين تم التعرف عليهم مباشرة؛ وفقا لهذه المصادر كلا من: إياد عميقة (14 عاما)، وعمار الماس (15 عاما) وعبد العزيز عبد المغني، ومعتصم الواع، ومحمد الأغبري، وحسين عبد المغني، وبسام عبد المغني، وأيمن عبد المغني، وجمال عبد المغني.

وبحسب ما أوردته أسر المعتقلين فإن هناك أعدادا أخرى من الشبان تم اعتقالهم وأودعوا سجون أقسام الشرطة في العاصمة صنعاء، ولم يتم التعرف على أسمائهم، بسبب منع الزيارات عنهم، ورفض أقسام الشرطة الإفصاح عن هوياتهم، واعتقال أقاربهم الذين يذهبون للسؤال عنهم.

وجددت هذه الأسر مطالباتها بالكشف عن مصير أبنائها والإفراج عنهم بصورة عاجلة لأنه لا يوجد نص قانوني يمنع المواطنين من رفع العلم الوطني أو الاحتفال بذكرى الثورة والأعياد الوطنية.

تعهد بالقمع
‏ مع استئناف حملة الاعتقالات في صنعاء، برر القيادي الحوثي محمد البخيتي المعين من قبل الجماعة محافظا في ذمار، هذه الحملة وزعم أن المشكلة ليست في رفع علم اليمن بل في التحرك لخدمة ما أسماه «العدوان» وتعهد بألا تسمح جماعته بذلك حتى ولو رفع المحتفلون المصاحف. ‏


وفي اعتراف صريح باستمرار عملية الاعتقالات قال البخيتي إن أتباع الجماعة هم من يحق لهم رفع العلم الوطني لان الآخرين لا يحق لهم ذلك، لأنهم في نظره يقاتلون مع خصوم الجماعة، زاعما أن الاحتفال الشعبي بذكرى ثورة «26 سبتمبر» «مؤامرة مكشوفة»، وطلب من المحتفلين «التوبة».

وفي سياق متصل بحملة القمع ذكرت مصادر حقوقية أن الحوثيين ألزموا الأستاذ الجامعي إبراهيم الكبسي بالتوقف عن الكتابة ضدهم، وأجبروه على توقيع التزام بعدم الكتابة باعتبار ذلك شرطا لإخراجه من الحبس في قسم الشرطة الذي أخذ إليه بعد الاعتداء عليه بالضرب المبرح.


وذكر محمد المقالح القيادي السابق في اللجنة الثورية للحوثيين أنه اطلع على صور جديدة تظهر حجم ووحشية الاعتداء الذي تعرض له الكبسي وحجم التهديدات والمساومات التي تعرض لها أثناء وبعد الاعتداء عليه واحتجازه، وخاطب الحوثيين مؤكدا أنهم ‏لن يسكتوا كلمة الحق حتى لو قاموا بتصفية أصحابها جسديا وليس فقط إظهار الوحشية والهمجية على جسد وروح إنسان أعزل.

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

الحوثي يعلن الحرب ..لا لضبط النفس : صنعاء سترد على الغارات الأمريكية

صنعاء (الجمهورية اليمنية) - أكدت مصادر مطلعة في العاصمة اليمنية صنعاء، أن اليمن لن يلتزم بسياسة ضبط النفس تجاه الغارات الأمريكية التي استهدفت الأحياء السكنية، مشددة على أن الرد على هذا العدوان لن يتأخر، وأن صنعاء تحتفظ بحقها الكامل في الرد المناسب على الجريمة.

وقالت المصادر في تصريح خاص لموقع “اليمن الجديد نيوز” التابع للحوثيين: صنعاء لا تحتفظ بحق الرد فقط، بل الرد على العدوان الأمريكي واستهداف الأحياء السكنية لن يتأخر، وهو حق مشروع ومكفول بموجب القانون الدولي.

وفي تعليقها على التصريحات الأمريكية الأخيرة، أضافت المصادر: اليمن لم يهتز أمام 4 حاملات طائرات أمريكية مصحوبة بعشرات المدمرات العسكرية وفخر الطيران الأمريكي، فكيف يمكن أن تهزه تصريحات جوفاء من ترامب؟، في إشارة إلى التقليل من شأن التهديدات التي أطلقها الرئيس الأمريكي.

وحذرت من أن استهداف المدنيين في صنعاء هو ورقة خاسرة وغير مجدية، مؤكدة أن أمريكا يجب أن تتحمل التبعات الكاملة لهذا العدوان الغاشم، لافتة إلى أن صنعاء لن تصمت على استهداف الأبرياء وأن الرد سيكون بمستوى الجريمة.

وأشارت المصادر إلى أن الشعب اليمني الذي صمد في وجه التحالف لسنوات لن يقف مكتوف الأيدي أمام أي تصعيد جديد مهما كانت الجهة التي تقف خلفه، مضيفة أن الأيام القادمة ستحمل الرد المناسب والموجع لمن شن هذا العدوان.

 

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • ‏تاجر نفط وقيادي بارز.. أنباء عن استهداف حسن شرف الدين القيادي في جماعة الحوثي
  • النتائج الأولية للضربة الأمريكية ضد الحوثي في اليمن
  • إعادة محاكمة متهم بقضية خلية العجوزة الإرهابية.. غدًا
  • الحوثي يتوعد واشنطن بالهزيمة والرد على هجماتها الأخيرة بصورة "موجعة"
  • الجيش الأميركي: الضربات على الحوثيين مستمرة
  • الحوثي يعلن الحرب ..لا لضبط النفس : صنعاء سترد على الغارات الأمريكية
  • محلل أمريكي: جماعة الحوثيين عرائس تحركها إيران
  • الحوثيون: غارات جديدة تستهدف صنعاء
  • مبادرة لمواجهة تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر
  • الحكومة: جماعة الحوثي هجّرت ملايين اليمنيين وتتاجر بالقضية الفلسطينية