الجزيرة:
2025-02-22@21:17:32 GMT

أذربيجان.. خليط الحضارات والمتناقضات

تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT

أذربيجان.. خليط الحضارات والمتناقضات

باكو- في واحد من المطاعم الشهيرة بالعاصمة الأذربيجانية باكو، وقفت المطربة تؤدي بعض الأغاني بلغة بلادها القريبة إلى التركية، لكنها ما لبثت أن تحولت إلى الغناء بالروسية، ما بدا أنه تقليد معتاد في كثير من الأماكن السياحية، حتى إن قوائم الطعام تكتب باللغتين الأذرية والروسية، وأحيانا تضاف الإنجليزية.

ويلاحظ الزائر لأذربيجان، لا سيما إذا كانت زيارته الأولى، ملامح الماضي السوفياتي في هذا البلد الذي كان ضمن جمهوريات الاتحاد السوفياتي لأكثر من 70 عاما، قبل أن يستقل في 1991، بعد انهيار الاتحاد في عهد ميخائيل جورباتشوف.

ورغم أنها حسمت مؤخرا أكبر مشكلات هذا الإرث السوفياتي، بعد ضمها رسميا لإقليم ناغورني قره باغ، الذي تنازعته مع أرمينيا لأكثر من 30 عاما، وخاضت حربين سقط فيهما عشرات الآلاف؛ فإن الماضي السوفياتي يبدو حاضرا بقوة، في الشوارع والمباني، وحتى في المعاملات اليومية.

 

لم تخرج أذربيجان تماما من عباءة الإرث السوفياتي، وإن كانت تحاول، فالعديد من المباني لا تزال تحتفظ بالطراز السوفياتي، كما أن آثار الوجود الروسي السابق ورموزه وثقافته، ظاهرة بشكل ملحوظ في الشوارع، إلى جانب العمارة التي يغلب عليها الطابع الإسلامي، لا سيما في الجزء الذي يحمل اسم المدينة القديمة في العاصمة.

عدد غير قليل من الأذريين يتحدثون الروسية، في الفنادق والمطاعم والأماكن السياحية، كما أن الروس موجودون في كل مكان، وهناك القليل -أيضا- ممن يتحدثون اللغة العربية، حيث أصبحت هذه الدولة شاهدا على تعاقب وتفاعل العديد من الحضارات والثقافات التي مرّت عليها؛ مثل: الزرادشتية والساسانية والعربية والفارسية والعثمانية، وأخيرا الروسية.

أبراج اللهب أو الشعلة في باكو تتكون من 3 مبان شاهقة يصل ارتفاعها إلى 190 مترا (الجزيرة)

تحتوي باكو على مجموعة متنوعة من الأنماط المعمارية، يتقدمها برج "مايدن بن دافيد" الذي يعود تاريخه إلى القرن 12، إلى جانب المباني والقصور التابعة للعصر الإمبراطوري الروسي، كما أن هناك العديد من المباني التي بُنيت في باكو في مطلع القرن العشرين، التي تتميز بالتأثير الفيكتوري والغربي في تصاميمها.

والزائر للمدينة القديمة المسوّرة بحاراتها الضيقة، يلاحظ التشابه الكبير مع مدن عربية وإسلامية، حيث القصور المزخرفة والمزينة بآيات قرآنية مكتوبة بالخط العربي.


الاقتصاد والسياحة

بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وإعلان أذربيجان استقلالها، تحولت إلى الاقتصاد النفطي، حيث تعدّ احتياطات النفط والغاز الضخمة عاملا رئيسا لازدهار الاقتصاد.

وحسب بيانات البنك الدولي، بلغ الناتج الإجمالي لأذربيجان في 2022 ما يزيد عن 78 مليار دولار، يبلغ نصيب الفرد منهم نحو 7700 دولار، بنسبة نمو 4.6%، بينما لا تزيد نسبة البطالة عن 5.5%.

طرز العمارة تتنوع في أذربيجان بين العصرية والتاريخية التي تعود إلى حضارات مختلفة (الجزيرة)

وتعمل الحكومة منذ سنوات على زيادة العائدات غير النفطية، من خلال تشجيع النهوض بقطاع السياحة، فأذربيجان التي لم تكن قبل سنوات قليلة على خريطة السياحة العالمية، أصبحت اليوم مقصدا للسياح من مناطق عديدة، لا سيما روسيا وتركيا والعالم العربي، بعد أن هيأت بنيتها التحتية لذلك، وشجعت على الاستثمار في هذا القطاع المهم.

وإلى جانب العديد من الأماكن التاريخية التي تمثل حضارات وثقافات عدة، سواء في العاصمة باكو أو في غيرها من المدن، تتمتع أذربيجان بطبيعة خلابة، حيث المساحات الشاسعة من السهول الخضراء في وسط البلاد والجبال الشاهقة في الشمال، فضلا عن العديد من الغابات والبحيرات والأنهار، وهي طبيعة منحها لها موقعها الجغرافي في منطقة جنوب القوقاز بين غرب آسيا وشرق أوروبا.

وتعدّ المناطق التي استعادتها باكو من أرمينيا -خاصة شوشا وكلبجار ولاتشين في إقليم ناغورني قره باغ الغني بالغابات وعيون الماء العلاجي- من أكثر وجهات الجذب السياحي.

لكن يلاحظ أن هذا الوضع الاقتصادي لم ينعكس بشكل كبير على حالة السكان، فرغم ثروتها الهائلة من النفط والغاز، واهتمامها خلال السنوات الأخيرة بجذب السياحة؛ فإنه يمكن رؤية بيوت الصفيح في مناطق عدة من العاصمة، كما أن البنية التحتية لا تعبّر عن هذا الثراء، حتى إن سائق الأجرة ضحك عندما سألته عن سر ذلك قائلا، "لدينا أماكن لو رأيتها لاستغربت أكثر من ذلك".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: العدید من کما أن

إقرأ أيضاً:

سفير أذربيجان لمركز الحوار: COP29 خطوة نوعية في العمل المناخي بدعم مصري

أكد السفير الدكتور الخان بولوخوف، سفير جمهورية أذربيجان بالقاهرة، أن مؤتمر الأطراف COP29 يمثل خطوة نوعية في مسار التمويل المناخي، مستفيدًا من الإنجازات التي تحققت خلال COP27 وCOP28، خاصة فيما يتعلق بصندوق الخسائر والأضرار والانتقال العادل نحو الطاقة المتجددة.

جاء ذلك خلال كلمة السفير في الندوة التي نظمها مركز الحوار بالتعاون مع سفارة جمهورية أذربيجان بالقاهرة، تحت عنوان مصر وأذربيجان: «من كوب 27 إلى كوب 29.. .مسار تكاملي»، حيث أشاد سفير أذربيجان في مستهل كلمته بأهمية عقد هذه الندوة التي تناقش وجها جديدا من أوجه التعاون المصري الأذربيجاني.

وأوضح السفير أن التوصل إلى اتفاق بشأن أسواق الكربون إنجاز حقق خلال مؤتمر المناخ بأذربيجان، إذ ستساعد هذه الاتفاقيات الدول على تنفيذ خططها المناخية بشكل أسرع وإحراز تقدم نحو خفض الانبعاثات العالمية، كما تم التوصل أيضًا إلى اتفاقيات مهمة تتعلق بتقارير الشفافية المتعلقة بالمناخ والتكيف. مشددًا على أهمية تأمين تعاون جميع الجهات الفاعلة لزيادة التمويل الموجه للدول النامية من المصادر العامة والخاصة، ليصل إلى 1.3 تريليون دولار سنويًا بحلول عام 2035.

وفي ختام كلمته نوه أن كل من «مصر وأذربيجان» تتحمل مسؤولية استضافة مؤتمرات عالمية كجزء من دورهما في تعزيز الحوار والتعاون الدولي. فمصر، التي استضافت المنتدي الحضري العالمي وغيره من الفعاليات الدولية الكبرى، تمتلك تاريخًا طويلًا في تنظيم الفعاليات التي تجمع بين الثقافات وتعزز التفاهم المشترك.

من جانبها، تلعب أذربيجان دورًا محوريًا كمركز للحوار بين الشرق والغرب، حيث ستستضيف باكو أيضا «المنتدي الحضري العالمي 2025».

كما أوضح السفير الدكتور مصطفي الشربيني "سفير ميثاق المناخ الأوروبي" الذي أكد على أن مخرجات كوب 29 في باكو هو استمرار لجهود ومخرجات كوب 27 خاصة الإنجاز التاريخي الذي حقق في كلا المؤتمريين.

من جانبه أشار اللواء أ.ح حمدي لبيب، رئيس مؤسسة الحوار للدراسات والبحوث الإنسانية، على خطورة التغيرات المناخية والتحديات التي تفرضها على العالم، مشيدًا بالنجاحات المتميزة التي حققها مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP29)، الذي انعقد في العاصمة الأذربيجانية باكو، واعتُبر محطة مهمة في مسار الجهود الدولية لمواجهة الأزمة المناخية. وجدير الذكر أن محمد ربيع الديهي مساعد مدير المركز لقطاع البحوث والدراسات الذى أدار اللقاء، وضح أن عقد هذه الندوة جاء في سياق اهتمام المركز بالقضايا الدولية، وبخاصة التعرف على جهود مصر وأذربيجان لمواجهة تلك التحديات.

وجدير الذكر أن الندوة شهدت حضور لافت من المهتمين بقضايا المناخ والدور المصري والأذري في مواجهه التغيرات المناخية من بينهم رئيس المجلس المصري للشباب الفلسطيني السفير محمد عريقات الذي تطرق إلى خطورة الحرب على قطاع غزة وتأثيرها على التغيرات المناخية، كما أوضح الأستاذ هاني الجمل الخبير الإعلامي إلى أهمية الاعلام لمواجهة التغيرات المناخية ونشر الوعي، في حين أشار الدكتور محمد عبد المنعم رئيس المنتدي العالمي لخبراء السياحة إلى دور السياحة في نشر المعرفة والوعي حول التغيرات المناخية من خلال الحفاظ على البيئة.

اقرأ أيضاًمركز الحوار: الاستحقاق الرئاسي في فنزويلا شهد العديد من ضمانات النزاهة والحياد والشفافية

مركز الحوار ينظم ندوة «أكتوبر معركة نصر» بمكتبة مصر العامة

خلال ندوة لـ مركز الحوار.. أستاذ علوم سياسية: الحرب في غزة ستنتهي خلال 10 أيام

مقالات مشابهة

  • مسلسلات رمضان 2025.. MBC تواصل الترويج لـ «80 باكو»
  • “تريندز” يختتم مشاركة ناجحة في النسخة الثانية من مؤتمر حوار الحضارات والتسامح
  • طارق الطاير يبحث التعاون البرلماني مع أذربيجان
  • تونس تشهد العديد من «الهزّات الأرضية» خلال أيام.. هل هنالك إمكانية لحدوث «زلزال»؟
  • وزير الخارجية ووزير الخارجية الصيني يناقشان تكثيف التنسيق الثنائي ومتعدد الأطراف في العديد من القضايا
  • تواصل فعاليات المؤتمر الدولي الثاني لحوار الحضارات والتسامح بجلسات متخصصة حول دور المرأة في تعزيز الحوار الحضاري والتسامح العالم
  • سفير أذربيجان لمركز الحوار: COP29 خطوة نوعية في العمل المناخي بدعم مصري
  • "الوطني" يشارك باجتماعات لجان الجمعية البرلمانية الآسيوية في باكو
  • الشربيني: الأيكوثيرم لعب دورا مهما في التحول للطاقة الخضراء بمؤتمر COP29 في أذربيجان
  • شيخ الإسلام في أذربيجان: الوحدة الإسلامية تتطلب الحوار والوسطية وتوحيد الجهود