اليوم العالمي للمسنين
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
أحمد بن خلفان الزعابي
الأول من أكتوبر من كل عام يوافق اليوم العالمي للمسنين؛ وهو أحد أيام الأمم المتحدة الدولية التي يتم الاحتفال بها حول العالم، وكذلك فإنَّ سلطنة عُمان ممثلة بوزارة التنمية الاجتماعية وعدد من الجهات المختصة تشارك الاحتفال بهذه المناسبة في مختلف ربوع الوطن.
حقيقة المسن هو ذلك الرجل الذي كان بالأمس شابًا يافعا أو تلك الفتاة التي كانت بالأمس زهرة جميلة في بيت أبويها ثم سار بهم قطار الأيام والسنون حتى أفضى بهم إلى إحدى محطات حياتهم حتى وصلوا إلى محطة أصبحت قواهم ضعيفة وبدأت التجاعيد منتشرة على جسدهم إنها مرحلة الكهولة التي وصفها رب العزة في قوله ﴿الله الذي خَلَقَكُمْ مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً﴾ (الروم: 54)، وإن احتفلت الأمم المتحدة بهذه المناسبة ووضعت لها يوماً ضمن أجندتها للاحتفال والاحتفاء بكبار السن والتذكير بحقوقهم، فنحن والحمد لله كمسلمين نحتفل بهم كل يومٍ وفي كل حِين، فكبير السن قد يكون أباً أو جداً أو أما أو جدة أو حتى الجار، أيا كانت صلة القرابة فقد أوصانا بهم ربنا تبارك وتعالى وهم باب من أبواب الجنة ومن منَّا لا يرغب بها فهي أمل كل مسلم على ظهر هذا الكوكب.
لقد أوصانا ربنا تبارك وتعالى بكبار السن؛ حيث قال ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا﴾ (الإسراء: 23) والعناية بكبار السن ورعايتهم وقضاء حوائجهم دَين في رقابنا تجاههم ومهما قدّمنا لهم لن نوفيهم جزءًا من حقهم علينا؛ فالأب ذلك الإنسان الذي يجوع لأجل أن يشبع أبناؤهُ أو يحرِم نفسهُ لأجلَ أن يوفر متطلبات الحياة الكريمة لعائلته، أما الأم فمهما عمِلنا أو قدّمنا لها فلن نفيها اليسير من حقها ولو قدّمنا لها وزنها ذهبًا فإن ذلك لا يُعادل زفرة من زفرات الولادة يوم تخرج روح من روح، وعلى من أدرك أحد أبويه أو كلاهما عند الكبر أن يَبرّ بهما ويقوم بقضاء حوائجهما ويلبي طلباتهما ويحسن إليهما فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، "رغم أنفه ثم رغم أنفه ثم رغم أنفه، قِيل من يا رسول الله قال، من أدرك والديهِ عِند الكِبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة"، ولقد أوصانا نبي الأمة باحترام كبار السن وتوقيرهم والقيام على حوائجهم والعناية بهم تقرباً إلى الله تعالى، وطمعًا في مرضاته.
من جهتها، فإن الدولة قامت بتوفير خدمات عديدة لفئة كبار السن من خلال الخدمات المقدمة لهذه الفئة من جانب وزارة التنمية الاجتماعية، وكذلك وزارة الصحة التي تقدم هي الأخرى برامج تعنى بالصحة النفسية والصحة العامة لهذه الفئة من المجتمع، ومؤخرًا استحدثت الحكومة ضمن منافع قانون الحماية الاجتماعية الصادر بالمرسوم السلطاني رقم (52/2023) في المادة (29) منفعة كبار السن التي سيتم صرفها لكل عُماني بلغ سن الـ60 عام أو أكثر، كما أجازت المادة (30) الجمع بين منفعة كبار السن وعدد من المنافع الأخرى وفقاً لأحكام هذا القانون.
ويبقى كبار السن هم شمعة البيت هم النور الذي نستنير به نسترشد بآرائهم وحِكمِهم وتبقى خدمتنا لهم وفاءً مِنا لِما قدموه لنا من تضحيات فديننا يدعونا للبر بهم والابتعاد عن عقوقهم وما ذلك إلا ابتغاءً لمرضاة الله وطاعته.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الجامعة العربية تُحيي اليوم العالمي للتسامح وتدعو لنبذ الكراهية
تشارك جامعة الدول العربية، اليوم السبت، دول العالم الاحتفال باليوم العالمي للتسامح، الذي يوافق 16 نوفمبر من كل عام، باعتباره مناسبة دولية لتأكيد أهمية احترام التنوع الثقافي والديني وترسيخ قيم التعايش السلمي بين الشعوب.
ويأتي إحياء هذا اليوم، الذي أقرّته منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) عام 1995 عقب اعتماد إعلان المبادئ الخاصة بالتسامح، تذكيرًا بضرورة حماية العلاقات الإنسانية من التعصب والعنف، وتعزيز احترام الاختلافات الثقافية والعرقية والدينية، في ظل ما يشهده العالم من تحديات متصاعدة في هذا السياق.
وأكدت الجامعة العربية، في بيان لها، أن تعزيز ثقافة الحوار والتفاهم المتبادل يمثل ركيزة أساسية لبناء مجتمعات مستقرة وقادرة على مواجهة خطاب الكراهية والتطرف.
واعتبرت أن التسامح ليس مجرد شعار أخلاقي، بل قيمة إنسانية جوهرية تعكس احترام حق الآخرين في الاختلاف، وتُعدّ مصدرًا للثراء الحضاري ومحركًا للنمو والازدهار، وأساسًا راسخًا لتحقيق السلام الحقيقي.
وأشار البيان إلى أن العالم يشهد في الوقت الراهن ارتفاعًا في مظاهر التعصب والعنف وخطاب الكراهية، بما يجعل من هذا اليوم فرصة لتعزيز روح الحوار بين الثقافات والحضارات، وتشجيع المبادرات التي تدعم احترام التنوع الديني واللغوي والثقافي وترسخ مبادئ العدالة والمساواة.
كما شددت الجامعة على أهمية الدور التربوي والثقافي والإعلامي في غرس قيم التسامح لدى الأجيال الجديدة، باعتبارها خط الدفاع الأول ضد التطرف والانغلاق الفكري.
ولفتت الجامعة إلى جهودها المبذولة في هذا المجال، وفي مقدمتها تبني الإعلان العربي للتسامح والسلام الذي يمثل إطارًا إرشاديًا لدعم الجهود المستقبلية الهادفة إلى تعزيز الاحترام المتبادل والتعايش السلمي، وبناء جسور التفاهم بين أتباع الثقافات والحضارات المختلفة، وفتح قنوات تواصل فعّالة لترسيخ السلام ونشر قيم التسامح ورفض جميع أشكال الكراهية والتمييز.
واختتمت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بيانها بدعوة المجتمعات والمؤسسات إلى جعل التسامح والحوار جزءًا أصيلًا من رؤيتها ورسالتها، إيمانًا بأن هذه القيم تمثل جسر العبور نحو مستقبل أكثر أمنًا وعدلًا وإنسانية.