جريدة الرؤية العمانية:
2024-07-06@17:28:15 GMT

اليوم العالمي للمسنين

تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT

اليوم العالمي للمسنين

 

أحمد بن خلفان الزعابي

 

الأول من أكتوبر من كل عام يوافق اليوم العالمي للمسنين؛ وهو أحد أيام الأمم المتحدة الدولية التي يتم الاحتفال بها حول العالم، وكذلك فإنَّ سلطنة عُمان ممثلة بوزارة التنمية الاجتماعية وعدد من الجهات المختصة تشارك الاحتفال بهذه المناسبة في مختلف ربوع الوطن.

حقيقة المسن هو ذلك الرجل الذي كان بالأمس شابًا يافعا أو تلك الفتاة التي كانت بالأمس زهرة جميلة في بيت أبويها ثم سار بهم قطار الأيام والسنون حتى أفضى بهم إلى إحدى محطات حياتهم حتى وصلوا إلى محطة أصبحت قواهم ضعيفة وبدأت التجاعيد منتشرة على جسدهم إنها مرحلة الكهولة التي وصفها رب العزة في قوله  ﴿الله الذي خَلَقَكُمْ مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً﴾ (الروم: 54)، وإن احتفلت الأمم المتحدة بهذه المناسبة ووضعت لها يوماً ضمن أجندتها للاحتفال والاحتفاء بكبار السن والتذكير بحقوقهم، فنحن والحمد لله كمسلمين نحتفل بهم كل يومٍ وفي كل حِين، فكبير السن قد يكون أباً أو جداً أو أما أو جدة أو حتى الجار، أيا كانت صلة القرابة فقد أوصانا بهم ربنا تبارك وتعالى وهم باب من أبواب الجنة ومن منَّا لا يرغب بها فهي أمل كل مسلم على ظهر هذا الكوكب.

لقد أوصانا ربنا تبارك وتعالى بكبار السن؛ حيث قال ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا﴾ (الإسراء: 23) والعناية بكبار السن ورعايتهم وقضاء حوائجهم دَين في رقابنا تجاههم ومهما قدّمنا لهم لن نوفيهم جزءًا من حقهم علينا؛ فالأب ذلك الإنسان الذي يجوع لأجل أن يشبع أبناؤهُ أو يحرِم نفسهُ لأجلَ أن يوفر متطلبات الحياة الكريمة لعائلته، أما الأم فمهما عمِلنا أو قدّمنا لها فلن نفيها اليسير من حقها ولو قدّمنا لها وزنها ذهبًا فإن ذلك لا يُعادل زفرة من زفرات الولادة يوم تخرج روح من روح، وعلى من أدرك أحد أبويه أو كلاهما عند الكبر أن يَبرّ بهما ويقوم بقضاء حوائجهما ويلبي طلباتهما ويحسن إليهما فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، "رغم أنفه ثم رغم أنفه ثم رغم أنفه، قِيل من يا رسول الله قال، من أدرك والديهِ عِند الكِبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة"، ولقد أوصانا نبي الأمة باحترام كبار السن وتوقيرهم والقيام على حوائجهم والعناية بهم تقرباً إلى الله تعالى، وطمعًا في مرضاته.

من جهتها، فإن الدولة قامت بتوفير خدمات عديدة لفئة كبار السن من خلال الخدمات المقدمة لهذه الفئة من جانب وزارة التنمية الاجتماعية، وكذلك وزارة الصحة التي تقدم هي الأخرى برامج تعنى بالصحة النفسية والصحة العامة لهذه الفئة من المجتمع، ومؤخرًا استحدثت الحكومة ضمن منافع قانون الحماية الاجتماعية الصادر بالمرسوم السلطاني رقم (52/2023) في المادة (29) منفعة كبار السن التي سيتم صرفها لكل عُماني بلغ سن الـ60 عام أو أكثر، كما أجازت المادة (30) الجمع بين منفعة كبار السن وعدد من المنافع الأخرى وفقاً لأحكام هذا القانون.

ويبقى كبار السن هم شمعة البيت هم النور الذي نستنير به نسترشد بآرائهم وحِكمِهم وتبقى خدمتنا لهم وفاءً مِنا لِما قدموه لنا من تضحيات فديننا يدعونا للبر بهم والابتعاد عن عقوقهم وما ذلك إلا ابتغاءً لمرضاة الله وطاعته.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

حزب الله بعد حرب الإسناد.. تغييرات مُنتظَرة تشمل التحالفات؟!

لا شكّ أنّ العالم ما بعد السابع من تشرين الأول 2023، ليس نفسه العالم ما قبله، فقد غيّرت عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية، وما أعقبها من حرب إسرائيلية دموية لم تنتهِ فصولاً على غزة، وما تفرّع عنها من "حروب إسناد" في أكثر من جبهة، وجه العالم بصورة أو بأخرى، حتى أنّ إسرائيل أصبحت "معزولة" في مكانٍ ما، تلاحقها المحاكم الدولية، ويطاردها الرأي العام حتى في دول كانت تتبنّى سرديّتها.
 
وكما تركت الحرب الإسرائيلية على غزة تداعياتها على العالم برمّته، فإنّها تركت تأثيراتها على الساحة اللبنانية، التي تواجه منذ نحو تسعة أشهر، حربًا متصلة ومنفصلة عن غزة، بدأت على شكل "جبهة إسناد" فتحها "حزب الله" تضامنًا مع الفلسطينيين، لكنّها تمدّدت شيئًا فشيئًا، على وقع انقسام داخليّ في مقاربتها، بين فريق يعتبر ما يقوم به الحزب "واجبًا إنسانيًا"، وآخر يحمّله مسؤولية أخذ البلاد إلى "مجهول"، وبالتالي توريطه في ما لا تحمد عقباه.
 
وعلى وقع التصعيد الذي لا يُعرَف مداه، وما إذا كان سيفضي إلى حربٍ أوسع وأشمل كما يتكهّن البعض، أم سيبقى محدودًا ومضبوطًا بسقف عدم الانزلاق للحرب، تُطرَح العديد من علامات الاستفهام، عن مقاربة "حزب الله" تحديدًا لمرحلة ما بعد "حرب الإسناد"، أو "اليوم التالي"، فما الذي تغيّر أو سيتغيّر على خطّها؟ وما صحّة الحديث عن "تحالفات جديدة" في قاموس الحزب، الذي بدأ إعادة النظر بالكثير من العلاقات، فضلاً عن المقاربات؟!
 
"لا تغيير في مواقف الحزب"
 
يرفض المحسوبون على "حزب الله" والمقرّبون منه السؤال من الأساس، حول التداعيات السياسية المحتملة للحرب الدائرة في الجنوب، أيًا كانت نتيجتها، حيث يذكّرون بأنّ الحزب ليس ممّن "يوظّفون" المجريات العسكرية في الجنوب، وهو حين انتصر في حرب تموز 2006، لم يعمد إلى استغلال ما حقّقه في السياسة، بل بقي ثابتًا على دعواته للشراكة والتفاهم، وهو ما جسّده في أدائه على امتداد السنوات اللاحقة للحرب، حتى يومنا هذا.
 
بهذا المعنى، يقول العارفون إنّ الحزب بعد الحرب لن يكون مختلفًا عنه ما قبل الحرب، فهو باقٍ على ثباته على المواقف المبدئية التي لطالما آمن بها، علمًا أنّ قياديّيه من المستوى السياسي لم يعدّلوا في خطابهم حتى خلال مرحلة الحرب، وهم يدعون دائمًا إلى فصل الاستحقاقات السياسية بما فيها رئاسة الجمهورية عن الحرب في غزة ولبنان، وذلك في إطار التفاهم الوطني الذي لا يُعتبَر تعذّره نتيجة للحرب، باعتبار أنّ أزمة الرئاسة سابقة لها.
 
وإذا كان هناك من يراهن على الحرب لرفع أسهم مرشح من هنا أو هنالك، حتى إنّ بعض من يصنَّفون ضمن خانة "المحسوبين على الحزب"، يعتقدون أنّ فرص رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية سترتفع بعد الحرب، سواء أفضت إلى انتصار أو تسوية، فإنّ العارفين بأدبيّات الحزب يؤكدون أنّ الموقف يبقى ثابتًا لجهة دعم فرنجية، معطوفًا على الدعوة إلى الحوار والتفاهم، بوصفها المدخَل الوحيد للحلّ، بمعزل عن الحرب أو غيرها.
 
تحالفات جديدة يُبنى عليها
 
لا يعني ما تقدّم أنّ شيئًا لن يتغيّر في مقاربات "حزب الله" وتحالفاته بعد الحرب، بحسب ما يقول العارفون، الذين يلفتون إلى أنّ الحزب يسجّل الكثير من "المآخذ" على المواقف التي يتّخذها العديد من الفرقاء منذ فتح الجبهة، وبينهم حلفاء وأصدقاء وحتى خصوم تجاوزوا منطق الخصومة بشكل أو بآخر، كما يبدي في المقابل اهتمامًا بالعديد من القوى السياسية التي ما كانت قريبة منه يومًا، لكنّها تعاملت مع أحداث الجنوب بإيجابية قلّ نظيرها.
 
في هذا السياق، ثمّة من يعتقد أنّ أكثر العلاقات التي سيعيد "حزب الله" النظر بها بعد الحرب هي علاقته مع "التيار الوطني الحر"، في ضوء المواقف التي اتخذها رئيسه الوزير السابق جبران باسيل من فكرة فتح الجبهة الجنوبية، وربط المسارات، وانتقاداته المتكرّرة للحزب، إلا أنّ الحزب الذي غضّ النظر عن الكثير من هذه المواقف، يتفهّم بحسب العارفين، "سياقها السياسي" السابق للحرب، وإن كان يدرك أنّ "مراجعة" ستكون مطلوبة في مرحلة ما.
 
لكن، إلى جانب العلاقة مع "التيار"، ثمّة علاقات أخرى يستعدّ "الحزب" لإعادة النظر بها، منها علاقته ببعض القوى التي بالغت برأيه في "تبنّي" السردية الإسرائيلية، لدرجة مطالبتها الحزب، لا إسرائيل، بتطبيق القرار 1701، في مقابل قوى أخرى، خصوصًا في الساحة السنّية، فاجأته باندفاعتها مع المقاومة، ومنها قوى اختارت النزول إلى الميدان، جنبًا إلى جنب الحزب، وهو ما يفترض كثيرون أنّ "ترجمته السياسية" لن تكون ببعيدة في المرحلة المقبلة.
 
يقول الحزب إنّه ثابتٌ على مواقفه، فعلى الرغم من رفضه للحديث الدولي المتكرّر عن "جناحين" سياسي وعسكري في صفوفه، إلا أنه "يفصل" بين عمله المقاوم، والأداء السياسي، وإن كان الأخير برأيه يأتي مكمّلاً للأول، أو ربما سندًا له. لكنّ الأكيد بحسب ما يقول العارفون، أنّ التموضعات والمواقف التي اتخذها البعض في مرحلة الحرب، ستفعل فعلها في "اليوم التالي" لها، وأنّ الغد لناظره قريب.. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • غزة.. وبشارات الهجرة النبوية
  • حزب الله يستهدف موقع رويسات العلم بالصواريخ
  • 6 معانٍ وراء تقبيل الزوج لجبين زوجته بمناسبة اليوم العالمي للتقبيل 2024..
  • حزب الله بعد حرب الإسناد.. تغييرات مُنتظَرة تشمل التحالفات؟!
  • المطران جورج خضر المعلم الكثير النقاء
  • أسعار الذهب في مصر اليوم.. بكام عيار 24 ؟
  • شيخ الأزهر: القرآن صنع أمة كبرى ونقلها ‏من المحليَّةِ إلى العالميَّةِ
  • شيخ الأزهر: القرآن نقل الأمة من حالة الضعف والبساطة إلى العالميَّةِ
  • بعيداً عن السياسة
  • تداعيات الدّلال العالمي للصّهيونية