هيئة الوقاية والسلامة بالشارقة تنال جائزة مستخدمي أكسيلا السنوية
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
الشارقة في 4 أكتوبر / وام / نالت هيئة الوقاية والسلامة بالشارقة جائزة مستخدمي أكسيلا السنوية 2023 عن مشروع "نظام الشارقة للسلامة والصحة المهنية OSHJ" لفئة "أفضل تواصل مع المجتمع" على مستوى الشرق الأوسط وذلك خلال المؤتمر السنوي لمستخدمي برامج "أكسيلا" الذي عُقد أمس الأول في العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي والذي يهدف إلى استعراض أحدث التقنيات والأساليب العالمية في تقديم البرامج والأنظمة للمؤسسات الحكومية.
ويعمل النظام الذي تم إطلاقه في المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2022 على ضمان سلامة وصحة العاملين في مختلف القطاعات بالإمارة ويتفرد بإدارته إلكترونياً بشكل كامل وتطبيقه آليات السلامة على جميع الجهات الحكومية والخاصة ويهدف النظام إلى تحديد معايير السلامة الواجب اتباعها لممارسة مختلف الأنشطة في إمارة الشارقة بشكل آمن وذلك عن طريق تحديد 18 متطلباً رئيسياً يجب على أصحاب العمل الامتثال لها ومن أهمها ضمان سلامة وصحة العاملين والمتعهدين والزوار والمتأثرين بأنشطة صاحب العمل وتقييم المخاطر والتحكم بها ومراعاة ظروف عمل ذوي الإعاقة والنساء الحوامل واللواتي أنجبن حديثاً وذلك لضمان بيئة عمل آمنة ومستدامة وصحية وبما يدعم مسار الأمن والسلامة بخطة الخمسين لدولة الإمارات العربية المتحدة.
ويهدف النظام إلى تعزيز مكانة إمارة الشارقة كبيئة استثمارية خصبة عن طريق تقديم أعلى مستوى من الحماية للعاملين في الإمارة ودعم القطاع الصناعي الذي تساهم فيه الإمارة بنسبة 48% من الناتج الصناعي لدولة الإمارات العربية المتحدة والقطاع الإنشائي الذي يشهد تطوراً متسارعاً بالإضافة إلى المحافظة على مكانة الإمارة التي تمثل صرحاً علمياً يستفيد منه أكثر من 22 ألف طالب في المؤسسات التعليمية الجامعية.
كما يعزز النظام من تصنيف الدولة المتقدمة في الاهتمام بسلامة العمال وذلك بالتعاون مع وزارة الموارد البشرية والتوطين والجهات ذات الصلة بالإضافة إلى الربط الإلكتروني مع عدد من الجهات الحيوية بالإمارة والتي تعمل جنباً إلى جنب لتكامل العمليات والتحقق من البيانات المدخلة وتبادلها عن طريق دائرة الحكومة الإلكترونية ومكتب الشارقة الرقمية.
وقال الشيخ خالد بن صقر القاسمي رئيس هيئة الوقاية والسلامة رئيس الوفد المشارك في المؤتمر إن فوز الهيئة بالجائزة يعكس الجهود البارزة التي بذلتها في مجال التحول الرقمي واستخدام أحدث التقنيات لتزويد مستخدميها بنظام مبسط لتحفيز الأعمال من خلال عملية آمنة وموثوقة وقد تمكنت الهيئة من الوصول للمجتمع المحلي والتعريف بنظام الشارقة للسلامة والصحة المهنية "OSHJ" الذي يسهم بشكل كبير في تحقيق رؤية الهيئة وهي الوصول لمجتمع آمن خال من الأخطار.
وجاءت مشاركة الهيئة في مؤتمر مستخدمي أكسيلا السنوي 2023 بهدف الإطلاع على تجارب الدول الرائدة في تقديم خدماتها للمستثمرين ومواكبة أحدث المنتجات في مجال تكنولوجيا الخدمات الحكومية الذكية والتحول الرقمي، كما أتاح المؤتمر الفرصة لمشاركة الخبرات مع المؤسسات الحكومية المشاركة في الحدث.
مصطفى بدر الدين/ بتول كشوانيالمصدر: وكالة أنباء الإمارات
إقرأ أيضاً:
علي عبد الله صالح.. القائد الذي صنع تاريخ اليمن الحديث
في 21 مارس 1947م، وُلد علي عبد الله صالح في بلاد سنحان ضواحي صنعاء لعائلة يمنية بسيطة، وسط بيئة متواضعة لكنها مشبعة بالقيم الوطنية، نشأ في مجتمع محافظ، حيث تعلّم مبادئ الولاء للأرض والارتباط بالتقاليد القبلية.
كانت طفولته شاهدة على التحولات الكبرى في اليمن، وخاصة ثورة 26 سبتمبر 1962م، التي أطاحت بالحكم الإمامي وأعلنت الجمهورية، ورغم شبابه آنذاك، انخرط صالح في الدفاع عن النظام الجمهوري، وهو ما شكّل أولى خطواته في مسيرة نضاله الوطني.
في عام 1978م، وفي واحدة من أكثر الفترات اضطرابًا في تاريخ اليمن، تولى علي عبد الله صالح رئاسة الجمهورية العربية اليمنية بعد سلسلة من الاغتيالات والانقلابات السياسية التي كادت تعصف بالبلاد
ورغم هشاشة الدولة في ذلك الوقت، استطاع صالح بحنكة سياسية ودهاء إداري أن يرسّخ الاستقرار، متجنبًا مصير أسلافه الذين لم تطل فترات حكمهم، لم يكن الطريق سهلاً، إذ واجه تحديات داخلية وخارجية، لكنه تمكن من تحقيق توازن فريد بين القبيلة والدولة، وبين السلطة المركزية والتعددية السياسية الناشئة.
كان هاجس الوحدة أحد أهم القضايا التي حملها صالح منذ توليه الحكم، بعد سنوات من المفاوضات والتحديات، تحقق الحلم في 22 مايو 1990م بإعلان الوحدة بين الشمال والجنوب، وهو الحدث الذي عُدّ نقطة تحول في تاريخ اليمن الحديث. ورغم أن الوحدة واجهت تحديات، أبرزها حرب صيف 1994، إلا أن صالح استطاع الحفاظ عليها، وترسيخها كأساس للدولة اليمنية الموحدة.
تميّز عهد علي عبد الله صالح بترسيخ نظام ديمقراطي فريد في المنطقة، حيث أُجريت انتخابات نيابية ورئاسية حرة، وتأسست الأحزاب السياسية، وازدهرت الصحافة وحرية التعبير. كما اهتم ببناء مؤسسات الدولة، وتعزيز النظام الجمهوري، وإنشاء بنية تحتية قانونية تدعم مبدأ التعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة، رغم التحديات التي واجهها من قوى تقليدية كانت تعارض هذا التوجه.
على الصعيد الاقتصادي، شهدت البلاد خلال فترة حكمه نهضة شاملة في مختلف القطاعات، تم استخراج النفط والغاز، وتوسعت شبكة الطرق لتربط المدن والقرى، كما أُنشئت المئات من السدود لدعم القطاع الزراعي، إلى جانب ذلك، شهد قطاع التعليم تطورًا ملحوظًا، حيث توسعت الجامعات والمدارس، وتم إرسال الآلاف من الطلاب في بعثات دراسية خارجية، كما شهد قطاع الاتصالات قفزة نوعية، ما جعل اليمن أكثر انفتاحًا على العالم.
واجه علي عبد الله صالح محاولات عديدة لإضعاف دولته، سواء عبر الصراعات القبلية، أو التمردات المسلحة، أو التدخلات الخارجية، كان أبرز هذه التحديات تمرد مليشيا الحوثي المدعومة من النظام الإيراني، التي بدأت تمارس الإرهاب منذ عام 2004م، وحاولت الانقلاب على النظام الجمهوري، رغم محاولاته المتكررة لإيجاد حلول سياسية، إلا أن الجماعة تمادت في تنفيذ مخططاتها التدميرية وفق أجندة عابرة للحدود، مستغلة الأوضاع الداخلية والإقليمية.
مع انقلاب مليشيا الحوثي في 21 سبتمبر 2014، وجد صالح نفسه أمام معركة جديدة للدفاع عن الجمهورية، تحالف مع الحوثيين في البداية لدرء المخاطر الخارجية، لكنه سرعان ما أدرك خطورة مشروعهم الطائفي، فأعلن انتفاضته ضدهم في ديسمبر 2017م، ورغم التفوق العسكري للحوثيين، قاد صالح المواجهة بكل شجاعة، حتى استُشهد في 4 ديسمبر 2017م، في منزله بصنعاء، وهو يدافع عن الجمهورية والوحدة حتى اللحظة الأخيرة.
ظل علي عبد الله صالح رمزًا وطنيًا في ذاكرة اليمنيين، فقد كان قائداً صاحب رؤية، صنع وحدة اليمن، ووضع أسس الدولة الحديثة، وواجه الإرهاب دون خوف. رغم كل التحديات التي مرت بها البلاد، يظل إرثه حاضرًا في شواهد التنمية، وفي وعي الأجيال التي عاشت عصره الذهبي، واليوم، بعد سنوات من استشهاده، لا يزال اسمه محفورًا في قلوب اليمنيين الذين أطلقوا على يوم ميلاده "ميلاد وطن"، تقديرًا لما قدمه لوطنه وشعبه.
للمزيد..
الزعيم علي عبد الله صالح.. قائد الإنجازات وصانع التحولات التاريخية في اليمن
21 مارس.. ذكرى ميلاد زعيم يمني إرثه في ميزان التاريخ