المقاتل المصرى.. غير مجرى التاريخ
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
تحتفل مصر هذه الأيام باليوبيل الذهبى لذكرى أعظم انتصاراتها فى التاريخ المعاصر يوم السادس من أكتوبر عام 1973، التى أكدت فيه القوات المسلحة المصرية أنها لا تعرف المستحيل، ولديها القدرة على أن تجعل المستحيل ممكناً، واستطاعت بالفعل إحداث انقلاباً فى مفاهيم المعارك العسكرية، وباتت هذه الحرب تُدرس حتى الآن فى كبرى المعاهد العسكرية على مستوى العالم، فى ظل تأكيد جميع الخبراء العسكريين فى الدولة المتقدمة على أن دخول مصر فى حرب مع إسرائيل يمثل عملية انتحار شامل للقوات المصرية لسببين، الأول هو وجود خط بارليف على الضفة الشرقية لقناة السويس، وبات يشكل أكبر الخطوط الدفاعية فى التاريخ بسبب ارتفاعه الشاهق على مياه القناة وتزويده بنقاط حصينة وتفخيخه بالمتفجرات وخطوط النابالم، وأكد الخبراء أن اجتياز هذا المانع الحصين يحتاج إلى قنبلة نووية لا تمتلكها مصر، والأمر الثانى هو التفوق العسكرى الإسرائيلى الكبير، خاصة فى القوات الجوية والدفاع الجوى المتنقل فى هذا الوقت الذى تمدها بها أمريكا، وفى وقت تعانى مصر من صلف الاتحاد السوڤيتى لتزويدها بالسلاح، وأيضًا خروج مصر من هزيمة 67، التى فقدت فيها مصر كثيرًا من قدراتها العسكرية والبشرية والاقتصادية وانخفاض الروح المعنوية.
الحقيقة أن الدهاء السياسى لبطل الحرب والسلام الرئيس الراحل محمد أنور السادات، قد صنع الفارق فى هذه الملحمة، عندما وضع خطة الخداع الاستراتيجى للحرب بشكل نموذجى، والتى شكلت إحدى أهم نقاط القوة لمصر فى عنصر المفاجأة، وحرمت العدو الإسرائيلى من تنفيذ خطة تعبئة قوات الاحتياط والتى تشكل ثلثى قدرات الجيش الإسرائيلى فى الحروب، وهو أمر تم الإعداد له بدقة شديدة سواء من خلال استمرار حرب الاستنزاف التى يرى فيها العدو عدم قدرة مصر على خوض حرب شاملة، أو من خلال اتخاذ مجموعة من الخطوات والإجراءات التى تهدف إلى تضليل العدو، وتصدير فكرة أن مصر لا يمكنها خوض معركة فى هذا الوقت، وشارك فى هذه الخطة وزارات الدفاع والخارجية والإعلام، وكان من بينها قرار بتسريح 30 ألفًا من المجندين فى يوليو عام 1972، ثم الإعلان عن حالة التأهب فى المطارات والقواعد الجوية أكثر من مرة، وبعدها يتم الإعلان أنه كان مجرد تدريب روتينى، ويتكرر نفس الأمر للقوات البرية على طول القناة تحت أعين قوات العدو.. واستمرت مصر تتلاعب بخداع العدو إلى حد أنه تم قبول طلب وزير الدفاع الرومانى فى أول أكتوبر 1973، لزيارة مصر، وتحدد موعد الزيارة يوم 8 أكتوبر، وتم تحديد برنامج الزيارة والإعلان عنها، وتكرر نفس الأمر عندما تباحث وزير الخارجية الأمريكى هنرى كيسنجر مع أشرف غربال سفير مصر بواشنطن يوم 5 أكتوبر 73، وطلب منه وزير الخارجية الأمريكى أن يرسل الرئيس السادات مبعوثاً شخصياً إلى أمريكا للتباحث فى قضية سيناء، وأكد له السفير المصرى بأنه سيقوم بالرد عليه غداً.
إذا كانت خطة الخداع الاستراتيجى قد شكلت عنصر المفاجأة للعدو، وساهمت فى شل حركته عندما قامت القوات الجوية المصرية بضربة مركزة شلت حركة مطارات العدو ودمرت قيادته ونقاطه الحصينة على طول الجبهة.. لكن يبقى المقاتل المصرى هو بطل هذه المعركة بشجاعته وعبقريته التى فاقت كل التوقعات، وكانت محل دهشة وانبهار العالم، عندما استطاع أن يغير كل النظريات العسكرية، واستطاع أن يتفوق على أحدث الأسلحة وكل التكنولوجيا الحديثة، بدءًا من فكرة الضابط باقى ذكى يوسف فى استخدام مضخات المياه لإحداث ثغرات فى الساتر الترابى لخط بارليف، ومرورًا بآلاف البطولات الفردية التى سطهرها المقاتل المصرى، ومنها على سبيل المثال المجند محمد عبدالعاطى عطية، الذى تخرج ُى كلية الزراعة وكان يقضى فترة تجنيده بسلاح المدفعية واستطاع بمفرده وبمدفع محمول على الكتف أن يدمر 23 دبابة وثلاث مجنزرات فى إعجاز عسكرى حقيقى واشتهر بـ«صائد الدبابات»، والمدهش أن معظم هؤلاء الأبطال قد حملوا مدافعهم على ظهورهم وتسلقوا بها خط بارليف فى مشاهد لا يستوعبها عقل، وكانت شجاعتهم وبسالتهم سر حسم المعركة فى اليوم الأول، كما يذكر المقاتل محمد العباسى الذى كان فى طليعة العابرين للقناة واستطاع بمفرده القضاء عى نقطة حصينة بكاملها ورفع أول عمل مصرى على خط بارليف، وهذه النماذج هى نقطة فى بحر من بطولات المقاتل المصرى الذى أكد بالفعل أنهم خير أجناد الأرض بعد أن سطروا أروع صفحات الشجاعة والشموخ والعزة.
حفظ الله مصر وجيشها العظيم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مصر اليوبيل الذهبى التاريخ المعاصر السادس من اكتوبر قناة السويس الأبطال المقاتل المصري
إقرأ أيضاً:
جماهير النادى المصرى تستعد للسفر لمساندة الفريق أمام سيمبا التنزانى بالكونفدرالية الإفريقية
تستعد المئات من جماهير النادي المصري تستعد للسفر اليوم إلى مدينة السويس لمساندته امام فريق سينما التنزاني في مباراة الذهاب من الدور الثمانية بالكونفدرالية الافريقية.
وكان قد عُقد امس بقاعة كبار الزوار باستاد السويس الجديد الاجتماع التنسيقي الخاص بمباراة ذهاب دور الثمانية من النسخة الثانية والعشرين من البطولة الكونفيدرالية الأفريقية، والتي تجمع بين الفريق الأول للكرة بالنادي المصري وضيفه فريق سيمبا التنزاني، والمقرر إقامتها في السادسه مساء اليوم الأربعاء على ستاد السويس الجديد.
وخلال الاجتماع تم الاتفاق على كافة الترتيبات المتعلقة بالمباراة، حيث سيرتدي المصري الطاقم الأبيض الكامل وسيرتدي حارسه اللون الأصفر، فيما سيرتدي فريق سيمبا الطاقم الأحمر الكامل وسيرتدي حارسه اللون الأسود.
ترأس الاجتماع مراقب المباراة سيبيت ليبراتو من جنوب السودان بحضور الأنجولي ايناسيو مانويل مراقب الحكام، والمنسق العام للمباراة الموزمبيقي سليمان حبيبو وكذلك النيجيري اودتشي جوان المنسق الأمني للمباراة، بالإضافة إلى التونسية نورس الشرني المنسقة الإعلامية للمباراة وأيضًا حكم الساحة المالي بوبو تراوري، فيما مثل المصري في الاجتماع اللواء إيهاب الساعي المدير التنفيذي للنادي واللواء حمدي عثمان مدير أمن النادي والكابتن محمود جابر، المدير الإداري للفريق والدكتور حسان بن صلاح الدين القمري طبيب الفريق والكابتن إبراهيم غانم، مسئول المهمات، فيما حضر الاجتماع كذلك الكابتن محسن عنان رئيس منطقة السويس لكرة القدم ممثلا عن الاتحاد المصري لكرة القدم.
واكد الكابتن أنيس بو جلبان المدير الفنى للفريق
أننا دخلنا مرحلة الأدوار الصعبة بالكونفيدرالية ولكنني أثق في لاعبي المصري. وصفوفنا مكتملة لأول مرة منذ فترة بعيدة وسعيد باكتمال الصفوف. وحضور جماهيرنا العظيمة لمباراة اليوم سيعطينا القوة والدافع. ونحن نسعى لتحقيق طموحات الجماهير ومجلس إدارة النادي. وأعد جماهيرنا ألا ندخر وسعًا في سبيل اسعادهم. واطمأن الجميع أننا لدينا دراية تامة بمفاتيح لعب فريق سيمبا ونسأل الله التوفيق للاعبينا.