بوابة الوفد:
2024-12-27@04:31:10 GMT

المقاتل المصرى.. غير مجرى التاريخ

تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT

 تحتفل مصر هذه الأيام باليوبيل الذهبى لذكرى أعظم انتصاراتها فى التاريخ المعاصر يوم السادس من أكتوبر عام 1973، التى أكدت فيه القوات المسلحة المصرية أنها لا تعرف المستحيل، ولديها القدرة على أن تجعل المستحيل ممكناً، واستطاعت بالفعل إحداث انقلاباً فى مفاهيم المعارك العسكرية، وباتت هذه الحرب تُدرس حتى الآن فى كبرى المعاهد العسكرية على مستوى العالم، فى ظل تأكيد جميع الخبراء العسكريين فى الدولة المتقدمة على أن دخول مصر فى حرب مع إسرائيل يمثل عملية انتحار شامل للقوات المصرية لسببين، الأول هو وجود خط بارليف على الضفة الشرقية لقناة السويس، وبات يشكل أكبر الخطوط الدفاعية فى التاريخ بسبب ارتفاعه الشاهق على مياه القناة وتزويده بنقاط حصينة وتفخيخه بالمتفجرات وخطوط النابالم، وأكد الخبراء أن اجتياز هذا المانع الحصين يحتاج إلى قنبلة نووية لا تمتلكها مصر، والأمر الثانى هو التفوق العسكرى الإسرائيلى الكبير، خاصة فى القوات الجوية والدفاع الجوى المتنقل فى هذا الوقت الذى تمدها بها أمريكا، وفى وقت تعانى مصر من صلف الاتحاد السوڤيتى لتزويدها بالسلاح، وأيضًا خروج مصر من هزيمة 67، التى فقدت فيها مصر كثيرًا من قدراتها العسكرية والبشرية والاقتصادية وانخفاض الروح المعنوية.

 الحقيقة أن الدهاء السياسى لبطل الحرب والسلام الرئيس الراحل محمد أنور السادات، قد صنع الفارق فى هذه الملحمة، عندما وضع خطة الخداع الاستراتيجى للحرب بشكل نموذجى، والتى شكلت إحدى أهم نقاط القوة لمصر فى عنصر المفاجأة، وحرمت العدو الإسرائيلى من تنفيذ خطة تعبئة قوات الاحتياط والتى تشكل ثلثى قدرات الجيش الإسرائيلى فى الحروب، وهو أمر تم الإعداد له بدقة شديدة سواء من خلال استمرار حرب الاستنزاف التى يرى فيها العدو عدم قدرة مصر على خوض حرب شاملة، أو من خلال اتخاذ مجموعة من الخطوات والإجراءات التى تهدف إلى تضليل العدو، وتصدير فكرة أن مصر لا يمكنها خوض معركة فى هذا الوقت، وشارك فى هذه الخطة وزارات الدفاع والخارجية والإعلام، وكان من بينها قرار بتسريح 30 ألفًا من المجندين فى يوليو عام 1972، ثم الإعلان عن حالة التأهب فى المطارات والقواعد الجوية أكثر من مرة، وبعدها يتم الإعلان أنه كان مجرد تدريب روتينى، ويتكرر نفس الأمر للقوات البرية على طول القناة تحت أعين قوات العدو.. واستمرت مصر تتلاعب بخداع العدو إلى حد أنه تم قبول طلب وزير الدفاع الرومانى فى أول أكتوبر 1973، لزيارة مصر، وتحدد موعد الزيارة يوم 8 أكتوبر، وتم تحديد برنامج الزيارة والإعلان عنها، وتكرر نفس الأمر عندما تباحث وزير الخارجية الأمريكى هنرى كيسنجر مع أشرف غربال سفير مصر بواشنطن يوم 5 أكتوبر 73، وطلب منه وزير الخارجية الأمريكى أن يرسل الرئيس السادات مبعوثاً شخصياً إلى أمريكا للتباحث فى قضية سيناء، وأكد له السفير المصرى بأنه سيقوم بالرد عليه غداً.

 إذا كانت خطة الخداع الاستراتيجى قد شكلت عنصر المفاجأة للعدو، وساهمت فى شل حركته عندما قامت القوات الجوية المصرية بضربة مركزة شلت حركة مطارات العدو ودمرت قيادته ونقاطه الحصينة على طول الجبهة.. لكن يبقى المقاتل المصرى هو بطل هذه المعركة بشجاعته وعبقريته التى فاقت كل التوقعات، وكانت محل دهشة وانبهار العالم، عندما استطاع أن يغير كل النظريات العسكرية، واستطاع أن يتفوق على أحدث الأسلحة وكل التكنولوجيا الحديثة، بدءًا من فكرة الضابط باقى ذكى يوسف فى استخدام مضخات المياه لإحداث ثغرات فى الساتر الترابى لخط بارليف، ومرورًا بآلاف البطولات الفردية التى سطهرها المقاتل المصرى، ومنها على سبيل المثال المجند محمد عبدالعاطى عطية، الذى تخرج ُى كلية الزراعة وكان يقضى فترة تجنيده بسلاح المدفعية واستطاع بمفرده وبمدفع محمول على الكتف أن يدمر 23 دبابة وثلاث مجنزرات فى إعجاز عسكرى حقيقى واشتهر بـ«صائد الدبابات»، والمدهش أن معظم هؤلاء الأبطال قد حملوا مدافعهم على ظهورهم وتسلقوا بها خط بارليف فى مشاهد لا يستوعبها عقل، وكانت شجاعتهم وبسالتهم سر حسم المعركة فى اليوم الأول، كما يذكر المقاتل محمد العباسى الذى كان فى طليعة العابرين للقناة واستطاع بمفرده القضاء عى نقطة حصينة بكاملها ورفع أول عمل مصرى على خط بارليف، وهذه النماذج هى نقطة فى بحر من بطولات المقاتل المصرى الذى أكد بالفعل أنهم خير أجناد الأرض بعد أن سطروا أروع صفحات الشجاعة والشموخ والعزة.

حفظ الله مصر وجيشها العظيم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصر اليوبيل الذهبى التاريخ المعاصر السادس من اكتوبر قناة السويس الأبطال المقاتل المصري

إقرأ أيضاً:

إبراهيم نور الدين: لم أسعى لأي منصب في التحكيم المصري

طالب إبراهيم نور الدين الحكم الدولى السابق، من جميع الأندية المصرية، على رأسهم الأهلي والزمالك لدعم التحكيم الفترة المقبلة.

وقال إبراهيم نور الدين في تصريحات لبرنامج 10 و10 مع محمد الليثي:« نحتاج إلى مطور أداء للتحكيم المصرى وليس رئيس لجنة للحكام، لابد من تفرغ الحكم للتحكيم لتطوير أدائهم المرحلة المقبلة وهذا الأمر ضرورى».

وتابع:« كنت ارغب فى تواجد الخبير التحكيمي ماسيمو بوساكا لمنح الحكام بعض المحاضرات بمساعدة هانى أبوريدة وتم التنسيق بينا منذ 3 أشهر ولن تكتمل بسبب رحيلى عن لجنة الحكام».

وأضاف:«خلافي مع محمد فاروق بسبب بعض الإختيارات لإدارة بعض المباريات لحكم معين وهذه المباراة حدث بها بعض الأزمات وهي الزمالك والبنك الأهلي».

وتابع:« الحكم يحتاج التمرين 3 أيام أسبوعياً والدخول في معسكر مغلق قبل المباراة بـ24 ساعة، الخبير الأجنبى لم يضيف إلى التحكيم المصرى حتى لو جبنا كولينا».

وأتم:« بشكر الإتحاد المصري لكرة القدم على زيادة بدلات الحكام وهو حق لهم، كثرة تغيرات لجنة الحكام قرار خاطىء.. وأين رموز التحكيم المصرى حاليا رغم الاستعانة بهم فى الخارج دائما».

واختتم:« لم أسعى لأي منصب في التحكيم المصري الفترة المقبلة».

مقالات مشابهة

  • إبراهيم نور الدين: لم أسعى لأي منصب في التحكيم المصري
  • معركة الوعى
  • حنان أبوالضياء تكتب: رعب سينما 2024 تحركه الدوافع النفسية ويسيطر عليه الشيطان
  • قدر مكتوب.. الزناتى: المنطقة العربية تعيش على صفيح ساخن
  • اللواء وائل ربيع: الجيش السوري لم يتلق رواتبه منذ 6 أشهر
  • فى ندوة "سوريا ومستقبل المنطقة".. الزناتى: الدول العربية تعيش على صفيح ساخن
  • مصطفى الفقي: أوباما كان سيلقي خطابه في مصر من جامعة الأزهر وليس القاهرة
  • «مجرى» يدعو القطاع الخاص للحصول على ختم «مشروع أثر مستدام»
  • في لبنان وغزة وسوريا.. الفرحة بعيد الميلاد تضيع وسط أوجاع العدوان الإسرائيلي
  • الإعلان عن النزالات الكبرى في فعالية UFC ضمن موسم الرياض