بوابة الوفد:
2024-11-25@06:58:17 GMT

المقاتل المصرى.. غير مجرى التاريخ

تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT

 تحتفل مصر هذه الأيام باليوبيل الذهبى لذكرى أعظم انتصاراتها فى التاريخ المعاصر يوم السادس من أكتوبر عام 1973، التى أكدت فيه القوات المسلحة المصرية أنها لا تعرف المستحيل، ولديها القدرة على أن تجعل المستحيل ممكناً، واستطاعت بالفعل إحداث انقلاباً فى مفاهيم المعارك العسكرية، وباتت هذه الحرب تُدرس حتى الآن فى كبرى المعاهد العسكرية على مستوى العالم، فى ظل تأكيد جميع الخبراء العسكريين فى الدولة المتقدمة على أن دخول مصر فى حرب مع إسرائيل يمثل عملية انتحار شامل للقوات المصرية لسببين، الأول هو وجود خط بارليف على الضفة الشرقية لقناة السويس، وبات يشكل أكبر الخطوط الدفاعية فى التاريخ بسبب ارتفاعه الشاهق على مياه القناة وتزويده بنقاط حصينة وتفخيخه بالمتفجرات وخطوط النابالم، وأكد الخبراء أن اجتياز هذا المانع الحصين يحتاج إلى قنبلة نووية لا تمتلكها مصر، والأمر الثانى هو التفوق العسكرى الإسرائيلى الكبير، خاصة فى القوات الجوية والدفاع الجوى المتنقل فى هذا الوقت الذى تمدها بها أمريكا، وفى وقت تعانى مصر من صلف الاتحاد السوڤيتى لتزويدها بالسلاح، وأيضًا خروج مصر من هزيمة 67، التى فقدت فيها مصر كثيرًا من قدراتها العسكرية والبشرية والاقتصادية وانخفاض الروح المعنوية.

 الحقيقة أن الدهاء السياسى لبطل الحرب والسلام الرئيس الراحل محمد أنور السادات، قد صنع الفارق فى هذه الملحمة، عندما وضع خطة الخداع الاستراتيجى للحرب بشكل نموذجى، والتى شكلت إحدى أهم نقاط القوة لمصر فى عنصر المفاجأة، وحرمت العدو الإسرائيلى من تنفيذ خطة تعبئة قوات الاحتياط والتى تشكل ثلثى قدرات الجيش الإسرائيلى فى الحروب، وهو أمر تم الإعداد له بدقة شديدة سواء من خلال استمرار حرب الاستنزاف التى يرى فيها العدو عدم قدرة مصر على خوض حرب شاملة، أو من خلال اتخاذ مجموعة من الخطوات والإجراءات التى تهدف إلى تضليل العدو، وتصدير فكرة أن مصر لا يمكنها خوض معركة فى هذا الوقت، وشارك فى هذه الخطة وزارات الدفاع والخارجية والإعلام، وكان من بينها قرار بتسريح 30 ألفًا من المجندين فى يوليو عام 1972، ثم الإعلان عن حالة التأهب فى المطارات والقواعد الجوية أكثر من مرة، وبعدها يتم الإعلان أنه كان مجرد تدريب روتينى، ويتكرر نفس الأمر للقوات البرية على طول القناة تحت أعين قوات العدو.. واستمرت مصر تتلاعب بخداع العدو إلى حد أنه تم قبول طلب وزير الدفاع الرومانى فى أول أكتوبر 1973، لزيارة مصر، وتحدد موعد الزيارة يوم 8 أكتوبر، وتم تحديد برنامج الزيارة والإعلان عنها، وتكرر نفس الأمر عندما تباحث وزير الخارجية الأمريكى هنرى كيسنجر مع أشرف غربال سفير مصر بواشنطن يوم 5 أكتوبر 73، وطلب منه وزير الخارجية الأمريكى أن يرسل الرئيس السادات مبعوثاً شخصياً إلى أمريكا للتباحث فى قضية سيناء، وأكد له السفير المصرى بأنه سيقوم بالرد عليه غداً.

 إذا كانت خطة الخداع الاستراتيجى قد شكلت عنصر المفاجأة للعدو، وساهمت فى شل حركته عندما قامت القوات الجوية المصرية بضربة مركزة شلت حركة مطارات العدو ودمرت قيادته ونقاطه الحصينة على طول الجبهة.. لكن يبقى المقاتل المصرى هو بطل هذه المعركة بشجاعته وعبقريته التى فاقت كل التوقعات، وكانت محل دهشة وانبهار العالم، عندما استطاع أن يغير كل النظريات العسكرية، واستطاع أن يتفوق على أحدث الأسلحة وكل التكنولوجيا الحديثة، بدءًا من فكرة الضابط باقى ذكى يوسف فى استخدام مضخات المياه لإحداث ثغرات فى الساتر الترابى لخط بارليف، ومرورًا بآلاف البطولات الفردية التى سطهرها المقاتل المصرى، ومنها على سبيل المثال المجند محمد عبدالعاطى عطية، الذى تخرج ُى كلية الزراعة وكان يقضى فترة تجنيده بسلاح المدفعية واستطاع بمفرده وبمدفع محمول على الكتف أن يدمر 23 دبابة وثلاث مجنزرات فى إعجاز عسكرى حقيقى واشتهر بـ«صائد الدبابات»، والمدهش أن معظم هؤلاء الأبطال قد حملوا مدافعهم على ظهورهم وتسلقوا بها خط بارليف فى مشاهد لا يستوعبها عقل، وكانت شجاعتهم وبسالتهم سر حسم المعركة فى اليوم الأول، كما يذكر المقاتل محمد العباسى الذى كان فى طليعة العابرين للقناة واستطاع بمفرده القضاء عى نقطة حصينة بكاملها ورفع أول عمل مصرى على خط بارليف، وهذه النماذج هى نقطة فى بحر من بطولات المقاتل المصرى الذى أكد بالفعل أنهم خير أجناد الأرض بعد أن سطروا أروع صفحات الشجاعة والشموخ والعزة.

حفظ الله مصر وجيشها العظيم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصر اليوبيل الذهبى التاريخ المعاصر السادس من اكتوبر قناة السويس الأبطال المقاتل المصري

إقرأ أيضاً:

«شمس الدين» يطوف المحافظات لزراعة «الكتان».. و«النتيجة مبهرة»

قطع أحمد شمس الدين مسافة تمتد لأكثر من 70 كيلو، حاملاً بيديه بذور الكتان التي انتوى أن ينقلها من محافظته «الغربية»، التى تعد الأشهر في زراعته، إلى محافظة الدقهلية، ليرى ثمار تجربته الجديدة بالمحصول الذى يصفه بـ«الاستراتيجي» لدخوله في عدد كبير من الصناعات المهمة من ضمنها أجزاء من السيارات والعملات الورقية.

رحلة إقناع نحو زراعة جديدة في الأراضي بالدقهلية 

شرع «شمس الدين» بالتجول داخل حقول الدقهلية لإقناع أهلها بتأجير بعض أراضيهم لاستخدامها في زراعة الكتان، وهو محصول جديد على المحافظة: «نجحت فى الحصول على ما يقارب الـ120 فداناً داخل مركز السنبلاوين بقرية ميت غريطة، وبدأت فى زراعتها منذ أشهر بسيطة، وبدأت الأرض في الاستجابة للمحصول الجديد وأخرجت بشائر النتاج الخاص بالمحصول».

زراعة الكتان في المحافظات...إنتاج وفير

ويحكى «شمس الدين» أنه اعتاد أن يتجول فى مختلف المحافظات من أجل زيادة رقعة الأراضى المزروعة من الكتان، الذى يعتبر محصولاً استراتيجياً مهماً فى محافظة الغربية، إذ يدخل فى صناعة أفضل أنواع الخيوط والأقمشة، مؤكداً أن العصا الخاصة بمحصول الكتان تدخل فى صناعة الأخشاب، وهو الخشب الحبيبى، الذى يعتبر من أفضل أنواع الأخشاب، لذا مع كل هذه الميزات والصناعات كان لا بد من زيادة المحصول والبحث عن أكبر عدد ممكن من الأراضي التى تستجيب لزراعة الكتان.

وساهم نجيب المحمدى، نقيب الفلاحين فى الدقهلية، بمساحات كبيرة من أرضه؛ من أجل مساندة نجاح الفكرة الجديدة على أراضي الدقهلية، ليخرج أكبر قدر ممكن من المحصول، ويقول إن الكتان من المحاصيل المهمة التى تدخل فى صناعة الأوراق والعملات المعدنية، لذا كان هناك تحدٍّ كبير أن تتم زراعته فى أرض أخرى خارج الغربية: «البشاير جاءت بالخير والنتيجة مبهرة حتى الوقت الحالى».

ويستعد «شمس الدين» من أجل حصاد الكتان بالدقهلية بداية من شهر مارس القادم حتى منتصف شهر أبريل.

مقالات مشابهة

  • اللجوء.. وكرم شعب
  • تاريخهم فى الملاعب لا يُذكر.. أنصاف لاعبين يتنمرون على الكرة النسائية!!
  • أفلام وفعاليات مهرجان القاهرة السينمائى 45 «كامل العدد»
  • حقيقة الحالة الصحية لـ محمد منير
  • «شمس الدين» يطوف المحافظات لزراعة «الكتان».. و«النتيجة مبهرة»
  • تواضروس الثانى.. البابا الذى أحبه المصريون
  • عادل حمودة يكتب: سفير ترامب الجديد فى إسرائيل.. لا شىء اسمه فلسطين
  • خبير: اكتشافات أثرية غيرت مجرى التاريخ في عهد الرئيس السيسي
  • رفعت عينى للسما
  • الحيرة القاتلة