الصراع السعودي الإماراتي يتصاعد وقوات أمريكية جديدة تصل معسكر “مرة” الاستراتيجي
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
يمانيون/ تقارير
أكدت مصادر مطلعة أن وساطة وزير خارجية أمريكا بين السعودية والإمارات التي جرت في نيويورك على هامش قمة الأمم المتحدة بشأن وقف الصراع المحتدم بين الرياض وأبو ظبي في المحافظات اليمنية الجنوبية والشرقية المحتلة لم تصمد أمام مستجدات الأحداث والمتغيرات الناشئة خاصة بعد تعرض رئيس المجلس الانتقالي المرتزق عيدروس الزبيدي المدعوم إماراتيا للهيانة والاعتقال والترحيل من قبل السلطات الأمريكية بعد قيامه بتشكيل حراسة مسلحة من المغتربين الجنوبيين قوامها (72) مسلحا بحسب تسريبات من السفارة اليمنية بواشنطن عبر السفير محمد الحضرمي.
ترحيل الزبيدي
في حين أكدت مصادر متطابقة بأن السعودية وعمليها رشاد العليمي كانوا قد طلبوا من السلطات الأمريكية ترحيل الزبيدي الذي تمادى في تحديه للرياض ومطالبته المجتمع الدولي الاعتراف بما أسماه حق الشعب الجنوبي في إقامة دولته المستقلة وفك الارتباط بالجمهورية اليمنية حسب وصفه، وذلك بإيعاز من أبو ظبي التي عبرت عن مخاوفها من التقارب بين صنعاء والرياض وعملية مفاوضات السلام الجارية بين الدولتين والتي قد تؤدي بحسب زعمها إلى تهديد المصالح “الأمريكية – البريطانية – السعودية – الإماراتية” في المحافظات الجنوبية والشرقية ومنطقة باب المندب خاصة، وأن حكومة صنعاء ستعمل لاحقا على فرض سيطرتها على كل المحافظات اليمنية بما في ذلك حقول النفط والغاز بمحافظتي حضرموت وشبوة وهذا ما تم مناقشته بحسب المصادر مع وزير خارجية أمريكا أثناء اجتماع الوساطة الأمريكية بين الرياض وأبو ظبي في نيويورك.
ووفقا لما ورد في وسائل إعلام عبرية كانت قريبة من اجتماع الوساطة هذه فإن نتائجه لم تستمر ثلاثة أيام ليعلن الزبيدي بعد تعرضه للطرد المهين حربه المكشوفة على السعودية.. موجها ميلشياته المدعومة إماراتيا بالتحرك صوب الهضبة النفطية بمحافظة حضرموت.
تحديات وتحذيرات
وأشارت المصادر بأن واشنطن اعتبرت هذه التحركات تحديا إماراتيا لما تم الاتفاق عليه بشأن تأمين المصالح الأمريكية التي تديرها شركاتها النفطية شرق اليمن، وهو الأمر الذي دفع بالبنتاجون إلى إرسال قوات جديدة إلى معسكر ((مره)) الاستراتيجي التابع لقوات الاحتلال الإماراتية والذي يطل على حقول النفط التي تهيمن عليها شركات أمريكية.
وفي هذا السياق حذرت الرياض عبر نائب رئيس تحرير صحيفة عكاظ السعودية عبد الله هتيلة المقرب من الاستخبارات السعودية من تحركات الانتقالي بمحافظة حضرموت، واعتبر بأن هذه المحافظة خط أحمر يمنع تجاوزه في إشاره واضحة للإمارات التي تستخدم ((الانتقالي)) أداة لتنفيذ أجندتها بحسب نشطاء سعوديين على مواقع التواصل الاجتماعي X تويتر سابقاً.
اتهامات متبادلة
إلى ذلك اتهم نشطاء المجلس الانتقالي السعودية بتحريك عناصر تنظيم القاعدة في محافظتي أبين وشبوة والصبيحة بمحافظة لحج لاستهداف قيادات الانتقالي والتي كان آخرها يوم أمس محاوله اغتيال القيادي الأمني المرتزق اللواء فضل باعشن بواسطة سيارة مفخخة بمدينة زنجبار بمحافظة أبين أثناء عودته من محافظتي حضرموت المحتلة.
وأكدت التقارير الميدانية أن العملية أدت إلى سقوط عدد من مرافقي باعشن جرحى بينما هو تم إسعافه إلى مدينة عدن لمعالجة إصاباته الطفيفة جراء انفجار السيارة المفخخة، وأوضحت المصادر أن المرتزق اللواء باعشن يشغل منصب قائد قوات الأمن الخاصة في محافظات عدن ولحج وأبين والضالع ويعد أحد القيادات الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا.
وعلى ذات الصعيد وفي مسارين متوازيين اتهمت وسائل الإعلام التابعة للمجلس الانتقالي الرياض بممارسة ضغوط كبيرة على تجار يافع البارزين لإحداث انشقاق بين قبائل يافع الذين يشكلون المعقل الرئيسي للانتقالي وقبائل الضالع الذين يستحوذون على الإمكانيات وكل المصالح على حساب ((بني يافع)) في الوقت الذي تشكل يافع العليا والسفلى أكثر نسبة من المقاتلين في الأحزمة الأمنية والوحدات العسكرية التابعة لما يسمى بالقوات المسلحة والأمن الجنوبية.
وفود قبلية
وفي هذا السياق وصل إلى العاصمة صنعاء خلال اليومين الماضيين وفود وقبائل يافع ورصدها نشطاء التواصل الاجتماعي وهي تتجول في ميدان السبعين، والبعض منها نشر صورة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان ((صنعاء الأمن والأمان)) وهو الأمر الذي يؤكد أن مشائخ ورموز يافع التي وصلت إلى صنعاء قد تعلن عن انشقاقها من المجلس الانتقالي كفرضية محتملة.
وأشارت المصادر بأن وفد من قبائل الضالع الموالية للمرتزق عيدروس الزبيدي كان قد بذل جهودا مكثفة في مناطق لبعوس ويهر بيافع بهدف المصالحة وعودة المياه إلى مجاريها لكن كما يبدو واضحا بأن تحركات الانتقالي قد فشلت خاصة والزبيدي وجماعته قد استأثروا بالمال والسلاح والأراضي والدعم الإماراتي لخدمة مصالحهم الشخصية على حد وصف أحد مشائخ يافع يدعى ((النقيب)).
إعادة تموضع
وعلى ذات المنحى وأمام تهديدات الإمارات عبر مليشيات الانتقالي أعاد الاحتلال السعودي في عدن نشر وتموضع قواته في المدينة وتأمين مقر التحالف بالبريقة بقوات إضافية من وحدات مما تسمى بدرع الوطن التي تعمل الرياض على تشكيل المزيد من وحداتها المدربة على أيدي ضباط أمريكيين من قوات المارينز الذين يقومون بتدريب مجندين تابعين لدرع الوطن في معسكرات سعودية حدودية تقع بالقرب من منطقة شروره القريبة من منفذ الوديعة التابع لمحافظة حضرموت المحتلة.
مسار جديد
من جانب آخر أكدت المصادر الإعلامية عن مسار جديد في المفاوضات من أجل السلام في اليمن حيث بدأت قطر تقلب صفحات الملف اليمني بعد أن استدعت المبعوث الأممي الخاص باليمن إلى الدوحة كما استدعت رئيس حكومة المرتزقة معين عبدالملك،، وأشارت المصادر بأن قطر لا يمكنها أن تتدخل بالملف اليمني إلا بضوء وتفويض “سعودي – أمريكي”.. ويرى مراقبون أن أمريكا تنظر إلى الوساطة العمانية بنظارات سوداء لأنها تصب في خدمة البلدين الجارين وليس في مصلحة أمريكا التي تعمل على إعاقة عملية السلام في اليمن بأشكال وسيناريوهات تأمرية متعددة.
خلاصة
ونخلص إلى التأكيد بأن صراعات قوات الاحتلال ستظل تتصاعد يوما بعد يوم تحت إدارة وإشراف” أمريكي – بريطاني – فرنسي” حتى يحين موعد انطلاق الثورة الشعبية التحررية المسلحة في مختلف المحافظات والمناطق اليمنية الواقعة تحت الاحتلال، وهذا اليوم بات قريبا بإذن لله تعالى.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
“هآرتس”: صور الحشود التي تعبر نِتساريم تُحطّم وهم النصر المطلق
الثورة نت
أشار المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس الإسرائيلية” عاموس هرئيل إلى أن صور الحشود الفلسطينية التي تعبر سيرًا على الأقدام من ممر “نِتساريم” في طريقها إلى ما تبقى من بيوتها في شمال غزة، تعكس بأرجحية عالية أيضًا نهاية الحرب بين “إسرائيل” وحماس، مؤكدًا أن الصور التي تم التقاطها، يوم أمس الاثنين، تحطم أيضًا الأوهام حول النصر المطلق التي نشرها رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو ومؤيدوه على مدى أشهر طويلة، وأكمل بالقول: “معظم فترة الحرب، رفض نتنياهو مناقشة الترتيبات لما بعد الحرب في قطاع غزة، ولم يوافق على فتح باب لمشاركة السلطة الفلسطينية في غزة، واستمر في دفع سيناريو خيالي لهزيمة حماس بشكل تام. والآن، من يمكن الاعتقاد أنه اضطر للتسوية على أقل من ذلك بكثير”.
ورأى هرئيل أن رئيس حكومة العدو، هذا الأسبوع، قد حقق ما أراده، إذ إن حماس وضعت عوائق في طريق تنفيذ الدفعات التالية من المرحلة الأولى في صفقة الأسرى، لكن نتنياهو تمكن من التغلب عليها، على حد تعبيره، موضحًا أنه: “حتى منتصف الليل يوم الأحد، تأخر نتنياهو في الموافقة على عبور مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى شمال القطاع، بعد أن تراجعت حماس عن وعدها بالإفراج عن الأسيرة أربيل يهود من “نير عوز””، ولكن بعد ذلك أعلنت حماس نيتها الإفراج عن الأسيرة، وفق زعمه، فعلّق هرئيل: “حماس وعدت، والوسطاء تعهدوا، أن يهود ستعود بعد غد مع الجندية الأخيرة آغام برغر ومع أسير “إسرائيلي” آخر، والدفعة التالية، التي تشمل ثلاثة أسرى “مدنيين” (من المستوطنين)، ستتم في يوم السبت القادم”. لذلك، قاد تعنّت نتنياهو – ومنعه عودة النازحين الفلسطينيين – على تسريع الإفراج عن ثلاثة أسرى “إسرائيليين” في أسبوع، على حد ادعاء الكاتب.
تابع هرئيل: “لكن في الصورة الكبيرة، قدمت حماس تنازلًا تكتيكيًّا لإكمال خطوة استراتيجية، أي عودة السكان إلى شمال القطاع”، مردفًا: “أنه بعد عودتهم إلى البلدات المدمرة، سيكون من الصعب على “إسرائيل” استئناف الحرب وإجلاء المواطنين مرة أخرى من المناطق التي عادت إليها حتى إذا انهار الاتفاق بعد ستة أسابيع من المرحلة الأولى”، مضيفًا: “على الرغم من نشر مقاولين أميركيين من البنتاغون في ممر “نِتساريم” للتأكد من عدم تهريب الأسلحة في السيارات، لا يوجد مراقبة للحشود التي تتحرك سيرًا على الأقدام، من المحتمل أن تتمكن حماس من تهريب الكثير من الأسلحة بهذه الطريقة، وفق زعمه، كما أن الجناح العسكري للحركة، الذي لم يتراجع تمامًا عن شمال القطاع، سيكون قادرًا على تجديد تدريجي لكوادره العملياتية”.
وادعى هرئيل أن حماس تلقت ضربة عسكرية كبيرة في الحرب، على الأرجح هي الأشد، ومع ذلك، لا يرى أن هناك حسمًا، مشيرًا إلى أن هذا هو مصدر الوعود التي يطلقها “وزير المالية الإسرائيلي” بتسلئيل سموتريتش، المتمسك بمقعده رغم معارضته لصفقة الأسرى، بشأن العودة السريعة للحرب التي ستحل المشكلة مرة واحدة وإلى الأبد، ويعتقد هرئيل أن: “الحقيقة بعيدة عن ذلك، استئناف الحرب لا يعتمد تقريبًا على نتنياهو، وبالتأكيد ليس على شركائه من “اليمين المتطرف”، القرار النهائي على الأرجح في يد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومن المتوقع أن يستضيف الأخير نتنياهو قريبًا في واشنطن للاجتماع، وهذه المرة لا يمكن وصفه إلا بالمصيري”.
وأردف هرئيل ، وفقا لموقع العهد الاخباري: “ترامب يحب الضبابية والغموض، حتى يقرر، لذلك من الصعب جدًّا التنبؤ بسلوكه”، لافتًا إلى أنه وفقًا للإشارات التي تركها ترامب في الأسابيع الأخيرة، فإن اهتمامه الرئيسي ليس في استئناف الحرب بل في إنهائها، وأكمل قائلًا: “حاليًا، يبدو أن هذا هو الاتجاه الذي سيضغط فيه على نتنياهو لإتمام صفقة الأسرى، وصفقة ضخمة أميركية – سعودية – “إسرائيلية” وربما أيضًا للاعتراف، على الأقل شفهيًّا، برؤية مستقبلية لإقامة دولة فلسطينية”.
وقال هرئيل إن “نتنياهو، الذي أصرّ طوال السنوات أنه قادر على إدارة “الدولة” (الكيان) وأيضًا الوقوف أمام محكمة جنائية، جُرّ أمس مرة أخرى للإدلاء بشهادته في المحكمة المركزية، رغم أنه يبدو بوضوح أنه لم يتعاف بعد من العملية التي أجراها في بداية الشهر، واستغل الفرصة لنفي الشائعات التي تفيد بأنه يعاني من مرض عضال، لكنه لم يشرح بشكل علني حالته الصحية”، مشددًا على أن نتنياهو الآن، من خلال معاناته الشخصية والطبية والجنائية والسياسية، قد يُطلب منه مواجهة أكبر ضغط مارسه رئيس أميركي على رئيس وزراء “إسرائيلي”.