بوابة الوفد:
2024-12-28@18:48:50 GMT

بدوى.. المشير والسفير

تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT

يذكر المشير الجمسى فى مذكراته أن الفريق سعد الدين الشاذلى، رئيس أركان حرب القوات المسلحة فى أثناء حرب أكتوبر، قام بزيارة خاطفة إلى الجبهة فى أيام الحرب الأولى، وأنه التقى هناك بعدد من القادة الذين أشاد بمستوى أدائهم فى أماكنهم. 

كان من بين هؤلاء القادة العميد أحمد بدوى، الذى قاد الفرقة السابعة مشاة فى قطاع جنوب البحيرات شرق القناة.

. ويشاء الله أن يصبح العميد مشيرًا فيما بعد، وأن يجلس على رأس القوات المسلحة، وأن يكون موضع ثقة السادات وإعجابه، وأن يكون أداؤه وطنيًا رفيعًا فى الحالتين.. وقبل أيام كانت إحدى قنوات ماسبيرو قد عرضت فيلمًا تسجيليًا عن حياة الرجل، فأعادت تذكير مشاهديها بأن قائدًا عسكريًا عالى المستوى قد مر ذات يوم من هنا. 

وبالصدفة شاهدتُ ڤيديو قديمًا لحلقة من حلقات برنامج كان الأستاذ عادل حمودة يقدمه فى ٢٠١٢ على قناة سى بى سى، وكان ضيف الحلقة هو السفير إيهاب بدوى، نجل المشير الهُمام الذى غادر دنيانا فى حادث سقوط طائرته فى ٢ مارس ١٩٨١. 

فى وقت إذاعة الحلقة للمرة الأولى، كان إيهاب بدوى لا يزال وزيرًا مفوضًا فى الخارجية، ولم يكن قد أصبح متحدثًا رسميًا للرئاسة على عهد الرئيس عدلى منصور، ولا كان قد ذهب يمثل الرئيس عبدالفتاح السيسى سفيرًا لنا فى باريس.. وأظن أن أداءه فى الحالتين كان لافتًا، بالضبط كما كان أداء الوالد فى حالتيه: عميدًا على الجبهة ومشيرًا على رأس الجيش. 

ولكن أداء بدوى الابن فى حلقة البرنامج هو الذى لفت انتباهى أكثر، لأن الأستاذ عادل كان يستدرجه إلى منطقة بعينها، هى منطقة حادث الطائرة، وما إذا كان للسادات يد فيها أم لا؟ ولكن الوزير مفوض بدوى كان يرد بمنطق، وعلم، وكان يفعل ذلك بأعصاب جامدة تفصل بين ما هو عاطفى مما يربط الابن بأبيه، وبين ما هو غير ذلك فى الموضوع. 

كان يقول إنه ما أسهل إلقاء الاتهامات فى كل اتجاه، ولكن ما أصعب توفير الأدلة على ما يتردد من اتهامات فى هذا الملف بالذات، وأنه شخصيًا يحمل تقديرًا كبيرًا للسادات، وأن التقدير كان متبادلًا بين المشير بدوى وبطل الحرب والسلام، الذى دعا الابن ليجلس فى الصف الثانى من منصة العرض العسكرى ٦ أكتوبر ١٩٨١، وقد شاء الله أن ينتهى العرض باغتيال البطل فى ذكرى يوم انتصاره الكبير. 

كان من السهل أن يبادر الوزير مفوض بالإتهام ليركب «الترند» بلغة هذه الأيام، ولكنه فضّل أن يؤدى أداء أبيه، فيكون هذا السفير من ذاك المشير. 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أركان حرب القوات المسلحة القوات المسلحة حرب اكتوبر الجبهة

إقرأ أيضاً:

النديم والندم

كل منا يمكن أن يكون له نديم قادر على إخراجك وإسعادك ورفع ضغوط الحياة عنك، ولكن أخطر أنواع النديم هو ذلك المصاحب للأشخاص أصحاب السلطة والنفوذ الذين فى العادة يستفيدون من قربهم من صاحب السلطان بما يملكون من مهارات، قادرون دائمًا على تسليته ومؤانسته فى كل الأوقات يسهرون معه، ولا يملون مهما نطق صاحب المنصب من كلام مكرر وعبيط، لأنهم بحكم موقعهم يعلمون عن صاحب المنصب أكثر من زوجته وأولاده، فهم الذين يجهزون له مجالس الأنس بكل ما هو مطلوب منها حسب رغبة ولى الأمر، ويعتبرون الترفيه عن سيادته عملا عظيما، وتحول لصاحب السلطان هو النديم الذى يشق اسمه من المداومة والإدمان فلا يستطيع الاستغناء عنه. وفى كثير من الروايات والأفلام التى تُحكى تنتهى حياة النديم أو السلطان بمأساة مفزعة، وللتقريب أعتقد أن النديم فى فيلم «معالى الوزير» والشخصية التى أداها الممثل هشام عبدالحميد «عطية عصفور» الذى قتله الوزير لأنه أصبح على علم بكل شىء عن سرقاته ومغامراته النسائية وخيانته، وكلها أشياء مُشينة وهو يعلم ذلك فلم يجد حلًا إلا قتله. وهناك حكايات أخرى يخون فيها النديم ولى النعم ويسلمه لأعدائه بثمن بخس، كما باع يهوذا السيد المسيح من أجل ثلاثين دينارا من فضة، وفى هذه اللحظة لن يُفيد «الندم».

لم نقصد أحدًا!

 

 

مقالات مشابهة

  • صلاح حسب الله: الخضوع من الإرهابي أحمد الشرع ليس مفاجئا ولكن سيناريو محكم
  • مفوض الأونروا: الأطفال في غزة يتجمدون حتى الموت بسبب البرد ونقص المأوى
  • أنت مرتاح ولكن ضغط دمك مرتفع.. ما السبب؟
  • عيسى آل علي «مفوض عام» في اتحاد الرياضات البحرية
  • اتحاد العمال ونقابة النقل البري يقيمان عزاء جبالي المراغي الاثنين المقبل بمسجد المشير
  • رئيس المصرية للاتصالات ينعى والدة النائب أحمد بدوى
  • على بابا حرامى!!
  • ترند «المعلم»
  • وزير الطاقة بحث والسفير التركي في تعزيز التعاون بين البلدين
  • النديم والندم