تمر غداً 50 عاماً على نصر أكتوبر العظيم، الدروس المستفادة من هذه الحرب تتعلق بالرجال وقدرتهم أكثر مما تتعلق بالآلات التى يقومون بتشغيلها، فالإنجاز الهائل الذى حققه المصريون فى هذه الحرب هو عبقرية ومهارة القادة والضباط الذين تدربوا وقاموا بعملية هجومية جاءت مفاجأة تامة للجانب الإسرائيلى رغم أنها تمت تحت بصره، لقد محت هذه الحرب الهوان عند العرب وجرحت كبرياء إسرائيل، وجعلت القوات المسلحة المصرية تمسك بالقيادة الإسرائيلية وهى عارية، الأمر الذى لم تستطع إزاءه القيادة الإسرائيلية تعبئة قوات كافية من الاحتياط إلا بعد ثلاثة أيام من قيام الحرب.
تعتبر حرب أكتوبر من الحروب الحديثة التى سيظل التاريخ يتحدث عنها لفترة طويلة كونها كانت ملحمة عسكرية متكاملة الأركان، ويبقى الانتظار العظيم الذى حققته القوات المسلحة المصرية على القوات الإسرائيلية، فى ذاكرة كل مصرى للأبد، حيث أظهر المصريون بسالة كبيرة فى الدفاع عن أرضهم ضد الكيان الصهيونى المحتل.
قالت رئيسة وزراء إسرائيل السابقة، جولدا مائير، بعد انتهاء الحرب: لن أشق على نفسى من الكتابة عن حرب أكتوبر 1973.. ولن أكتب عن الحرب من الناحية العسكرية فهذا أمر أتركه للآخرين.. ولكننى سأكتب عنها ككارثة باقية معى على الدوام.
وقال رئيس الدفاع الأمريكى جيمس شيلسنجر: أدرك الإسرائيليون أخيراً أن أمنهم لا يمكن أن يتحقق بمجرد الاحتفاظ بالسيطرة العسكرية.
وقال السادات العظيم بطل الحرب والسلام: لقد حاربنا من أجل السلام الوحيد الذى يستحق وصفه السلام.. وهو السلام القائم على العدل.. فالسلام لا يفرض.. وسلام الأمر الواقع لا يدوم ولا يقوم.. إننا لم نحارب لكى نعتدى على أرض غيرنا بل لنحرر أرضنا المحتلة ولإيجاد السبل لاستعادة الحقوق المشروعة لشعب فلسطين.. لسنا مغامرى حرب.. وإنما نحن طلاب سلام.
فهل كان يتصور «السادات» وهو يطلق فى الثانية بعد ظهر السادس من أكتوبر دباباته وجنوده لعبور قناة السويس، أه أطلق قوة عاتية رهيبة من شأنها أن تغير هذا العالم؟.. إن كل شىء من أوروبا إلى أمريكا ومن آسيا إلى أفريقيا لم يبق على حالته، فقد كانت حرب أكتوبر بمثابة زلزال تعرضت له إسرائيل، وما حدث فى هذه الحرب قد أزال الغبار والعيون - كما قال موشى ديان - وأظهر للإسرائيليين ما لم يكن تراه قبلها، وأدى ذلك إلى تغيير عقلية القادة الإسرائيليين.
وذكرت الفيجارو الفرنسية يوم 21 أكتوبر عام 73، «أن الأمة العربية كلها تحس اليوم بفخر عظيم وشكر عميق لجيوش مصر وسوريا التى حققت للعرب أول انتصار لا رجوع فيه، ومهما تكن النتائج النهائية للمعركة فسوف تبقى حقيقة أنها ردت مهانة 1967، وجددت الكرامة العربية».
حقيقة.. لقد غيرت الساعات الأولى من يوم 6 أكتوبر، عندما عبر الجيش المصرى قناة السويس واقتحم خط بارليف، غيرت مجرى التاريخ بالنسبة لمصر، وبالنسبة للشرق الأوسط، وتركت الحرب آثاراً عميقة ليس على الشرق الأوسط فحسب.. حيث بددت عددًا من الأوهام وتركت آثارها ليس على الاستراتيجية العربية والاستراتيجية الإسرائيلية والنظريات والتكنيكات العسكرية فحسب، وإنما تركتها أيضاً على عوامل أخرى مثل الروح المعنوية واستخدام أسلحة معينة فى ميدان القتال وعلى سياق التسلح فى الشرق الأوسط وعلى صعيد استخدام الأجهزة الإلكترونية.
يقيناً أن حرب أكتوبر غيرت الخريطة السياسية للشرق الأوسط وحطمت حالة الركود ودعمت مركز الدول العربية، وأظهرت أيضاً الدور الحيوى الذى يمكن أن يلعبه الرجال تحت القيادة التى تتسم بالعزم والتصميم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نصر أكتوبر العظيم الدروس المستفادة الحرب الرجال القيادة الاسرائيلية حرب أکتوبر هذه الحرب
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: الحرب الإسرائيلية ستمتد إلى إيران والعراق واليمن
أوضح العميد عادل مشموشي، الخبير العسكري والاستراتيجي، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعيش أفضل أوقاته حاليًا، باستثناء ملف الأسرى، مؤكدًا أن نتنياهو مستعد لتقديم بعض التنازلات بهدف إتمام صفقة الأسرى قبل انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي جو بايدن، مشيرًا إلى أن هذه الصفقة ستُنجز خلال فترة بايدن، ولن تنتظر عودة دونالد ترامب إلى الحكم.
وأضاف "مشموشي"، خلال مداخلة ببرنامج "ملف اليوم"، وتقدمه الإعلامية داليا أبو عميرة، على قناة القاهرة الإخبارية، أن هذه الصفقة تُعد إجراءً مؤقتًا ولا تمثل وقفًا شاملًا لإطلاق النار، موضحًا أن إسرائيل ستظل تتحكم في المشهد السياسي والعسكري على المدى الطويل، سواء في غزة أو في الدول العربية الأخرى مثل لبنان وسوريا، بالإضافة إلى دول الممانعة.
وأشار الخبير العسكري إلى أن الرئيس ترامب يتفق مع القادة الإسرائيليين على ضرورة استكمال الحرب ضد دول المنطقة على مراحل، هذه الحرب، بحسب "مشموشي"، تشمل دولًا عربية وغير عربية مثل إيران، وتمر بالعراق واليمن، مع تقديم الولايات المتحدة كافة القدرات العسكرية اللازمة لإسرائيل لتحقيق أهدافها.