بوابة الوفد:
2024-07-04@15:18:26 GMT

حاربنا من أجل السلام

تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT

تمر غداً 50 عاماً على نصر أكتوبر العظيم، الدروس المستفادة من هذه الحرب تتعلق بالرجال وقدرتهم أكثر مما تتعلق بالآلات التى يقومون بتشغيلها، فالإنجاز الهائل الذى حققه المصريون فى هذه الحرب هو عبقرية ومهارة القادة والضباط الذين تدربوا وقاموا بعملية هجومية جاءت مفاجأة تامة للجانب الإسرائيلى رغم أنها تمت تحت بصره، لقد محت هذه الحرب الهوان عند العرب وجرحت كبرياء إسرائيل، وجعلت القوات المسلحة المصرية تمسك بالقيادة الإسرائيلية وهى عارية، الأمر الذى لم تستطع إزاءه القيادة الإسرائيلية تعبئة قوات كافية من الاحتياط إلا بعد ثلاثة أيام من قيام الحرب.

تعتبر حرب أكتوبر من الحروب الحديثة التى سيظل التاريخ يتحدث عنها لفترة طويلة كونها كانت ملحمة عسكرية متكاملة الأركان، ويبقى الانتظار العظيم الذى حققته القوات المسلحة المصرية على القوات الإسرائيلية، فى ذاكرة كل مصرى للأبد، حيث أظهر المصريون بسالة كبيرة فى الدفاع عن أرضهم ضد الكيان الصهيونى المحتل.

قالت رئيسة وزراء إسرائيل السابقة، جولدا مائير، بعد انتهاء الحرب: لن أشق على نفسى من الكتابة عن حرب أكتوبر 1973.. ولن أكتب عن الحرب من الناحية العسكرية فهذا أمر أتركه للآخرين.. ولكننى سأكتب عنها ككارثة باقية معى على الدوام.

وقال رئيس الدفاع الأمريكى جيمس شيلسنجر: أدرك الإسرائيليون أخيراً أن أمنهم لا يمكن أن يتحقق بمجرد الاحتفاظ بالسيطرة العسكرية.

وقال السادات العظيم بطل الحرب والسلام: لقد حاربنا من أجل السلام الوحيد الذى يستحق وصفه السلام.. وهو السلام القائم على العدل.. فالسلام لا يفرض.. وسلام الأمر الواقع لا يدوم ولا يقوم.. إننا لم نحارب لكى نعتدى على أرض غيرنا بل لنحرر أرضنا المحتلة ولإيجاد السبل لاستعادة الحقوق المشروعة لشعب فلسطين.. لسنا مغامرى حرب.. وإنما نحن طلاب سلام.

فهل كان يتصور «السادات» وهو يطلق فى الثانية بعد ظهر السادس من أكتوبر دباباته وجنوده لعبور قناة السويس، أه أطلق قوة عاتية رهيبة من شأنها أن تغير هذا العالم؟.. إن كل شىء من أوروبا إلى أمريكا ومن آسيا إلى أفريقيا لم يبق على حالته، فقد كانت حرب أكتوبر بمثابة زلزال تعرضت له إسرائيل، وما حدث فى هذه الحرب قد أزال الغبار والعيون - كما قال موشى ديان - وأظهر للإسرائيليين ما لم يكن تراه قبلها، وأدى ذلك إلى تغيير عقلية القادة الإسرائيليين.

وذكرت الفيجارو الفرنسية يوم 21 أكتوبر عام 73، «أن الأمة العربية كلها تحس اليوم بفخر عظيم وشكر عميق لجيوش مصر وسوريا التى حققت للعرب أول انتصار لا رجوع فيه، ومهما تكن النتائج النهائية للمعركة فسوف تبقى حقيقة أنها ردت مهانة 1967، وجددت الكرامة العربية».

حقيقة.. لقد غيرت الساعات الأولى من يوم 6 أكتوبر، عندما عبر الجيش المصرى قناة السويس واقتحم خط بارليف، غيرت مجرى التاريخ بالنسبة لمصر، وبالنسبة للشرق الأوسط، وتركت الحرب آثاراً عميقة ليس على الشرق الأوسط فحسب.. حيث بددت عددًا من الأوهام وتركت آثارها ليس على الاستراتيجية العربية والاستراتيجية الإسرائيلية والنظريات والتكنيكات العسكرية فحسب، وإنما تركتها أيضاً على عوامل أخرى مثل الروح المعنوية واستخدام أسلحة معينة فى ميدان القتال وعلى سياق التسلح فى الشرق الأوسط وعلى صعيد استخدام الأجهزة الإلكترونية.

يقيناً أن حرب أكتوبر غيرت الخريطة السياسية للشرق الأوسط وحطمت حالة الركود ودعمت مركز الدول العربية، وأظهرت أيضاً الدور الحيوى الذى يمكن أن يلعبه الرجال تحت القيادة التى تتسم بالعزم والتصميم.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نصر أكتوبر العظيم الدروس المستفادة الحرب الرجال القيادة الاسرائيلية حرب أکتوبر هذه الحرب

إقرأ أيضاً:

الوزير والمثقفون

لا تزال هناك ملفات ساخنة ومهمات أمام مكتب وزير الثقافة الجديد؛ أولا: إعادة تشكيل لجان أدباء الأقاليم وإذا راجعنا تقارير وشكاوى مؤتمرات وندوات أدباء الأقاليم منذ ربع قرن على الأقل؛ سنرى تشكيلات كثيرة من السلبيات التى لم يتم دراستها ولا حلها.

من بينها تشتت الاختصاصات الفنية والأدبية التى تحدد مكانا عن الآخر؛ لأن احتياج أدباء صعيد مصر يختلف عن أدباء حلايب وشلاتين وعن حاجة أدباء الشمال. وهكذا.. مؤتمرات أدباء الأقاليم من أهم الملفات التى لا يمكن تأجيلها أو ضمها إلى مسئول آخر؛ قبل أن تحسم فيها اساسيات هذه المؤتمرات وجذور أزماتها.

من الملفات العاجلة مناقشتها أزمته النشر. تلك التى ندور ونلف حولها دون أن يتم حسمها أو دراستها بتان وهى ايضا تتطلب المزيد من البحث حول النشر العام فى القاهرة والنشر فى الأقاليم. أيضًا هناك ازمة التوزيع؛ فتوزيع الكتب على القرى والبلدان لم يزل قاصرًا وإمكانياته ليست حديثة ولا تتسع لمزيد من النشاط والاستفادة من الإمكانيات العالمية.

مسرح الدولة فى حاجة ماسة إلى خريطة ثورية للإصلاح والتغيير وحذف الكثير من الأزمات والملاحقات التى عرقلت نمو المسرح الحقيقى الذى عرفناه رائدا يعلم ويغير من فكر الأجيال؛ على مدى تاريخنا القديم والمعاصر. نحتاج إلى تطوير المسرح الكلاسيكى ومسرح الطليعة ومسرح العرائس وصولا إلى تطوير مسرح التجريب والإبقاء على مهرجان المسرح التجريبى الذى أسسه فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق.

كم من الهجوم انتشر عقب بداية مهرجان المسرح التجريبى؛ وأعرف أن كثيرا مما كتبه المخرج المسرحى الكبير جلال الشرقاوى حول هجومه على هذا النوع الجديد الوارد علينا نحن المصريين والعرب عامة. كان يحوى ويتضمن برنامجا لإصلاحه، ما جعل فاروق حسنى يشكل لجنة خاصة لدراسة سلبيات المهرجان بعد خمس دورات من بدايته. وتوصلت اللجنة إلى جوانب التطوير وعلينا اليوم مناقشة أفكار ومشاريع جديدة عن التجريب بعد أكثر من ثلاثين عاما من تأسيس المهرجان ليكون عالميًا منافسا لأكبر مهرجانات العالم.

المسرح المتحول الذى أشرف عليه بإخلاص شديد المخرج الكبير عبدالغفار عودة يحتاج إلى إحياء بعد موات سنوات.

المخرج الجاد أحمد إسماعيل أحد أعمدة مسرح الجرن الذى كان يدخل المدن الصغيرة والقرى وتحمل أعباء إضافة عشرات التبعات والمسئوليات حتى حوله إلى كيان مسئول.

أتخيل أن كل هذا الجهد المبذول لسنوات طويلة؛ من الظلم أن يموت كما ماتت آلاف الأحلام والطموحات التى سعت واجتهدت دون جدوى وسط ضجيج بعض الموظفين وأسلوب الفهلوة والقفز على الموائد. ووسط كروت الوساطة والسعى غير الأمين لشغل أماكن ليست من حقهم!

أزمات أخرى كثيرة وأوراق عمل فى حاجة إلى علاج أو تطهير أو تطوير. القضية ليست شخصية أو مجرد قضايا مؤجلة؛ ولكنها قضية وطن نريد أن نشارك فى بنائه مع القيادة السياسية التى تسعى إلى الجمهورية الجديدة. التى نترقبها جميعا.

[email protected]

 

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية يؤكد لمنسق السلام بالشرق الأوسط أهمية الوقف الفوري لإطلاق النار بغزة
  • وزير الخارجية يتلقى اتصالاً من المنسق الأممي لعملية السلام في الشرق الأوسط
  • جوتيريش يدعو لإحلال السلام في الشرق الأوسط بدءًا من وقف الحرب على غزة
  • التفكير بالتمنى وسكرة ينى
  • مِحَن.. ترمى علينا بشرر!
  • الوزير والمثقفون
  • عادل حمودة يكتب: في صحة أحمد زكي
  • الصحة في غزة: حصيلة قتلى الحرب الإسرائيلية على غزة بلغت 37925
  • «دُفعة المراوح وتخفيف الأحمال»
  • المساندة الشعبية