تحدث بعض الأفلام ضجة كبيرة قبل موعد عرضها في السينما، وهي عادة ليست إلا فكرة تسويقية للجمهور السينمائي، بمشاهد متتالية عبر البرومو الترويجي للفيلم، الذي حتما تجد فيه من التشويق الكثير.

وتمتاز أفلام الرعب التي لها جمهورها عالميا، بقدرتها على إظهار تفاصيل سينمائية كثيرة تثير التشويق، فليس فيلم الرعب هو قصة أو سيناريو، وإنما هو عمل يعتمد بشكل أساسي على أداء المخرج، وفكرة الخروج عن المألوف، وإثارة الرعب والخوف بمشاهد فيها الكثير من الغموض والعنف والدماء أحيانا، إضافة إلى الجو العام من إضاءة وديكور وموسيقى وأصوات عالية، ومشاهد تأتي على غير المتوقع.

ولعلّ أبرز الأشياء التي يمكن أن تثير جمهور أفلام الرعب هو الخروج عن المألوف، والإثارة التي يترجمها الفيلم بأحداث غير متوقعة، أن يحدث ما لا يكون في الحسبان، وأن تكون الأحداث مفاجأة، لا سيما تلك التي تأتي بحدث يفوق كل التوقعات على حين غفلة من المشاهد وهو في حيز مشهد يكون صامتا وباردا ومظلما للغاية، كما يعد الغموض أساسا من أسس فيلم الرعب، ولكن حتى الغموض لابد أن يكون كفن مميز، لا مبالغة ولا ابتذال.

ويأتي الجزء الثاني من فيلم الراهبة الذي احتل اهتمام الجمهور قبل عرضه في دور السينما، واحتل شباك التذاكر في العالم، بأحداث صورت في فرنسا، بعد أربع أعوام من الجزء الأول الذي كان في رومانيا، يحكي قصة الشيطان فالاك (بوني آرونز) المتشكل في هيئة راهبة مجدداً ويحرق قسيساً حتى الموت، حيث تدور أحداث الفيلم في عام 1956، حيث تتحالف الجهود لمحاولة فهم اللغز الغامض ومقتل الراهب حرقا.

الفيلم رغم التشويق الذي استطاع أن يقدمه، إلا أنه يقع في بعض الثغرات، ولا يتعدى كونه فيلم جذابا إلى حد ما، ولكنه غير مثير للإهتمام، ولا يستطيع لفت الانتباه، رغم كمية المشاهد التي يطلع عليها مرعبة، إلا أنك يمكن تدخل في الفيلم وتخرج دون أن تكون أعصابك مشدودة في أي لحظة كانت، يمكنك أن تتابعه وأنت في موعد مسترخي وبجوارك كأس عصير، تتنبأ بالمشاهد التالية واحدا تلو الآخر.

الحوارات سطحية وقصيرة ولا تؤدي المغزى، وفي أحيان كثيرة يطغى الصمت على الحديث، وحتى في وجود الحديث لا يمكنه إيصال الفكرة للمشاهد، ولعلّ مشهد تردد "آيرين" ثم موافقتها السريعة لتولي مهمة تخليص الكنيسة من قوى الشر التي أحاطت بها، يضع المشاهد في تساؤل كبير حول هذه الموافقة السريعة، وتحملها كل ذلك العبء لحماية الكنيسة دون أن يساعدها أحد.

بعض التفاصيل تدخلك في توهان شديد، وربما تكون في غموض لا نهاية له ولا مغزى، فعلى سبيل المثال لا يمكن معرفة حقيقة مشاعر فرينشي التي قد تكون متجهه نحو أكثر من فتاة في الفيلم، وهو شخصية مركزية في الفيلم والتي تعد القالب الذي اختاره "فالاك" ليستعمله في نشر الشر.

إضافة إلى المشاهد التي تخرج من إطار التصديق، والمبالغة فيها، حيث عدد المرات التي يتم فيها ضرب رأس "آيرين" في الأرض، ومع كثرة الضرب والرمي تعود فتقف بكامل قواها، وكأننا في مشاهدة لفيلم الأبطال الخارقين، وهذا ما يثير سخط المشاهد.

ومن الأشياء التي تشعرك في الفيلم بعدم الترابط في القصة هو وجود قصة أخرى ضمن الفيلم، وهي قصة التنمر التي ليست ذات أهمية لفكرة الفيلم، وكأنها إضافة لقصة جديدة وسط القصة الرئيسية، وإطالة للأحداث.

ولكن العمل بشكل عام مناسب للمشاهدة في دور السينما التي تزيد بجوها العام من جمالية أي عمل، وتعطيه صورة أخرى مغايرة لمتابعة الفيلم خارج الدار، كما أنه لا يخلو من التشويق والإثارة التي هي أساس فيلم الرعب.

الفيلم من تأليف أكيلا كوبر، وإيان جولدبرج، وريتشارد ناينج، وجيمس وان، وجارى دوبرمان، وإخراج مايكل تشافيز، وبطولة ستورم ريد، وآنا بوبليويل، وتايسا فارميجا، وبونى آرونز، وكاتلين روز دونى، وجوناس بولكيت، وأنوك داروين هوميوود، وريناتا بالمينيلو.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی الفیلم

إقرأ أيضاً:

أثار حالة من «الرعب».. مسلسل مصري يثير جدلاً واسعاً!

أثار مسلسل “المداح”، “موجة من الجدل في مصر، “بسبب تناوله موضوعات تتعلق “بالجن والسحر”، وانتشرت حالة من “الرعب” بين عدد من مشاهدي العمل بسبب الطلاسم والتعويذات المستخدمة في الموسم الخامس من المسلسل”.

وحذرت الدكتورة هبة عوف، أستاذة التفسير بجامعة الأزهر، من “خطورة عرض الطلاسم السحرية في الأعمال الفنية”، مؤكدة أن “مثل هذه العناصر قد تؤثر سلبا على المشاهدين، خاصة الشباب والأطفال الذين قد يقلدون ما يرونه على الشاشة”.

وأشار الناقد الفني أحمد سعد الدين، “إلى أن بعض الطلاسم المستخدمة في المسلسل قد تكون مأخوذة من مصادر حقيقية، ما يزيد من احتمالية تقليدها من قبل البعض”.

وأضاف سعد الدين، بحسب قناة “روسيا اليوم”، “أن المسلسل، رغم كونه عملا دراميا، قد يثير فضول المشاهدين لتجربة ما يرونه، ما قد يؤدي إلى عواقب غير محمودة”.

ولفت إلى أن “الرقابة الفنية قد لا تملك الخبرة الكافية للتمييز بين الطلاسم الحقيقية وتلك المرسومة بشكل درامي، ما يفتح الباب أمام المزيد من النقاش حول مدى مسؤولية صناع العمل في توضيح هذه الأمور”.

وأكد الفنان “حمادة هلال”، الذي يقوم بدور “صابر المداح” بطل المسلسل، خلال حوار في برنامج “أسرار” مع الإعلامية أميرة بدر، أن “الطلاسم المستخدمة في المسلسل هي جزء من العمل الفني، مشددا على أن الهدف منها هو تقديم محتوى تشويقي يلبي رغبة الجمهور في استكشاف المواضيع الغامضة”، وأفاد أن “الرقابة قامت بمراجعة العمل قبل عرضه، وأن المسلسل لا يروج لأي ممارسات سحرية حقيقية”.

يذكر أن “المسلسل من تأليف أمين جمال وشريف يسري، وهو من إخراج أحمد سمير فرج، ومن بين أبرز أبطال العمل في هذا الموسم غادة عادل، وخالد الصاوي، وهبة مجدي وخالد سرحان، ويدور المسلسل حول جهود “صابر المداح” في مكافحة ما يعتبره “محاولات الأذى من جانب الشياطين للإنسان”.

هذا “وحقق المسلسل منذ بداية عرض الموسم الأول منه في عام 2021، نجاحا كبيرا في مصر والوطن العربي بفضل فكرته غير التقليدية، لكنه، في الوقت نفسه، واجه الكثير من الانتقادات مع عرض كل موسم، وفي الموسم الخامس يواصل “صابر المداح”، بعد عودته من الموت، حروبه ضد الجن، ويضطر لمواجهة “بنات إبليس” كعدو جديد بأهداف خبيثة، ويسعى بكل عزمه للتغلب عليهم والتخلص من شرورهم”.

مقالات مشابهة

  • لو سـاد الـحُـب لما احـتجـنا لـلـقـضـاء
  • الكشف عن تفاصيل العرض الاستثماري السعودي الضخم الذي أثار إعجاب ترامب.. بقيمة 1.3 تريليون دولار
  • صحف عالمية: الرعب يخيم على غزة وضغوط على ترامب بشأن الضفة الغربية
  • كوارث بيئية لا تنسى.. الرعب المستمر لانفجار مصنع بوبال بالهند
  • (ديالا .. عمل درامي أم عمل أسود)
  • ما تفاصيل “الاجتماع المتفجر” الذي شهد صداما بين مسؤولي ترامب وماسك؟
  • ما تفاصيل الاجتماع المتفجر الذي شهد صداما بين مسؤولي ترامب وماسك؟
  • البروفيسور هاني نجم يروي تفاصيل العملية الجراحية النادرة التي أجراها لطفل داخل بطن أمه.. فيديو
  • المداح 5.. صابر بين العودة من الموت ورعب المصريين القدماء
  • أثار حالة من «الرعب».. مسلسل مصري يثير جدلاً واسعاً!