حديثى فى هذه السطور ينصرف إلى قناة السويس وكفى. وهو يأتى عزيزى القارئ - إذا كنت تتذكر- استكمالا لما بدأته قبل أسبوعين بشأن تفنيد المخاوف من تأثير الممر الاقتصادى بين الهند وأوروبا على وضع القناة. ويعزز المواصلة فى تناوله بعض الأرقام التى تم إعلانها مؤخرًا وتؤكد أهمية وخطورة موقع القناة وتفسر لماذا تسعى دول العالم المختلفة إلى منافستنا فيها أو الحصول على جزء أكبر من كعكة نقل التجارة العالمية عبر الممرات الدولية.
باختصار أشير هنا إلى ما ذكره الرئيس السيسى فى افتتاح مؤتمر حكاية وطن بشأن القناة وارتفاع إيراداتها الى نحو 10 مليارات دولار ووصولها لنحو 10.5 المليار بنهاية العام الجارى، فضلا عن التوقعات بأن يرتفع العائد الى 12 مليار دولار وأكثر فى العام المالى 2024 – 2025.
إذا عدت إلى الوراء قليلا – وعندك محرك البحث جوجل – ستجد أن رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع كان قد أشار نهاية يونيو الماضى – أى منذ 3 شهور – إلى أن الإيرادات وصلت 9.4 مليار دولار.
فى تقديرى أن الأرقام لا تكذب وقد تختلف قليلا ولكن واضح أن مؤشر الإيرادات فى تصاعد خاصة اذا علمنا أنها كانت فى حدود 5 الى 5.5 مليارات دولار منذ نحو عشر سنوات. لكن أهمية الرقم أيا كان 10 أو 12 مليار دولار هو فى نسبته الى حجم العملة الصعبة التى تستطيع الدولة توفيرها حتى اذا قارناها بالمصدرين الأساسيين الآخرين وهما تحويلات المصريين العاملين بالخارج والسياحة.
هل يعود ذلك الى مشروع التوسعة الذى لم يحظ بالترحيب من قبل الكثيرين؟ لا أملك الحكم فهذه تحتاج خبيرا ملاحيا ولكن بالبديهة أعتقد أن التوسعة لها دور، ودور كبير كمان. هل يرد ذلك الاعتبار للمشروع؟ أعتقد أن المسألة ممكن أن تكون محل نظر. هل لم تستطع الدولة أن تسوق للمشروع فى الداخل فكان ما كان خاصة فى ظل حالة الاستقطاب السياسى الحاد بين مختلف فئات الشعب المصرى التى كانت وربما ما زالت قائمة؟ الإجابة بالتأكيد نعم.
هل ممكن أن تكون الزيادة نتيجة توسع التجارة الدولية وتعثر ممرات أخرى؟ الإجابة ليست سهلة ولكن الوضع بدون حاجة لخبرة أو غيرها يكشف عن أن القناة محور النقل البحرى العالمى الرئيسى وأن منافستها صعبة وأن التجارة الدولية ربما على العكس تعرضت لانتكاسة خاصة فى ظل فترة كورونا وبعدها أزمة أوكرانيا.
لهذا ولهذا فقط، فإن مساعى الدولة المصرية تجرى على قدم وساق لتعظيم الاستفادة من قناة السويس وللحفاظ على وضع مصر كممر رئيسى للتجارة الدولية من خلال بدائل أخرى تعزز وضع القناة وتنافس خطط الدول الأخرى. وأذكر هنا إضافة الى ما ذكرته سابقا مشروع الممر الذى يربط ميناء العريش البحرى بمنفذ طابا البرى من خلال خط سكك حديدية بطول 500 كيلو متر.
صحيح أن بعض المشروعات الكبرى تصادف عقبات صغرى ربما تمثل بقعة سوداء فى الثوب الأبيض على شاكلة مشكلة سكان منطقة ميناء العريش والتى ربما لم يتم التعامل معها بالشكل المناسب، لكن يمكن تفهم الأمر اذا وضعنا فى الاعتبار أن صانع القرار بشكل عام يرى دوما الغابة ولا يرى الاشجار، دون أن يكون فى ذلك محاولة للتبرير بأى حال من الأحوال.
الخلاصة إذا كان لا بد من خلاصة: أن القناة أحد كنوز مصر التى يجب الحفاظ عليها والارتفاع بمساعى الانتفاع بها الى عنان السماء، وأن يكون هذا الكنز بمنأى عن الاستقطاب بين المصريين على اختلاف ألوان انتماءاتهم السياسية.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قناة السويس الهند وأوروبا الممرات الدولية الرئيس السيسي افتتاح مؤتمر حكاية وطن ملیار دولار
إقرأ أيضاً:
700 مليار دولار.. مكاسب أغنى أغنياء العالم في 2024
كشف مجلة «فوربس» الأمريكية الاقتصادية، عن ارتفاع قياسي في ثروات أبرز المليارديرات بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي والأداء الاقتصادي الأمريكي.
وأشارت المجلة الأمريكية، في تقرير لها اليوم الأحد، إلى أن مزيج من الضجة حول الذكاء الاصطناعي والتوقعات الإيجابية بشأن الاقتصاد الأمريكي، وكذلك التوقعات حول فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية أدت إلى طفرة كبيرة في أسعار أسهم الشركات التي يملكها أغنى المليارديرات في العالم، حيث خلقت هذا «العاصفة المثالية» بيئة مربحة لهذه الشركات، ما رفع من تقييماتها وزاد من ثروات مالكيها، الذين أضافوا معًا 730 مليار دولار إلى ثرواتهم في عام 2024.
وكان القطاع الذي أنتج أكبر عدد من المليارديرات في قائمة أغنى 10 أشخاص في 2024 هو صناعة التكنولوجيا للشركات العملاقة مثل «ميتا، ألفابت، أوراكل، أمازون، نفيديا، ديل» أنتجت سبعة من أغنى الأشخاص في هذه القائمة.
ووفق لقائمة المليارديرات الذين حققوا أكبر المكاسب في 2024، فإن إيلون ماسك مالك شركة تسلا وسبيس إكس سجل رقما قياسيا جديدا تجاوز 439 مليار دولار لأول مرة في التاريخ، حيث جاءت زيادة ثروته هذا العام نتيجة ارتفاع أسهم تسلا بنسبة 68%، بالإضافة إلى تقييم سبيس إكس البالغ 350 مليار دولار.
وذكرت القائمة أن مارك زوكربيرج مالك موقع تواصل الاجتماعي فيسبوك تجاوزت ثروته في 2024، حاجز الـ200 مليار دولار لأول مرة، مدفوعًا بزيادة هائلة في أسهم «ميتا» بنسبة 67%، بالإضافة إلي لاري إليسون، رئيس شركة «أوراكل»، الذي حقق زيادة ضخمة في ثروته بفضل ارتفاع أسهم «أوراكل» بنسبة 68%، وهو ما دفعه ليصبح ثاني أغنى شخص في العالم لفترة قصيرة في سبتمبر الماضي.
فيما تربع جينسن هوانج مؤسس ورئيس شركة نفيديا، بالتربع على قائمة أغنى الأشخاص في 2024 بفضل الزيادة الكبيرة في أسهم شركته التي بلغت 185%، مما دفع ثروته إلى الارتفاع بشكل غير مسبوق لتبلغ صافي ثروته 117.2 مليار دولار.
وشهد جيف بيزوس مؤسس شركة أمازون زيادة تقدر بنحو 69 مليار دولار في ثروته نتيجة لارتفاع أسهم أمازون بنسبة 53% هذا العام لتصل إلي 241.2 مليار دولار، كما تمكن مايكل ديل مالك شركة ديل تكنولوجيز من دخول قائمة العشرة الأوائل بفضل الزيادة الكبيرة في أسهم شركته التي دخلت في اتفاقية دمج مع «في إم وير» ما دفع ثروته لزيادة بقيمة 46.6 مليار دولار ليصل صافي ثروته إلى 115.3 مليار دولار.
وأضافت القائمة أيضا روب والتون وجيم والتون واليس والتون مالكي سلسلة وول مارت حيث استفاد آل والتون، ورثة مؤسس وول مارت، من ارتفاع أسهم الشركة بنحو 80% في عام 2024، وأخيرا ارتفعت ثروة لاري بيج مالك شركة ألفابت التي تضم جوجول بنسبة 30٪ لتبلغ صافي الثروة 156.6 مليار دولار رغم التحديات القانونية التي تواجهها الشركة في الولايات المتحدة.
اقرأ أيضاًالتعرف على الوجه لمنع الاحتيال.. «ميتا» تكشف عن تقنية جديدة
«الدفاع الأمريكية» تحقق في اختراق خطير لأنظمة اتصالات القوات الجوية
دوافع إيلون ماسك لوضع حدود بعدد لتغريدات «تويتر»