حرب أهلية جمهورية في الولايات المتحدة.. بسبب أوكرانيا
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
رأى روبرت كيلي، أستاذ في قسم العلوم السياسة في جامعة بوسان الوطنية، أن الهجوم الروسي على أوكرانيا، أحدث انقساماً كبيراً غير متوقع في أروقة الحزب الجمهوري الأمريكي.
هناك شائعات مفادها أن هناك تعاوناً روسياً مع ترامب
وكتب في مقاله بموقع "1945" أنه في مجلس النواب، شهد الجناح المحافظ في الحزب تحولاً كبيراً معارضاً إرسال مساعدات إلى أوكرانيا، ويواصل الجمهوريون التقليديون، أمثال زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، دعم مثل هذه المساعدات للبلد المحاصر.
ولا يتجلى هذا الانقسام داخل الحزب الجمهوري في الكونغرس الأمريكي ككل.. ففي ظل وجود الديمقراطيين، نجد أغلبية كبيرة في مجلسي الكونغرس تدعم المساعدات، غير أن الحزب الجمهوري يسيطر على مجلس النواب.
النقاش يزداد صعوبةوالأرجح، حسب الكاتب، أن تحاول إدارة بادين مجدداً قريباً إرسال الدعم إلى أوكرانيا، غير أن النقاش يزداد صعوبة.
لطالما كان الحزب الجمهوري بؤرة للناخبين الانعزاليين، ولا سيما في المناطق الريفية والبلدات الصغيرة، فقد تأسست الولايات المتحدة على مبدأ أنها فريدة، وحذّر كثيرون من واضعي الدستور من الإساءة إلى التجربة الأمريكية بخصوص سياسات خارجية أممية.
The Republican Civil War over the Ukraine War https://t.co/Wph5PpJIXK
— barney (@barney31912373) October 3, 2023وخلال القسم الأكبر من تاريخ الولايات المتحدة، اقتصرت المصالح الأمريكية على الأغلب على نصف الكرة الغربي.. وحتى بعد الحرب العالمية الأولى، قررت الولايات المتحدة العودة إلى أرض الوطن بدلاً من المشاركة في عصبة الأمم.
وأشار الكاتب إلى أن الحرب العالمية الثانية وصعود نجم الاتحاد السوفيتي بدلا هذا الموقف، وأطاح الرئيس دوايت أيزنهاور بعضو مجلس الشيوخ روبرت تافت الذي كان يُعد آخر صوت جمهوري مؤيد للعزلة السياسية في الخمسينات.. وتبنى الحزب الجمهوري توجهاً أممياً لمحاربة الشيوعية.
وبعد فترة وجيزة من التقهقر في تسعينات القرن العشرين، عاد الحزب الجمهوري مجدداً يؤيد التدخل الخارجي بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) الإرهابية.. غير أن هذه النزعة وهنت بعد أن خرجت الحرب على الإرهاب عن السيطرة، ما أفسح المجال لتقبّل النزعة الانعزالية العدائية لترامب.
افتتان ترامب ببوتينوأوضح الكاتب أن ترامب يمقت المؤسسات والقوانين الدولية، فهو يراها قيوداً تُفرض على قوة الولايات المتحدة والتزامات لا يوجد ما يعوضها.. كما شاع أنه شكا من أن حلفاء الولايات المتحدة "يمزقون" البلد إذ لا يدفعون لقاء حمايتها لهم.
وسعى ترامب إلى إخراج الولايات المتحدة من مؤسسات مثل "الناتو" والتحالف الأمريكي الكوري الجنوبي.. لكنه أخفق في مسعاه، غير أنه سيعيد الكرّة على الأرجح إذا أُعيد انتخابه رئيساً، يندرج هذا كله تحت عنوان سياسته الخارجية "أمريكا أولاً".. لكن افتتان ترامب الخاص بروسيا كان ملحوظاً للغاية حتى أنه جرَّ الحزب الجمهوري في هذا الاتجاه.
في أواخر عام 2012، كان بوسع المرشح الجمهوري للرئاسة ميت رومني أن يصف روسيا بأكبر تهديد جيوسياسي لأمريكا، عالماً تمام العلم أن الجمهوريين يؤيدونه.
وبالتزامن مع مجيء ترامب، حدثت نكسة مفاجئة لا تزال عصية على التفسير، فقد لوحظ أنه لم ينتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قط، على الرغم من أنه معروف بفظاظته وقسوة كلماته، لذا أثار تحييده بوتين أسئلة كثيرة.
وقال الكاتب: "لا أحد يعرف السر.. ولكن، هناك شائعات مفادها أن هناك تعاوناً روسياً مع ترامب أو مصالح مالية بين الطرفين.. وأياً كان السبب، فقد وجه ترامب رأي الحزب الجمهوري إلى حد كبير نحو روسيا، حتى أن كثيراً من أعضاء الحزب سيتخلون الآن عن أوكرانيا على الرغم من العدوان الروسي".
وبغض النظر عن مخاوف ترامب الشخصية، يبدو من الواضح على نحو متزايد، برأي الكاتب، أن تصاعد تأييد الحزب الجمهوري لبوتين يعكس تحولات أيديولوجية.. فبوتين يمثل القيم التي يقيم لها الحزب الجمهوري الذي أعاد ترامب تشكيله، وزناً.. فهو يؤدي دور الزعيم الصارم، وهي الصورة ذاتها التي يحاول ترامب أن يرسمها لنفسه.
ويحرص بوتين على التوفيق بين حكومته المحافظة والكنيسة الأرثوذكسية في روسيا، وهو التقارب نفسه بين الكنيسة والدولة الذي يتوق إليه الإنجيليون الأمريكيون في الولايات المتحدة.
ويناهض بوتين بلا هوادة المغالاة في التحذير من التحيز والتمييز العنصريين، فقد اتخذ إجراءات صارمة ضد المثليين والمتحولين جنسياً.. ولا يتهاون بوتين مع النزعة النسوية، ويستخدم دوماً لغة عنصرية لا يستطيع الأمريكيون استخدامها من دون أن يتعرضوا للنقد اللاذع.
الاختبار القاسي وحسب الكاتب، سيكمن الاختبار القاسي لهذا التحول المؤيد لبوتين في الانتخابات الرئاسية العام المقبل.. فإذا خسر ترامب، ستضيع الصلة الشخصية التي تربط بينه وبين بوتين، وسنعلم حينئذ هل ستصمد نزعة الحزب الجمهوري المؤيدة لبوتين.المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة عزل مكارثي الولایات المتحدة الحزب الجمهوری غیر أن
إقرأ أيضاً:
مستشار «الأهرام للدراسات»: ترامب يمثل خطرا كبيرا على الولايات المتحدة
قال جمال عبد الجواد، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يمثل خطرًا على الولايات المتحدة أكثر من أي شيء آخر، لأن إدارته للولايات المتحدة الفترة المقبلة ستؤدي إلى إلحاق ضرر كبير بالنظام السياسي الأمريكي والتقاليد السياسية التي بنيت على مدى 250 عاما.
ترامب اعتمد على مواقع التواصل في حملته الانتخابيةوأضاف عبد الجواد، خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي، ببرنامج «المشهد»، المذاع على القناة العاشرة المصرية «Ten»، أن أغلب وسائل الإعلام الأمريكية كانت تُؤيد المرشحة الرئاسية كامالا هاريس، ولكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي في الترويج إلى برنامجه الإنتخابي، ونجح في هذا إلى حد كبير.
ترامب سيهد المؤسسة البيروقراطية الأمريكيةولفت مستشار مركز الأهرام للدرسات السياسية والاستراتيجية، إلى أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب سيقوم بهد المؤسسة البيروقراطية الأمريكية، وسيُواجه الكثير من التناقضات، وهذا سيهز الولايات المتحدة الأمريكية.