تشيع فكرة أن رفع الأثقال يعيق النمو ويجعل الشخص قصيرا بين المهتمين بالرياضة، أو الراغبين في خوض هذا المجال، فما مدى صحتها؟ وما تأثيرات رفع الأثقال على الطول؟
ووفقا لتقرير بموقع "هيلث لاين"، فإن أحد الأسئلة التي تطرح غالبا في دوائر اللياقة البدنية والمكاتب الطبية ومع مدربي الشباب، هو: هل يؤدي رفع الأثقال إلى إعاقة النمو؟
وإذا كنت وليا لشاب أقل من 18 عاما، فقد تتساءل عما إذا كانت تدريبات القوة التي يمارسها في صالة الألعاب الرياضية تعيق نموه.
وهذا القلق بشأن توقف النمو يبدو مشروعا، ولكن الخبر السار هو أن ابنك لن يضطر إلى التوقف عن رفع الأثقال.
ماذا يقول العلم؟مقولة أن المراهقين سيتوقفون عن النمو ويصبحون قصارا إذا رفعوا الأثقال في سن مبكرة، هي مغالطة ولا تدعمها أي أدلة أو أبحاث علمية.
ما تدعمه الأدلة العلمية والأبحاث هو أن برامج تدريب المقاومة المصممة بشكل صحيح والإشراف عليها، لها فوائد عديدة للشباب، بما في ذلك:
زيادة قوة العظام. تقليل مخاطر الكسور. زيادة احترام الذات. هل التدريب على الوزن يعيق النمو؟يكمن القلق من أن تدريبات الأثقال يمكن أن تؤذي مناطق العظام التي تنمو (صفائح النمو) وتحدّ من القامة. لا يوجد دليل على أن الرياضات عالية التأثير؛ مثل: الجمباز وكرة القدم وكرة السلة تضر بصفائح النمو. وينطبق الشيء نفسه على تدريب الأثقال.
هناك خطر الإصابة من رفع الوزن أكثر مما يمكن السيطرة عليه. وبعبارة أخرى، يمكن للأوزان والآلات أن تسبب صدمة حادة مباشرة. ولكن بشكل عام، الفوائد الصحية لرفع الأثقال تفوق المخاطر. يمكن أن يؤدي تدريب الأثقال إلى تحسين القوة والثقة والتنسيق والصحة النفسية والوزن الصحي، كما يعمل تدريب الأثقال على تقوية العظام والعضلات والأربطة والأوتار.
ما صفائح النمو؟صفائح النمو (growth plates) هي مناطق نمو العظام الجديدة لدى الأطفال والمراهقين. وتتكون من الغضاريف، وهي مادة مطاطية ومرنة (الأنف، على سبيل المثال، مصنوع من الغضروف).
تقع معظم صفائح النمو بالقرب من نهايات العظام الطويلة، وهي عظام أطول من عرضها، وتشمل:
عظم الفخذ. الجزء السفلي من الساقين (الظنبوب والشظية). الساعد. العظام في اليدين والقدمين. لماذا يعتقد الناس أن رفع الأثقال يعيق النمو؟يقول الدكتور روب رابوني، طبيب العلاج الطبيعي، إن الاعتقاد الخاطئ بأن رفع الأثقال يعيق النمو ينبع -على الأرجح- من حقيقة أن إصابات صفائح النمو في العظام غير الناضجة، يمكن أن تعيق النمو.
لكنه يشير إلى أن هذا الأمر يمكن أن ينجم عن سوء الشكل والأوزان الثقيلة وغياب الرقابة. لكنها ليست نتيجة رفع الأثقال بشكل صحيح.
ولكن مجرد كون صفائح النمو عرضة للتلف، لا يعني أنه يجب على المراهق تجنب رفع الأثقال.
الفكرة المشتركة بين المتخصصين في المجال الطبي هي، أن رفع الأثقال لدى الأطفال دون سن 18 عاما يكون آمنا عند تطبيقه بشكل صحيح، كما يقول الطبيب كريس وولف.
كيفية رفع الأثقال بشكل آمنإذا كان المراهق مهتما بالبدء في برنامج رفع الأثقال، فهناك أشياء كثيرة يجب وضعها في الاعتبار، بما في ذلك التدريب ببطء دون تعجل، فالتغلب على الأوزان الثقيلة لا يحدث بين عشية وضحاها. عندما تكون صغيرا، من المهم أن تأخذ الأمور ببطء وتبنيها تدريجيا.
هذا يعني البدء بأوزان أخف، وتكرارات أعلى والتركيز على تنفيذ الحركة.
تحديد متى يكون الطفل أو المراهق جاهزا لبدء برنامج رفع الأثقال، يجب أن يتم على أساس فردي، وليس حسب العمر فقط.
يقول الدكتور آدم ريفادينيرا، طبيب الطب الرياضي، "إن السلامة في رفع الأثقال تتعلق بالنضج والإشراف المناسب". يتعلق الأمر -أيضا- بالقدرة على اتباع القواعد والتعليمات، من أجل تعلم أنماط الحركة الجيدة والشكل المناسب.
ابدأ بالأساسيات واجعلها ممتعةيعتقد رابوني أنه طالما أن رفع الأثقال يتم بشكل آمن، وتحت إشراف، وممتع للفرد، فليس هناك عمر خاطئ لبدء تدريبات المقاومة.
ومع ذلك، فهو يوصي بالبدء بتمارين وزن الجسم؛ مثل: تمارين الضغط والقرفصاء بوزن الجسم، فهي أنماط ممتازة من تدريب المقاومة الآمنة، ولا تتطلب الأوزان.
وتعني تمارين المقاومة: التمرين الذي يشمل ضغط العضلة باتجاه معاكس لوزن مثل وزن الجسم، أو الأثقال.
إذا كان ابنك المراهق مهتما بالمشاركة في برنامج تدريب القوة، فتأكد من خضوعه لإشراف مدرب شخصي معتمد، أو مدرب لديه تدريب على كيفية تصميم برنامج رفع الأثقال لليافعين.
إذا كانت لديك أي مخاوف بشأن مشاركة طفلك في برنامج رفع الأثقال، فتحدث مع طبيبك قبل البدء في أي تمارين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: یمکن أن
إقرأ أيضاً:
أدلّة جديدة عن عظام طاقمها.. تعرّف على السفينة الحربية الغارقة قبل 500 عام
نشرت مجلة "PLOS One"، الأربعاء، نتائج دراسة تخصّ تحليل عظام الترقوة لدى 12 رجلا تتراوح أعمارهم بين 13 و40 عاما، كانوا قد لقوا حتفهم على متن سفينة "ماري روز" التي غرقت في 19 يوليو/ تموز عام 1545.
وأوضحت النتائج، التي بإمكانها أن تفيد البحث الطبي الحديث، وفقا للباحثين، أنّ "توازن البروتين والمعادن يتغيّر مع التقدّم بالعمر، ويزداد محتوى المعادن في العظام أيضًا مع الوقت، وينخفض محتوى البروتين".
وبحسب الباحثين فإنّ التغييرات كانت ملحوظة بشكل خاص في عظام الترقوة اليمنى، ما يشير إلى أن أفراد الطاقم فضلوا استخدام أيديهم اليمنى، لكن ربما لم يكن لديهم خيار.
تجدر الإشارة إلى أن "ماري روز" واحدة من أكبر السفن الحربية في البحرية التيودورية خلال حكم الملك هنري الثامن حتى التي غرقت في 19 تموز/ يوليو عام 1545، أثناء معركة ضد الفرنسيين.
إثر ذلك، حوصر المئات من الرجال على متن السفينة عندما غرقت في مضيق سولنت، الذين يقع بين جزيرة وايت والبر الرئيسي لبريطانيا العظمى. وفي عام 1982، تمّ استخراج هيكل السفينة والتحف الخاصة بها، وعظام 179 من أفراد الطاقم من مضيق سولنت وإحضارها إلى السطح.
ماذا قال الباحثين؟
مؤلفة الدراسة الرئيسية، وهي زميلة بحثية بكلية لانكستر الطبية في جامعة لانكستر بالمملكة المتحدة، شيونا شانكلاند، قالت إنّ: "تطوير معرفتنا بكيمياء العظام أمر بالغ الأهمية لفهم كيفية تقدّم هياكلنا العظمية في العمر، وكيف تؤثر الظروف الطبية عليها".
وأوضحت شانكلاند، أنّ "فهم هذه التغييرات قد يسمح لنا بأن نكون أكثر اطلاعًا على مخاطر الكسر، وأسباب حالات مثل هشاشة العظام التي تحدث عادةً مع تقدم العمر".
وعلى الرغم من بقاء الحطام تحت الماء لمئات السنين، إلا أنّه كان محفوظا بشكل جيد لأن طبقة من الرواسب التي استقرّت فوق السفينة خلقت بيئة خالية من الأكسجين، وفقًا لشانكلاند، التي ستكون محاضرة في جامعة غلاسكو في اسكتلندا بدءًا من تشرين الثاني/ نوفمبر.
وتابعت شانكلاند: "طبيعة هذه البيئة تعني أن بقايا البحارة لم تتدهور بالطريقة ذاتها التي قد نتوقعها في غالبية الاكتشافات الأثرية، ما يسمح لنا بالتحقيق بشكل موثوق في كيمياء العظام".
وأبرزت شانكلاند أنّ فريق البحث استخدم مطيافية رامان، وهي طريقة غير مدمّرة تحافظ على العينات القيّمة، لدراسة العظام. حيث تتضمّن الطريقة استخدام الضوء لكشف كيمياء العيّنة.
وتابعت: "تعزز هذه النتائج فهمنا لحياة بحارة تيودور، ولكنها تساهم أيضا بالبحث العلمي الحديث حول محاولة فهم أكثر وضوحًا للتغيرات في كيمياء العظام والروابط المحتملة بأمراض الهيكل العظمي المرتبطة بالشيخوخة مثل هشاشة العظام".
بدورها، قالت المؤلفة المشاركة في الدراسة ورئيسة قسم الأبحاث وأمينة الذخائر في متحف "ماري روز"، أليكس هيلدريد، إنه "بصرف النظر عن السبب، فقد انقلبت إلى جانبها الأيمن ودخل الماء من خلال فتحات المدافع المفتوحة".
وأضافت هيلدريد: "مع وجود منافذ قليلة بين الطبقات، وشبكة ثقيلة تغطي الطبقة العلوية المفتوحة، حوصر 500 رجل على متن السفينة. وكان أولئك الذين يتمركزون على الطبقات العلوية داخل قلاع القوس والمؤخرة، أو في الحبال، بمثابة الناجين الوحيدين".
يشار إلى أن هيلدريد قد ساعدت في عملية الإشراف على الحفر تحت الماء، من بينها استعادة أكبر تركيز للبقايا البشرية من الحطام، وقد سهّلت البحث عن العظام منذ ذلك الحين.
كذلك، أوضح مؤلّف الدراسة المشارك ومدير مركز التعلّم التشريحي السريري، وأستاذ التشريح في جامعة لانكستر، آدم تايلور، أنّ "العظام على شكل حرف S من أوائل العظام التي تتكوّن في جسم الإنسان، لكنّها آخر العظام التي تندمج بشكل كامل، عادةً بين 22 و25 عامًا عند البشر".
وعُرض الهيكل ومجموعته المكونة من 19 ألف قطعة بمتحف "ماري روز" في بورتسموث بإنجلترا، ويجري البحث على البقايا لكشف جوانب من هويات وأنماط حياة أفراد الطاقم.