حمص-سانا

سورية هي مهد الحضارات ومنبع العلم والثقافة، ومنها حضارة ماري التي أثبتت نفسها بمختلف المجالات الاقتصادية والزراعية والتجارية بفضل موقعها وسط طرق تجارة الفرات، ما جعلها وسيطا بين حضارة سومر ومملكة إيبلا وبلاد الشام ‏وتشكل بقاياها الآن تلا يقع على بعد 11 كيلومترا شمال غرب مدينة البوكمال بدير الزور.

‏وفي محاضرة لجمعية العاديات بثقافي حمص أشار ‏الباحث المهندس “أحمد خضور” رئيس شعبة الأدلاء السياحيين في غرفة سياحة المنطقة الوسطى إلى أن مملكة ماري هي عاصمة العموريين، وهم شعوب نشؤوا وانطلقوا من البادية السورية من جبل بشري شمال تدمر ثم انطلقوا إلى مختلف المناطق المجاورة واندمجوا فيها وأسسوا حضارات منها ماري .. يمحاض وقطنا .. وبابل.

وبين “خضور” أن اكتشاف ماري كان على يد عالم الآثار “أندريه بارو” الذي تواجد في سورية خلال فترة الانتداب الفرنسي، وتم الاكتشاف خلال حفر أحد القبور حيث ظهر تمثال كتب عليه اسم أحد الملوك العموريين، وعندما انتهى أندريه من التنقيب استطاع اكتشاف أرشيف ماري وهو مكتبة من الألواح الرقيمية والكتيبات التي تمت ترجمة جزء كبير منها، والقصر الملكي “قصر ماري” وهو أعجوبة من عجائب الدنيا و يتألف من 300 غرفة وباحات مكشوفة يحيط بها بناء يتألف من طابقين.

وقال الباحث: إنه إذا تحدثنا عن عمارة الألف الثالث في ماري فلا بد أن نعرج على القصر الملكي الذي عرف بقصر زمري ليم والذي تم تدشينه في عام 1800 قبل الميلاد لكن تاريخ إنشائه يعود إلى فترة الثلث الأخير من الألف الثالث وتم تعاقب البناء عليه.

وعرج خضور على الحياة السياسية والإدارية والصناعية والزراعية في ماري كما تحدث عن الموسيقا في معبد ماري وفن التصوير وتماثيل الآلهة وطقوس العبادة وفن النحت والأختام.

ولفت خضور إلى أننا نتذكر إرثنا الحضاري الثمين في كل المحافل لنزرع بذور الأمل في الأجيال القادمة لعلنا نستطيع أن ننقذ هذه الحضارات من جديد، مؤكداً أننا متمسكون بإرثنا الحضاري الذي تركه لنا أجدادنا.

‏لارا احمد

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

محاضرة بجامعة السلطان قابوس تؤكد أهمية تعزيز ثقافة الحوار العائلي

أكّد الدكتور جاسم المطوّع، خبير الاستشارات الأسرية والتربوية خلال المحاضرة التي أقيمت أمس بمركز جامعة السلطان قابوس الثقافي إلى أهمية الحوار العائلي ودوره في بناء أسرة ناجحة ومتماسكة.

وبيّنت المحاضرة التي حملت عنوان «أسرة مستقرّة في عالم متغيّر» أهمية تعزيز ثقافة الحوار العائلي، وبناء علاقات أسرية ناجحة، إلى جانب تعزيز القيم والمبادئ الأسرية، مما يسهم في تحقيق استقرار أكبر وتماسك بين أفراد الأسرة.

كما تم التأكيد على أهمية قضاء وقت نوعي مع الأسرة بعيدًا عن المشتتات التكنولوجية والحياتية، مما يساعد في تعزيز الروابط الأسرية وقدرة الأسرة على تجاوز الأزمات بفعالية.

وركّز المحاضر على المقبلين على الزواج، من خلال استعراض بعض التجارب والقصص الواقعية التي تصل من مختلف الدول، وتطرق في محوره الأول بسؤال للجمهور «كيف تعرف أنك مستعد للزواج؟»، وذلك من خلال استعراض عدة معايير لذلك، كالرغبة والتهيئة النفسية والعاطفية، والمادة، بالإضافة إلى السكن وتحمل المسؤولية، والأهم من ذلك معيار القدرة على تجاوز التحديات وأخيرًا الثقافة الزوجية.

وأضاف: إن أغلب الزواج في الوقت الحالي لدى بعض البنات والشباب هو الهروب من البيت، مشيرًا إلى موضوع الخطوبة الناجحة والارتياح الشكلي والانسجام الفكري، بالإضافة إلى الميلان القلبي. وشدد في هذا المحور على «أنه ليس بالضرورة أن تتحقق النقاط السابقة كليًا». كما تناول نظريات الاختيار، من خلال عرض 16 نموذجًا تضمنت الدين والنسب والمال والجمال، التي تعد أشكالًا توضح رغبة كل شخص وميوله ومواصفات اختياره للطرف الآخر، وأكّد الدكتور على أن مواصفات اختيار الذكور تختلف عن مواصفات اختيار الإناث.

وتطرقت المحاضرة إلى محور فهم النفسيات بين الزوجين، وذلك من خلال الحديث عن عدة نقاط كأصل الخلق وإثبات الذات، مع التأكيد على أهمية الحوار الناجح والفعّال بين الزوجين وانعكاسه على استقرار الأسرة وسلامة الأبناء، كما ألقت المحاضرة الضوء على أهمية استثمار الطرق الفعّالة لاستخدام التكنولوجيا الحديثة في تعزيز الروابط الأسرية وتقوية العلاقات بين أفراد الأسرة.

واختتم الدكتور جاسم المطوع المحاضرة، بالإجابة على بعض أسئلة الجمهور التي تنوعت حول مواضيع الخلافات الزوجية وسبب العزوف أو التأخر عن الزواج، ودور وسائل التواصل الاجتماعي في ذلك، وغيرها.

وقد ثمّن خميس بن حمود الوهيبي، اختصاصي ثقافة دينية أول بوزارة التربية والتعليم إقامة مثل هذه المحاضرات القيّمة التي تركز في محتواها على البناء الأسري القائم على حياة زوجية مستقرة في عصر متسارع، مشيرًا إلى أن المحاضرة كشفت عن الفهم الخاطئ في التعامل الأسري ومخاطره.

وقال الوهيبي: «يمكن تطبيق هذه المعرفة من خلال إعادة التفكير في التعامل الأسري القائم على الوعي بالمشاعر الزوجية والاحترام المتبادل، وتنمية روح الحوار داخل الأسرة». وأضاف: «من خلال هذه المحاضرة تبصرت عقولنا، حيث يبدأ بناء الأسرة منذ نعومة أظافر الأطفال وذلك بالحوار البنّاء مع الأبناء، والتعليم بالقدوة، والاهتمام باللقاء الأسري القائم على الحُب والتعاون، وتنظيم الحياة الأسرية وتوعية أفرادها في الجانب الديني والاجتماعي، واعتبار الأبناء مشروع أسر قادمة واجب تنميتها منذ الصغر».

جدير بالذكر أن هذه المحاضرة تأتي بتنظيم من وزارة التنمية الاجتماعية وبالتعاون مع جامعة السلطان قابوس ممثّلة بمركز الإرشاد الطلابي تزامنًا مع يوم الأسرة الخليجية، الذي صادف 14 من سبتمبر. وحضرتها صاحبة السمو السيدة الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد، مساعدة رئيس جامعة السلطان قابوس للتعاون الدولي، وعدد من المهتمين والباحثين في المجال الأسري.

مقالات مشابهة

  • 10000 مستفيد من المخيمات الطبية لجمعية الشارقة الخيرية
  • انتخاب مجلس ادارة جديد لجمعية مستثمري مرسى علم برئاسة حمادة أبو العينين
  • محاضرة بجامعة السلطان قابوس تؤكد أهمية تعزيز ثقافة الحوار العائلي
  • أسماء أبو اليزيد في «مملكة الحرير»
  • محاضرة تربوية بشمال الباطنة حول تعزيز استقرار الأسر
  • محاضرة بصحار عن أهمية الترابط الأسري
  • غدًا.. عرض مشروع ترويجى لمسار العائلة المقدسة بتقنية VR بنقابة الصحفيين
  • مبادرات نوعية في حملة “#وصيهم_علي” لجمعية الزهايمر
  • محاضرة فنية للاعبي الأهلي قبل مواجهة جورماهيا في دوري أبطال أفريقيا
  • محاضرة فنية لمارسيل كولر قبل مواجهة جورماهيا الكيني