حيروت ـ متابعات
طالبت 48 منظمة إنسانية غير حكومية عاملة في اليمن أطراف النزاع بمواصلة التفاوض من أجل التوصل إلى سلام شامل ومستدام لمنع مزيد من التدهور في الاقتصاد.

ونبّهت المنظمات في رسالة إلى المانحين بأن اليمن يمرّ بمرحلة حرجة. وقالت إن هناك حاجة الآن إلى بذل جهود متضافرة من جانب أطراف الصراع والمجتمع الدولي؛ لدعم الاستقرار والسلام والازدهار من المجتمع الدولي دعم خطة الإنعاش الاقتصادي الممولة بالكامل لتحقيق الاستقرار الاقتصادي، ومنع المزيد من الارتفاع في أسعار المواد الغذائية، فضلاً عن توفير الاحتياطيات الأجنبية لدعم الواردات التجارية من الغذاء والوقود.

وبيّنت الرسالة، أن سعر الحد الأدنى من سلة الغذاء الذي تحتاج إليه الأسرة للبقاء على قيد الحياة ارتفع بنسبة 300 في المائة تقريباً خلال هذا العام، داعية المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة الأزمة الاقتصادية المتدهورة التي تؤثر على المدنيين في جميع أنحاء اليمن، ولكن بشكل خاص في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.

وأكدت أن الاقتصاد اليمن شهد، وعلى مدى السنوات الثماني الماضية، تدهوراً مطرداً، وأنه بات على وشك الانهيار. وأضافت: في حين أن التحديات الاقتصادية منتشرة في جميع أنحاء البلاد، فإن ارتفاع التضخم وتدهور الخدمات العامة يجعل الحياة لا تطاق لمئات الآلاف من الأسر، حيث تتوقف محطات الكهرباء عن العمل بسبب نقص الوقود وارتفاع الأسعار، وتصل فترة انقطاع التيار الكهربائي في مدينة عدن التي تتخذها الحكومة عاصمة مؤقتة للبلاد إلى 17 ساعة يومياً؛ مما يؤثر على تقديم الخدمات والنشاط الاقتصادي.

وذكرت أن تأخير دفع الأجور لموظفي الخدمة العامة مشكلة رئيسية في جميع أنحاء البلاد، قالت: إن المدارس في المحافظات الخاضعة لسيطرة الحكومة كافحت لإعادة فتح أبوابها في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكن إضراب المعلمين المطالبين بزيادة الأجور، أدى إلى تعطيل حصول آلاف الأطفال على التعليم.

وبحسب البيانات التي وردت في الرسالة، فإنه وابتداءً من أغسطس (آب) الماضي، أصبح أكثر من 50 في المائة من الأسر في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة غير قادرة على تلبية متطلباتها الغذائية الأساسية، حيث ارتفع سعر الحد الأدنى لسلة الغذاء الذي تحتاج إليه الأسرة للبقاء على قيد الحياة لمدة شهر، بنسبة 300 في المائة تقريباً في هذا العام.

ووفق ما أوردته الرسالة، ارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية بشكل كبير، حيث ارتفعت تكلفة القمح بنسبة 400 في المائة، من 9.500 ريال يمني في عام 2018 إلى 35.400 ريال يمني لكل 50 كيلوجراماً في هذه اللحظة، وأنه في حين تكافح الأسر لتوفير الطعام لأفرادها، زاد سوء التغذية في هذا العام مقارنة بالعام السابق، كما أدى الانكماش الاقتصادي إلى ارتفاع مستويات البطالة والفقر. (الدولار نحو 1400 ريال في مناطق سيطرة الحكومة).

في تناولها التهدئة التي بدأت في أبريل (نيسان) قبل الماضي، أكدت المنظمات في رسالتها أن القتال انخفض بشكل ملحوظ منذ بداية الهدنة، إلا أن التنافس على إيرادات المواني والتجارة والخدمات المصرفية والموارد الطبيعية والاشتباكات المسلحة المتفرقة تزيد من التوترات، حيث استمرت أطراف النزاع في اللجوء إلى الأساليب الاقتصادية التي ضاعفت من الصعوبات على المدنيين، ويشمل ذلك تباين سعر صرف العملة المحلية والرسوم المبالغة على تحويل الأموال من مناطق الحكومة إلى مناطق سيطرة الحوثيين.

ورأت هذه المنظمات أن تجزئة البنك المركزي اليمني أدت إلى سياسات متضاربة، والازدواج الضريبي، ووجود عمليتين منفصلتين؛ مما أثر على التجارة بين اليمنيين في السلع والخدمات. وأكدت أن الموانئ الحيوية في عدن والمكلا، والتي تعدّ ضرورية لاستيراد وتصدير البضائع، تعاني من التأخير والتحديات الأمنية؛ مما يؤثر على تدفق الإمدادات الغذائية والطبية الحيوية.

وعلاوة على ذلك، نبّهت الرسالة إلى أن غياب نظام شامل للحماية الاجتماعية أدى إلى تقليص الحاجة وقدرة الأسر على مواجهة الصدمات الاقتصادية وتفاقم الأزمة. وأشارت إلى أنه ومع فشل الأطراف في التوصل الاتفاق على تدابير لتحقيق استقرار الوضع الاقتصادي، بما في ذلك دفع رواتب موظفي الخدمة العامة، تواجه آلاف الأسر المزيد من المعاناة وتواجه الجوع الشديد.

المنظمات استعرضت أوضاع النساء والأطفال في اليمن، وقالت: إن هذه الفئة تأثرت بشكل غير متناسب؛ إذ إن غالب ما تأكله النساء أقل، حيث يعطين الأولوية للأطفال وأفراد الأسرة الآخرين، ويتعرضن كذلك للمخاطر ولأعلى مستويات جميع أشكال العنف، في حين تتعرض الفتيات بشكل متزايد لخطر الزواج المبكر لتقليل عدد أفراد الأسرة الذين يتعين عليهم إطعامهم، وكمصدر للدخل.

ولمعالجة الأزمة الاقتصادية المتدهورة، والتخفيف من معاناة المدنيين، دعت المنظمات الحكومة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة بدعم من المجتمع الدولي، لحل أزمة الطاقة وضمان الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الرعاية الصحية والصرف الصحي والمياه والتعليم، بالتنسيق مع الجهات الفاعلة المحلية.

وطالبت الرسالة جميع أطراف النزاع التعاون للاستجابة لاحتياجات جميع اليمنيين، بما في ذلك دفع رواتب موظفي القطاع العام بشكل منتظم على الصعيد الوطني، وتوفير السلع الأساسية بأسعار معقولة، واستئناف الصادرات، وإيجاد نظام مصرفي فعال، وتسهيل النشاط التجاري.

كما طالبت المنظمات في رسالتها، الجهات المانحة بتمويل الفجوة البالغة 70 في المائة في خطة الاستجابة الإنسانية للقطاعات الحيوية بما في ذلك الحماية والصحة والتعليم وصرف التعهدات الحالية.

 

 

المصدر: موقع حيروت الإخباري

إقرأ أيضاً:

الشباب والرياضة تُدين إقتحام فرعها في حضرموت من قبل السلطات المحلية وتطالب بالتدخل

أدانت وزارة الشباب والرياضة، الأربعاء، إقتحام مكتبها في محافظة حضرموت من قبل السلطات المحلية بالمحافظة.

 

وأستنكر بيان صادر عن وزارة الشباب والرياضة، التصرفات غير المسؤولة التي أقدمت عليها السلطات المحلية في محافظة حضرموت (مديريات صحراء ووادي حضرموت) المتمثلة باقتحام مكتب وزارة الشباب والرياضة بقوة السلاح لتمكين شخص تم تنصيبه مديرا لمكتب الوزارة بطريقة غير قانونية، ومنع المدير العام صلاح الجهوري، المعين في المنصب بقرار من رئيس الحكومة من الدخول الى المكتب للقيام بوظيفته.

 

وأكدت الوزارة أنه ومن واقع مسؤولياتها فإنها تستغرب اقدام السلطة المحلية في حضرموت ممثلة بالمحافظ مبخوت بن ماضي، على تكليف مدير عام لمكتبها في الوادي والصحراء دون التنسيق والتشاور مع الوزارة، باعتبار ذلك مخالفة واضحة للوائح والقوانين التي حددت صلاحيات المحافظين برفع الترشيحات إلى الوزير المختص بعد إحاطة الهيئة الإدارية للمجلس المحلي والتشاور معها.

 

وعبرت الوزارة عن رفضها الكامل لقرار تكليف مدير عام جديد، كما ترفض الإجراءات الصورية لعملية الاستلام والتسليم التي جرت في منزل وكيل المحافظة لشؤون مديريات الوادي والصحراء، أمس الثلاثاء.

 

ووجهت الوزارة، باستمرار عمل المدير العام السابق رياض الجهوري في منصبه، مطالبة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، واعضاء مجلس القيادة، ورئيس الحكومة أحمد بن مبارك، بوضع حد لمثل هذه المخالفات القانونية وتجاوز الصلاحيات التي حددها قانون السلطة المحلية والتعدي على صلاحيات السلطة المركزية.

 

وفي وقت سابق، اليوم الأربعاء، أقدمت قوات أمنية، على إقتحام مكتب الشباب والرياضة بمحافظة حضرموت، لتمكين مدير جديد عينه المحافظ مبخوت بن ماضي، دون التشاور مع الجهات المعنية بوزارة الشباب والرياضة.

 

وقال مدير مكتب الشباب والرياضة رياض الجهوري، في رسالة وجهها لوزير الشباب والرياضة نائف البكري، إن قوات أمنية وعسكرية اقتحمت المكتب صباح اليوم، ومنعته من الدخول لممارسة مهامه.

 

وأوضح أن القوة الأمنية والعسكرية اقتحمت المكتب لتمكين مدير جديد معين من قبل محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي، في الوقت الذي شكا لوزير الشباب منعه من دخول المكتب، وممارسة مهامه القانونية.

 

وأشار إلى أن عملية الإقتحام جاءت بتوجيهات من وكيل حضرموت لشؤون مديريات الوادي والصحراء الذي قام بإجراء التسلم للمكتب من قبله للمكلف الجديد عصر يوم أمس الثلاثاء في مكتبه بمسكنه، والنشر للرأي العام بأنه تم إجراء الإستلام والتسليم.

 

وطالبت الرسالة المرفوعة من مدير مكتب الشباب بحضرموت، من وزير الشباب والرياضة بإتخاذ ما يراه مناسبا تجاه الحادثة.


مقالات مشابهة

  • دولارات المانحين تفضح أكاذيب ذراع إيران ضد المنظمات الدولية
  • خبير: تذليل العقبات أمام المستثمرين يضمن نجاح الإصلاح الاقتصادي
  • عضو بـ«الشيوخ»: الحكومة الجديدة قادرة على التعامل مع التحديات الراهنة
  • إنسانية تصنع الفارق وتنشر الأمل
  • وزير الصناعة اليمني يزور عدداً من المصانع الصينية الكبرى ويوجه دعوة للمؤسسات والشركات الصينية العودة إلى اليمن
  • الشباب والرياضة تُدين إقتحام فرعها في حضرموت من قبل السلطات المحلية وتطالب بالتدخل
  • وزير المالية يلتقي نظيره القطري لبحث دعم الحكومة اليمنية اقتصاديا
  • د. بن حبتور يلتقي القائم بأعمال المنسق الإنساني
  • ابن حبتور يناقش مع القائم بأعمال المنسق الإنساني سبل تعزيز الشراكة مع مختلف المنظمات الأممية العاملة في اليمن
  • اليمن.. هروب استثمارات المغتربين إلى الخارج