بوابة الوفد:
2025-04-17@06:42:24 GMT

الثورة الرقمية تهدد عرش الجمال والكهنوت! (2)

تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT

المعارك مع الناشرين لا توفر أحدًا ولو كان نبيل عبدالفتاح تغلب على جلسات الكتاب والمبدعين أحاديث عن واقع الثقافة والنشر المتردي، والتحولات التى طرأت على عمل دور النشر، بحيث أصبح الغالبية العظمى منهم يمارسون الخداع مع القارئ والكاتب نفسه! الجملة التى على لسان الناشر هى أن الكتاب نفد، أو أنه لم يبع نسخة واحدة، والنتيجة الوحيدة هى أن حقوق الكتاب ذهبت مع الريح!

صدق أو لا تصدق، أن نبيل - مدير سابق لمركز دراسات الأهرام وأحد ألمع خبرائه الآن - يدفع من حر ماله ليطبع كتابًا له على حسابه؟ دفع مبلغاً محترماً ليطبع مائة نسخة من كتابه الأخير «التدين والثورة الرقمية جدل الفعلى والرقمى»، كى يتجاوز مشكلات الناشرين، ويقدمها لأصدقائه على سبيل الإهداء، وتلك طريقته فى ممارسة الاحتجاج على واقع النشر! كان ذلك قبل أن تطلب دار نشر أخرى تكن له تقديراً مختلفًا نسخة المخطوط لتنشره فى طبعة جديدة، لا يزال النشر فى المنافذ التابعة لوزارة الثقافة هو الأفضل فى كل الظروف، فهناك نظام وأسلوب عمل وهناك بعض من يقدرون قيمة الكلمة والفكرة ويقدرون صاحبها.

على سبيل المثال الشاعر والكاتب جرجس شكرى مسئول النشر بهيئة قصور الثقافة «سابقاً» الذي قام قبل عامين بإعادة نشر ثلاثة كتب من أهم ما كتبه نبيل عبدالفتاح فى كتاب واحد، بمقدمة جديدة عصرية، وحمل الكتاب عنوان «تفكيك الوهم»، قام مؤخرًا بعمل عظيم وهو إعادة طبع مؤلفات طه حسين بمناسبة مرور نصف قرن على وفاته.

والحقيقة أن صاحب النص والرصاص، والمصحف والسيف، والإسلام والعولمة وتجديد الفكر الدينى، والنخبة والثورة والدولة، واليوتوبيا والجحيم، والمشرف على تقرير الحالة الدينية فى مصر منذ صدوره فى مصر عن مركز الأهرام للدراسات السياسية، يعد واحدًا من أهم المفكرين فى عصرنا الحديث، ويتمتع بمكانة مرموقة فى الأوساط الثقافية العربية، من بيروت ودمشق وصولاً إلى تونس ومراكش، حينما جاء الإخوان المفسدون إلى السلطة، قلموا أظافر مركز الدراسات بالأهرام، وتم التخلص منه، وكان ذلك مقدمة لتجميد عمل مركز لطالما ناقش أخطر القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية «الطائفية» فى مصر.

ساهم بالتفكير والنقاش والكتابة عن العولمة وقت ظهورها، واستشرف ضرورة تجديد الفكر الدينى قبل زمان طويل، وانشغل بالجدل الهوياتى، ودخل فى سجالات مع كثير من نظرائه ومن رموز الفكر العربى فى عصرنا الحديث، ثم كان شاهداً على التحولات السريعة التى حدثت مع تنامى سلطة السوشيال ميديا، فى الوقت الراهن يقف نبيل عبدالفتاح شاهداً على ما أسماه عصر العاديين الرقمي، المقصود بهم الأشخاص العاديين الذين غيروا قواعد اللعبة وبرزوا بما يكتبونه من بوستات وتغريدات وفيديوهات «ومضة» كقوة لا سيطرة عليها، ويبدو وكأنه «السوسيولوجى» الوحيد المشغول الآن بتأثيرات هؤلاء «العاديين»، ونظرة واحدة على كتابه الأخير وهو سفر يتجاوز الأربعمائة صفحة، يكشف مدى الجهد الذى بذله فى متابعة اهتماماتهم وأفكارهم ومنشوراتهم وتجاوزاتهم التى لا رادع لها، واتساق تفسيراته - أو نبوءاته - إلى حد كبير، حول انحسار سلطة الكهنوت الدينى، وبتحول النظرة المجتمعية عن الجمال الكلاسيكى لصالح الأجساد الضخمة المنحوتة «الكيرفى».. إلخ.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمود الشربيني الثورة الرقمية الغالبية العظمى وزارة الثقافة القارئ

إقرأ أيضاً:

البحوث الإسلامية: افتتاح معرض الكتاب الدائم ومقر لجنة الفتوى بجامعة الأزهر

افتتح أ.د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، وأ.د. سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، صباح اليوم بمقر الجامعة في مدينة نصر، معرض الكتاب الدائم لبيع مطبوعات الأزهر الشريف، وذلك حرصًا على رؤية الأزهر الشريف في ضبط الوعي وتقويم روافد الثقافة  برعاية مباركة من فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب ، وبعناية كريمة من الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني - وكيل الأزهر الشريف، وبحضور الأمناء المساعدين للمجمع ونوَّاب رئيس الجامعة؛ وذلك في إطار التعاون بين المجمع والجامعة لتيسير إتاحة إصدارات الأزهر لطلاب العلم والباحثين.

 
كما تمَّ خلال الافتتاح تدشين مقر لجنة الفتوى في جامعة الأزهر بمدينة نصر، لتقديم خدمات الإفتاء للطلاب والعاملين بالجامعة، والإجابة عن استفساراتهم بما يعكس المنهج الأزهري الوسطي الرصين. 


وقال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أ.د. محمد الجندي: إنَّ افتتاح مركز الكتاب الدائم لمجمع البحوث الإسلامية في جامعة الأزهر يُعدُّ خطوة استراتيجية نحو تعزيز نشر العلم، موضحًا أن هذا المركز يمثِّل نافذة جديدة تتيح للطلاب والباحثين الوصول إلى إصدارات الأزهر الموثوقة (القديمة والصادرة حديثًا) التي تتسم بالموضوعية والاعتدال والتنوُّع. 


وأشار «الجندي» إلى أنَّ تدشين مقر لجنة الفتوى بجامعة الأزهر يأتي لتقديم خدمة إفتائية متميزة للطلاب والعاملين بالجامعة، مبنيَّة على أسس علمية رصينة، وضبط الوعي نحو صناعة الأمن الفكري، وتحصينهم من الانزلاق نحو الإلحاد، والانفلات من ضوابط الفهم فيما يخص التحديات التي تواجه المنطقة ضبطًا للاندفاع. 
من جانبه، أكَّد أ.د. سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن افتتاح مركز الكتاب الدائم يتيح للطلاب والباحثين الوصول السهل والميسر إلى جميع إصدارات الأزهر التي تعكس مبادئه الأصيلة في الدعوة إلى العلم، والفكر المعتدل، ونشر القيم الإنسانية، كما أن وجود مثل هذا المنفذ من شأنه أن يشجع الطلاب على القراءة والاطلاع، ودعم معارفهم في جانب العلوم الشرعية.


وأوضح رئيس الجامعة أنَّ مقر لجنة الفتوى الجديد في جامعة الأزهر خطوة مهمة نحو حفاظ الأزهر على تقديم الفتوى التي تعكس روح الشريعة الإسلامية السمحة إلى الطلاب، كما أنه يواكب متطلبات العصر في تقديم الإرشاد الديني بطريقة علمية تسهم في الحفاظ عليهم من الانحراف.


وفي نهاية الافتتاح تم توزيع مجموعة من الكتب والعدد الأخير لمجلة الأزهر على الحضور من الطلاب والعاملين بالجامعة.

مقالات مشابهة

  • في مئـويّـة «الإسـلام وأصـول الحكـم»: الكــتابُ القـضيّـة
  • جواهر الجمال
  • تفقد مستوى الأنشطة في مركز الإمام علي الصيفي بالحديدة
  • «لوريال» و«ابن سينا» تتعاونان باستدامة قطاع الجمال
  • الثقافة تصدر «دراسات في الأدب الفارسي الحديث والمعاصر» بهيئة الكتاب
  • العلامات التجارية في الإمارات تعزّز استثماراتها للارتقاء بمبدأ الاستدامة
  • افتتاح معرض الكتاب الدائم بمقر جامعة الأزهر.. صور
  • انقطاع الخصومة فى دعوى عدم دستورية عقوبات جرائم السب والقذف بطريق النشر
  • الثقافة تصدر «دراسات في الأدب الفارسي الحديث والمعاصر» بهيئة الكتاب
  • البحوث الإسلامية: افتتاح معرض الكتاب الدائم ومقر لجنة الفتوى بجامعة الأزهر