حذرت لجنة الإنقاذ الدولية (IRC)، من تفاقم الوضع الإنساني في مالي واتجاهه نحو المجاعة، خاصة في منطقتي ميناكا وتمبكتو، وذلك بفعل تأثير تغير المناخ والعنف المستمر في عدة مناطق بالبلاد والصدمات الاقتصادية، مما أدى إلى تفاقم حالات سوء التغذية والنزوح في أنحاء البلاد.

وأوضحت المنظمة الإغاثية - في تقرير - أن أكثر من 2500 شخص يعيشون ظروفا أشبه بالمجاعة حيث يتضورون جوعا حتى الموت كل يوم بسبب النقص الحاد في الغذاء، لاسيما في منطقتي ميناكا وتمبكتو، مشيرة إلى أن أكثر من 8.

8 مليون شخص في حاجة ماسة للمساعدات الغذائية.

وأكدت أن مواطني مالي أصبحوا يتخلوا عن الوجبات اليومية لنقص الغذاء الأمر الذي أصابهم الإعياء الجسدي بسبب الجوع، فيما سجلت مالي في الربع الأول من عام 2023 أكثر من 375 ألف نازح داخليا، متجاوزة الذروة المسجلة في عام 2013 خلال النزاع المسلح.

وقال المدير القطري للجنة الإنقاذ الدولي في مالي ماتياس ماير: "يستمر الوضع الإنساني في مالي في التدهور، ويحتاج أكثر من 8.8 مليون شخص إلى المساعدة هذا العام، بزيادة بلغت نسبتها 17.3% مقارنة بعام 2022، فيما تعمل لجنة الإنقاذ الدولية في الطليعة لمواجهة هذه الأزمة، وتقدم الدعم الأساسي للمجتمعات الأكثر تضررا جراء الكارثة التي تشمل مالي ووسط منطقة الساحل بوجه عام".

وحذر المدير الإقليمي للجنة الإنقاذ الدولية من مخاوف تتعلق بصعوبة الوصول إلى المناطق لاسيما مع الاضطرابات الأخيرة في الرحلات الجوية التي تعد الوسيلة الوحيدة لإيصال المساعدات الحيوية بما في ذلك الغذاء والدواء في مناطق بعينها بشمال ووسط مالي، الأمر الذي يزيد من تفاقم الأزمة.

وأشار إلى أن المنظمات الإنسانية حذرت من تفاقم أزمة سوء التغذية بين الأطفال في مالي، مما يعني أنه بدون مساعدات عاجلة قد يواجه ما يقرب من مليون طفل دون سن الخامسة للجوع الشديد بحلول ديسمبر المقبل، وتعرض ما لا يقل عن 200 ألف طفل لخطر المجاعة، وهو الأمر الذي توضحه مؤشرات تزايد النزوح الداخلي وتقييد وصول المساعدات الإنسانية، ودعا ماتياس ماير إلى الحاجة لتحرك إنساني سريع لمعالجة الأزمة العاجلة التي تتكشف في مالي مع اقتراب نهاية العام، موضحا أنه لم يتم تمويل سوى 21% فقط من خطة الاستجابة الإنسانية في مالي، مما يترك ملايين الأشخاص في ظروف محفوفة بالمخاطر.

وناشد المجتمع الدولي بضرورة إيلاء أولوية لتبسيط آليات معالجة سوء التغذية لدى الأطفال في البيئات الهشة والمتأثرة بالصراعات لتجنب الخسائر على نطاق واسع في الأرواح وسبل العيش، والذي قد ينذر بوفاة المزيد من الأشخاص بما في ذلك الأطفال.

ولفت ماتياس ماير إلى جهود لجنة الإنقاذ الدولية في مساعدة النازحين داخليا في شمال ووسط مالي منذ مايو 2022 حتى الآن، ودعم أكثر من 9000 أسرة فروا من منازلهم بسبب الأزمة، لتشمل مظلة البرنامج الغذائي للمنظمة نحو 23 ألف طفل دون الخامسة خلال العام الماضي فقط، فضلا عن تنفيذ أنشطة إضافية كاستجابة للأزمة الغذائية في العديد من مناطق مالي.

تجدر الإشارة إلى أن لجنة الإنقاذ الدولية قدمت، منذ عام 2012، مساعدات عاجلة لأكثر من مليوني شخص في مالي نزحوا بسبب النزاعات ويواجهون نقصا حادا في الغذاء.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: لجنة الإنقاذ الدولية معالجة سوء التغذية لجنة الإنقاذ الدولیة فی مالی أکثر من

إقرأ أيضاً:

محمد الجندي: الأزهر هو حصن الوعي الإنساني في العالم كله

قال الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن مسلمي العالم أجمع اليوم يحتفون اليوم بهذه الذكرى العزيزة على قلب مسلم، لما له من أهمية خاصة لهم، ذلك الجامع والجامعة الذي عرف بمتانة علومه، حيث كان أول كرسي عقد درسا في الجامع الأزهري، هو كرسي العالم الجليل "القيرواني"، كما ذكر المقريزي، ثم تسلسل الأمر بالمتن المتصل أو بالسند المتصل، ليأتي بعده العلامة الشبراوي، ثم العلامة سليم البشري، الذي أسس هيئة كبار العلماء، ثم العلامة ثعيلب، وتلاه البراوي، ثم العالم الكبير عبدالحليم محمود، وصولا إلى فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، والذين درسنا على أيديهم العلوم الدينية الأصيلة من منبعها الأصيل.

وبين محمد الجندي، خلال كلمته باحتفال الجامع الأزهر بمناسبة الذكرى 1085 على تأسيسه، أن الأزهر هو حصن الوعي الإنساني في العالم كله، فرسالة الأزهر رسالة عالمية، حيث يفد عليه طلاب من ربوع الأرض، من دول آسيا وأفريقيا، يدرسون في الأزهر العلوم الدينية والشرعية الصحيحية، ثم يعودون لبلدانهم وهم فقهاء في الدين والقرآن مفسر في قلوبهم، ولهذا حق علينا أن نحتفي كل عام في هذا اليوم بذكرى الأزهر الشريف السنوية، إيمانا منا بما له من مكانة في قلوبنا وقلوب المسلمين حول العالم.

أقيمت الاحتفالية بحضور الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، والدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، والدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، والدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، والدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والشيخ أيمن عبد الغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، والدكتور أتى خضر، رئيس قطاع مكتب شيخ الأزهر، والدكتور إسماعيل الحداد، الأمين العام للمجلس الأعلى للأزهر، ولفيف من كبار علماء الأزهر وقياداته وطلابه.

مقالات مشابهة

  • الساحل السوري وانكشاف الزيف الإنساني
  • تفاصيل إعلان حركة حماس موافقتها على تشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة
  • وزير الرياضة يلتقي وفد لجنة رفع الأثقال باللجنة البارالمبية الدولية
  • شفشفة الجنجويدية: نظرة تأملية ١-٢
  • حمّاد يفرض قيودًا على التصريحات الإعلامية للوزراء والهيئات الحكومية
  • الجديد: الحكومتان مطالبتان بضبط الإنفاق قبل تفاقم الأزمة الاقتصادية
  • سبب وفاة معز محمد شريف الناشط بالعمل الإنساني في السودان
  • مناورات فرنسية مغربية مرتقبة تثير غضب الجزائر.. هل تفاقم الأزمة مع فرنسا؟
  • من الشراكة إلى القطيعة.. الأزمة الأوكرانية تفاقم التوتر بين باريس وموسكو
  • محمد الجندي: الأزهر هو حصن الوعي الإنساني في العالم كله