بوابة الوفد:
2025-03-04@08:35:15 GMT

ماركس الأمريكى

تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT

الرئيس الأمريكى جو بايدن ينضم لاعتصام نقابات عمال السيارات فى أمريكا (UAW) المطالبين بزيادة أجورهم وتحسين أحوالهم المعيشية، المشهد فى حقيقته جزء من الدعاية الانتخابية، وقد لا يكون معبراً عن حقيقة ما يؤمن به الرئيس من مبادئ وأفكار تخص الطبقة العاملة بأمريكا، اللغة والمفردات التى استخدمها بايدن وهو يمسك بميكرفون المتظاهرين، أقرب لخطاب أيديولوجى من أدبيات كارل ماركس، خاصة عندما يقول نصاً متحدثاً إلى 174 من أعضاء UAW عبر مكبر الصوت: يا رفاق، UAW، لقد أنقذتم صناعة السيارات فى عام 2008 وما قبله، وقدمتم الكثير من التضحيات، وأنقذتم الشركات من ورطة، ثم خاطب بايدن نقابات العمال على أنهم عصب الطبقة الوسطى الأمريكية التى تحملت أعباء بناء أمريكا العظمى، وبعد يوم واحد من مشاركة بايدن فى اعتصام نقابات العمال، كرر المرشح الجمهورى المحتمل دونالد ترامب نفس الموقف مع نقابات العمال، وذهب لهم وأيد موقفهم، رغم يقين الجميع بأن ترامب الجمهورى أبعد ما يكون عن الاهتمام بحقوق العمال وأبناء الطبقة الوسطى الأمريكية، ولكنها الانتخابات وهوى التقرب من الناخبين.

وقبل يومين وبصعوبة شديدة صوت مجلس النواب الأمريكى لقرار عدم الإغلاق الحكومى، ومن المثير للدهشة أن أمريكا البلد الأكبر والأغنى عالمياً، والذى اقتص من موازنة الشعب الأمريكى عشرات المليارات من الدولارات لدعم وتغذية نيران الحرب الروسية - الأوكرانية، يعانى من أزمة مالية تجبر الدولة الأمريكية على إغلاق عدد من المؤسسات الحكومية وتسريح موظفيها.. الإغلاق الحكومى الأمريكى ببساطة يعنى، فشل الكونجرس الأمريكى فى توفير التمويل للسنة المالية التى تبدأ فى الأول من أكتوبر الجارى، وهو ما ينتج عنه إغلاق الخدمات الحكومية وحصول الموظفين الفيدراليين على إجازة بدون أجر.

الرأسمالية الأمريكية المتوحشة والمسئولة فعلياً عن كثير من الأزمات العالمية وليس الحرب فى أوكرانيا كما يردد البعض، تقترب من حالة انتحار ذاتى، وليس مستبعداً على الإطلاق أن تسود موجات من الفوضى فى الكثير من الدول الرأسمالية خلال السنوات القليلة القادمة تحت وطأة خلل مرعب فى موازين العدالة الاقتصادية والاجتماعية. فى المقابل يواصل التنين الصينى تقدمة بقوة للسيطرة على مفاصل الاقتصاد العالمى، والحلول بديلاً عن الخيار الرأسمالى الغربى. من قبيل التفاؤل أن نردد مقولة - إن العالم يتغير – الحقيقة أن عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية يتفكك ويتحلل، والخوف بأنه فى لحظة انحراف فظيعة عن خطوط العقل والحكمة، قد تنفجر براكين لا قبل للعالم بها. نيران براكين الغضب المحتملة قد تنطلق من قلب أوروبا القديمة تأثراً بحالة الانشطار الأمريكية، ولكن المؤكد وفق منطق الأشياء أن من سيدفع الفاتورة الأكبر لحالة انهيار محتملة سيكون العالم الثالث بضعفه وخوائه.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الرئيس الامريكى الدعاية الانتخابية صناعة السيارات

إقرأ أيضاً:

"أخلاق".. رمضان

أمس الأول أهل علينا شهر رمضان بنفحاته الطيبة، شهر الصيام والقيام والتقرب الى الله سبحانه وتعالي، فيه يجتهد كل مسلم للالتزام بأخلاق تتسق مع روح الشهر الفضيل، هذه الأخلاق هى فى الغالب تعتبر جزءًا من تكوين وشخصية الإنسان، فالمحب للخيرهو معطاء فى مجمل سلوكه، وصاحب الخلق الرفيع هو كذلك طيلة أيام العام.

غيرأن البعض ممن لايعلمون أن الدين هو المعاملة، يحاولون إظهار أنفسهم على أنهم دعاة الخير، فهناك من يمنع الميراث عن أصحابه ويتصدق وينفق ويطعم، وهناك من يسيء معاملة الناس ويؤذيهم، وهو فى الوقت نفسه يصبغ تصرفاته بصفات"أهل الخير"، ولايعلم كل هؤلاء انهم"الأخسرين أعمالا" فالله سبحانه وتعالى لايقبل إلا كل عمل ينبع من قلب خاشع وطيب.

هناك سلوكيات لاتتفق وأخلاق شهر الصوم، فالإفطار العلني فى نهار رمضان، والتلفظ بالألفاظ النابية والمشاجرات على أتفه الأسباب، كلها سلوكيات يجب أن تنحسر خلال هذه الأيام المباركة، ناهيك بالطبع عن الجشع والاستغلال فى الأسواق.

فى أول أيام شهر الصوم، بل وحتى فى الأيام السابقة لبدايته، قفزت الأسعار قفزات كبيرة، حتى وصلت أسعار بعض الخضراوات لأرقام لم تشهدها الأسواق من قبل، وأيضا أسعار اللحوم والطيور، التى سجلت أرقاما قياسية مقارنة بمثيلتها العام الماضي، وعلى الرغم من ذلك شهدت بعض الأنواع نقصا فى الأسواق مع الطلب المتزايد عليها..

حالة الاستغلال والجشع التى أصابت التجار لا تجد من يضع لها حدا، والحجة أن السوق عرض وطلب، ومن يريد البضاعة يتحمل ثمنها أو يتركها لمشترٍ آخر، وهو ما أدى الى مزيد من "الابتزاز" لجيوب المواطنين، الذين أصبح الكثير منهم غير قادر على الوفاء باحتياجاته.

التزاحم فى الأسواق قبل أيام الشهر الفضيل هو عادة مصرية أصيلة، وهو ما يؤدى إلى زيادة الطلب على بعض السلع وأنواع معينة من الخضراوات ومنها ما يلزم لإعداد طبق السلطة، والانواع المختلفة من المحاشي التى تعتبر طبقا رئيسيا على موائد كثير من الأسر المصرية، حيث وصلت أسعارتلك الأنواع من الخضراوات إلى أرقام مبالغ فيها، وكذلك بعض الأنواع من الطيور المرتبطة أيضا بإفطار أول يوم.

ثقافة التزاحم على الأسواق قبل قدوم رمضان بأيام لها بالطبع عدة أسباب منها أن الشراء فى هذه الأيام يصبح ضرورة، خاصة مع تزامنها مع بدايات الشهر وتقاضي الموظفين لمرتباتهم، وأيضا الرغبة فى الحصول على تلك السلع طازجة لطهوها مباشرة دون وضعها لعدة أيام فى الثلاجات، وهي ثقافة موجودة عند كثير من الناس، ولكنها للأسف تؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير، لأن القاعدة الاقتصادية تقول إنه كلما زاد الطلب على السلعة زاد ثمنها.

فى ظل القفزات المتزايدة للأسعار التى سبقت قدوم أيام رمضان، وجب علينا أن نغير بعضا من عاداتنا فى الشراء قبل المواسم مباشرة، فلا ضير أن نشتري احتياجاتنا قبلها بأيام، حتى لا نترك الفرصة لاستغلال التجار والمغالاة فى الأسعار، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى نحاول التقليل فى الكميات المشتراة، ونحن اذ كنا مجبورين على ذلك بحكم الغلاء، إلا أنها يجب أيضا أن ترتبط بالثقافة والاعتياد على شراء ما يلزم فقط، لأننا فى بعض الأحيان نشهد إسرافا لا يتفق مع الأصل والحكمة من الصوم.

رمضان موسم للطاعات فهنيئا لمن صلح عمله وخلا قلبه من الرياء والنفاق.. تقبل الله صالح الأعمال.. وكل عام وأنتم بخير.

مقالات مشابهة

  • حزب العمال الكردستاني ووقف إطلاق النار.. قراءة في الدلالات والانعكاسات الإقليمية
  • سبايس اكس تستأنف رحلات صاروخها العملاق ستارشيب
  • زيلينسكي يرد على الضغوط الأمريكية: استبدالي لن يكون سهلاً
  • "أخلاق".. رمضان
  • نقابات وشركات كبرى تتعاقد على تلقي الخدمات الصحية بمستشفيات مطروح
  • نائب: الطبقة السياسية في العراق مجموعة من اللصوص ولن يستقر البلد بوجودهم
  • الإعلان عن الوظائف وتشغيل الأطفال.. ضوابط جديدة يحددها مشروع قانون العمل
  • لتلطيف الأجواء.. زيلينسكي: المساعدات الأمريكية كانت حاسمة لصمود أوكرانيا
  • واشنطن بوست: إدارة بايدن تراجعت في آخر لحظة عن معاقبة إسرائيل
  • تقرير: مليار هندي ليس لديهم أموال كافية لإنفاقها