بوابة الوفد:
2024-07-04@00:02:48 GMT

من عدى النهار إلى أم البطل!

تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT

كانت الأغانى، وما زالت، فى مقدمة الفنون للتعبير عن واقع المصريين، ولو قرأ الكثير من الباحثين والدارسين فى شئون السياسة والاقتصاد والاجتماع بطريقة علمية الأغانى الشعبية والوطنية المصرية، لاكتشفوا الكثير من خصائص وسمات هذا الشعب الذى يغنى فى كل الأحوال مهما كانت قسوة أو حلاوة حياته! 

ويقول عالم الاجتماع الشهير ابن خلدون «أول ما ينقطع فى الدول عن انقطاع العمران فن الغناء».

. بمعنى عندما تسقط وتنهار الدول فأول ما يسقط وينهار فيها هو الغناء.. وبالتالى أول ما ينهض مع الدول عندما تنهض هو الغناء.. وكذلك هناك علاقة وثيقة بين الغناء والشعر.. وعندما يكون الشعر مزدهراً يزدهر الغناء معه والعكس صحيح أيضاً! 

الحملة الفرنسية على مصر هى حملة عسكرية قام بها الجنرال نابليون بونابرت على الولايات العثمانية مصر والشام (1798-1801م) ويمكن القول إن المقاومة المصرية للحملة كانت هى بداية الحركة الوطنية فى القرن التاسع عشر.. ومن وقتها كان للغناء وخاصة الإنشاد الدينى دور مهم فى الحركة الوطنية وفى مقاومة الفرنسيين والإنجليز ومن قبلهما العثمانيون والمماليك!

وإذا كانت ثورة عرابى (1882) لم تصاحبها أغان شهيرة أو حركة غنائية واسعة، حيث كان الإنشاد الدينى سائداً بين المغنيين والمداحين الأزهريين، خاصة مع انتشار الطرق الصوفية.. إلا أنه فى ثورة (1919) فقد صاحب الغناء الثورة منذ شرارتها الأولى وكان أحد أسباب قيامها أغان مثل «يا بلح زغلول» وكان المقصود بها الزعيم سعد زغلول.. وثورة 19 لم تكن ثورة شعبية وطنية فقط بل ثورة فى الغناء فقد كانت بمثابة إعلاناً لميلاد جديد للأغنية المصرية من خلال الشيخ سيد درويش بنشيده الأشهر «بلادى بلادى»!

وبالطبع مع قيام ثورة يوليو 1952 صاحبتها حركة غنائية جديدة وخصوصاً مع الفنان عبدالحليم حافظ وكمال الطويل وصلاح جاهين.. الذين كانوا صوت الثورة الغنائي.. حتى بعد نكسة 67 غنوا «عدى النهار» تأليف الأبنودى، صحيح كانت أم كلثوم وعبدالوهاب فى القمة والمقدمة كذلك تأييداً وتعبيراً عن الثورة والنكسة معاً أكثر من التعبير عن الحركة الوطنية.. وأعتقد أن ذلك كان الاختلاف الوحيد بين ثورة 19 و52!

ثم جاءت حرب أكتوبر والانتصار المصرى العظيم الذى جمع مرة أخرى الشعب كله بمؤسساته فى صوت واحد انطلق من الإذاعة المصرية بعد ساعات قليلة من انطلاق الحرب ليغنى «بسم الله» ألحان العبقرى الوطنى بليغ حمدى وكلمات الموهوب عبدالرحيم منصور، وقد سجلها بليغ فى نفس يوم الحرب بالإذاعة.. وكان الكورال الذى غنى من الموظفين والعمال بمبنى الإذاعة والتليفزيون، حيث كان وقتها حظر تجول وكان من الصعب أن يحضر إلى المبنى غير العاملين فيه.. واستطاع بليغ أن يستغل فرحة وحماسة العاملين بأخبار الانتصار الأولى بتحويلهم إلى مغنيين.. وتوالت أغانى أكتوبر حتى أغنية شريفة فاضل «أم البطل».. وقد استشهد نجلها فى الحرب وكانت مثل كل أم مصرية تودع شهيدها بالزغاريد!

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الشعب الاجتماع الشهير الحملة الفرنسية

إقرأ أيضاً:

بالموسيقى والفنون التشكيلية.. "قصور الثقافة" تحتفل بذكرى 30 يونيو بالمحلة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهد مسرح 23 يوليو بمدينة المحلة الكبرى، مساء أمس الأحد، حفلا فنيا، نظمته الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة عمرو البسيوني، في إطار احتفالات وزارة الثقافة بذكرى ثورة 30 يونيو.

بدأت الاحتفالية بافتتاح معرض للفن التشكيلي، ضم عددا من اللوحات الفنية التي عبر من خلالها مواهب برنامج "مواهبنا مستقبلنا"، عن أبرز المظاهر في الثورة البيضاء، فيما قدم عدد من الأطفال لوحات فنية أخرى والتي عكست مساندة القوات المسلحة للشعب المصري خلال أحداث ثورة 30 يونيو.

هذا وشهدت الليلة، عزفا للنشيد الوطني، أعقبه عرض فيلم تسجيلي عن أحداث الثورة، وكيف كانت الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للبلاد خلال حكم الجماعة الإرهابية، وكيف واجهت قواتنا المسلحة ورجال الشرطة مخططات ميليشيات الإرهاب التي أرادت قهر الإرادة المصرية وزعزعة الأمن القومي.

في ختام الحفل الفني، قدمت فرقة غزل المحلة للموسيقى العربية العديد من أغاني عمالقة الطرب الأصيل في مصر والوطن العربي، حيث تغنت الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو الفنان أحمد نفادة بأغنيات: مصر هي أمي، خلي السلاح صاحي، تسلم الأيادي، صوت بلادي، فيها حاجة حلوة، ورائعة العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ بالأحضان.

جدير بالذكر أن احتفالية قصور الثقافة بذكرى ثورة 30 يونيو أقيمت بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر مسعود شومان، والإدارة العامة لرعاية المواهب برئاسة المخرج محمد صابر، وبالتعاون مع إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي برئاسة أحمد درويش.

0f465a07-b33f-4126-a9f5-144136597212 bc5085af-6ac7-4293-b850-7f7655c28d67

مقالات مشابهة

  • بسبب حضور أميرة الفاضل والمؤتمر الوطني، الحركة الشعبية التيار الثوري الديمقراطي تقرر مقاطعة الاجتماع النسوي التشاوري والذي يعقده الاتحاد الافريقي بكمبالا
  • هل هي ثورة على حكم الإخوان.. أم ثورة مضادة لثورة يناير؟!
  • ثورة ٣٠يونيو عمادها شعبها
  • في ذكرى النكسة المزدوجة.. 30 يونيو و3 يوليو 2013
  • وزارة العمل تشارك باحتفالية ذكرى ثورة 30 يونيو في جنوب سيناء
  • أستاذ تاريخ: ثورة 30 يونيو كانت مفصلية في التاريخ المصري العظيم
  • أستاذ تاريخ: 30 يونيو ثورة مفصلية في التاريخ المصري العظيم
  • هبة عبد العزيز تكتب: ثورة 30 يونيو كانت بمثابة المخرج للمرأة المصرية من الوقوع فى فخ الجهل والتجهيل الذى مارسته الجماعة المحظورة
  • منير أديب يكتب: 30 يونيو.. والحفاظ على الهوية المصرية من التآكل
  • بالموسيقى والفنون التشكيلية.. "قصور الثقافة" تحتفل بذكرى 30 يونيو بالمحلة