كانت الأغانى، وما زالت، فى مقدمة الفنون للتعبير عن واقع المصريين، ولو قرأ الكثير من الباحثين والدارسين فى شئون السياسة والاقتصاد والاجتماع بطريقة علمية الأغانى الشعبية والوطنية المصرية، لاكتشفوا الكثير من خصائص وسمات هذا الشعب الذى يغنى فى كل الأحوال مهما كانت قسوة أو حلاوة حياته!
ويقول عالم الاجتماع الشهير ابن خلدون «أول ما ينقطع فى الدول عن انقطاع العمران فن الغناء».
الحملة الفرنسية على مصر هى حملة عسكرية قام بها الجنرال نابليون بونابرت على الولايات العثمانية مصر والشام (1798-1801م) ويمكن القول إن المقاومة المصرية للحملة كانت هى بداية الحركة الوطنية فى القرن التاسع عشر.. ومن وقتها كان للغناء وخاصة الإنشاد الدينى دور مهم فى الحركة الوطنية وفى مقاومة الفرنسيين والإنجليز ومن قبلهما العثمانيون والمماليك!
وإذا كانت ثورة عرابى (1882) لم تصاحبها أغان شهيرة أو حركة غنائية واسعة، حيث كان الإنشاد الدينى سائداً بين المغنيين والمداحين الأزهريين، خاصة مع انتشار الطرق الصوفية.. إلا أنه فى ثورة (1919) فقد صاحب الغناء الثورة منذ شرارتها الأولى وكان أحد أسباب قيامها أغان مثل «يا بلح زغلول» وكان المقصود بها الزعيم سعد زغلول.. وثورة 19 لم تكن ثورة شعبية وطنية فقط بل ثورة فى الغناء فقد كانت بمثابة إعلاناً لميلاد جديد للأغنية المصرية من خلال الشيخ سيد درويش بنشيده الأشهر «بلادى بلادى»!
وبالطبع مع قيام ثورة يوليو 1952 صاحبتها حركة غنائية جديدة وخصوصاً مع الفنان عبدالحليم حافظ وكمال الطويل وصلاح جاهين.. الذين كانوا صوت الثورة الغنائي.. حتى بعد نكسة 67 غنوا «عدى النهار» تأليف الأبنودى، صحيح كانت أم كلثوم وعبدالوهاب فى القمة والمقدمة كذلك تأييداً وتعبيراً عن الثورة والنكسة معاً أكثر من التعبير عن الحركة الوطنية.. وأعتقد أن ذلك كان الاختلاف الوحيد بين ثورة 19 و52!
ثم جاءت حرب أكتوبر والانتصار المصرى العظيم الذى جمع مرة أخرى الشعب كله بمؤسساته فى صوت واحد انطلق من الإذاعة المصرية بعد ساعات قليلة من انطلاق الحرب ليغنى «بسم الله» ألحان العبقرى الوطنى بليغ حمدى وكلمات الموهوب عبدالرحيم منصور، وقد سجلها بليغ فى نفس يوم الحرب بالإذاعة.. وكان الكورال الذى غنى من الموظفين والعمال بمبنى الإذاعة والتليفزيون، حيث كان وقتها حظر تجول وكان من الصعب أن يحضر إلى المبنى غير العاملين فيه.. واستطاع بليغ أن يستغل فرحة وحماسة العاملين بأخبار الانتصار الأولى بتحويلهم إلى مغنيين.. وتوالت أغانى أكتوبر حتى أغنية شريفة فاضل «أم البطل».. وقد استشهد نجلها فى الحرب وكانت مثل كل أم مصرية تودع شهيدها بالزغاريد!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشعب الاجتماع الشهير الحملة الفرنسية
إقرأ أيضاً:
بعد إيقافه عن الغناء.. أول تعليق من لـ رضا البحراوي
أعرب الفنان الشعبي رضا البحراوي، عن رضاه التام على قرار نقابة المهن الموسيقية بإيقافه عن الغناء لمدة شهر وإحالته للتأديب، وذلك على خلفية تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية مقطع فيديو لـ رضا البحراوي وهو يغني أغنية بها عبارات مسيئة.
ونشر رضا البحراوي عبر حسابه بموقع الواصل لاجتماعي «فيسبوك» صورة له وعلق عليها قائلاً: «قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا.. الحمدلله دائما وأبدًا.. الحمد لله على كل حال».
كما قررت نقابة المهن الموسيقية، أيضًا، إيقاف المطرب محمد مصطفى الشهير بـ حمو بيكا، عن الغناء لمدة شهرين، مع إحالته إلى مجلس التأديب، بسبب مخالفة التعهد الذي قدمه سابقًا بعدم استخدام «شعارات خارجة عن آداب المهنة»، والظهور بجانب راقصات بشكل مسيئ مما يتعارض مع القيم المجتمعية، ويخالف كل ما ورد بقانون النقابات رقم 35 لسنة 78.
آخر أعمال رضا البحراويطرح الفنان رضا البحراوي خلال الفترة الماضية، أغنية بعنوان «أتقل ناس في البلد»، وذلك عبر موقع الفيديوهات «يوتيوب» ومختلف المنصات الرقمية، وحققت الأغنية نجاحا جماهيريا كبيرا.
وجاءت كلمات أغنية «أتقل ناس في البلد» كالتالي:
«احنا الكبار على كلو
واللي غلط مش هنحله
مهما عملتو أسود
ظهوركو مفيش منو
احنا اتقل ناس ف البلد
ربنا يحمينا من الحسد
وتاريخنا يقول عننا
اسمينا يا ابني بتعتمد
عمرنا ما فيوم جلينا
ولا حد ليه فضل علينا
أسياد ملناش أسياد
جدعنة الدنيا دي فينا
احنا اللي دايما فوق
راكبين فيها وبنسوق
يا ابني انتو حبة كسر
واحنا وحوش السوق
مفيش في بلدك مني
ولا حد احسن مني
محدش قال عليك
كلها بتقول عني
احنا رقم واحد ومعروفين ف السوق
أبطالها الكل عارف مبيشغلناش مخلوق».
اقرأ أيضاًمصطفى غريب يطالب الجمهور بالدعاء لوالدته الراحلة
16 مايو.. تامر عاشور يستعد لحفله في أوبرا دبي «صورة»