بوابة الوفد:
2025-02-13@23:54:36 GMT

من عدى النهار إلى أم البطل!

تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT

كانت الأغانى، وما زالت، فى مقدمة الفنون للتعبير عن واقع المصريين، ولو قرأ الكثير من الباحثين والدارسين فى شئون السياسة والاقتصاد والاجتماع بطريقة علمية الأغانى الشعبية والوطنية المصرية، لاكتشفوا الكثير من خصائص وسمات هذا الشعب الذى يغنى فى كل الأحوال مهما كانت قسوة أو حلاوة حياته! 

ويقول عالم الاجتماع الشهير ابن خلدون «أول ما ينقطع فى الدول عن انقطاع العمران فن الغناء».

. بمعنى عندما تسقط وتنهار الدول فأول ما يسقط وينهار فيها هو الغناء.. وبالتالى أول ما ينهض مع الدول عندما تنهض هو الغناء.. وكذلك هناك علاقة وثيقة بين الغناء والشعر.. وعندما يكون الشعر مزدهراً يزدهر الغناء معه والعكس صحيح أيضاً! 

الحملة الفرنسية على مصر هى حملة عسكرية قام بها الجنرال نابليون بونابرت على الولايات العثمانية مصر والشام (1798-1801م) ويمكن القول إن المقاومة المصرية للحملة كانت هى بداية الحركة الوطنية فى القرن التاسع عشر.. ومن وقتها كان للغناء وخاصة الإنشاد الدينى دور مهم فى الحركة الوطنية وفى مقاومة الفرنسيين والإنجليز ومن قبلهما العثمانيون والمماليك!

وإذا كانت ثورة عرابى (1882) لم تصاحبها أغان شهيرة أو حركة غنائية واسعة، حيث كان الإنشاد الدينى سائداً بين المغنيين والمداحين الأزهريين، خاصة مع انتشار الطرق الصوفية.. إلا أنه فى ثورة (1919) فقد صاحب الغناء الثورة منذ شرارتها الأولى وكان أحد أسباب قيامها أغان مثل «يا بلح زغلول» وكان المقصود بها الزعيم سعد زغلول.. وثورة 19 لم تكن ثورة شعبية وطنية فقط بل ثورة فى الغناء فقد كانت بمثابة إعلاناً لميلاد جديد للأغنية المصرية من خلال الشيخ سيد درويش بنشيده الأشهر «بلادى بلادى»!

وبالطبع مع قيام ثورة يوليو 1952 صاحبتها حركة غنائية جديدة وخصوصاً مع الفنان عبدالحليم حافظ وكمال الطويل وصلاح جاهين.. الذين كانوا صوت الثورة الغنائي.. حتى بعد نكسة 67 غنوا «عدى النهار» تأليف الأبنودى، صحيح كانت أم كلثوم وعبدالوهاب فى القمة والمقدمة كذلك تأييداً وتعبيراً عن الثورة والنكسة معاً أكثر من التعبير عن الحركة الوطنية.. وأعتقد أن ذلك كان الاختلاف الوحيد بين ثورة 19 و52!

ثم جاءت حرب أكتوبر والانتصار المصرى العظيم الذى جمع مرة أخرى الشعب كله بمؤسساته فى صوت واحد انطلق من الإذاعة المصرية بعد ساعات قليلة من انطلاق الحرب ليغنى «بسم الله» ألحان العبقرى الوطنى بليغ حمدى وكلمات الموهوب عبدالرحيم منصور، وقد سجلها بليغ فى نفس يوم الحرب بالإذاعة.. وكان الكورال الذى غنى من الموظفين والعمال بمبنى الإذاعة والتليفزيون، حيث كان وقتها حظر تجول وكان من الصعب أن يحضر إلى المبنى غير العاملين فيه.. واستطاع بليغ أن يستغل فرحة وحماسة العاملين بأخبار الانتصار الأولى بتحويلهم إلى مغنيين.. وتوالت أغانى أكتوبر حتى أغنية شريفة فاضل «أم البطل».. وقد استشهد نجلها فى الحرب وكانت مثل كل أم مصرية تودع شهيدها بالزغاريد!

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الشعب الاجتماع الشهير الحملة الفرنسية

إقرأ أيضاً:

ثورة ١١ فبراير… من مبادئ الجمهورية انطلقت ولأجل مكتسباتها اندلعت  

يمن مونيتور/عبد الإله الحود

ثورة ال ١١ من فبرير حلم الشعب بمستقبل مشرق، وأمل اليمنيين بدولة مدنية، لم يخفت صوت فبراير ولن يتراجع الثوار، لم يبرحوا اماكنهم ولازالوا على العهد والوعد، الثورة السلمية، والمطالب المشروعة، والروح الوطنية التي رفضت عسكرة الثورة، وظلت تواجه الرصاص والقمع بصدور عارية، ولما كانت فبراير بمشروعها الوطني ومشروعيتها المنطلقة من مبادئ الجمهورية والساعية لإعادة لها، فبراير لازالت متوهجة، حاضرة في الوعي ومترسخة في الضمير، تزيد بريقاً، والقاً، بعيد عن التآمر والشيطنة التي لم تتوقف يوم واحدا منذ انطلقت قبل ١٤ عام حتى اليوم، فبراير ثورة لازالت تتجذر في ضمير اليمنيين بما كشفته من سوأة النظام واخرجت للعلن ثعابينه وازماته التي حكم الشعب بها ليواجه اليمنيون حقيقة نظام طالما كانت شعاراته ” انا ومن ورائي الطوفان”.

11 فبراير القضية والمشروعية

انطلقت 11 فبراير في العام 2011م من مشروعية دستورية، مستمدة من النظام جمهوري الذي اشرق في 26 من سبتمبر 1962م بعد اسقاط الحكم الامامي الكهنوتي، من الجمهورية استمدت مشروعيتها ولأجلها اندلعت، اذاً نحن امام استعادة حق مسلوب، بل أكثر من ذلك فالأمر أصبح اعادة اعتبار للجمهورية، المكتسب اليمني الأهم في التأريخ الحديث، بعدما تعرض خلال عقود الى مصادرة وتكريس وشخصنة، لقد تحرك الشعب وكسر حاجز الخوف، وصار لديه من الوعي القدر الكافي ليدفعه نحو الثورة وادراك مستوى الخطر في التفريط بالمكتسب الوطني وضرورة حماية حقه وحقه اجياله في ترسيخ حكم جمهوري عادل.

يصف القيادي في الثورة “وليد العماري” مشروعية فبراير فيقول ” انها لحظة فاصلة في إعادة تعريف العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وترسيخ مفهوم الجمهورية كحكم للشعب وليس حكم الفرد أو العائلة،

ويضيف” كان شعار “الشعب يريد إسقاط النظام” تعبيرًا عن وعي جديد بأن الشرعية لا تُكتسب إلا من التفويض الشعبي وليس من منطق القوة أو التحالفات القبلية أو العسكرية.

ويعتبر “العماري” أن ثورة 11 فبرير أسهمت في تعزيز مفاهيم المواطنة المتساوية، حيث شاركت مختلف الفئات في المجتمع في ساحات الثورة، ما شكل لحظة تحوّل في نظرة اليمنيين لأنفسهم كأصحاب حق في تقرير مصيرهم بعيدًا عن الوصاية. كما دفعت باتجاه إنهاء هيمنة الأسرة الحاكمة وإخضاع السلطة للمساءلة، وهو ما أزعج القوى التقليدية التي استفادت من النظام السابق”

المليشيا الحوثية.. الثورة المضادة

انجزت خطوتها الأولى، واثمرت انتقال السلطة، تشاركت قوى الثورة بحكومة مناصفة وما قدمته خلال عامان، لا ينساهما الجيل الحاضر، ارتبطت حكومة الثورة بالأستاذ محمد سالم باسندوه ودمعته المحترقة على البلد، يتذكر اليمنيون مؤتمر الحوار، الوثيقة الابرز في التاريخ الحديث، والمنجز الأهم لثورة فبراير بوقت قياسي، ولم يأتي 21 سبتمبر2014م حتى كانت تحالفات المتضررين من الثورة داخليا وخارجيا قد استكملت حلقات المؤامرة، واسقطت الدولة وسلمت صنعاء لمليشيا الحوثي.

كان الانقلاب الحوثي ثورة مضادة استهدفت ثورة 11 فبراير، وكانت المليشيا اليد التي ارادت وأد ثورة فبراير، لم يكن الانقلاب مجرد إسقاط لحكومة، بل كان محاولة لإلغاء مكتسبات الثورة والعودة إلى الحكم الفرد

عضو منسقية الثورة “وليد العماري” يؤكد أن الانقلاب كان انتقامًا واضحًا من فبراير ومن الحلم الجمهوري الذي أعادت إحياؤه، حيث تلاقى المشروع السلالي الطائفي لمليشيات الحوثي مع حقد النظام المخلوع ورغبته في الانتقام.

فبراير والمعركة الوطنية

أكدت ثورة ١١ فبراير منطلقها الوطني وتحرك الشعب الثائر في مواجهة الثورة المضادة، وخاض ولا يزال معركة وطنية في مواجهة المليشيا الحوثي الانقلابية، لقد تعرضت فبراير لشيطنة وتحميلها تبعات الحرب والانقلاب، رغم انها نادت للجميع بحرية وكرامة، وما حصل في ٢٠١٤م كان تجليا واضحا للنظام الذي طبق مقولته المشهورة ” عليي وعلى اعدائي” ارضاء لأحقاده، واشباع رغبته في الانتقام من الشعب الذي يرى انه لا يستحق حرية ولإكرامه.

الناشط في ساحة الحرية سابقا “مازن عقلان” يقول ” من سوء التقدير أن يحمّل البعض ثورة 11 فبراير مساوئ الانقلاب انتقاما من الفعل الثوري السلمي ضد النظام السابق، متناسيا خطورة الانقلاب على مشروع الجمهورية، وعداوة المليشيات السلالية لكافة اليمنيين دون استثناء”.

ويضيف “الناشط مازن عقلان” لم تكن ثورة الـ 11 من فبراير السلمية حفرة ماضوية يرمي فيها البعض سخطه من انهيار الوضع، ولا محطة ظلامية يحملها البعض تبعات انقلاب المليشيات الحوثية المدعومة من إيران على مشروع الدولة واعلان الردة عن الجمهورية وعودة الإمامة الظلامية، بل كانت نافذة عبور الى المستقبل مستلهمة وهجها من ثورتي سبتمبر واكتوبر المجيدتين”.

فبراير ثورة وعي

مثلت ثورة ١١ فبراير وعي متراكم في ضمير الشعب، الذي قرر الخروج لاستعادة حقه في تعيين من يحكمه، وعي بأن الإرادة الشعبية تأتي بالحاكم وليس العكس، ويصف ” العماري” وعي ثورة فبراير بلحظة عي جمعي ونقطة تحول في مسيرة اليمنيين نحو استعادة دولتهم وكرامتهم، رغم كل المحاولات لطمس أهدافها، والانقلابات التي سعت للانتقام منها، لا تزال روح فبراير حاضرة في كل معركة يخوضها الأحرار دفاعًا عن الجمهورية، وفي كل حلم يتجدد لبناء دولة العدل والمواطنة المتساوية.

فبراير.. العهد والوعد

ويختم ” العماري” حديثه فيقول الثورات لا تموت، وأعداؤها وإن تأخر سقوطهم فإنهم زائلون، فبراير باقٍ ما بقيت قضيته حية في وجدان من حملوا حلم الدولة العادلة، وفي مقاومة من رفضوا الخضوع، وفي أصوات الذين يؤمنون بأن اليمن يستحق مستقبلاً أفضل.

في هذه الذكرى، نجدد العهد على أن فبراير لم يكن يومًا ملكًا لحزب أو جماعة، بل كان نداء وطن، وما ضحى لأجله شبابه لن يكون هباءً. المجد للشهداء، الحرية للأسرى، والنصر للجمهورية التي لن تسقط أبدًا ما دام هناك من يؤمن بها ويناضل من أجلها.

مقالات مشابهة

  • أمين شباب الحركة الوطنية: الرئيس السيسي يقود جهودا تاريخية لدعم غزة
  • عن ذكرى ثورة أحيت الأمّة…
  • أوراكل: ثورة التكنولوجيا تتفوق على الثورة الصناعية وكل الاكتشافات السابقة
  • اليمن.. احتفالات بذكرى ثورة فبراير في تعز ومأرب (صور)
  • الحركة الوطنية: أرض غزة مِلك لأهلها.. ومصر ترفض تهديدات ترامب
  • رئيس حزب الحركة الوطنية: مصر ستظل سندا للقضية الفلسطينية
  • مجلس شباب الثورة يحتفي بذكرى ثورة 11 فبراير في مأرب
  • مسيرة في تعز بذكرى ثورة فبراير وتأكيد على استكمال تحقيق أهدافها
  • ثورة ١١ فبراير… من مبادئ الجمهورية انطلقت ولأجل مكتسباتها اندلعت  
  • 14 عاماً على ثورة 11 فبراير اليمنية... تغيير لم يكتمل