هل كان رهان الإمارات على قوات الدعم السريع في السودان خاسرا؟
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
نشرت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية مقالا للكاتب والمحلل السوداني الفاضل إبراهيم، تناول فيه مسارات الحرب في السودان والتدخل الإماراتي فيها.
وقال إبراهيم، إن رهان الإمارات على حميدتي رهان خاسر، لعدة أسباب منها تشوه صورة الدعم السريع بطريقة لا يمكن إصلاحها، حيث لا يمكن التعامل معها كشريك محتمل، خصوصا أن النظرة الحالية لها اليوم بأنها ميليشيا إبادة جماعية.
ويضيف، أن السبب الثاني، هو احتمال هزيمة الدعم السريع إذ ركزت على الخرطوم وموطنها الأصلي، دارفور، ولهذا تمركزت هذه القوات في الأحياء واستولت على البنية التحتية المدنية لشن حرب تعلم أن القوات المسلحة السودانية لا يمكنها الفوز بها دون تدمير العاصمة والمدن التي مزقتها المعارك في دارفور مثل نيالا والفاشر والجنينة.
والسبب الثالث وفقا للكاتب، يتلخص بتشوه صورة الإمارات بين السودانيين نظرا لعلاقتها مع الدعم السريع، وهو ما سيحد من تأثيرها على مستقبل السودان.
وأوضح إبراهيم، أن السبب الرابع والأخير، هو أن المصالح الاقتصادية والاستراتيجية للإمارات موجودة في المناطق التي تسيطر عليها القوات المسلحة السودانية.
وتابع، إن ميناء أبو أمامة على البحر الأحمر، والذي تبلغ تكلفته مليارات الدولارات، وكان من المقرر أن تطوره مجموعة موانئ أبو ظبي، تقع إلى حد كبير في ولايات يسيطر عليها عليها الجيش السوداني.
وأكد، أن تورط الإمارات في الصراع السوداني واضح للعيان، فبينما كان الدبلوماسيون الأجانب يغادرون السودان، تحدث مراسلون محليون عن غياب السفير الإماراتي حمد الجنيبي عن الخرطوم عندما بدأت الحرب.
وأعقب ذلك عودته المفاجئة إلى بورتسودان عن طريق البحر في الأيام الأولى للصراع. جاء ذلك في وقت تم فيه إغلاق المجال الجوي في عموم البلاد عقب اندلاع أعمال العنف.
وتابع، أن كل ذلك حرى تحت ستار الجهود الإنسانية وجهود صنع السلام، وسبق أن نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تحقيقا استقصائيا كشف عن شحنات الأسلحة الإماراتية للدعم السريع تحت غطاء المساعدات.
كما كشفت شبكة “سي إن إن” أن شحنات صواريخ أرض-جو كانت متجهة عبر رحلات جوية تنقل المعدات من اللاذقية في سوريا، إلى قاعدة الخادم في ليبيا، ثم تم إسقاطها بمظلات من الجو في شمال غرب السودان، حيث تتمتع قوات الدعم السريع بحضور قوي هناك، وفقا للكاتب.
وأردف إبراهيم أن هناك أدلة على أن الإمارات تمول مجموعة فاغنر في ليبيا للمساعدة في تخفيف العبء المالي عن روسيا لعملياتها في ليبيا، وتنشر هذه القوات لدعم حليفها، الجنرال خليفة حفتر، الذي يقاتل الحكومة المعترف بها دوليا في طرابلس.
وأشار إلى أن قائد الدعم السريع حميدتي جنى المليارات من الاستعانة بمصادر خارجية بالإضافة إلى تجارة الذهب مع مجموعة فاغنر والإمارات، حيث وظف بعض هذه الأموال لاستقرار الاقتصاد السوداني بعد ثورة 2019 بوديعة بنكية بقيمة مليار دولار في البنك المركزي، بهدف تبييض ماضي حميدتي المتقلب كزعيم ميليشيا في دارفور.
وبين الكاتب، أن السودان أصبح في 15 نيسان/ أبريل الماضي رابع دولة في الربيع العربي تنزلق إلى حرب أهلية، حيث تفاجأ الأجانب والدبلوماسيون من سرعة اندلاع النزاع، رغم ما تقوم به الأجهزة الاستخباراتية من مراقبة الوضع.
وبحسب المحلل السوداني، فإن الأحداث لم تكن في صالح الإمارات التي تؤجج الصراع، فقد تمكن البرهان، قائد الجيش من الخروج من مقر قيادة الجيش في الخرطوم، حيث كان محتجزا منذ بدء القتال في 15 نيسان/ أبريل الماضي.
ويرى الكاتب، أن بعد حميدتي عن الظهور العلني منذ تموز/ يوليو الماضي، أدى إلى إثارة شائعات عن وفاته أو عجزه، ومن المرجح أيضا أن تتضاءل رغبة المسؤولين الأجانب للتعامل أو الارتباط بحميدتي، بسبب للانتهاكات الجسيمة والمنهجية لحقوق الإنسان التي يرتكبها جنود قوات الدعم السريع.
وأشار الكاتب إلى أن قوات الدعم رغم سيطرتها على مناطق في الخرطوم والغرب، إلا أنها لم تتمكن من التوسع في ولايات السودان الـ18 الأخرى.
واستطاعت الدعم السريع التحصن بعد استيلائها على منازل المدنيين في الخرطوم ونهب العربات التي يحتفظ بها جنودها أو بيعها من أجل الربح، أو استخدامها كجزء من عمليات قوات الدعم السريع لمساعدتهم على تجنب اكتشافهم من قبل طائرات القوات المسلحة السودانية.
ويعلق الكاتب أن اتهامات بانتهاكات حقوق إنسان واغتصاب في الخرطوم ودارفور، قضت على حميدتي والمستقبل السياسي لقواته، مذكرا بالعقوبات التي فرضتها واشنطن على شقيق حميدتي ونائبه، عبد الرحيم دقلو، بسبب الدور القيادي الذي يشغله في القوات التي “شاركت في أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان.
ويختم إبراهيم مقاله بالتأكيد على أن العودة لسلام نسبي أو تحقيق القوات المسلحة نصرا حاسما أمر وارد، فعلى خلاف ليبيا وسوريا واليمن، لم يتم تدويل النزاع الحالي، صحيح أن هناك جماعات مسلحة، لكنها تفتقد للرعاة الخارجيين ولا تشكل خطرا على الجيش.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة السوداني الحرب الإماراتي حميدتي الدعم السريع الخرطوم السودان الإمارات الخرطوم الحرب حميدتي صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوات الدعم السریع القوات المسلحة فی الخرطوم
إقرأ أيضاً:
الدعم السريع يهاجم أم درمان بالمسيرات ويقتحم 10 قرى بشرق النيل
شنت قوات الدعم السريع فجر اليوم هجوما بالطائرات المسيرة على مواقع شمالي أم درمان في السودان، كما "اقتحمت ونهبت" نحو 10 قرى في محلية شرق النيل، وفقا لما ذكره مصدر مطلع للجزيرة وإعلام حكومة ولاية الخرطوم.
وأوضح المصدر المطلع أن قوات الدعم السريع شنت هجوما بالطائرات المسيرة على دفعتين على مواقع في محلية كرري، مضيفا أن المضادات الأرضية للجيش السوداني تصدت لها.
ويعد هجوم الدعم السريع بالمسيرات اليوم هو الثاني من نوعه حيث تعرضت أمس قاعدة وادي سيدنا العسكرية لهجوم مماثل أوقع خسائر بشرية ومادية محدودة، وفقا لمصادر عسكرية في الجيش السوداني.
وإضافة إلى الهجوم بالمسيرات رصد مراسل الجزيرة أصوات نار كثيفة فجر اليوم شمالي أم درمان.
وفي إطار متصل قال إعلام حكومة ولاية الخرطوم في بيان صحفي اليوم إن قوات الدعم السريع "اقتحمت ونهبت نحو 10 قرى ببادية أم ضوا بان" بمحلية شرق النيل التابعة للخرطوم بحري.
وأضاف البيان أن عمليات النهب طالت ممتلكات المدنيين والمرافق العامة بما في ذلك ألواح الطاقة الشمسية المستخدمة في محطات توفير المياه.
جانب من آثار الدمار الذي لحق بمساكن مدينة الفاشر خلال معارك سابقة (مواقع التواصل) معارك الفاشرولا تزال تشهد أرجاء أخرى من السودان معارك بين الجيش وقوات الدعم السريع حيث قتل مساء أول أمس السبت 7 مدنيين وجرح 47 آخرون نتيجة قصف مدفعي مكثف شنته قوات الدعم السريع على سوق مخيم أبو شوك للنازحين شمالي مدينة الفاشر، غرب السودان، وفقا لمصادر محلية.
وكانت المدينة شهدت خلال يومي الجمعة والسبت تبادلا للقصف المدفعي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما اضطر عشرات المواطنين، معظمهم من الأطفال والنساء، للفرار من منازلهم إلى أماكن أكثر أمانا.
ووفق مصادر محلية، تواصل قوات الدعم السريع استهداف منازل المدنيين في وسط مدينة الفاشر باستخدام المدفعية الثقيلة، حيث تركز قصفها على بعض الأحياء الجنوبية والغربية.
وشُوهدت مساء أمس الأحد طائرة حربية للجيش السوداني تحلّق في سماء المدينة، كما عزز الجيش وحلفاؤه دفاعاتهم في الأحياء الشرقية تحسبا لأي هجوم محتمل.
قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان خلال زيارته لسنجة بعد استعادة السيطرة عليها (مواقع التواصل) استعادة سنجةوكان الجيش السوداني أعلن أول أمس السبت استعادته السيطرة على مقر الفرقة 17 في مدينة سنجة حاضرة ولاية سنّار وسط السودان، وذلك بعد معارك ضارية شهدتها المدينة على مدى يومين.
وتعد "سنجة" أول عاصمة ولائية يستطيع الجيش السوداني استعادتها من قبضة قوات الدعم السريع، منذ اندلاع الحرب التي يشهدها السودان منذ 15 أبريل/نيسان من العام الماضي، وتعد سيطرة الجيش عليها إنجازا إستراتيجيا لوقوعها عند محور أساسي يربط بين مناطق يسيطر عليها الجيش في شرق السودان ووسطه.
في المقابل، لا تزال قوات الدعم السريع تتواجد في بعض مناطق من ولاية سنار، خاصة في "الدالي والمزمزم وأبو حجار وكركوج وقرى غرب الدندر"، وفقا لوسائل إعلام محلية.
كما تسيطر قوات الدعم السريع على معظم مناطق ولاية الجزيرة باستثناء مدينة المناقل والمناطق المجاورة لها والتي تمتد حتى حدود ولاية سنار جنوبا وغربا حتى ولاية النيل الأبيض.
وتسببت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في تشريد أكثر من 11 مليون شخص، من بينهم 3.1 ملايين نزحوا خارج البلاد، حسب المنظمة الدولية للهجرة.