سجل مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في تقريره الشهري اقتحام أكثر من 4 آلاف مستوطن للمسجد الأقصى المبارك خلال شهر سبتمبر الماضي، تحت حماية شرطة الاحتلال الصهيوني، ما يشير إلى زيادة نوعية في عدد الانتهاكات والمقتحمين.
وأكد المرصد أن ارتفاع أعداد المُقتحمين، وأداء الطقوس النوعية خلال سبتمبر، يعود إلى تزامنه مع عدد من الأعياد الصهيونية الرئيسية؛ والتي جاء أولها رأس السنة العبرية، ثم تبعه ما يُطلق عليه "عيد الغفران – يوم هكيبوريم"، وفي نهاية الشهر بدأ ما يُعرف بعيد "العُرش – سوكوت"، والذي يستمر حتى 7 أكتوبر الجاري، ويتوقع أن تشهد هذه الأيام طفرة كبيرة في أعداد المُقتحمين المتطرفين مثلما يحدث كل عام؛ لمركزية هذا العيد، وسَعْي المستوطنين إلى إدخال القرابين النباتية إلى الأقصى.


إقامة الصلوات داخل "الأقصى"
وعن نشاط المنظمات المتطرفة خلال هذا العيد، أعلنت مدرسة "الهيكل الدينية" عن إقامة صلاة داخل الأقصى هدفها الدعاء لتطهير الهيكل، ويقصدون بهذا الدعاء إزالة المسجد المبارك من الوجود؛ حتى يتسنى لهم إقامة الهيكل. فيما تعهدت منظمة "جبل المعبد في أيدينا – بيادينو" بتحقيق أرقام قياسية في أعداد المستوطنين هذا العام، حيث وفرت وسائل مواصلات من مناطق مختلفة لتيسير وصول المقتحمين، وأعلنت تواجد عدد من الشخصيات والحاخامات الكبار على رأس مجموعات المقتحمين، أمثال "يتسحاق شيمون شيتز"، أول جندي صهيوني اقتحم الأقصى عند احتلاله عام 1967م، والناشط الإعلامي "أرنون سيجال"، وزعيم حزب الهوية المتطرف ونائب رئيس الكنيست الصهيوني "موشيه فيجلين"، والمستشرق الصهيوني "موردخاى كيدر".
وكان موقع "هار هبيت حدشوت" قد أجرى استطلاعًا للرأي لمعرفة مطالب المستوطنين لتسهيل الاقتحامات، خاصة بعدما سجل العام العبري المنصرم -الذي انتهى في مطلع سبتمبر- اقتحام أكثر من 42 ألف مستوطن؛ كثاني أكبر الأعوام تسجيًلا للمقتحمين منذ احتلال شرقي القدس.
دور سلطات الاحتلال في الأعمال القمعية ضد الأقصى
وأشار المرصد في تقريره إلى دور سلطات الاحتلال التي كثفت من أعمالها القمعية ضد رواد الأقصى المبارك، ومارست سياستها المعهودة الساعية إلى تعبيد الطرق أمام اقتحامات المستوطنين، ومن ذلك إخراج المرابطين من الأقصى أثناء الاحتفال برأس السنة العبرية، وفرض الإغلاق الشامل على المناطق الفلسطينية، وتسهيل اقتحام 426 مستوطنًا للأقصى، ونحو 670 مستوطنًا في عيد الغفران؛ بزيادة بلغت 34% مقارنة بالعام الماضي، وبأكثر من 72% من العام قبل الماضي.

 وإصدار 36 قرارًا بالإبعاد بحق مواطنين فلسطينيين، معظمهم من مدينة القدس المحتلة، واستدعاء الكثير منهم للتحقيقات.
وحذر المرصد من الطقوس النوعية التي يقوم بأدائها المستوطنون خلال احتفالاتهم، فخلال الشهر الماضي تم النفخ بالبوق للسنة الثالثة على التوالي، حيث نُفخ مرتين قرب باب الرحمة، وبشكل أطول من السنوات السابقة؛ إذ يرمز هذا الطقس في فكر منظمات الهيكل- إلى الإعلان عن بدء الزمان اليهودي في الأقصى وانتهاء الزمن الإسلامي به، وإشارة إلى المُضي في حلم الإحلال الصهيوني الذي يهدف إلى تحويل الأقصى بكامل مساحته إلى هيكل، إضافة إلى ارتداء عدد من المستوطنين لباس التوبة الأبيض، وارتفاع صوت المستوطنين بالغناء والرقص أمام بابي القطانين والملك فيصل. 
 الحفريات.. خطر آخر يحيق بالأقصى
وسلط تقرير المرصد الضوء على خطر آخر يحيق بالأقصى المبارك، ألا وهو الحفريات التي تجريها سلطات الاحتلال بشكل مُخطط ومنظم، فقد كُشف النقاب عن بناء نفق تهويدي جديد يمتد من ساحة البراق إلى منطقة القصور الأموية مقابل المصلى القبلي بطول 200 متر يُفضي إلى متحف ومعرض صور؛ يروج من خلالهما إلى إقامة الهيكل المزعوم في باحات الأقصى المبارك وعلى أنقاضه متى استطاع الصهاينة إلى ذلك سبيلا. 
وحذر مرصد الأزهر، بعد متابعة إصدارات الاحتلال ومنظماته، من قيام سلطات الاحتلال بالتعاون والتنسيق مع الجمعيات الاستيطانية ومنظمات المعبد، لحفر شبكة أنفاق أسفل الأقصى المبارك وأحياء البلدة القديمة المحيطة به؛ بهدف الإضرار بأساسات الأقصى، والبحث عن إشارات تُؤيد مزاعمهم وأباطيلهم حول الهيكل المزعوم.
سياسة الأمر الواقع
وفي ختام التقرير، شدد المرصد على أن الاحتلال ومنظماته المتطرفة يوظفون الأعياد الصهيونية لتحقيق مطامعهم الخبيثة في فرض سياسة الأمر الواقع، وتغيير الوضع القائم داخل الأقصى بما يتيح لهم تقسيمه زمانيًّا ومكانيًّا، وهو ما وصفه مرصد الأزهر بأنه جريمة ضد الأقصى واستفزاز لمشاعر جموع المُسلمين حول العالم، مجددًا دعوته باتخاذ موقف إسلامي ودولي حازم لوقف الانتهاكات التي يتعرض لها أولى القبلتين وثالث الحرمين. 
ويذكر المرصد بمطالبة فضيلة الإمام الأكبر، في اللقاء الدولي من أجل السلام حين قال إن "حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه وعيشه على أرضه وصمت العالم المتحضر عن هذه المأساة الإنسانية ظلم بالغ طال أمده... وأن المنطق الذي يقرر أنه لا يسلم الكل إلا إذا سلم الجزء، يقرر بنفس الدرجة أنه لا سلام في أوروبا بدون سلام الشرق الأوسط، وبخاصة: سلام فلسطين".

384996547_720339046777064_8456564378439057317_n

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مرصد الأزهر لمكافحة التطرف المسجد الأقصى فلسطين الأقصى المبارک سلطات الاحتلال مرصد الأزهر

إقرأ أيضاً:

35 ألف فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى

أدى نحو 35 ألف فلسطيني صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، في ظل الإجراءات العسكرية المشددة التي تفرضها قوات الاحتلال الإسرائيلي على الوصول إلى المسجد.

 

وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، أن نحو 35 ألف مصل أدوا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، رغم قيود الاحتلال.

 الاحتلال أوقف عددا من الشبان

وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال أوقفت عددا من الشبان عند أبواب المسجد الأقصى، ومنعتهم من الوصول إليه لأداء صلاة الجمعة.

 

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي الشامل على شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس، في شهر أكتوبر 2023، شددت قوات الاحتلال من إجراءاتها على أبواب المسجد الأقصى ومداخل البلدة القديمة.

 

 

مقالات مشابهة

  • جيش الاحتلال يدخل سد الوحدة التاريخي جنوبي سوريا.. ما يعني ذلك؟
  • مرصد الأزهر: حادث دهس ماجدبورج الألمانية يعكس تصاعد خطر الإرهاب في الأعياد
  • مرصد الأزهر يدين حادث الدهس في ماجدبورج الألمانية.. ويؤكد ضرورة مكافحة التطرف
  • مرصد الأزهر يدين حادث الدهس في ماجدبورج الألمانية.. ويؤكد أهمية تعزيز الجهود لمواجهة التطرف
  • أول تعليق من حماس بشأن إحراق المستوطنين أحد المساجد في قرية مردا
  • نحو 35 ألف مصل يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك
  • بالفيديو: آلاف المصلين يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى رغم قيود الاحتلال
  • 35 ألف مصل يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك
  • 35 ألف فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
  • جيش الاحتلال يعاني نقصا حادا في صفوفه