تطبيع العرب مع إسرائيل بين الواقع والطموح!!
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
كان مؤتمر مدريد الذي انعقد في تشرين الأول/ أكتوبر 1991 في قاعة العمدان في إسبانيا، قد شاركت فيه وفود من سوريا ولبنان ومصر ووفد مشترك فلسطيني- أردني، إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، راعيتا المؤتمر، وبحضور الرئيسين جورج بوش (الأب) وميخائيل غورباتشوف، وبعد ثلاثة أيام من إلقاء خطابات من قبل رؤساء الوفود بدأت المفاوضات الثنائية لمدة أسبوع في مدريد، ثم توفقت بعد مدة من الزمن بعدما انتقلت لواشنطن.
تركت مباحثات مدريد أثراً على الوضع السياسي داخل "إسرائيل"، مما أدى إلى انسحاب أحزاب الائتلاف الحكومي من حكومة إسحاق شامير، وفي مقدمتها أحزاب اليمين المتطرف، وعلى إثرها تفكك الائتلاف فتم تقديم موعد انتخابات الكنيست والتي بدورها أفرزت حزب العمل برئاسة رابين عام 1992.
بعد مؤتمر مدريد جرت مفاوضات سرية بين "الإسرائيليين" والفلسطينيين فأثمرت اتفاق "أوسلو" في عهد اسحاق رابين، ثم تلاها بعد سنة اتفاق وادي العربة بين الأردن و"إسرائيل" برعاية أمريكية.
بعد قرابة 30 عاما على مؤتمر مدريد واتفاق أوسلو واتفاق وادي عربة؛ لم تحصل "إسرائيل" على أي نوع من الاستقرار، لا على الصعيد الأمني ولا السياسي (داخليا– وخارجياً). أما الأطراف العربية المشاركة فلم تحصل على أي من الوعود التي أطلقتها "إسرائيل". فالسلطة الفلسطينية لم تحصل على "حكم ذاتي" بمعناه الذي نص عليه اتفاق أوسلو، بل ازداد وضع السلطة تراجعاً كبيراً سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، والأردن لم ينل إلا مزيدا من نقص المياه وتراجع في المجال الصناعي والزراعي؛ فيما كان من المفترض أن يكون لاتفاقية وادي عربة مردود إيجابي على واقع الحياة في الأردن وظروف المواطن في البلد كونه يعاني القلة في الموارد الطبيعية.
لنقفز سريعاً إلى حالة التطبيع العربية مع "إسرائيل"، والتاريخ القريب ترك لكثير من الدول العبرة فيما حصل من نتائج على غرار مؤتمر مدريد وأوسلو واتفاقية وادي عربة، لذلك "إسرائيل" لن تفي بأي من الوعود ولا حتى أي بند من بنود التطبيع إلا إذا كان الأمر يتعلق بمصلحتها الأمنيّة والاقتصادية والتي تحمل بُعدا استراتيجيا تعود لها بالفائدة الكبرى. يقول رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق، الجنرال تامير هايمن: "مصلحة إسرائيل هي منع السعودية وباقي دول الشرق الأوسط من امتلاك سلاح نووي، ومفاعل التخصيب بحد ذاته ليس تهديدا، لكن تحوله المحتمل لمشروع نووي هو التهديد الخطير الذي يجب منعه".
من جانبه موقع أفاد موقع "إسرائيل ديفينس بأنه "لا يوجد إجماع في المنظومة الأمنية حول مسألة ما إذا كان اتفاق التطبيع مع السعودية يساوي موافقة "إسرائيل" على برنامج نووي على الأراضي السعودية، وتميل وزارة الجيش إلى الادعاء بأن الأضرار الأمنية الناجمة عن الاتفاق الناشئ تفوق فوائده".
مما ورد آنفاً تكون الإجابة "الإسرائيلية" واضحة وتتمثل بمصلحتها الكبرى بعدم استفادة أي من الدول العربية المطبّعة معها من أي تقدّم صناعي أو تقني أو تكنولوجي أو غيره، وأرى بأن "إسرائيل" ستوافق على الكثير من المشاريع الاقتصادية والاستثمارية دون غيرها من الأمور الأخرى كونها تعود عليها بالفائدة الكبرى.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه فلسطيني إسرائيل التطبيع السعودية إسرائيل فلسطين السعودية التطبيع اتفاقية أوسلو مقالات مقالات مقالات اقتصاد سياسة سياسة سياسة صحافة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
أول هجوم منذ بدء اتفاق غزة .. إسرائيل تعترض باليستياً من اليمن
سرايا - عقب التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة الذي أودى بحياة 400 شخص، أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، أن صفارات الإنذار دوت في عدة مناطق بإسرائيل بعد إطلاق صاروخ باليستي من اليمن نحو النقب بالتزامن مع حفل تخريج دورة ضباط في الجيش.
ودوت الصفارات خصوصا في بئر السبع والعديد من قرى النقب، بحسب الدفاع المدني.
وأورد الجيش في بيان مقتضب أن هذا الأمر حصل "بعد إطلاق مقذوف من اليمن" في أول هجوم مصدره البلد المذكور منذ بدء الهدنة في غزة في 19 كانون الثاني/يناير. وجاء بعد سلسلة ضربات إسرائيلية كثيفة على قطاع غزة.
وندد الحوثيون بالضربات الإسرائيلية العنيفة على القطاع الفلسطيني، متعهدين "بتصعيد خطوات المواجهة"، بعدما هددوا باستئناف عملياتهم ضد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وقبالة ساحل اليمن. وحمل المجلس السياسي الأعلى للحوثيين في بيان "إسرائيل وأميركا المسؤولية الكاملة عن نقض اتفاق وقف إطلاق النار وإفشال كل الجهود للانتقال للمرحلة الثانية، فضلا عن إعادة عسكرة البحار وتوتير الأجواء في المنطقة".
كما حذر من أن "عليهما تحمل تداعيات وتبعات ذلك مهما كان حجمها".
400 قتيل
وقالت السلطات الصحية الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، إن ما يزيد عن 400 شخص قُتلوا في غارات جوية إسرائيلية على غزة، وهو ما ينهي حالة من الهدوء النسبي امتدت لأسابيع بعد تعثر محادثات رامية إلى الاتفاق على وقف دائم لإطلاق النار.
وتبادلت إسرائيل وحركة حماس الاتهامات بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار، الذي صمد إلى حد كبير منذ التوصل له في يناير كانون الثاني، وأتاح فرصة لسكان غزة البالغ عددهم مليوني شخص لتنفس الصعداء من الحرب التي دمرت معظم المباني بالقطاع.
واتهمت حماس إسرائيل بالإضرار بجهود الوسطاء للتفاوض على اتفاق دائم لإنهاء القتال، لكنها لم تهدد بالرد. ولا تزال حماس تحتجز 59 رهينة من أصل نحو 250 رهينة تقول إسرائيل إن الحركة احتجزتهم في الهجوم الذي قادته في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023.
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 18-03-2025 08:45 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية