757 قتيلًا إثر 31 عملية إرهابية في إفريقيا خلال سبتمبر الماضي
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
انتابت حالة من الاضطراب مؤشر العمليات الإرهابية التي تشنها التنظيمات المتطرفة في إفريقيا خلال شهر سبتمبر 2023 ؛ حيث اختلفت بداية الشهر عن نهايته، فبينما واصل المؤشر في مطلع الشهر حالة الهبوط التدريجي، جاءت الأيام العشر الأخيرة من الشهر ودقت معها نواقيس الخطر من استفحال النشاط الإجرامي الذي تمارسه جماعات العنف والإرهاب في ربوع القارة، خاصة حركة الشباب الصومالية التي تسعى بشتى الطرق لاستغلال انسحاب بعثة الاتحاد الإفريقي وقوامها 3000 جندي من الصومال، بجانب الضربات المتفرقة التي توجهها التنظيمات الإرهابية التي تطمع في فرض سيطرتها على الساحل غربًا ودخول بعض المليشيات المسلّحة على خط المواجهة.
وسجّل شهر سبتمبر 2023م في مجمله انخفاضًا نسبيًّا مقارنة بشهر أغسطس من العام ذاته بمعدل 3.1%؛ حيث وقعت (31) عملية إرهابية، أسفرت عن سقوط (757) ضحية، و(120) مصابًا، واختطاف (9) آخرين. بينما بلغ عدد العمليات في شهر أغسطس (32) عملية إرهابية، خلّفت وراءها (219) ضحية، وإصابة (74) شخصًا، واختطاف (55) آخرين. وعلى الرغم من انخفاض عدد العمليات الإرهابية الشهر الماضي، إلا أنّ عدد الضحايا فاق العدد المسجل في شهر أغسطس من العام ذاته، بما يمكن التعبير عنه بـ"انخفاض معدل العمليات مقابل تفاقم دمويتها". وهذا يمكن تفسيره بأن الهجمات كانت أكثر فتكًا، لا سيما الهجمات التفجيرية وأن عددًا غير قليل من تلك الهجمات استهدف تجمعات أو أماكن مزدحمة كما حدث في الصومال في الجمعة الأخيرة من الشهر عندما استهدفت حركة الشباب سوقًا محليًا بولاية هير شبيلي بوسط البلاد.
منطقة شرق إفريقيا
وبحسب الإحصائية فقد جاءت منطقة شرق إفريقيا في المركز الأول من حيث عدد العمليات والضحايا؛ إذ شهدت بمفردها (16) حادثًا إرهابيًا، أي أكثر من نصف العدد الإجمالي للعمليات الإرهابية التي نفذتها التنظيمات المتطرفة في إفريقيا خلال الشهر، بما يعادل (51.6 %)، خلفت ورائها (534) من الضحايا، و(88) من المصابين، وكان لـدولة "الصومال" منها النصيب الأكبر بواقع (13) عملية إرهابية، بينها (5) عمليات تفخيخ، ما أسفر عن سقوط (518) ضحية، و(70) جريحًا. أما "#كينيا" فقد تعرضت لـ (3) عمليات إرهابية أدت إلى مقتل (16) شخصًا، وإصابة (18) آخرين.
من جانبه يرى مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن الصراع الدائر بين القوات الحكومية وحركة الشباب الإرهابية يشهد حالة من الاستنفار؛ حيث يشتعل قتال القوات الحكومية ضد الحركة بمؤازرة مليشيات عشائرية مسلحة، فضلًا عن دعم قوات بعثة الاتحاد الإفريقي، وتارة أخرى تخبو جذوة الصراع معها، وما يجري حاليًا لا يعدو عن كونه حربًا بين قوى غير متكافئة من ناحية التنظيم والتكتيكات والقدرة على البقاء في ساحة الحرب، فتكمن الإشكالية في افتقار الحكومة إلى آلية تنفيذ استراتيجية الحرب الشاملة التي أعلنتها الحكومة ضد حركة تعد الأقوى والأكثر تنظيمًا في شرق إفريقيا.
منطقة الساحل الإفريقي
ووفقًا للإحصائية، فقد احتلت منطقة الساحل الإفريقي المرتبة الثانية من حيث عدد العمليات وما أسفرت عنه من ضحايا؛ حيث شهدت المنطقة خلال شهر سبتمبر المنصرم، (13) هجومًا إرهابيًا أي بما يعادل (41.9 % من إجمالي عدد العمليات الإرهابية)، أدت إلى مقتل (204)، وإصابة (32) بجراح. وقد تعرضت "مالي" وحدها لـ (7) عمليات إرهابية والتي أدت إلى مقتل (77)، وإصابة (10). وتعرضت "بوركينافاسو" لـ (4) عمليات أسفرت عن مقتل (6)، وإصابة (10) بجراح. بينما تعرضت "النيجر" لعمليتين إرهابيتين أسفرتا عن مقتل (45)، وإصابة (12) آخرين.
ويرى مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن منطقة الساحل الإفريقي ما زالت تشهد أزمات سياسية وتوترات أمنية متداخلة نتيجة لانتشار التنظيمات المسلحة العابرة للحدود وعصابات الجريمة المنظمة، وانخراط بعض الدول في المواجهات للوصول إلى الموارد والثروات الطبيعية وفرض السيطرة والنفوذ. ويجدّد المرصد تحذيره من مغبة تردي الأوضاع الأمنية، وحالة عدم الاستقرار السياسي التي تشهدها بعض دول الساحل، والذي قد يطال دولًا أخرى كانت من قبل بمنأى عن التهديدات الإرهابية.
منطقة غرب إفريقيا
أما منطقة غرب إفريقيا، فقد جاءت في المرتبة الثالثة، حيث تعرضت لهجومين إرهابيين، أي بما يعادل (6.4 % من إجمالي عدد العمليات الإرهابية)، وقع أحدهما في "#نيجيريا"، ما أدى إلى مقتل (10)، واختطاف (9). فيما وقع الهجوم الثاني في "غانا" التي لم يصلها خطر الإرهاب بعمق من قبل، حيث أسفر الهجوم عن سقوط (9) من الضحايا، دون وقوع أي إصابات.
وتمثل جمهورية "#غانا" - ضمن مجموعة دول أخرى مطلة على خليج غينيا - حالة استثنائية على خارطة النشاط الإرهابي في المنطقة، فرغم تجاورها مع "بوركينافاسو" إحدى أكثر دول المنطقة تضررًا من تهديدات التنظيمات الإرهابية، إلا أنها لم تكن مسرحًا لعمليات إرهابية. وبرغم ذلك سعت التنظيمات الإرهابية إليها في إطار محاولات التغلغل والتوسع الجغرافي التي تسعى إليه هذه التنظيمات. لذا يهيب مرصد الأزهر لمكافحة التطرف بالجهات الفاعلة في المنطقة بضرورة التصدي لهذا الزحف المخيف القادم من دول الجوار، وضرورة تأمين العبور عبر الحدود النفاذة.
منطقة وسط إفريقيا
والعجيب في هذا الشهر أن منطقة وسط إفريقيا لم تشهد وقوع أي هجمات إرهابية – فيما تم الإعلان عنه عبر وسائل الإعلام الرسمية والموثوقة، غير أن قياديًا بتنظيم «القوات الديمقراطية المتحالفة» الموالي لتنظيم داعش الإرهابي، لقي مصرعه أثناء عملية تمشيط قام بها الجيش الكونغولي مدعومًا بالجيش الأوغندي. الأمر الذي يمكن تفسيره بأن التنظيمات المتطرفة المنتشرة في وسط القارة الإفريقية وجدت حائط صد قوي في وجه إجرامها، وهو ما يثمّنه مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، داعيًا إلى مزيد من المواجهات الحاسمة في سبيل القضاء على تلك التنظيمات.
جهود مكافحة التنظيمات الإرهابية
وعلى صعيد جهود مكافحة التنظيمات الإرهابية في إفريقيا فقد بلغ عدد القتلى من العناصر الإرهابية خلال شهر سبتمبر (913) قتيلًا و(473) معتقلًا، فضلًا عن استسلام (2) آخرين.
ففي منطقة شرق إفريقيا، تمكنت الحكومة الصومالية من تصفية (557) من مقاتلي حركة "الشباب" الإرهابية، واعتقلت (2)، فيما استسلم إرهابيان طواعية لقوات الجيش، من جانبه تمكن الجيش الغيني من اعتقال (6) من عناصر الحركة الإرهابية خلال عملية أمنية بالبلاد.
وفي منطقة الساحل، أسفرت جهود القوات الأمنية في "مالي" عن تصفية (6) من العناصر الإرهابية. وتمكنت القوات البوركينية من تحييد (17) عنصرًا واعتقال (9) آخرين.
وفي غرب القارة، أثمرت جهود الجيش النيجيري في مكافحة تنظيمي "بوكو حرام" و"داعش غرب إفريقيا" تحييد (179) من العناصر الإرهابية، واعتقال (456) آخرين.
هذا ويؤكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن مكافحة التنظيمات الإرهابية في إفريقيا تتطلب تعاونًا محليًا وإقليميًا ودوليًا، ومواجهة عسكرية وفكرية على حد سواء، مع ضرورة أن تكون هناك خطط تنمية حقيقية لمواجهة الفقر الذي يعد أرضًا خصبة لانتشار الأفكار المتطرفة.
وأهاب المرصد بالمجتمع الدولي أن يكون هناك نوع من الدعم والمساندة الجادة للتخلص من مثل هذه الأزمات.
386259912_719817613495874_1536400031201571744_nالمصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: العمليات الإرهابية أفريقيا الاتحاد الافريقي مرصد الأزهر لمكافحة التطرف التنظیمات الإرهابیة العملیات الإرهابیة عملیة إرهابیة عدد العملیات منطقة الساحل شرق إفریقیا شهر سبتمبر فی إفریقیا إلى مقتل
إقرأ أيضاً:
الجيش الأميركي يكشف عن طراز المقاتلات التي شاركت في الضربات الأخيرة على مواقع الحوثيين
كشف الجيش الأميركي عن مشاركة مقاتلات من طراز «إف-35 سي» في الضربات الأخيرة على مواقع الحوثيين، مؤكداً استهداف منشآت لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة، في سياق الحد من قدرات الجماعة المدعومة من إيران على مهاجمة السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن.
ويأتي استخدام الجيش الأميركي لطائرات «إف-35 سي» في ضرباته على الحوثيين بعد أن استخدم الشهر الماضي القاذفة الشبحية «بي-2» لاستهداف مواقع محصنة تحت الأرض في صعدة وصنعاء.
وأوضحت القيادة المركزية الأميركية في بيان، أن قواتها نفذت سلسلة من الغارات الجوية الدقيقة على عدد من منشآت تخزين الأسلحة الحوثية الواقعة داخل الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، يومي 9 و10 نوفمبر (تشرين الثاني).
وبحسب البيان تضمنت هذه المرافق مجموعة متنوعة من الأسلحة التقليدية المتقدمة التي يستخدمها الحوثيون المدعومون من إيران لاستهداف السفن العسكرية والمدنية الأميركية والدولية التي تبحر في المياه الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن. كما أفاد بأن أصولاً تابعة للقوات الجوية والبحرية الأميركية بما في ذلك طائرات «إف-35 سي» شاركت في الضربات.
وطبقاً لتقارير عسكرية، تمتلك مقاتلة «إف-35» قدرات شبحية للتخفي تفوق مقاتلتي «إف-22» و«إف-117»، وقاذفة «بي-2»، ولديها أجهزة استشعار مصممة لاكتشاف وتحديد مواقع رادارات العدو وقاذفات الصواريخ، إضافة إلى تزويدها بحجرات أسلحة عميقة مصممة لحمل الأسلحة وتدمير صواريخ المنظومات الدفاعية الجوية من مسافة بعيدة.
وجاءت الضربات -وفق بيان الجيش الأميركي- رداً على الهجمات المتكررة وغير القانونية التي يشنها الحوثيون على الملاحة التجارية الدولية، وكذلك على السفن التجارية الأميركية وقوات التحالف في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن. وهدفت إلى إضعاف قدرة الحوثيين على تهديد الشركاء الإقليميين.
تصد للهجمات
أوضحت القيادة المركزية الأميركية أن المدمرتين «يو إس إس ستوكديل» و«يو إس إس سبروانس» إلى جانب طائرات القوات الجوية والبحرية الأمريكية، نجحت في التصدي لمجموعة من الأسلحة التي أطلقها الحوثيون أثناء عبور المدمرتين مضيق باب المندب.
وطبقاً للبيان الأميركي، اشتبكت هذه القوات بنجاح مع ثمانية أنظمة جوية من دون طيار هجومية أحادية الاتجاه، وخمسة صواريخ باليستية مضادة للسفن، وأربعة صواريخ كروز مضادة للسفن؛ مما ضمن سلامة السفن العسكرية وأفرادها.
وإذ أكدت القيادة المركزية الأميركية عدم وقوع أضرار في صفوفها أو معداتها، وقالت إن إجراءاتها تعكس التزامها المستمر بحماية أفرادها والشركاء الإقليميين والشحن الدولي، مع الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأضافت أنها «ستظل يقظة في جهودها لحماية حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن، وستواصل اتخاذ الخطوات المناسبة لمعالجة أي تهديدات للاستقرار الإقليمي».
ويزعم الحوثيون أنهم يشنون هجماتهم البحرية لمنع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، في سياق مساندتهم للفلسطينيين في غزة، وأخيراً لمساندة «حزب الله» في لبنان.
22 غارة
وكان إعلام الحوثيين أفاد بتلقي الجماعة نحو 22 غارة بين يومي السبت والثلاثاء الماضيين، إذ استهدفت 3 غارات، الثلاثاء، منطقة الفازة التابعة لمديرية التحيتا الواقعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية التي تتخذ منها الجماعة منطلقاً لشن الهجمات البحرية، واستقبال الأسلحة الإيرانية المهربة.
ويوم الاثنين، اعترفت الجماعة أنها تلقت 7 غارات وصفتها بـ«الأميركية والبريطانية»، استهدفت منطقة حرف سفيان شمال محافظة عمران، إلى جانب غارتين استهدفتا منطقة الرحبة في مديرية الصفراء التابعة لمحافظة صعدة، حيث المعقل الرئيسي للجماعة.
كما أقرت بتلقي 4 غارات استهدفت منطقة جربان في الضواحي الجنوبية لصنعاء، إلى جانب غارة استهدفت معسكر «الحفا» في صنعاء نفسها، وغارتين ضربتا منطقة حرف سفيان في محافظة عمران، يوم الأحد.
وبدأت الموجة الجديدة من الضربات الغربية المتتابعة، مساء السبت الماضي؛ إذ استهدفت 3 غارات معسكرات الجماعة ومستودعات أسلحتها في منطقتي النهدين والحفا في صنعاء.
وبلغت الغارات الغربية التي استقبلها الحوثيون نحو 800 غارة، بدءاً من 12 يناير الماضي (كانون الثاني)؛ كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية لأول مرة، في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في استهداف المواقع المحصّنة للجماعة في صنعاء وصعدة.
يشار إلى أنه منذ نوفمبر 2023، تبنّت الجماعة الحوثية قصف أكثر من 200 سفينة، وأدت الهجمات في البحر الأحمر إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.
وتقول الحكومة اليمنية إن الضربات الغربية ضد الجماعة غير مجدية، وإن الحل الأنجع هو دعم القوات الشرعية لاستعادة الحديدة وموانيها، وصولاً إلى إنهاء الانقلاب الحوثي، واستعادة العاصمة المختطفة صنعاء.