قال أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إنَّ حرب أكتوبر كانت ضرورية منذ يوم 10 يونيو 1967 في وقف إطلاق النار، فمصر دولة كبيرة وضربت ضربة عنيفة للغاية ومن ثم فإنّ كبرياءها واحترامها لنفسها واحترام المنطقة لها وقدرتها على التأثير في هذه المنطقة كان يجب أن يقوم على حربٍ جديدة تُعيد التوازن الاستراتيجي في المنطقة.

وأضاف أبوالغيط، خلال الجلسة الحوارية بالندوة التثقيفية للقوات المسلحة بمناسبة مرور 50 عاما على نصر أكتوبر المجيد، أنّ من المؤكد أنّ النوايا الإسرائيلية كانت في استبقاء الأرض، مشيرا إلى أنّ القيادة المصرية وقتها والشعب كانوا مدركين أنّ المسألة لن تأتي إلا بحربٍ أخرى نتيجة للفلسفة التي يتحرك بها الجانب الإسرائيلي.

وأوضح أن المهمة الأولى لمصر كانت في إعادة بناء قواتها المسلحة مجددًا وذلك كان سيستغرق سنوات، مشيرا إلى أنّه خلال تلك السنوات بُذل جهد دبلوماسي فالعالم كان يحاول أن يُقنع إسرائيل بالتجاوب في فكرة الانسحاب من الأراضي المحتلة، متابعا: «أنا لم أكن مقتنعًا إطلاقًا أنّ الجهد الدبلوماسي سينجح».

وتابع: «استغرقنا 6 سنوات و3 أشهر لإعادة بناء قواتنا المسلحة، وفي العامين الأخيرين من سنوات بناء القوات المسلحة مجددًا قرأت برقيات عن اتصالات (مصرية أمريكية) التقى فيها وزير الخارجية المصرية الدكتور محمد حسن الزيات، وزير خارجية الولايات المتحدة في يوليو 1972، وقال له من هُزم في المعركة عليه أن يدفع الثمن، ومن ثمّ يتخلى عن الأراضي لصالح إسرائيل، وفي عام 1973 قال الوزير نفسه نحن ليس لدينا وقتا نضيعه معكم».

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أحمد أبوالغيط جامعة الدول العربية نصر أكتوبر المجيد

إقرأ أيضاً:

اجتماعات العقبة..بين إنقاذ سوريا واستقرار المنطقة

تكتسب اجتماعات العقبة حول التطورات في سوريا أهميتها من عدة أبعاد مهمة، أبرزها مشاركة وزراء خارجية ثماني دول عربية، تشمل الأردن، والسعودية، والعراق، ومصر، والإمارات، والبحرين، وقطر، بالإضافة إلى وزيري خارجية الولايات المتحدة، وتركيا، وممثلي الاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة. كما تستمد أهميتها من مشاركة جامعة الدول العربية التي تمثلها في الاجتماعات لجنة الاتصال بالجامعة التي تضم في عضويتها: الأردن، والسعودية، والعراق، ومصر، بالإضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية.
وتنعقد الآمال على نتائج تلك الاجتماعات، خاصة التوصل إلى خطط ومسارات تسهم في مساعدة السوريين على حدوث توافقات فيما بينهم لبناء نظام جديد يحقق مصلحة سوريا والسوريين، وتنعكس آثاره الإيجابية على استقرار المنطقة كلها.
وتعد اجتماعات العقبة مبادرة مهمة تستهدف كسب الوقت، وجمع الفرقاء السوريين على أهداف مشتركة لبناء سوريا الجديدة، ووأد أسباب أي خلافات أو نزاعات من شأنها عرقلة انطلاق سوريا الجديدة نحو البناء والتنمية، وإيقاعها في الصراعات التي عانت منها دول أخرى كاليمن، وليبيا، وغيرهما، وقطع الطريق أمام أيّ قوة إقليمية أو عالمية تسعى للعب دور طائفي تخريبي.
أطراف عديدة ذات حضور قوي ومؤثر، عربياً وإقليمياً وعالمياً، أعلنت رؤاها المستقبلية لما يمكن أن تسفر عنه اجتماعات العقبة، فأكد الأردن ـ الدولة المضيفة، أن الاجتماعات تبحث سبل دعم عملية سياسية جامعة يقودها السوريون لإنجاز عملية انتقالية تلبّي طموحات الشعب السوري، وتضمن إعادة بناء مؤسسات الدولة، وتحفظ وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وحقوق جميع مواطنيها.


وتزامنت مع التأكيدات والتطمينات الأردنية دعوة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ـ قبل أن يتوجه للمشاركة في الاجتماعات ـ إلى تشكيل حكومة سورية تضمن حماية الأقليات، وعدم تشكيلها تهديدا لجيرانها. وذلك في إشارة واضحة إلى تركيا وإسرائيل. أما الجامعة العربية، فأعربت عن تطلعها إلى موقف عربي موحد داعم لسوريا في هذه المرحلة الصعبة.
صحيح أن نتائج هذه الاجتماعات تستهدف المساعدة على بناء المستقبل الأفضل لسوريا، وتمثل مبادرة رائدة يجب العمل على إنجاحها والبناء على نتائجها، لكن الدور الأكبر في سبيل تحقيق ذلك مناط بالفصائل السورية الوطنية جميعها، حيث ينبغي عليها أن تتعاون في تشكيل هياكل إدارية مؤسسية تستوعب الجميع، ولا تستثني أحدا من المشاركة في إعادة بناء مؤسسات الدولة، بدءا من اختيار مجلس رئاسي يدير هذه المرحلة الحرجة الفاصلة في تاريخ سوريا والمنطقة، وكذلك تشكيل حكومة وحدة وطنية، وصولا إلى تحديد شكل الدستور الجديد والتوافق عليه، فضلا على بناء المؤسسات العسكرية والأمنية والسياسية.
وتجدر الإشارة إلى ضرورة قطع الطريق على "الإعلام المضاد" الذي يشوه كل أثر إيجابي، وذلك بالفصل بين ما يجري في سوريا حالياً، وما حدث في الربيع العربي، فلا يخفى أن فوارق كبيرة تفصل ممارسات النظام السوري السابق عن الأنظمة العربية التي سقطت في الربيع العربي، فالنظام السوري سمح لإيران بالكثير من التدخلات في الشأن السوري والقضايا العربية، كما تدخلت في الشؤون الداخلية للبنان، والعراق، واليمن؛ ومن ثم أدخل المنطقة في متاهات كثيرة، ومن هنا ينبغي فصل المسارات، والتعاون في إنجاح التجربة السورية، وعدم تركها نهبا لأصحاب الأجندات الخاصة والمغرضة.
إن المشاركة العربية في بناء سوريا الجديدة ليس مبعثها الخوف على استقرار المنطقة فقط، وإنما تنطلق أيضاً من مكانة سوريا العربية الحضارية، فهي تزخر بالتاريخ الثري، والتنوع الثقافي في مختلف مجالات الأدب والفنون والعلوم، وتعد ركيزة أساسية في نجاح العمل العربي المشترك، الأمر الذي يجعل مساعدتها على تجاوز هذه المرحلة بنجاح واجباً عربياً في المقام الأول.
إن التطورات المتلاحقة سوريا وعربياً وعالمياً تجاه المتغيرات السورية المتسارعة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنه لا ينبغي أن يُترك تقرير مصير دولة بحجم سوريا وثقلها لفصيل واحد يرسم مستقبلها، ويدير سياساتها على مختلف الأصعدة والمستويات وفي جميع المجالات، خاصة أن الفصيل الذي يتصدر المشهد في سوريا حالياً عليه ما عليه من المآخذ، ولن يسمح له المجتمع الدولي بالانفراد بالشأن السوري، ذلك الانفراد الذي يهدد آمال الشعب السوري ومستقبله بالفشل.


إن نجاح تجربة السوريين أحيا الآمال في لبنان والعراق واليمن، وأزعج إيران وحلفاءها وكل من كانت له صلة بهما. ولا شك أن السوريين جميعا عليهم مسؤولية كبيرة تجاه بلادهم التي علقت عليهم آمالا كبيرة في تقديم النموذج الأمثل للحكم الرشيد، الذي يليق بنضالهم وآمالهم ويطمئنهم على التوجه الصحيح نحو بناء مستقبلهم الأفضل، سياسياً واقتصادياً، ًواجتماعياً، واستعادة مكانتهم الكبرى عربياً وإقليمياً ودولياً.
لعل اجتماعات العقبة قد جاءت في وقتها تماما، وتعد تحركاً إيجابياً للتنسيق والمساهمة في إنقاذ سوريا، وحماية استقرار المنطقة، والتوصل إلى سياسات وتوجهات مقبولة عربياً وإقليمياً وعالمياً تقطع الطريق على أي أطراف متربصة لبلوغ أهدافها من خلال أجنداتها التي تجيد تنفيذها باختراق مثل هذه الظروف الحرجة الطارئة، وما حدث في العراق واليمن وفلسطين، وما قبلها شاهد على ذلك.
إن أولى نتائج اجتماعات العقبة تتمثل في الوعي بأهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه الدول العربية بالتواصل مع سوريا الجديدة، ودعمها في شتى المجالات، بتقديم الخبرات المفيدة الناجحة، والنصائح السياسية الواعية، والسعي لدى المجتمع الدولي لرفع العقوبات عن سوريا الجديدة وفق صيغ قانونية نظامية تضمن عدم تكرار ما أدى إلى فرض تلك العقوبات على النظام السابق.
وعلى السوريين أن يدركوا أن الطريق إلى المستقبل الأفضل طويل وصعب، ومليء بالآمال العريضة، والمشاريع والبناء، وفي الوقت نفسه تحيطه الآلام المحبطة، والدعاوى المغرضة. عليهم أن يدركوا أن نجاحهم في وحدتهم، وأنّ قوتهم تتحقق ببناء نظام عادل يمثل السوريين جميعا، ويرعى حقوقهم، ويرسي أسس العدالة الحقيقية والمساواة بينهم. وفي الوقت نفسه يحمي سوريا من التهديدات والأطماع الإسرائيلية، والمخاوف من تغول بعض دول الجوار.

مقالات مشابهة

  • شراكة استراتيجية مبتكرة بين أبتاون أكتوبر وامتلاك لإعادة تعريف الاستثمار العقاري
  • تصفية القضية الفلسطينية الهدف الاستراتيجي لبلطجة الكيان
  • خبير: إسرائيل استغلت عملية 7 أكتوبر لتحقيق أهدافها في المنطقة
  • وعود جديدة..الشرع يتعهد بحل الجماعات المسلحة وإعادة إعمار سوريا
  • المصرية للاقتصاد: 2024 عام استعادة التوازن المالي والاقتصادي لمصر
  • السيسي: نعمل على بناء دولة قوية تكون عصية أمام أي معتد
  • السيسي: نتابع عن كثب الأوضاع الإقليمية والدولية استنادًا للثوابت القائمة على التوازن والاعتدال
  • الأتراك سيعيدون بناء سوريا! انطلاق خطة لإعادة الإعمار بقيمة 100 مليار دولار
  • اجتماعات العقبة..بين إنقاذ سوريا واستقرار المنطقة
  • هل تستطيع الفصائل المسلحة إعادة بناء سوريا المحطمة؟