رأي الوطن : جرائم متواصلة أمام سمع وبصر المجتمع الدولي
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
يؤكِّد ما يمارسه كيان الاحتلال الإسرائيليِّ من قمعٍ وقتلٍ وعدوانٍ وإرهابٍ ضدَّ الشَّعب الفلسطينيِّ الأعزل رغبة الكيان المحتلِّ المارق في القضاء على أيِّ فرصة تفتح الباب نَحْوَ الوصول لحلٍّ سياسيٍّ قائمٍ على قرارات الشرعيَّة الدوليَّة، أو أيِّ وميض أملٍ نَحْوَ إحياء عمليَّة السَّلام وفقًا للمرجعيَّات التي استقرَّ عَلَيْها غالبيَّة أطراف المُجتمع الدوليِّ والدوَل العربيَّة، والتي تنطلق من أرضيَّة الأرض مقابل السَّلام، وحلِّ الدولتيْنِ.
إنَّ مواصلة الكيان الصهيونيِّ لحماقاته الإرهابيَّة تعتمد في الأساس على مجموعة من الدوَل، توفِّر له الحماية والحصانة من أيَّة عقوبات على ما يمارسه من أفعال إجراميَّة ستظلُّ وصْمة عارٍ في التاريخ الإنسانيِّ الحديث. فالصَّمْتُ على انتهاكات وجرائم الاحتلال ومستوطنيه، وجميع الإجراءات الإسرائيليَّة أحاديَّة الجانب غير القانونيَّة، يُعدُّ مشاركة حتَّى وإنْ توارت تلك الدوَل وراء شعارات الشَّجب والاستنكار، دُونَ محاسبة حقيقيَّة تجعل كيان الاحتلال يخشى من العواقب. لكن على النقيض، فالصَّمْتُ جعل هذا الكيان الغاصب يتعايش مع ردود الفعل الدوليَّة التي أخذت تتراجع بصورة لافتة تجاه تلك الانتهاكات والجرائم، والتي عادةً ما تكُونُ مواقف وردود أفعال متدنِّية وضعيفة، إعلاميَّة شكليَّة، لا ترتقي لمستوى ما يتعرَّض له الشَّعب الفلسطينيُّ من قمعٍ واضطهادٍ وتنكيلٍ ونظامِ فصلٍ عنصريٍّ (أبرتهايد).
لقَدْ أثبتتِ المِحنة والحرب المفتوحة التي يعيشها المواطن الفلسطينيُّ بشكلٍ يوميٍّ دُونَ رادع، ودُونَ ذنْبٍ أو جريرة إلَّا إصراره على حقوقه المشروعة، هذا التخاذل الدوليَّ الذي أسْهَمَ في تعميق إفلات كيان الاحتلال المستمرِّ من العقاب، وزاد من تمرُّده على القانون الدوليِّ واستخفافه بقرارات الأُمم المُتَّحدة، ما أدَّى إلى السَّعيِ لتنفيذ المزيد من مشاريعها الاستعماريَّة الاستيطانيَّة، وتعميق جرائم الضمِّ التدريجيِّ المتواصل للضفَّة الغربيَّة المحتلَّة بما فيها القدس الشرقيَّة، وتكريس تقطيع أوصال الضفَّة الغربيَّة وفصلها تمامًا عن قِطاع غزَّة، خصوصًا وأنَّ كيان الاحتلال بصددِ تنفيذ (16) مخططًا هيكليًّا لتوسعة مستوطنات في الضفَّة الغربيَّة، حيث ذكرت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، لدى منظَّمة التحرير الفلسطينيَّة، في تقرير شهريٍّ أنَّ العدد المذكور من المُخطَّطات تتضمن بناء (816) وحدة استيطانيَّة على مساحة (4414) دونمًا.
ولَمْ يكتفِ كيان الاحتلال الإسرائيليِّ بما تمارسه قوَّاته من عدوانٍ متواصلٍ على أبناء فلسطين، بل أطلقَ العنان لقطعان مستوطنيه لشَنِّ حرب قائمة على الإرهاب في أبشع صورة، حيث يواصل قطعان المستوطنين اعتداءاتهم الهمجيَّة على الفلسطينيِّين في بلداتهم وتدنيس مقدَّساتهم وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك والحرم الإبراهيمي، على مرأى ومسمع من قوَّات الاحتلال وتحت حمايتها، حيث بلغ عدد اعتداءات وانتهاكات الاحتلال ومستوطنيه الشهر الماضي (923) انتهاكًاً، بما يؤكِّد أنَّ مشهد الظلم التاريخيِّ منذ عام 1948 وانتهاكات وجرائم الاحتلال المتواصلة، ما زال يسيطر على حياة الفلسطينيِّين وأرضهم وممتلكاتهم ومنازلهم ومقدَّساتهم، وهو في تصاعدٍ مستمرٍّ لا يتوقف على سمع وبصر المُجتمع الدولي والعالَم.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: کیان الاحتلال
إقرأ أيضاً:
رغم إنها حربكم ربما تفصد السموم التي حقنتم بها الوطن!
رغم إنها حربكم ربما تفصد السموم التي حقنتم بها الوطن!
رشا عوض
إنها قوانين متواترة في الاجتماع السياسي بكل أسف!
الحركات الفاشية تظن أن استعبادها المستدام للشعوب بواسطة القوة العسكرية هو قانون طبيعي لا يناقش ناهيك عن المطالبة بتغييره!
عندما تتزاوج الفاشية الدينية مع الفاشية العسكرية كحال المنظومة الكيزانية يصبح التمسك بنظام الاستعباد أكثر شراسة كما نرى في هذه الحرب!
الذي جعل هذه الحرب القذرة حتمية هو إصرار الكيزان على استدامة استعبادهم للشعب السوداني عبر القوة العسكرية الأمنية ممثلة في الأخطبوط الأمنوعسكري بأذرعه المتعددة: جيش ودفاع شعبي وكتائب ظل وأمن رسمي أمن شعبي واحتياطي مركزي ووووووووووو
ظنوا أن العقبة الوحيدة أمام هيمنتهم العسكرية هي الدعم السريع، غرورهم وحساباتهم الرغائبية التي زادتها الأطماع وتضليل دوائر إقليمية خبيثة، كل ذلك جعلهم يظنون أن ضربة عسكرية خاطفة وقاضية تدمر الدعم السريع في سويعات أو أسبوع أسبوعين ممكنة!
ولكن هل يعقل أن الكيزان لم يضعوا احتمال أن الحرب يمكن أن تطول وتدمر البلاد؟
مؤكد ناقشوا هذا الاحتمال ولكن ذلك لن يجعلهم يترددوا في الحرب! لأن التضحية بالسلطة الاستبدادية المحمية بالقوة العسكرية غير واردة مطلقا، والخيار الافضل حال فشلت الحرب في إعادتهم إلى السلطة والتحكم في السودان كاملا هو تقسيم السودان وتقزيمه أرضا وشعبا إلى المقاس المناسب لقدرتهم على التحكم! وإن لم ينجحوا في ذلك فلا مانع من إغراق البلاد في حرب أهلية طويلة تؤدي إلى تدمير السودان وتفتيته وطي صفحته كدولة (يا سودان بي فهمنا يا ما في سودان) كما قال قائلهم!
الانعتاق من استعباد الكيزان مستحيل دون تجريدهم من قوتهم العسكرية! لن يتنازلوا عن السلطة الاستبدادية إلا إذا فقدوا أدواتها! لن يكفوا عن نهش لحم الشعب السوداني إلا إذا فقدوا أنيابهم ومخالبهم!
وحتما سيفقدونها!
لأن المنظومة الأمنية العسكرية التي راهنوا عليها أصابها ما يشبه المرض المناعي الذي يصيب جسم الإنسان، فيجعل جهاز المناعة يهاجم أعضاء الجسم الحيوية ويدمرها إلى أن يقضي على الجسم نهائيا!
الدعم السريع الذي يقاتل الجيش وكتائب الكيزان كان ذراعا باطشا من أذرع المنظومة الأمنية العسكرية الكيزانية حتى عام ٢٠١٨، وحتى بعد الثورة لم يكف الكيزان عن مغازلته ولم يقطعوا العشم في احتوائه! ولكنه “شب عن الطوق” فأرادوا ترويضه بحرب خاطفة والنتيجة ماثلة أمامنا!
المرض المناعي ليس فقط مهاجمة الدعم السريع للجيش والكتائب! بل المنظومة الأمنية نفسها انقسمت بين الطرفين ومعلومات التنظيم الكيزاني والدولة السودانية بيعت في سوق النخاسة المخابراتية الإقليمية والدولية والنتيجة هي واقع الهوان والهشاشة الماثل الذي لا يبشر بأي نصر عسكري حاسم في المدى المنظور!
المؤلم في كل ذلك هو أن المواطن السوداني البريء هو الذي يدفع الثمن الأكبر في هذه الحرب القذرة قتلا واعتقالا وتعذيبا وسلبا ونهبا وتشريدا وجوعا ومهانة في حرب صراع السلطة لا حرب الكرامة ولا حرب الديمقراطية كما يزعمون.
هذه الحرب هي عملية تفكك مشروع الاستبداد العسكر كيزاني وانشطار نواته المركزية عبر مرض مناعي أصاب منظومته الأمنية والعسكرية نتيجة تراكمات الفساد وغياب الحد الأدنى من الكفاءة السياسية والأخلاقية المطلوبة للحفاظ ليس على الدولة والشعب، فهذا خارج الحسابات منذ أمد بعيد، بل من أجل الحفاظ على النظام الفاسد نفسه!! حتى عصابات تجارة المخدرات تحتاج إلى قدر من الأخلاق والانضباط بين أفرادها للحفاظ على أمن العصابة وفاعليتها!! هذا القدر افتقده نظام الكيزان!!
ومع ذلك يرفعون حاجب الدهشة ويستغربون سقوط نظامهم صبيحة الحادي عشر من أبريل ٢٠١٩ !!
يعاقبون الشعب السوداني بهذه الحرب على ثورته ضدهم!!
يعاقبونه على أنه أكرم جنازة مشروعهم منتهي الصلاحية بالدفن لأن إكرام الميت دفنه!!
تفادي الحرب بمنطق البشر الأسوياء عقليا واخلاقيا لم يكن مستحيلا، وهو الهدف الذي سعت إليه القوى المدنية الديمقراطية بإخلاص ولكن الكيزان اختاروا طريق الحرب مع سبق الاصرار والترصد! وفرضوه على البلاد فرضا!
المصلحة السياسية الراجحة للقوى السياسية المدنية هي استبعاد البندقية كرافعة سياسية لأنها ببساطة لا تمتلك جيوشا ولا بنادق!!
والتضليل الفاجر بأن هذه القوى المدنية متحالفة مع الدعم السريع لاستغلال بندقيته كرافعة سياسية لا ينطلي على عاقل! بندقية الدعم السريع التي تمردت على صانعيها هل يعقل أن تضع نفسها تحت إمرة مدنيين عزل يرفعون راية الجيش المهني القومي الواحد وإنهاء تعدد الجيوش!
الحرب ليست خيارنا وضد مصالحنا! اشتعلت غصبا عنا كمواطنين وكقوى مدنية ديمقراطية سلمية ومسالمة!!
الحرب قهرتنا وأحزنتنا وأفقرتنا وفجعتنا في أعز الناس وأكرمهم، ومنذ يومها الاول لم نتمنى شيئا سوى توقفها وعودة العقل لمشعليها ولكن ذهبت امنياتنا ادراج الرياح!
ليس أمامنا سوى مواصلة مساعي السلام، والتماس العزاء في أن قسوة هذه الحرب وجراحها المؤلمة ونزيف الدم الغزير الذي روى أرض الوطن ربما نتج عنه “فصد السم” الذي حقنه نظام الكيزان في شرايين الوطن على مدى ثلاثة عقود!
إخراج السموم من جسد الأوطان عملية شاقة ومؤلمة!!
تمنينا أن يتعافى جسد الوطن من سموم الاستبداد والفساد والفتن العنصرية بالتدريج وبأدوات نظيفة ورحيمة وعقلانية عبر مشروع انتقال مدني ديمقراطي سلمي يفتح للبلاد طريقا لعهد جديد يضعها في خانة القابلية للتغيير والحياة المستقرة!
الكيزان أشعلوا الحرب ضد تعافي جسد الوطن من سمومهم! أشعلوها لإعادة الوطن إلى حظيرتهم البائسة! يظنون أن عجلة التاريخ يمكن أن تدور إلى الخلف!
ربما تكون نتيجة هذه الحرب على عكس ما أرادوا وخططوا!! فتفصد السم الزعاف بآلام مبرحة ولكن بشفاء كامل!!
أليست المزايا في طي البلايا والمنن في طي المحن!
ألم يسخر كتاب الله من المجرمين والظالمين على مر العصور “يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين”.
الوسومالدعم السريع ثورة ديمسبر حرب الكيزان