مراكز الوفاء لتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة: من رمزية الاسم إلى استدامة العطاء «الجزء الأول»
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
يأبى فكري والناطق باسمه، قَلمي، بأن يَتَأخر أكثر في خط هذه الأحرف والكلمات لرسم صورة تلك المؤسسات التي لم تكن سوى مركز (ولاية بدبد) سنة 1991م لتصبح اليوم 33 مركزًا في كافة مناطق عُمان الغرَّاء.
(الوفاء) ما أجملها من كلمة تَلمَعُ بمشاعر الصدقِ والحُبِ والانتماء فنحن أوفياء لدِيننا، للوطن، للسُّلطان ولأزواجنا وللأبناء، أوفياء لمن أحببنا من أهل الخير والعطاء، لمن رعانا بشوشًا ومبتسمَا.
بُنيت هذه المراكز بنظام (التأهيل القائم على المجتمع المحلي Community Based Rehabilitation) فكرة ومناشدة دولية أيامها، الهدفُ منها نشر التكافل بين مختلف فئات المجتمع لمساعدة بعضها البعض ومواجهة ما يستجد من ظواهر اجتماعية تحت مظلة التطوع، فكنت ترى أيامها (هبةً) غير عادية من العُمانيين للمساهمة والإنجاز، رجال الأعمال بالمال والإنشاء للمقرات والتأثيث والتجهيز، بناة الجهة للجُهد التأهيلي والتربوي فرسموا جازاهم الله ألف خير خلية نحلٍ تحت مظلة وتوجُّهات المختصين من وزارة التنمية الاجتماعية.
كلّ هذا الوفاء كان لذلك الطفل أو الشاب من ذوي الإعاقة، عبر شعار: (بُنَي لست وحدكَ فنحنُ هنا، عليك العزمُ وعلينا العطاء، قدرَ الله ما شاء فعل، لكنك لن تكونَ مَحرُومًا أو مُهَمشًا ونحنُ في رخاءٍ، ستكون مستقلًّا وفاعِلًا يومًا ما).
(حُدِّدَ الهدفُ) الاستقلالية في أعلى درجاتها لكلِّ شخصٍ ذي إعاقة «وبدأ العملُ بكلِّ وفاءٍ فتكونت لُحمَة فريدة من نوعها بين مراكز الوفاء وأصحاب القضية من منظوريها وأولياء أمورهم فأصبح الطفل لا يَتَقَبَّلُ بسهولة عدم ذهابه إلى (مدرسته) ولا يتوقفُ أولياء الأمور عن التردُّدِ الدائم ِعلى المركز للمتابعةِ والاستفسارِ ومُقاربةِ ما يستجدُّ من علوم الإعاقة والتأهيل.
صار الوفاء ثُنائِي القُطبِ، مجتمعًا مَحَلِّيًّا معترفًا بالجميل وداعَمًا للتوَسُّعِ والانتشار الجغرافي للمراكز، وكوادر تسعى لتطوير الذَّات وتحسين جودة خدماتها، ووزارة ترفد بالكوادر المتخصصة والبرامج الحديثة والدَّورات التدريبية، بل وببرامج أكاديمية لرفع كفاءة العاملين بالمراكز من المتطوعات مثل دبلوم التربية الخاصة بجامعة السُّلطان قابوس، وبكالوريوس العلاج الطبيعي بمعهد العلوم الصحية بمسقط.
وما لن أنساه ما عِشتُ، صورة (الوفاء) في ذلك الاجتماع سنة 2007م مع إحدى الجمعيات الخيرية التابعة لأحد رجال الأعمال العُمانيين لاستحداث أول فريق من الأخصائيين غير العُمانيين يُوكلُ لهم مهام تطوير البرامج التأهيلية بالمراكز ومساندة جهود الوزارة لتحسين جودة الخدمات والإنماء الوظيفي، لا تزال ابتسامته ومتابعته للعرض المرئي بكلِّ اهتمام ثم سرعة موافقته على الفكرة وحدة نبرات تعليماته للمسؤولين في فريقه الخيري بسرعة الإنجاز وإحاطته علمًا بما يَستجدُّ.
قمَّة الوفاء لمراكز الوفاء الاجتماعي عرفتُها سنة 2011م، عبر الأوامر السَّامية للمغفور له بإذن الله السُّلطان قابوس بن سعيد ـ رحمه الله وطيَّب ثراه ـ اعترف فيه بجميل متطوعات مراكز الوفاء الاجتماعي وأمَر يومها بنقلهن من وضع (التطوع) إلى وضع (الوظيفة)، تحسَّن وضعهن المالي وازددن عزمًا وعطاء.
ما يُبشرُ اليوم بالخير، أنَّ الوفاء السَّامي لم ينقطع، بل يزداد صلابة في عهد مولانا جلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله وسدَّد خطاه ـ بما يُوليهِ من اهتمامٍ شخصي لقطاع الإعاقة إجمالًا ومراكز الوفاء خاصة ورؤيته الثاقبة وعزمه على أن تظل تلك المراكز وفيَّة لدَوْرها الرائد، بل ولترقى إلى أعلى التصنيفات الدولية في المجال. جفَّ حِبرُ الجزء الأول من مقالنا هذا لنستوفيَ بعون الله، في الجزء القادم، تحليل كيفية استدامة العطا لمراكز الوفاء.
زوهير بن الحبيب بن عياد بن يحيى
خبير شؤون الإعاقة
benyahiazouhaier@yahoo.fr
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
في تشييع الشهيدين السيدين القائدين.. حشود عظيمة تبادل الوفاء بالوفاء
يمانيون../
منذ فجر يوم التشييع اصطفت الملايين من الجماهير على طول الطريق المؤدي من المدينة الرياضية إلى طريق المطار، في انتظار مرور موكب التشييع المهيب للشهيدين السيد حسن نصر الله وهاشم صفي الدين.
لم تثنهم برودة الطقس أو تعب الانتظار الطويل عن الوفاء لهذين القائدين العظيمين، بل امتلأت قلوبهم بمشاعر الإيمان والوفاء، مجسدة تصميمهم الراسخ على أن يكون وداع الشهيدين على خير وجه.
بدموع غزيرة وإصرار على الوفاء والبيعة وإكمال المسيرة، انطلقت مواكب الحشود المليونية المشاركة في تشييع الشهيدين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين من مدينة كميل شمعون الرياضية باتجاه المقام الذي سيوارى فيه الشهيد نصر الله الثرى في مثواه الأخير.
واستمرت الحشود المليونية من المدينة الرياضية ومحيطها إلى محيط مسار التشييع وصولاً إلى مقام الشهيد السيد حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية لبيروت.
حملت الحشود الغفيرة التي تجاوزت المليون رايات وأعلاماً، وعبرت عن عزمها على التضامن الكامل مع المقاومة، لتثبت للعالم أجمع أن الروح التي زرعها الشهيدين ستبقى حية في النفوس إلى الأبد، وفق وكالة أنباء نيوز.
وتمت الصلاة على جثماني الشهيدين الطاهرين من قبل ممثل الإمام علي الخامنئي في لبنان وعضو شورى حزب الله الشيخ محمد يزبك في المدينة الرياضية في بيروت.
عد انتهاء مراسم التشييع الرسمية للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين في مدينة كميل شمعون الرياضية في بيروت، انطلقت مسيرة المليونية نحو مقام الشهيد السيد نصر الله، والتي ستسلك طريق المطار إلى مكان الضريح حيث سيوارى الرفات الثرى، على أن يدفن الشهيد صفي الدين في مسقط رأسه دير قانون النهر في جنوب لبنان يوم الاثنين.
يواصل موكب نعش الأمينين العامين لحزب الله السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين مسيرته وسط الحشود المليونية من المدينة الرياضية باتجاه المقام حيث يوارى الشهيد نصر الله الثرى في مثواه الأخير.
انطلق موكب تشييع الشهيدين السيد حسن نصر الله وهاشم صفي الدين من المدينة الرياضية حيث تجمع آلاف المعزين والمحبين في مشهد مهيب يليق بمكانة الرجلين اللذين قادا المقاومة وأصبحا رمزاً للصمود والإيمان بالقضية.
اتجه الموكب نحو مثواه الأخير على طريق المطار، وهو الطريق الذي شهد وداع أحد أعظم القادة في تاريخ لبنان والمنطقة.
امتلأت الشوارع بالحشود التي ملأت الشوارع على طول الطريق الذي سلكه الموكب، حيث كانت الأعلام ترفرف والقلوب تودع أحد أبرز القادة الذين ضحوا بكل شيء من أجل الوطن.
حمل مشهد الحشود رسائل متعددة، من التضامن العميق مع تضحيات الشهيدين إلى التأكيد على أن المقاومة مستمرة مهما كانت التحديات.
لم يكن الموكب جنازة جسدية فحسب، بل تجمعاً شعبياً يعبر عن الوفاء والإيمان بمبادئ المقاومة التي زرعها السيد نصر الله.
تفاعل الجمهور كان شاهداً على التأثير العميق الذي تركه هذا الرجل في نفوس الجميع، حيث تابعوا الموكب بحرارة وعلى أمل أن تبقى رسالته حية في كل تفاصيل الحياة اليومية.
ومن أبزر مشاهد التشييع تلك التي حاصر فيها سيل من المحبين الحافلة التي تحمل نعشي الشهيدين السيد حسن نصر الله وهاشم صفي الدين.
وكان هذا التجمع الضخم، الأكبر من نوعه في العالم، رسالة من الشعب اللبناني إلى العالم بأن الوفاء للمقاومة والشهداء لا حدود له.
تم التحضير لهذا الحدث التاريخي بدقة وإتقان، حيث اعتبر هذا التشييع الأكبر في العالم، ولم يشهد العالم مثله منذ مئة عام.
بدأت مراسم التشييع عند الواحدة ظهراً، حيث يتم تنظيم عدد من الفعاليات المتعلقة بالحدث، من بينها قراءة جماعية للقرآن الكريم، تليها قراءة جماعية للقرآن الكريم عبر فرقة “آيات”، وقراءة النشيد الوطني ونشيد حزب الله عبر الفرقة المركزية لكشافة الإمام المهدي.
بدأت مراسم التشييع عند الواحدة ظهراً، حيث أقيمت فعاليات متعلقة بالحدث، من تلاوة جماعية للقرآن الكريم عبر فرقة “آيات”، وعزف النشيد الوطني ونشيد حزب الله عبر الفرقة المركزية لكشافة الإمام المهدي، ثم كلمة ممثل الإمام الخامنئي في لبنان، وكلمة الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم والصلاة على النعوش وسط الحشود.