هربت من مصر واتسجنت في تركيا| قصة غادة نجيب وزوجها الإخواني هشام عبدالله
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات القليلة الماضية، الأنباء حول القبض على الإخوانية الهاربة غادة نجيب وزوجها الممثل الهارب الإخواني هشام عبدالله، حيث فوجئ الجميع بنشر الممثل الهارب هشام عبدالله، على صفحته على موقع السوشيال ميديا إكس ( تويتر سابقًا)، تدوينة توضح إلقاء القبض على زوجته غادة نجيب من منزلها لأسباب وصفها بالسياسية، فما قصتهما؟
. خالها فنان شهير واتسجنت في قضية فتك.. بروفايل
ألقت السلطات التركية القبض على الإخوانية المصرية من أصل سوري، غادة نجيب، زوجة الممثل هشام عبدالله لعدم التزامها بتعليمات التوقف عن الهجوم والتحريض على القيادة والأجهزة الأمنية في مصر، عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث أوضح زوجها على تويتر:
« اعتقلت المخابرات التركية زوجتي غادة نجيب من المنزل لأسباب سياسية، وبعيدًا عن التفاصيل وطريقة القبض عليها أمام أطفالها بشكل مهين، ليس فيه رحمة أو مروءة، لا أفهم كيف يحدث اعتقال سيدة في دولة مؤسسات يحكمها القانون، وتكفل حرية الرأي للجميع وتحترم المرأة بشكل عام».
وطالب عبدالله بأن يتم تصحيح الوضع بما يتماشى مع مبدأ الأنصار والمهاجرين، قائلاً: « مع العلم أننا لم نخرج من بلادنا من أجل إعلاء كلمة الحق لكي نكتمها في بلاد المسلمين خوفًا أو قهرًا.. نخوتنا كمسلمين تمنعنا من التعرض لامرأة، فهذه مكارم الأخلاق التي كان يتصف بها أبو جهل والكفار قبل نزول الإسلام، وجاء الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وقال إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق، وهو قدوتنا والله معيننا وناصرنا، ولن نرضخ إلا لله وثوابتنا.. وعلى الله قصد السبيل، ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ».
بدأت قصة الممثل الإخواني الهارب هشام عبدالله منذ أن كان ممثلاً مغمورًا ولم يحصل على أدوار بطولة ولو لمرة واحدة في حياته، وعندما قامت ثورة 25 يناير قام على الفور بالمشاركة فيها وخلالها تعرف على السورية غادة نجيب، ومن ثم تزوجا بعد ذلك.
كانت الإخوانية غادة نجيب سورية الأصل، وليست مصرية كما يعتقد البعض، إلا أنها حصلت على الجنسية المصرية بعد زواجها من هشام عبدالله، ومع مرور الوقت انتشرت تسائلات كثيرة حول غادة، ومع اندلاع ثورة 30 يونيو حدث تحول مفاجئ في حياة الكومبارس هشام عبدالله وزوجته الإخوانية غادة نجيب وهربا إلى تركيا وعملا في دور المناضلين وقاموا ببث الإدعاءات الكاذبة عن الدولة المصرية رافعين شعارات الوطنية والخوف على البلد.
خلال تواجد الكومبارس الهارب هشام عبدالله في تركيا ألقت السلطات التركية القبض عليه في مدينة إسطنبول بسبب إدراج اسمه على قوائم الإنتربول كإرهابي وتبين انتهاء جواز سفرة والقنصلية المصرية رفضت تجديده، ولا يستطيع استخراج إقامة بشكل قانوني وبطريقة رسمية من تركيا.
بعد ما تعرض له زوجها، قامت الإرهابية غادة نجيب بتهديد قيادات وعناصر الجماعة بفضح مخططاتهم وعبرت عن غضبها، حيث كتبت عبر حسابها الشخصي على مواقع التواصل الاجتماعي تويتر «فاض الكيل.. لو غضبت هطربقها على دماغ الكل».
إدانة غادة نجيب وزوجها هشام عبداللهفي عام 2019 قضت الدائرة 14 إرهاب بمحكمة جنايات الجيزة، بمعاقبة هشام عبدالله وزوجته غادة نجيب بالسجن 5 سنوات في القضية رقم 1102 لسنة 2017 حصر أمن الدولة العليا طوارئ.
في عام 2020 نشرت الجريدة الرسمية الصادرة، قرار رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، بإسقاط الجنسية المصرية عن غادة نجيب، والتي تحمل الجنسية السورية، وجاء القرار بسبب إقامتها العادية خارج البلاد، وصدور حكم بإدانتها في جناية من الجنايات المضرة بأمن الدولة المضرة من جهة بالخارج.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: غادة نجيب تركيا تويتر مواقع التواصل الاجتماعي المخابرات التركية هشام عبدالله القبض على
إقرأ أيضاً:
قصة البحث عن فاطمة
هذا الكتاب من الكتب الرهيبة التي ستبقى في قلبي طيلة نبض حياتي، وأظنه سيدفن معي، "البحث عن فاطمة – قصة حياة امرأة فلسطينية" للكاتبة الدكتورة غادة الكرمي. وهو صادر مترجمًا من اللغة الإنجليزية عام 2014 عن المركز القومي للترجمة في مصر، في 600 صفحة من القطع الكبير. يروي الكتاب قصة سرقة حياة عائلة فلسطينية مثقفة تسكن أرقى أحياء القدس (حي القطمون). كل من قرأ الكتاب سكن مع شخصياته في هذا الحي، وعاش معهم في البيت. الكتاب بلغته المؤثرة وأحداثه الدرامية لديه قدرة على سرقة وقت القارئ.
بالنسبة لي، ما زلت غارقًا في تفاصيل حياة رب هذه الأسرة، اللغوي الكبير حسن الكرمي، الذي سكن في حي القطمون مع زوجته السورية أمينة وأبنائه سهام وزياد وغادة، في أوائل الأربعينيات من القرن الماضي. لم يكن اللغوي الكبير يعلم أن آلاف القراء سكنوا مع أسرته في بيت القطمون قبل النكبة، وقطفوا من ليمونة المدخل، ومن دالية عنب الحديقة، ولاعبوا الكلب (روكس)، وتعرضوا لإطلاق النار من عصابات الهاغاناه في شوارع القطمون أثناء قطعهم الشوارع ذاهبين مع زياد أو سهام أو غادة إلى المدرسة أو العمل أو التنزه. كنت محظوظًا أنني أحد هؤلاء الآلاف.
منذ شهر تقريبًا، وأنا أسكن بيت حسن الكرمي كشخص غير مرئي، لا يزعج العائلة، غير متطلب، ولا يصدر أصواتًا، لكنه يراقب بحزن وحسرة مجريات أحداث هذا الحي المقدسي الشهير الذي تسكنه عشرات العائلات الفلسطينية، والذي يتعرض لقصف عصابات الهاغاناه المتربصين حوله. "البحث عن فاطمة" كتاب جديد أعيشه طلقة طلقة وليمونة ليمونة هذه الأيام، ولا أريد أن أنهيه. المؤلفة هي غادة الكرمي، ابنة حسن الكرمي اللغوي الكبير، ابن طولكرم. عاشت مع أسرتها في المنزل قبل عقد من النكبة، وكانت ابنة سبع سنوات حين سيطرت العصابات الصهيونية على الحي المقدسي الجميل.
تروي غادة في كتابها المترجم عن الإنجليزية، حياتها في المنزل طفلةً ذكية تلتقط الأحداث وتحللها بفطنة مبكرة، تتحدث عن الأيام الأخيرة بخوف وحيرة، وطلقات الصهاينة تدوي في المكان وتمر عبر حديقة البيت الجميلة التي طالما وصفتها بشهية عالية. تحكي عن العلاقة الحلوة مع الكلب (روكس)، وعن حكايات أمها السورية والأب المثقف بمكتبته العامرة، الأب الذي كان يعمل مفتشًا في وزارة المعارف، والجيران الودودين آل السكاكيني والدجاني والجوزي، الذين سكنوا جوارهم.
لكن أهم حكاية ترويها غادة في الكتاب هي حكاية (فاطمة)، السيدة التي تخدم في البيت. أصلها من (المالحة) القريبة من القدس. كانت تتجول في الحي تبيع البيض والخضار، فأعجبت أم غادة بعصاميتها وقوتها وعرضت عليها أن تعمل عندهم في المنزل. وافقت على الفور، وصارت أمًّا ثانية للبنات، خاصة غادة. الفلاحة الوفية صارت جزءًا من البيت، تنام فيه لأشهر، تعتني بالبيت وأهله، وتحب غادة، التي تعلقت بها تعلقًا شديدًا، وانحازت إلى فلاحيتها في زمن فلسطيني كان يسخر فيه أهل المدن من الفلاحين.
غادة الكرمي لم تكن تعلم أني كنت أرافقها في زياراتها لبيت فاطمة في المالحة، وأني أيضًا تعلقت بـ (فاطمة الباشا)، وهذا هو اسمها الكامل. أنهيت من الكتاب فصل الأسرة في القطمون، وحزنت جدًا لمشهد ترك البيت بسبب الخوف من المجازر، خاصة المجزرة الأخيرة، مجزرة دير ياسين. كنت معهم في السيارة التي ذهب لإحضارها بصعوبة محمد، شقيق فاطمة. كانوا خمسة وكنت سادسهم، أرى رعبهم ودموعهم، وأربّت على ظهر غادة وهي تصرخ: "توقفوا توقفوا! (روكس) خرج من الحديقة وهو في الشارع ينظر إلينا."
قصص الألم والخوف والحياة في القطمون لا تزال تدمر قلبي كلما قرأتها في مذكرات ويوميات المهجرين من بيوتهم هناك. هذا الحي الذي صمد حتى آخر جثة بقيادة العظيم إبراهيم أبو دية، أحد قادة "الجهاد المقدس". عشت فيه أيضًا مع خليل السكاكيني وأسرته، وهو يصمم على البقاء في البيت رغم الموت المحيط، وغادرت معهم حين اضطروا للمغادرة، وكانوا آخر عائلة فلسطينية تغادر القطمون بشهادة الجميع.
ثمة مئات من القصص التي لم نعرفها من القطمون، ثمة مئات من الفاطمات والغادات اللواتي عشن المأساة ولم يكتب عنهن أحد. لا انتماء دون توثيق لأصل الحكاية وامتداداتها، لا معنى لعناد وجبروت أمام المحتل دون حفر تفاصيل ما جرى في دفاتر القلب والعقل. ما زلت أعيش مع (روكس) وحدي، مع أطياف الأسرة فردًا فردًا، ورائحة الليمونة على المدخل. صمت صمت صمت.. وطلقات وطلقات وطلقات.. وزيارات فاطمة أحيانًا. أجلس وإياها في الحديقة نقطف ليمونة، أو نلمس قطف عنب، ثم نصعد فجأة هاربين من طلقة قريبة، نقف خلف النافذة وننظر إلى الشارع الفارغ، نتذكر أجمل وأطيب عائلة (كرمية) عاشت في هذا البيت.
الكاتبة في سطور
غادة الكرمي طبيبة وباحثة وكاتبة في المجالين الطبي والسياسي. وُلدت في القدس المحتلة، لكنها غادرتها مع عائلتها بعد حرب 1948 متجهة إلى بريطانيا حيث تربّت وتعلمت، وبدأت حياتها المهنية طبيبةً مختصة في صحة اللاجئين والمهاجرين الجدد.
أجرت الكرمي أبحاثًا عدة مع "كلية الدراسات الشرقية والأفريقية" في جامعة لندن، ونشرت كتاباتها في عدد من الصحف الأجنبية، من بينها "لوموند" الفرنسية و**"ذي غارديان"** البريطانية.
ووفق موقعها على الإنترنت، فإن عدد مؤلفاتها بلغ خمسة كتب، هي: "في رحلة البحث عن فاطمة"، و"متزوجة برجل آخر، و"دليل الصحة اعتمادًا على العرق"، و"القدس اليوم"، و"التهجير الفلسطيني".
برزت الكرمي أيضًا في المجال الأكاديمي، إذ عُيّنت محاضِرة في "معهد الدراسات العربية والإسلامية" في جامعة "إكسيتر"، وتعمل زميلة مساعدة في "المعهد الملكي للشؤون الدولية" في لندن، ومحاضِرة زائرة في جامعة لندن.