تأهلت بطلة مصر في الرماية، النائبة أميرة أبوشقة، إلى أوليمبياد باريس 2024، بعد فوزها، اليوم الأربعاء، ببطولة أفريقيا للرماية 2023.
وتُقام بطولة أفريقيا للرماية تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، بمدينة مصر الدولية للألعاب الأولمبية بالعاصمة الإدارية الجديدة وتستمر حتى 10 أكتوبر الجارى، بمشاركة أكثر من 250 رامٍ ورامية من 15 دولة أفريقية، والمؤهلة لأوليمبياد باريس.


وكانت "أبوشقة" ـ ثاني التصنيف العربي ـ فازت النائبة بالمركز الأول في بطولة الجمهورية لأطباق الإسكيت، التي أقيمت في نادي صيد 6 أكتوبر، خلال يوليو الماضي.
وأعربت بطلة مصر وأفريقيا عن سعادتها البالغة وفرحتها الكبيرة باللقب الأفريقي المؤهل لأوليمبياد باريس 2024، وقالت إنه لشرف كبير لي تحقيق هذا الفوز، ورفع علم مصر على منصات التتويج.
وأشارت إلى أنها تطمح في تحقيق أرقام جديدة خلال تمثيل مصر في المحافل القارية والعالمية، مؤكدة أنها ستبدأ مبكرًا استعداداتها الكبيرة للأوليمبياد في العاصمة الفرنسية العام المقبل.
وأكدت النائبة أميرة أبوشقة أن عملها السياسي كنائبة برلمانية لم يكن عائقًا أبدًا في سبيل استكمال مسيرتها الرياضية، وإنما كان مشجعًا لها على الالتزام في التدريبات وتحمل الصعاب لتحقيق التفوق.
وتابعت: أتشرف أنني نائبة تحت القبة أمارس دوري الرقابي والتشريعي، إضافة إلى كوني رياضية أمثل بلدي في كل المحافل الرياضية، وتحقيق البطولات والألقاب باسم مصر.
وأوضحت أنه رغم انشغالاتها اليومية، إلا أنها تتدرب باستمرار، للحفاظ على مستواها، منذ احتراف اللعبة في العام 2000، لافتة إلى أنها ستركز جهودها خلال الفترة المقبلة للفوز بكافة الاستحقاقات التي ستقام خلال الأشهر المقبلة، رغم انشغالها بالعمل العام.
يذكر أن النائبة أميرة بهاء الدين أبوشقة، عضو مجلس النواب، مصنفة عالميًا في لعبة الرماية وتحديدًا في منافسات الإسكيت، وحصلت خلال مسيرتها الرياضية على العديد من الألقاب والفوز بالكثير من البطولات المحلية والإفريقية والعربية، كما حصلت على وسام الرياضة من رئيس الجمهورية.
 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

بعد فوزها بالجائزة العالمية للرواية العربية.. ننشر مقطع من رواية "صلاة القلق" لمحمد سمير ندا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تنشر البوابة نيوز مقطعًا من رواية صلاة القلق للكاتب محمد سمير ندا والصادرة عن منشورات مسكيلياني والتي فازت بالجائزة الكبرى للجائزة العالمية للرواية العربية.

من أجواء الرواية 

أنا كاتب الجلسات..

أعفاني الله من عثرات الكلام يوم وضع لساني في يدي لاستبدال بالمنطوق المكتوب وواقع الأمر أن الكتابة توفر كل صنوف العناء، إذ تعلب المرء التردد واللعثمة، وتحرّره من سطوة نظرات المستمع.

خلف الورق تتوارى مشاعر وتختبئ دموع وتحتبس صرخات ربما كان لها أن تشتت الأسماع، وفوق ذلك تُرتّب الأحداث، وتكتسي الحكاية بالهدوء.

جربت كل شيء، مضيتُ والوطن جنين ينبض في أحشائي، لم أعرف كيف ترسم حدود الأوطان بالألغام ولافتات التحذير والأسلاك الشائكة، ولأي غاية تسال من أجلها شلالات الدم بغير حساب وطني الذي أذكره اختطفه خليل ووطني الذي أصبو إلى معانقته ما يزال جنينا يتنقل بين حجرات الذاكرة، يبحث عن مخرج، عن وسيلة للتلامس عن مقصات تمزق الأسلاك الشائكة، وعن بندقية تطرد الظلال.

حاولت أن أواصل، أن أترك كل شيء خلفي، أن أحرق صحف الأمس أن أقر بتمام جنوني وسيلة للنسيان جاهدت، فخانتني كل الموجودات، إلا ذاكرتي ووجوه الشخوص التي ما انفكت تطالبني بالقص، وأنا مقصوص اللسان أتساءل وأنا أخط هذه الصفحات الأخيرة؛ أفلحت في تقمصهم وتلاوة حكايتهم، أم فشلت في ترضيتهم؟ هل بحث بما أرادوه، أم تسرب غضبي ومأساتي إلى كتابتي قصا ونهجا فأغفلت حدثًا أو أسقطت واقعة؟ ألحت على طيوفهم الحوامة حول وسادتي طويلا كي أطلق بين الأوراق لسان قلبي، أن أنشب أظافري وأسناني في ذيول الحكايات قبل أن تُطوى إلى الأبد، وها قد حاولت.

أنا إذن محرر السنة الصامتين، نزلاء العتمة والأسر الدائمين، أولئك الذين لم يتسولوا من الله سوى حفنة من الحقائق تهال على رؤوسهم كالسيل الذي اغرق ديار الجدود. أنا مدوّن الكلم غير المنطوق القادم من بلاد الصوت المسروق، الهارب من أرض الحلم الواحد الذي يوزع على النيام قسرا أنا المحكوم بالخرس أحكى، فهل نجوتم من أقدار الصمم حتى تسمعوا ؟

***

آراني أحمل السطل المعبأ بالطلاء الأسود، وعصا لففت طرفها بالقماش ارتد أغاني عبدالحليم حافظ إبان تسألي بين عيدان القصب حذو ترعة طالما اتسعت لبوح الناس، فما أفشت سرا، وما ضاقت بتكرار الكلم. أتسأل وأنا ألف شال أمي الأزرق على وجهي، أقفز بين الحجارة والزرع والضفادع، والترعة نحيلة تطفو على صفحتها أعشاب وطحالب خضراء وورود سوداء.

قل منسوب الترعة عقب انتشال جثمان النساج، بدت حزينة بعدما دنسها الموت، وقد انشقت لتجلب الحياة إلى النجع، إلا أنها عادت يوم تسألي إلى عادتها في ابتلاع الأسرار، فما عكست ظلّي على صفحتها، ولا كشفت مروري حلوها.

غُرست بذرة الخوف في الصدور منذ زمن بعيد، ظل القلق المتجسد يغذي جذورها، ومخزون الحكايات الممنوعة يرويها فكبرت وترعرعت، حتى كادت تقتلني خنقا. كنتُ أعرف أن لا فرصة لي في الخلاص ما لم يجتثها أمل عظيم بالتحرر، لذا كان من الحتمي أن يبتدئ العبور بفضح المستور.

هكذا ولد رد فعلي عقب إضافة عبد الحليم حافظ إلى لائحة المفقودين. لسبب ما قررت أن أنبش الماضي وأحرّر حكاياته، لعل السماء المكتظة بتوسلات الداعين تنقشع غيومها فتكشف عن صفاء يكسو قبتها، بعدما تصب مطرها أدعية ودموعًا، وشجونا.
فطرت منذ سنوات على استقبال المطر بالشجن، زخاته الرتيبة تستدعى ارق مشاهد الطفولة، وأعذب الضحكات وأصفى الأوقات التي زينتها ضحكات أمي. يكسو الندى أوراق الشجر ويبلل سطح الفرن والمصطبة، فيتجسد طبق أمى مع أول خيط من نور يلامس طرف ثوبها رأيتها فى حلمى تخرج بصعوب من سرداب مخفي تحت التمثال الجائم على مدخله، كان سجانها أراد أن يمنع عن جثمانها الضوء الدافئ ونسيم الفجر. وتصورتها مرارًا تقف أمام الفرن فور عودتها، تشير إلى أن أقبل تجاهها، ثم تمنحني ابتسامة تبتلع كل الحزر الموجود في النجع.

تبتهج الوجوه كلها بضفاف بسمة أمي، في مقلتيها يعود الجنود من الجبهة، يذوب التمثال وينصهر أسفل قدميها، تنفجر الألغام وتصدر دويا خافتا. تمتد المعابر حاملة الناس إلى ما وراء الكثبان، يرقص العم زكريا النساج ابتهاجا بعودة بنيه، وينهض الأطفال المعيبون من القبور ويهرعون صوب دورهم وشواهي ترقص في الأزقة فتنمحي الكتابات عن الجدران، وتعود الألوان إلى رسومات الكعبة على جدران العائدين من الحج: الحياة برمتها يعاد تشكيلها في عيني أمي؛ يوم تعود.

تمسك بيدي وتمضي بي بين الزروع، تتوغل في الغيطان، ويدها الباردة تقبض على كف الصغير الذي كنته، أحاول تدفئة كفها بكلتا يدي ولا أفلح فتمنحني نظرة تبث الدفء في أوصالي.

تجلس على حافة القنان، يدور الشادوف فور أن يلامسه ظلها، الدراسة تشرع في فصل الغلة عن القشور، والطاحون يدور على مقربة من مجلسها الرحى في البيوت تدور، والصوامع تمتلئ بالغلال أقضي النهار برفقتها، وصوت عبد الحليم حافظ يمنح لقياها بهجة.

تفتر حرارة الشمس رويدا، تشير إلى أمي أن أوان الرواح قد أن، أبكي فتتسع بسمتها، وتضيء بعينيها طريق العودة. شيئًا فشيئًا استشعر ملمس الرمل في كفي، تذوب كلها كحفنة من تراب، وطيفها يضحي أكثر شفافية حتى أكاد لا أميزه أقبض بيدي على ذرات التراب المتسربة من بين أصابعي، أضغط ما تبقى من كفها، أحاول أن احتضنها، لكن كل شيء يذوب، حتى تتهاوى أمام ناظري كدفقة من غبار.

افترش الأرض التي امتصتها منذ لحظات، أحاول إزاحة التمثال لعله يخفي سردابا كذاك الذي رأيته في الحلم، لكني كنت طفلا، والتمثال ضخم، مقبض كمسخ دميم صنع لترويع الأطفال. أتساءل بينما أراقبه؛ لماذا لا يتحرك الآن في واحدة من جولاته التي يحكي عنها الناس؟ أفكر؛ ربما على أن انتظر حتى يتحرك، فاتمكن من تحريك قاعدته، ثم أحفر الأرض بحثًا عن بقايا الحلم القديم.

كم سنة مضت على غياب أمي؟ أهربت كما يُشاع؟ وما الذي يدفع أما مثلها على هجراني؟ أتراها مأسورة في عدم احاطها به خليل عقب ثورتها الأولى والأخيرة؟

أتذكر مشاجرتها مع خليل، وتشابكهما باليد واللسان صراخه الذي واد صرخاتها، أكانت وقتذاك تستغيث أم كانت بي تستجير؟ لم أعرف ما فعلت ولم أعِ ما استوجب. الشجار العظيم. جمعتهما في البدء مشادة بدت مألوفة، وما بلغني من شذرات حديثهما دار عن اكتشافها أن الراديو غير معطوب، وأن قرص ساقيته أخفي عن قصد بمعرفة خليل، وأن المذيع تحدث عن موت جمال عبدالناصر منذ أيام. لماذا يتعارك رجل مع زوجته بمثل هذه الضراوة لأن عبدالناصر قد مات؟!

مقالات مشابهة

  • في أجواء نارية.. نهائيات الإسكيت وانطلاق المسدس والبندقية
  • موعد مباراة باريس سان جيرمان ونيس في الدوري الفرنسي
  • بعد فوزها بالجائزة العالمية للرواية العربية.. ننشر مقطع من رواية "صلاة القلق" لمحمد سمير ندا
  • أبوشقة مهنئا الرئيس السيسي بعيد تحرير سيناء: أرض الفيروز لولؤة تزين خريطة الوطن
  • شادية أحمد توضح كواليس تتويجها بذهبيتين في بطولة أفريقيا للسلاح بأنجولا
  • يسرا تعود إلى السينما ببطولة “الست لما”
  • معسكر للناشئات استعدادا للمشاركة في بطولة باريس الدولية
  • فيديو | تنشيط السياحة الرياضية.. أبرز نتائج مؤتمر علمي في الوادي الجديد
  • "الشيوخ" يوافق على الحساب الختامي للمجلس عن السنة المالية 2023/2024
  • محافظ قنا يُكرِّم معلمي التربية الرياضية بمدرسة الشهيد نصاري تقديرًا لجهودهم في تفعيل الأنشطة المسائية