موقع 24:
2025-03-16@00:23:45 GMT

ما هي نقاط قوة أردوغان في ولايته الثالثة؟

تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT

ما هي نقاط قوة أردوغان في ولايته الثالثة؟

منذ انتهاء الانتخابات الرئاسية التركية في مايو (أيار) الماضي، انكب محللون على التحذير من الآثار المترتبة على الولاية الثالثة للرئيس رجب طيب أردوغان، من منظوري السياسة الداخلية والخارجية.

ربما أمكن التعاون معه على أساس الصفقات المتبادلة

وفي الداوئر الأمريكية والأوروبية، ينصب الاهتمام على ما إذا كان أردوغان سيستغل فرصة إعادة انتخابه لإصلاح علاقته بالغرب، التي تشهد تدهوراً منذ عام 2016.

وداخل تركيا، كان نحو نصف الأتراك الذين لم يصوتوا له محبطين من خمس سنوات إضافية لأردوغان، في حين تساءل النصف الآخر عما إذا كان السياسي المخضرم سيكون قادراً على إصلاح المشكلات الاقتصادية الجسيمة والمتفاقمة.

وقال الباحث سنان سيدي، باحث أول غير مقيم في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، في مقاله بموقع "ناشونال إنترست"، إنه ليس ثمة سياسي تركي يُعتبر بديلاً موثوقاً لأردوغان.. وينقسم المراقبون عن كثب للسياسة الانتخابية التركية بين من يعتقد أن الأحزاب المعارضة تفتقر للكفاءة ببساطة، وآخرين يرون أنها متواطئة مع أردوغان. 

Erdogan is Here to Stay

The Turkish president has adopted a transactional policy with the West. Washington should respond in kind. @SinanCiddi in @TheNatlInterest: https://t.co/TtlZxMqai9

— FDD (@FDD) October 3, 2023

وأضاف الباحث أن للسيناريوهين مزاياهما.. فقد أدارَ المرشح الرئاسي لحزب الشعب الجمهوري، كمال كليجدار أوغلو، حملة انتخابية بشعة.. وإذا أراد أحد أن يخسر الانتخابات أمام أردوغان، فليستلهم إستراتيجية كليجدار أوغلو.

ولذلك فإن قسماً كبيراً من الناخبين الأتراك أصابه الإحباط حتى أنهم نأوا بنفسهم عن السياسة.. ببساطة شديدة، لا ضغط شعبياً لتقييد أردوغان، وبلا شك لا  احتجاجات كتلك التي اندلعت في منتزه جيزي وأثارت خوف أردوغان للمرة الأولى من الاضطرابات الشعبية.

من ناحية أخرى، يتهم البعض حملة كليجدار أوغلو بالعمل سراً على ضمان فوز أردوغان، وأن المعارضة شاركت وحسب في مسرحية انتخابات هزلية.. والسبب وراء ذلك هو أن أردوغان دفع أموالاً لبعض قادة المعارضة.. فميرال أكشينار، زعيمة الحزب الجيد، متهمة بتلقى رشوة قدرها 100 مليون دولار، وإذا صحَّ هذا الاتهام، فسيكون أهم دليل على قدرة أردوغان على شراء المعارضة السياسية.

وتابع الباحث: "هذا لا يعني أن كل الجهات السياسية المعارضة يمكن أن تُشترى.. في سيناريو يواجه فيه أردوغان تحدياً قوياً من مرشح موثوق به ولا سبيل لإفساده، يمكن أن يستغل الرئيس آليات قانونية محتملة للإطاحة به".

إمام أغلو.. مرشح منتظر في 2028

ومثال على ذلك أكرم إمام أوغلو رئيس بلدية إسطنبول، فبعد أن منعه كليجدار أوغلو من الترشح عن حزب الشعب الجمهوري، وضع أنظاره على حملة الانتخابات الرئاسية لعام 2028، وهو السياسي الذي يرجح أن يفوز على أردوغان.

The kemalist and his allies won't pleased to hear that Erdogan is here to stay.#erdogan #TurkishElections #Turkiye pic.twitter.com/Ko6rGE0GKT

— Abdirahman taqal (@AbdirahmanTaqal) May 28, 2023

وأشار الباحث إلى أنه في ربيع العام المقبل، سيبذل إمام أوغلو قصارى جهده ليُعاد انتخابه عمدة لإسطنبول، وسيبذل أردوغان كل ما في وسعه للإطاحة به.. وسيستغل أردوغان مكتب الرئاسة والصحافة لتشويه سمعة إمام أوغلو.

وإذا تحركت مشاعر الناخبين تأييداً لمرشح أردوغان، فسيخسر إمام أوغلو اسطنبول، يقول الباحث، أما إذا ظل الناخبون على موقفهم وأيدوا إمام أوغلو على الرغم من ذلك، فسيدعو أردوغان المحكمة العليا إلى تأييد حكم محكمة أدنى صدر عام 2022 يحظر على إمام أوغلو ممارسة السياسة أصلاً.

المصالح الأمنية

وفي هذه الظروف، يواصل الكاتب، "إذا بقي أردوغان في السلطة إلى أجل غير مسمى، فعلى الغرب أن يتعلم التعايش معه.. ربما أمكن  التعاون معه على أساس الصفقات المتبادلة لأن الولايات المتحدة والتحالف عبر الأطلسي يشتركان في المصالح الأمنية".

كثيراً ما تفرض إدارة بايدن عقوبات على الكيانات التركية لانتهاكها العقوبات الدولية ضد حرب روسيا غير الشرعية في أوكرانيا، وقد صدرت تحذيرات عدة لأردوغان لإصدار تعليماته للقطاع المصرفي بالكف عن قبول التحويلات المالية الروسية.. وبدلاً من أن يصر البيت الأبيض على أن تنهي تركيا دعمها لروسيا، نراه يتملق أدروغان.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة کلیجدار أوغلو إمام أوغلو

إقرأ أيضاً:

العودة إلى السياسة الواقعية الأمريكية

ترجمة: بدر بن خميس الظفري

تثير السياسة الخارجية التي ينتهجها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حيرة كثيرين وتساؤلات لا تهدأ. فما بين تقليص نفوذ الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والتلويح بضم كندا إلى الولايات المتحدة باعتبارها الولاية الحادية والخمسين، والتعامل الفج مع أوكرانيا، يبدو المشهد وكأن الولايات المتحدة تنحرف عن مسارها التقليدي في قيادة النظام العالمي. ثمة من يفسر هذه التوجهات بنزعة ترامب الشخصية نحو الجشع أو افتتانه بالحكام المستبدين، وربما تحمل هذه النظريات قدرا من الصحة، لكنها تظل غير كافية لفهم الصورة الكاملة. فبالنسبة لترامب، المسألة لا تتعلق بثروات الدول ولا بأيديولوجياتها، وإنما بحجم قوتها. إذ يؤمن بأن السيطرة للأقوياء، وأن الولاء يجب أن يُمنح لهم، فيما لا يستحق الضعفاء سوى التجاهل أو الابتزاز. إنها ببساطة واقعية صلبة تعود جذورها إلى أزمنة سحيقة.

ليس في ذلك دفاع عن سياسات ترامب، فالكثير من ممارساته على الساحة الدولية، كما على المستوى الداخلي، تتسم بالخشونة والسطحية وقصر النظر. ومع ذلك، يبدو أن إدارته قد أدركت بوضوح أن النظام الليبرالي العالمي الذي ظلت الولايات المتحدة ترعاه لعقود طويلة، كان قائماً بالأساس على تفوقها العسكري، وأن الشعب الأمريكي لم يعد مستعداً لدفع كلفته. وهذه في جوهرها نظرة واقعية، وإن جاءت في صورتها البدائية التي وصفها الباحث ستيفن والت يوماً بأنها «واقعية نياندرتالية»، لكنها تظل مع ذلك قراءة واقعية للعالم.

ينظر الواقعيون إلى العالم باعتباره ساحة صراع فوضوية لا مكان فيها للأوهام الأخلاقية. فالأمن، في هذا التصور، لا يتحقق عبر نشر الديمقراطية أو ترسيخ القوانين الدولية، بل في امتلاك ما يكفي من القوة لردع الخصوم، مع تجنب الاصطدام المباشر بالقوى الكبرى. من هذا المنطلق، يسعى ترامب لتفادي أي مواجهة مع روسيا، ولو كان الثمن التخلي عن أوكرانيا ومعاناتها.

يعود أصل هذا النمط من التفكير إلى الحرب البيلوبونيسية في القرن الخامس قبل الميلاد، عندما فرضت أثينا حصاراً على جزيرة ميلوس، مطالبة سكانها بالخضوع وإعلان الولاء، وإلا تعرضوا للقتل والاستعباد. وحين اعترض سكان ميلوس محتجين بأن أثينا لا تملك الحق في فعل ذلك، جاءهم الجواب صريحاً وواضحا: «الأقوياء يفعلون ما يستطيعون، والضعفاء يعانون ما لا بد لهم من معاناته»، كما نقل عنهم المؤرخ ثوسيديديس.

لو قُدر لي أن أعيش تلك اللحظة، لربما اخترت الخضوع على أمل مقاومة لاحقة أكثر جدوى. لكن قادة ميلوس آثروا القتال حتى النهاية، وكانت المحصلة أن قتل الرجال، واستُعبدت النساء والأطفال، واستولت أثينا على الجزيرة. وهنا يبقى السؤال معلقاً: هل كانوا أبطالاً يدافعون عن شرفهم، أم حمقى أغرتهم شعارات لا تصمد أمام منطق القوة؟ من يراهم أبطالاً ينتمي إلى المدرسة الليبرالية الدولية التي تؤمن بأن الأمن والسلام يعتمدان على عدالة الحكومات واحترام القوانين. أما من يراهم حمقى، فهو أقرب إلى الواقعية السياسية التي تحتكم إلى موازين القوى وحدها.

وفي لقاء جمع ترامب مؤخراً بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بدا الرئيس الأمريكي وكأنه يستعيد الموقف الأثيني نفسه، إذ قال لزيلينسكي بوضوح: «أنتم لا تملكون أية أوراق حاليا». لم يكن يشير إلى قيم أو مبادئ، بل إلى موقع أوكرانيا الضعيف في لعبة الأمم.

لطالما افتقرت الواقعية إلى حضور قوي في أروقة السياسة الخارجية الأمريكية، التي ظلت لعقود ساحة صراع بين المحافظين الجدد، الذين سعوا لفرض الديمقراطية بقوة السلاح، والليبراليين الذين فضلوا نشرها عبر أدوات ناعمة، من بينها برامج دعم المجتمع المدني التي تمولها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. وفي خضم هذا الصراع، همش العديد من المفكرين الواقعيين، ممن حاولوا مراراً تحذير الإدارات الأمريكية من مغبة التورط في مغامرات عسكرية مكلفة. هانز مورغنثاو حذر إدارة جونسون من توسيع حرب فيتنام فأقصي عام 1965. جورج كينان عارض توسع الناتو في التسعينيات، محذراً من استفزاز روسيا، فلم يسمعه أحد. برنت سكوكروفت حاول ثني جورج بوش الابن عن غزو العراق دون جدوى.

إلا أن السنوات الأخيرة شهدت عودة لافتة للمدرسة الواقعية في واشنطن. برزت مراكز أبحاث تتبنى هذا التوجه، مثل معهد كوينسي لفن الحُكم المسؤول، وأولويات الدفاع، ومركز تحليل الاستراتيجية الكبرى بمؤسسة راند. وظهر على الساحة عدد من المسؤولين الذين يُنظر إليهم باعتبارهم واقعيين، من بينهم نائب الرئيس جيه دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ومديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد. بل إن أبرز المفكرين الواقعيين المعاصرين، إلبريدج كولبي، مرشح لمنصب وكيل وزارة الدفاع للسياسات في إدارة ترامب المقبلة. ولعل السيناتور الجمهوري عن ولاية ميزوري إريك شميت لخّص هذا التحول بقوله: «ندخل عصراً جديداً من الواقعية الأمريكية».

وراء هذا التحول شعور متزايد بالخطر. فحين كانت الولايات المتحدة القوة العظمى الوحيدة، لم تكن بحاجة لحسابات معقدة تأخذ في الاعتبار مصالح روسيا في أوكرانيا أو الصين في تايوان. أما اليوم فإن المعادلة تغيرت، روسيا والصين تمتلكان أسلحة متطورة تفوق سرعة الصوت، في حين لم تطور الولايات المتحدة حتى الآن وسائل فعالة للتصدي لها. وتملك الصين القدرة على تعطيل الأقمار الصناعية الأمريكية، مما يعني تهديد أنظمة حيوية تعتمد عليها القوات المسلحة والاقتصاد الأمريكي. والأسوأ أن القدرات الصناعية اللازمة لخوض حرب كبرى باتت متركزة في الصين نفسها، نتيجة السياسات الليبرالية التي حوّلتها إلى مصنع العالم.

ورغم ذلك، ما زالت الولايات المتحدة تملك من التحالفات والقدرات ما يضعها في موقع تفوق إذا أحسنت توظيفه. لكن المزاج الشعبي الأمريكي تغير كثيراً. فبعد تجارب العراق وأفغانستان، لم يعد الأمريكيون مستعدين لخوض الحروب من أجل شعارات نبيلة.

يبقى أن نعرف نوع الواقعية التي سيتبناها ترامب. فهناك الواقعيون الهجوميون الذين يرون المواجهة مع الصين أمراً محتوماً. وهناك الواقعيون الدفاعيون الذين ينصحون بتجنب استفزاز القوى الأضعف ودفعها إلى التسلح. ترامب، كالعادة، لا ينتمي بوضوح لأي من المدرستين. يقول ستيفن والت إنه «لا يوجد واقعي حقيقي يهدد بضم كندا أو غزة أو غرينلاند»، ومع ذلك، يفعل ترامب ذلك وأكثر.

ورغم اعتماد ترامب على منطق القوة والتخلي عن الضعفاء، فإن تهديداته لجيرانه وحروبه التجارية قد تكلف بلاده ما كلفته مغامرات النظام الليبرالي السابق. وكما قال راجان مينون، أستاذ العلوم السياسية في كلية سيتي بنيويورك: «من ينتظر من ترامب سياسة خارجية واقعية متزنة سيصاب بخيبة أمل كبيرة».

وفي لقائه مع ترامب، حاول زيلينسكي تحذيره قائلاً: «ربما لا تشعرون بالخطر الآن، لكنكم ستشعرون به لاحقا». فرد ترامب بحدة: «أنت لا تعرف ذلك. لا تخبرنا بما سنشعر به».

في النهاية، يعتقد ترامب أن الولايات المتحدة تظل قوة لا يجرؤ أحد على تحديها، وأن أوكرانيا ليست سوى ورقة يمكن التضحية بها. لكن دروس التاريخ تقول غير ذلك. فحتى أثينا، بعد أن أمعنت في إذلال ميلوس، دفعت الثمن لاحقاً بخسارة الحرب وتفكك تحالفاتها. ليتأكد مجدداً أن الأفكار والقيم النبيلة، رغم ضعفها الظاهر، قد تكون أقوى مما يظن الواقعيون.

فرح ستوكمان عضو هيئة التحرير في نيويورك تايمز ومؤلفة كتاب «صُنع في أمريكا: ماذا يحدث للناس عندما تختفي الوظائف».

** خدمة نيويورك تايمز

مقالات مشابهة

  • صلاح ومرموش في تشكيلة مصر وغياب إمام عاشور
  • 14 كلمة أطاحت بـ إمام عاشور من قائمة منتخب مصر
  • العودة إلى السياسة الواقعية الأمريكية
  • محمد الشرقي يلتقي الباحث هادي اللواتي ويؤكد أهمية التراث الإسلامي في بناء الفرد والمجتمع
  • محمد الشرقي يلتقي الباحث هادي اللواتي.. ويؤكد أهمية التراث الإسلامي
  • "المواهب الروحية في الرسائل البولسية" في رسالة ماچستير بإكليريكية الأنبا رويس
  • هل تطيح الشهادة المزورة بترشح إمام أوغلو للانتخابات الرئاسية في تركيا؟
  • نائب ترامب يهاجم بايدن: نام طوال ولايته وزوجته كانت تدير البلاد
  • مكتب الشؤون الخاصة إلى ربع نهائي كأس منصور بن زايد
  • في قضية خطيرة.. مديرة أعمال تقود نجمين تركيين إلى السجن