الارتقاء بالأخلاق والسلوك فـي ضوء مقاصد الشريعة الإسلامية«2»
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
إن الطريق هو السبيل، والطريق العام هو حق لجميع المارة ـ أي حق ارتفاق، والمِرْفَقُ من الأمر هو ما ارْتَفَقْتَ به، وانتفعتَ، فالطريق هو مكانُ انتفاع لكلِّ المسلمين، والطرقاتُ مكانُ اجتماع الناس، واختلاطهم، ولكل المسلمين حقٌّ فى الطريق، وقد بَيَّنَتْ أحكام الشريعة الإسلامية هذا الحقَّ، وأنه لا يجوز التعدي عليه، أو إيذاء أحد فيه، وعلى هذا لا يجوز مضايقة المسلمين فى طرقاتهم، بل يجب إفساحُ الطرق ليمر الناس بسلام، وإماطة الأذى عنه؛ لأن ذلك من مطالب الإيمان.
إن المسلم لا يجوز أن يُحْدِثَ فى ملكه ما يتسبب فى تضييق الطريق على الناس، مثل أن يبنيَ فوق الطرق سَقْفًا يتسبب في منع السيارات المرتفعة، والأحمال، أو أن يبني دِكَّةً للجلوس عليها، أما مجرى الطريق فلا يجوز أن يعيق المرور فيه بأن يتخذ موقفًا ثابتًا لسيارته، فهذا يضيق الطريق، ويتسبب فى وقوع التصادمات، وحصول الحوادث، فيكون متسبِّبًا فيها، ومؤثم شرعًا في حدوثها.
ومن الآداب المرعية، ومن السلوك الرشيد فى استعمال الطريق عدمُ إقامة الغرس، والبناء، والحفر في الطريق، أو الذبح فيه، أو إلقاء القمامة، والفضلات والنجاسات على جانبيه بما يتسبب فى إيذاء المارَّة.
لقد حَرَّمَ الله الإيذاء بكلِّ صوره، فقال تعالى:(والذِين يُؤْذُنَ المُؤمِنِينَ والمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَد احتَمَلُوا بُهْتَانًا وإِثْمًا مُبِينًا) (الأحزاب ـ 58)، وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):(المسلم من سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده) (متفق عليه)، وقال:(الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها، قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان) (متفق عليه).
د. أحمد طلعت حامد سعد
كلية الآداب ـ جامعة بورسعيد بجمهورية مصر العربية
AHMEDTHALAT468@GMAIL.COM
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: لا یجوز
إقرأ أيضاً:
خطيب المسجد الحرام يوصي المسلمين باتباع هدي النبي في شهر رمضان
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني، المسلمين بتقوى الله -عز وجل- وطاعته فإنه معهم بعلمه في كل زمان ومكان، والتمسك بأركان الدين وشعب الإيمان.
وقال إمام وخطيب المسجد الحرام، في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام: "إن من أعظم نعم الله عز وجل على عباده المؤمنين أن من عليهم قبل أيام قلائل ببلوغ موسم من مواسم الخيرات، هو شهر رمضان ذو الرحمات والبركات، شهر يفرح فيه الصائمون، ويربح فيه عند الله العاملون، شهر فرائضه مضاعفة على فرائض غيره من الأجور ونوافله كفرائض غيره من الشهور، شهر الجود والصدقات، شهر تقال فيه العثرات، وتكفر فيه السيئات، فرض الله علينا صيامه.
وسن لنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قيامه، وكان رسولنا صلى الله عليه وعلى آله وسلم يبشر أصحابه ويقول لهم: أتاكم شهر رمضان شهر بركة، ينزل الله فيه الرحمة، ويحط الخطايا، ويستجيب الدعاء، ويباهي الله بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيرًا؛ فإن الشقي من حُرم فيه رحمة الله".
وأضاف: "وكان من هديه -صلى الله عليه وسلم- في شهر رمضان وهو أكمل الهدي، الإكثار من أنواع العبادات، فقد كان أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في رمضان يكثر فيـه الصدقة، والإحسان، وتلاوة القرآن، والصلاة، والذكر، والاعتكاف، وحث عليه الصلاة والسلام على العمرة إلى البيت الحرام في رمضان، وكان عليه الصلاة والسلام يخص شهر رمضان من العبادة ما لا يخص غيره به من الشهور ".
ولفت إمام وخطيب المسجد الحرام النظر إلى أنه مضى من شهرنا المبارك شهر الفضائل والخيرات، وموسم العمل والحسنات ما مضى من أيام، وأخذت أيامه في التتابع وسينتهي عن قريب، فالسعيد من تدبر أمره وأخذ حذره وانتهز الفرصة قبل فواتها، واغتنم فضل ربه ذي الجود والكرم والإحسان.
ودعا إمام وخطيب المسجد الحرام، المسلمين بالإكثار من قراءة القرآن وإطعام الطعام والتصدق على الفقراء والأيتام، وصون الجوارح عن المعاصي والذنوب والآثام، والإكثار من الصلاة والسلام على سيد الأنام وبدر التمام.