رفع حالة التأهب .. مسيرة استفزازية للمستوطنين بالقدس احتفالًا بـالعرش
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
سرايا - عززت شرطة الاحتلال الإسرائيلي من تواجدها الأمني في مدينة القدس المحتلة وبلدتها القديمة، ورفعت حالة التأهب في صفوفها، تمهيدًا لتأمين ما تُسمى "مسيرة القدس"، وخشيةً من تصاعد الأوضاع وتنفيذ أي عمليات في المدينة المقدسة.
وتُنظم بلدية الاحتلال في القدس هذه المسيرة الاستفزازية سنويًا، احتفالًا بعيد "العرش" اليهودي، وسط قيود مشددة تُنغص حياة المقدسيين، وتُفاقم معاناتهم، بسبب إغلاق شوارع المدينة ومداخلها، وخاصة أزقة البلدة القديمة وأسواقها، ما يُضيق الخناق أكثر على التجار المقدسيين.
وأنهت البلدية استعداداتها للمسيرة التي ستنطلق رسميًا الساعة الثالثة عصرًا، ومن المتوقع أن يُشارك فيها عشرات آلاف المستوطنين المتطرفين.
وبحسب القناة العبرية السابعة، فإن حالة التأهب ستستمر حتى ساعات المساء المتأخر، بسبب المسيرة الكبيرة التي تقام بمناسبة "عيد العرش".
واغلقت عدة شوارع رئيسة وسط القدس ابتداءً من الساعة 1:30من بعد الظهر، وحتى الساعة 6 مساءً، من بينها: "هيليل، الملك جورج، بتسلئيل، والملك داود".
واحتفالًا بالعيد اليهودي، نصب المستوطنون الغرف الخشبية والخيم و"العرائش" في كل أنحاء القدس، وخاصة بلدتها القديمة وبمحاذاة أسوارها، لأداء طقوسهم وصلواتهم التلمودية، في مشهد استفزازي تشهده البلدة طيلة أيام العيد.
وتشهد أحياء البلدة القديمة حالة من الاحتكاك اليومي والاستفزاز بين الأهالي والتجار والمستوطنين، بحيث تُجبر سلطات الاحتلال أصحاب المحال التجارية على إغلاقها، لتأمين اقتحامات وصلوات المتطرفين التلمودية.
ومن المقرر أن تنطلق المسيرة الاستفزازية من حديقة "ساكر" غربي سور القدس، وتنتهي عند مجمع محطة القطار الأولى، بمشاركة عشرات آلاف المستوطنين.
طابع يهودي
وقال الباحث المختص في شؤون القدس أمجد شهاب إن شرطة الاحتلال حولت مدينة القدس وبلدتها القديمة إلى ثكنة عسكرية، ورفعت حالة التأهب القصوى، ونشرت قواتها الخاصة و"حرس الحدود" ووحدات المستعربين في مناطق مختلفة، لتأمين مسيرة المستوطنين التي تُقام احتفالًا بعيد "العرش".
وأوضح شهاب أن الاحتلال بهذه الإجراءات العنصرية، يريد إيصال رسالة بأن "القدس مدينة موحدة ذات طابع يهودي، وتحت سيادته الكاملة".
وأضاف أن "سلطات الاحتلال تُحاول استفزاز المقاومة للرد على ما يجري في الأقصى والقدس، من انتهاكات واعتداءات متصاعدة، في ظل غياب شبه كامل لأي قيادة فلسطينية في المدينة".
ورأى أن مسيرة المستوطنين واستفزازاتهم وتواجدهم المكثف في البلدة القديمة يؤكد أن "مشروع تقسيم الأقصى مكانيًا وفرض وقائع جديدة عليه قد بات قاب قوسين أو أدنى".
وتأتي هذه المسيرة وسط تصاعد وتيرة ممارسات واقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى والقدس القديمة، والتي يتخللها أداء طقوس وصلوات تلمودية ورقصات وأغاني استفزازية في محيط المسجد وعند أبوابه، بالإضافة إلى اعتداءات على المرابطين والمرابطات ومنع دخولهم للمسجد.
وتابع أن "الاحتلال أراد من خلال الاقتحامات المكثفة والمسيرات الاستفزازية، وممارسة المستوطنين للطقوس التلمودية إرسال رسالة للعالم بأن كل ما يجري في المسجد الأقصى أصبح أمرًا واقعًا حقيقيًا يجب القبول به".
وانتقد شهاب الصمت وعدم وجود ردات فعل حقيقية إزاء ما يجري بحق الأقصى من اعتداءات تُشكل خطرًا داهمًا عليه، في ظل تقدم المشروع الصهيوني الرامي لهدم المسجد وبناء "الهيكل" المزعوم مكانه.
وقال الباحث المقدسي: "كل تجاوز للخطوط الحمراء داخل المسجد الأقصى من دون أي ردة فعل عربية وإسلامية حقيقية وجادة يمنح هؤلاء المتطرفين فرصة للتقدم خطوة أخرى في تنفيذ مخططهم التهويدي بحق المسجد".
إقرأ أيضاً : مكارثي ليس الأول .. هذا ما حدث بـ "النواب الأميركي" قبل 100 عامإقرأ أيضاً : “يستدرجونهم عبر تيك توك ثم يطالبون بفدية” .. الأمن اللبناني يحذر السوريين من عصابات تخطفهمإقرأ أيضاً : فقدان أثر 23 جندياً هندياً في ولاية سيكيم .. بسبب الأمطار الغزيرة
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الاحتلال مدينة القدس المدينة الاحتلال القدس المدينة القدس الاحتلال القدس الاحتلال مدينة القدس الاحتلال مدينة الاحتلال قيادة قيادة المدينة مدينة النواب القدس الاحتلال العرش تيك توك حالة التأهب
إقرأ أيضاً:
إدانة أردنية قطرية لدعوات إسرائيلية تحرض على تفجير الأقصى
أدانت كل من قطر والأردن دعوات تحريض جماعات يمينية إسرائيلية ضد المسجد الأقصى، بعد نشر فيديو بتقنية الذكاء الاصطناعي تحت عنوان "العام القادم في القدس" يظهر تفجير المسجد وإقامة الهيكل المزعوم مكانه.
وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان لها "ندين بأشد العبارات مخططات المنصات التابعة لمنظمات الاحتلال الإسرائيلي بشأن تفجير ونسف المسجد الأقصى، وبناء الهيكل المزعوم مكانه"، مؤكدة أن ذلك "تحريضا خطيرا ينذر باتساع دائرة العنف في المنطقة في ظل الحرب المستمرة على قطاع غزة".
وشدد الوزارة على "رفض قطر القاطع المساس بالوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى والقدس ومقدساتها"، داعية المجتمع الدولي "لردع الاحتلال بشكل عاجل، وإلزام إسرائيل بتوفير الحماية اللازمة لهذه المقدسات، واحترام قرارات الشرعية الدولية".
وجددت الوزارة، التأكيد على "موقف قطر الثابت والدائم في دعم القضية الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني الشقيق، المستند إلى قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين، بما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
بدورها، قالت وزارة الخارجية الأردنية في بيان لها: "تدين وزارة الخارجية وشؤون المغتربين بأشدّ العبارات، دعوات التحريض العنصرية المتطرفة المستمرة من منظمات استيطانية إسرائيلية والداعية إلى تفجير المسجد الأقصى، وقبة الصخرة المشرفة".
وأشارت الوزارة إلى أن هذه الدعوات "تأتي بالتزامن مع تصعيد الاقتحامات والسماح للمتطرفين بممارسات استفزازية بحماية من شرطة الاحتلال الإسرائيلي".
وأكدت "رفض المملكة المطلق وإدانتها الشديدين لهذا التحريض، الذي ينذر بمزيد من التدهور والتصعيد في ظل الظروف الخطيرة في الأرض الفلسطينية المحتلة واستمرار الحرب العدوانية على قطاع غزة".
وبينت أن "استمرار الإجراءات الأحادية الإسرائيلية اللاشرعية، والخروقات المتواصلة للوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها والسعي إلى فرض وقائع جديدة في المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة يتطلب موقفا دوليا واضحا وحازما يدين الانتهاكات، ويوفر الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني ويوقف الجرائم بحقه".
View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
وجددت الخارجية الأردنية التأكيد أن "المسجد الأقصى المبارك بكامل مساحته البالغة 144 دونما هو مكان عبادة خالص للمسلمين".
وتابعت أن "إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة شؤون الحرم القدسي الشريف، وتنظيم الدخول إليه".
ودائرة أوقاف القدس، هي المشرف الرسمي على المسجد الأقصى وأوقاف القدس، بموجب القانون الدولي، الذي يعتبر الأردن آخر سلطة محلية مشرفة على تلك المقدسات قبل احتلالها من جانب "إسرائيل".
ويذكر أن الأردن احتفظ بحقه في الإشراف على الشؤون الدينية في القدس بموجب اتفاقية "وادي عربة" للسلام، التي وقعها مع إسرائيل عام 1994.
وكانت جماعات يمينية إسرائيلية دعت لاقتحامات واسعة للمسجد الأقصى بمناسبة عيد الفصح اليهودي الذي بدأ الأحد الماضي ويستمر أسبوعا.
وتجري الاحتفالات بعيد الفصح في الضفة ومدينة القدس، خاصة في كنيسة القيامة بالبلدة القديمة إحدى أهم الكنائس في العالم، وسط انتشار قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية في البلدة ومحيط الكنيسة.
وسمحت شرطة الاحتلال أحاديا في 2003 للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى رغم المعارضة المستمرة من قبل دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.
ومنذ ذلك الحين تجري الاقتحامات يوميا ما عدا يومي الجمعة والسبت، وتبلغ ذروتها في فترة الأعياد اليهودية.