في رسالة من 12 صفحة.. دعا البابا فرنسيس الدول المشاركة في قمة "كوب 28" المقررة في 30 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل في دبي، إلى سن قوانين ملزمة على صعيد التحول الأخضر، والتخلص تدريجياً من مصادر الوقود الأحفوري الملوث للبيئة، في ظل ما يعانيه العالم بسبب التغير المناخي المتطرف.

وتابع البابا في رسالته: "لا شك أن تأثير التغير المناخي سيلحق ضرراً متزايداً بحياة أشخاص كثيرين وعائلات.

. وسنشعر بأثره في مجالات الصحة ومصادر العمل والوصول إلى الموارد والإسكان والهجرة القسرية وغيرها من المجالات".

لكنه لفت إلى أن قمة "كوب 28" المقبلة التي تستضيفها دبي في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني)، قد تؤدي إلى "طرق ملزمة في تحول الطاقة تتميز بثلاث خصائص: أن تكون فعالة وإلزامية ويمكن مراقبتها بسهولة" إذا توصل المشاركون إلى اتفاقات ملزمة بشأن الانتقال من مصادر الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة النظيفة مثل الرياح والطاقة الشمسية.

#مريم_المهيري: كوب 28 نقطة تحول تدفع مسيرة العمل المناخي https://t.co/nznh41iaT2

— 24.ae | الإمارات (@24emirates24) September 30, 2023

وأوضح أن الالتزام الحقيقي بالتغيير وحده يمكن أن يؤدي إلى "استعادة مصداقية السياسة الدولية".

وذّر البابا أيضاً من "بعض الآراء الازدرائية وغير العاقلة التي أجدها حتى داخل الكنيسة الكاثوليكية".وأضاف "في السنوات الأخيرة، كان هناك أشخاص حاولوا الاستخفاف بهذه النتائج.. وادعوا الاستشهاد بافتراضات علمية، لكنهم ينسون أن يذكروا واقعاً آخر مهماً وهو أن ما يحدث اليوم هو تسارع غير عادي في ارتفاع درجات الحرارة، بسرعة ويكفي جيل واحد لذلك، ولسنا بحاجة إلى قرون أو آلاف السنين".

وأشار إلى أن "أي شخص يمكنه في مدة حياته أن يرى بسهولة ارتفاع مستوى سطح البحر وذوبان الطبقات الجليدية، وربما في غضون سنوات قليلة سيضطر العديد من السكان إلى نقل منازلهم بسبب هذه الأحداث".

"تدخل بشري جامح" 

وشدد البابا في هذا النص مجدداً على التبعات التي سببها "التدخل البشري الجامح في الطبيعة"، مضيفاً أن "العناصر ذات الأصل الطبيعي والتي عادة ما تسبب الاحتباس الحراري، مثل الانفجارات البركانية وغيرها، غير كافية لتفسير معدل وسرعة التغيرات في العقود الأخيرة.. ولا يمكن أن يفسر تطور متوسط درجات الحرارة السطحية من دون تأثير الزيادة في الغازات الدفيئة".

وأوضح، "لا يمكن إخفاء تزامن هذه الظواهر المناخية العالمية مع الزيادة المتسارعة في انبعاثات غازات الدفيئة خاصة منذ منتصف القرن العشرين، وتؤيد الغالبية العظمى من علماء المناخ هذه العلاقة، مع وجود نسبة ضئيلة منهم التي تنكر هذه الأدلة.. من المؤسف أن أزمة المناخ ليست بالضبط قضية تهم القوى الاقتصادية الكبرى، المعنية بأعلى إيرادات بأقل تكلفة وفي أقصر وقت ممكن". في العام 2015، أثارت رسالة "كن مسبّحاً" (Laudato si)، المؤلفة من 200 صفحة للتضامن من أجل العمل معاً لحماية البيئة، نقاشاً عالمياً.

وبعد أشهر قليلة، أحرز تقدم كبير في هذا الصدد مع التوصل إلى اتفاق باريس للمناخ الذي كان الهدف الأساسي منه حصر ارتفاع درجة الحرارة بأقل من درجتين مئويتين.

وحذّرت الأمم المتحدة الشهر الماضي من أن العالم ليس على المسار الصحيح لتحقيق هذا الهدف، في حين يتوقع أن يكون 2023 العام الأكثر حراً في تاريخ البشرية، مع صيف اتسم بموجات حر وجفاف وحرائق.

ووفقاً لخبراء، سيكون تأثير هذا النص الجديد أقل من الرسالة الأولى، لكن بيل مككيبين، مؤسس منظمة (350.org) البيئية، قدّر أن "عمل الزعماء الدينيين في كل أنحاء العالم، قد يمثل أفضل فرصة لدينا لاستعادة السيطرة على الأمور".

وأضاف، "نعم، المهندسون قاموا بعملهم.. نعم، العلماء قاموا بعملهم.. لكن حان الوقت لأن يقوم القلب البشري بعمله أيضاً.. ولهذا السبب نحتاج إلى هذه القيادة".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة البابا فرنسيس كوب 28

إقرأ أيضاً:

ترامب يستضيف 5 رؤساء أفارقة.. تحول استثنائي تفرضه ظروف أمنية

يستضيف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غداً الأربعاء في البيت الأبيض رؤساء 5 دول أفريقية، في تحول وصف بالاستثنائي في سياسة ترامب تجاه أفريقيا، وذلك لأسباب يرجح خبراء الشأن الأفريقي أن تكون "أمنية".

ووجه ترامب دعوة لقادة كل من: موريتانيا، الغابون، غينيا بيساو، ليبيريا، السنغال، لقمة الأربعاء، قال البيت الأبيض إنّ "برنامجها يتضمّن نقاشا حول الفرص التجارية، وغداء جماعيا على شرف قادة هذه الدول".

وتعتبر هذه القمة الأولى من نوعها التي يعقدها ترامب في إدارته الجديدة مع قادة أفارقة، ضمن خطط جديدة لتغيير شكل التعاون المشترك بين الولايات المتحدة وقارة أفريقيا.

وتأتي هذه القمة في وقت تتراجع فيه واشنطن عن دعمها للبرامج التنموية والعسكرية في إفريقيا، حيث ألغت إدارة الرئيس دونالد ترامب عددًا من برامج المساعدات، بما في ذلك تجميد عمل "مؤسسة تحدّي الألفية" وهي مؤسسة أمريكية حكومية كانت تدعم مشاريع استثمارية في الدول النامية بقيمة 17 مليار دولار، غالبيتها في أفريقيا.



وعلى مدى الأشهر الأخيرة تناقلت وسائل الإعلام الدولية تصريحات لمسؤولين أمريكيين، عن عزم ترامب خفض عدد قوات بلاده في أفريقيا.

كما تأتي هذه القمة أيضا بعد أيام من توقيع اتفاق سلام في واشنطن بين جمهورية الكونغو الديمقراطية، ورواندا برعاية أمريكية، يراد منه أن ينهي صراع استمر أكثر من 30 عاما في منطقة البحيرات الكبرى بأفريقيا.

وتأتي القمة المرتقبة أيضا بعد ختام أعمال النسخة 17 من قمة الأعمال الأمريكية الإفريقية، احتضنتها مؤخراً العاصمة الأنغولية لواندا.

أهداف القمة وسياقها
وعلى الرغم من أن المعلن من جدول أعمال القمة يتعلق في الأساس بقضايا الاقتصاد والتجارة، إلا أن متابعين للشأن الأفريقي يؤكدون أنّ الملفات الأمنية ستغطي بشكل كبير على نقاشات ترامب مع القادة الأفارقة المعنيين.

وفي هذا الإطار، يرى الباحث المختص في الشأن الأفريقي، أحمد محمد المصطفى الندى، أن هذه القمة "تشكل استثناء بالنسبة لسياسات ترامب ذات الموقف السلبي، من أفريقيا، ولكل ما يتعلق بها، وقد صدرت منه خلال مأموريته الأولى قرارات وتصريحات دالة في هذا المجال".

وأشار محمد المصطفى الندى، في تصريح لـ"عربي21" إلى أنه لفهم دعوة ترامب لهذه القمة، يجب فهم السياقات الأمنية والاقتصادية والسياسية بالمنطقة.

السياق الأمني
يؤكد الباحث في الشأن الأفريقي أحمد محمد المصطفى الندى، أن الناظم بين الدول الخمس التي اختارها ترامب لدعوة رؤسائها للاجتماع هي دول – بمعيار ما – ذات حدود مشتركة (المحيط) مع الولايات المتحدة الأمريكية، ولو بعدت.

وأضاف أنّ هذه الدول الأفريقية الخمسة تلتقي في نقطة مشتركة هي أنها دول ساحلية، مطلة على المحيط، وعلى جانبه الآخر الولايات المتحدة الأمريكية.

ولفت إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تنظر للشاطئ الآخر كجزء من أمنها، وأي خطر فيه ستتعامل معه كخطر يهددها بشكل مباشر.

وأضح أنه "وفي سياق البعد الأمني دائما، وإن تداخل مع السياسي، فهذه الدول تتداخل حدودها مع دول أفريقية أخرى متحالفة مع روسيا، وهي معرضة لخطر التمدد الروسي، والتمدد الروسي يعني تهديد المصالح الغربية عموما، ومصالح الولايات المتحدة الأمريكية تحديدا".



وكان قائد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم) الجنرال مايكل لانغلي، حذر قبل أسابيع من أن تصاعد نفوذ الجماعات التي وصفها بـ"الإرهابية" في منطقة الساحل الإفريقي قد يفضي قريبًا إلى تنفيذ هجمات داخل الأراضي الأمريكية.

وفي تصريحات أدلى بها خلال مؤتمر رؤساء أركان الدفاع الأفارقة في العاصمة الكينية نيروبي، قال لانغلي إن منطقة الساحل، أصبحت "بؤرة صراع مزمن وحالة متنامية من عدم الاستقرار" مشيرًا إلى أنها تمثّل حاليًا "المركز العالمي للإرهاب".

وأضاف: "تزداد طموحات الجماعات المتطرفة اتساعًا، ومع هذا التوسع يظهر التهديد المحتمل لأمننا الداخلي".

وأكد لانغلي أن انسحاب القوات الغربية أضعف قدرة واشنطن على مراقبة نشاطات الجماعات "الإرهابية" مضيفا: "لقد فقدنا القدرة على متابعة هذه الجماعات عن كثب".

السياق الاقتصادي
وأكد محمد المصطفى الندى، أن سياق البعد الاقتصادي مهم جدا لفهم دوافع ترامب للدعوة لهذه القمة، مشيرا إلى أن الدول الأفريقية الخمسة المعنية بهذه القمة لها حضورها في المجال الاقتصادي، وثرواتها المتعددة، وخصوصا على مستوى الغاز، والمعادن المتنوعة.

ولفت إلى اثنتين من هذه الدول هما موريتانيا والسنغال، دخلتا مؤخرا نادي الدول المصدرة للغاز، بعد تصدير أولى شحنات الغاز من حقل "السلحفاة/آحميم" المشترك بينهما، الذي يُعد من أكبر حقول الغاز في القارة الإفريقية.

وتقدر شركة "بريتيش بتروليوم" البريطانية، التي اكتشفت الحقل، إلى جانب شريكتها الأمريكية "كوسموس"، احتياطاته بنحو 25 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي.

ويبعد الحقل 115 كيلومترا عن السواحل الموريتانية السنغالية، وعلى عمق مائي يصل 2850 مترا، وهو واحد من أكبر حقول الغاز على المستوى الإفريقي، وتم اكتشافه في أبريل 2015.

وتعتبر هذه المعادن أحد عناوين التنافس والسباق وحتى الصراع بين القوى الاقتصادية، خصوصا الولايات المتحدة الأمريكية والصين وحتى روسيا وتركيا.

السياق السياسي
يرى أحمد محمد المصطفى الندى أن الدول الأفريقية الخمسة المدعوة لهذه القمة يجمعها مستوى من الاستقرار السياسي، وإنْ بتفاوت.

وأشار إلى أن أنظمة هذه الدول مصنفة كأنظمة انتخابية ديمقراطية، بغض النظر عن الملاحظات على ذلك، وآخر دولة الغابون العائدة إلى الانتخابات بعد الانقلاب الذي أنهى دكتاتورية آل بونغو التي حكمت البلاد أكثر من نصف قرن.

وخلص إلى القول: "هذه الدعوة والاجتماع تتساوق فيه الأبعاد الأمنية، والاقتصادية، والسياسية، والبحث عن المصالح الأمريكية ورعايتها على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي".

مقالات مشابهة

  • ترامب يستضيف 5 رؤساء أفارقة.. تحول استثنائي تفرضه ظروف أمنية
  • برج القوس .. حظك اليوم الثلاثاء 8 يوليو 2025: اتخاذ قرارات ذكية
  • «عشان توفر في البنزين».. كيف تحول سيارتك للعمل بالغاز الطبيعي؟
  • «قمة الاقتصاد الأخضر» تناقش دور التكنولوجيا في العمل المناخي
  • بالصور.. فيضانات تكساس المدمرة تفضح فشل أميركا المناخي
  • أڤيڤا تكشف أبرز ملامح تقريرها للاستدامة لعام 2024 خلال أسبوع لندن للعمل المناخي
  • التقدم والاشتراكية يحذر من تداعيات الأوضاع الدولية التي باتت تتسم بالتوتر والاضطراب
  • بالتعاون مع وزارة البيئة والتغير المناخي.. الميرة وبنك الريان يطلقان مبادرة «أنا لستُ مصنوعًا من البلاستيك»
  • التضاريس الوعرة والذخائر غير المنفجرة أبرز التحديات التي تواجهها فرق الدفاع المدني أثناء عملها لإخماد الحرائق في ريف اللاذقية
  • مصادر: التعديلات اللبنانية ستنص على تنفيذ مرحلي لتسليم السلاح بما يضمن إلزام إسرائيل بالانسحاب من الأراضي اللبنانية التي تحتلها