جريدة الوطن:
2024-11-23@19:32:18 GMT

درنة والحمدانية .. قران المفاجأة والكارثة

تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT

درنة والحمدانية .. قران المفاجأة والكارثة

بَيْنَ الاضطراب والاضطرار تظلُّ لحظة المفاجأة مشحونةً بالمزيد من التشويش المحسوب عَلَيْها إذا لَمْ يكُنْ هناك حيِّز من إدراك المسؤوليَّة القائمة على الحِكم والتبصُّر والتحرُّك في أقلِّ زمن ممكن. إنَّ الإنقاذ الشخصي من أيِّ حادث، أو في معاونة آخرين تعرَّضوا إليه، أو المزاوجة بَيْنَ الموقفَيْنِ ضِمْن تسامٍ إنساني، أقول إنَّ هذا النَّوع من الإنقاذ يظلُّ رهنًا بالإدراك العاجل، ماذا ينبغي أن أعملَ عِند تلك اللحظة المصيريَّة؟ وما مقتضيات معالجة هول الحادث؟ لقَدْ أُتيح لي في الأيَّام القليلة الماضية أن أتابعَ بالمزيد من الاهتمام ما أحدثه إعصار دانيال من دمار وخسائر بَشَريَّة ومادِّيَّة مريعة في مدينة درنة الليبيَّة، ومع استمرار متابعتي لهذا الحدث المُفزع تبَيَّنَ لي أنَّ الطوفان المائي الذي ضرب المنطقة كان غير مسبوق في حدَّته ونتائجه الكارثيَّة وما ترك من بصمة مأساويَّة خلَّفت المزيد من الأسئلة التي قَدْ لا تتوافر الإجابة الكاملة عَلَيْها إلَّا بعد اكتمال كُلِّ التحقيقات، لكنِّي دوَّنتُ عددًا من المعلومات المُتَّفق على صحَّتها لغرض الاستناد إلَيْها في الكتابة عن مفهومَي الاضطراب والاضطرار والمعنى التركيبي بَيْنَهما وما ينبغي اتِّخاذه لحظة المفاجأة.

ثم جاء المصاب الآخر، هذه المرَّة في الحمدانية إحدى حواضر محافظة نينوى شمال العراق. أنا أعرف هذه المدينة ميدانيًّا، ولي فيها أصدقاء، وعِندي فيها أيضًا مشاغل إعلاميَّة وثقافيَّة بحُكم مسؤوليَّتي مستشارًا في منظَّمة حمورابي لحقوق الإنسان. لقَدْ أنزلت عليَّ هذه الكارثة الكثير من الحزن والأسى، وتابعتُ بدقَّة تفاصيل ما جرى بالنَّقل المباشر، وإزاء ذلك توافرت لديَّ انطباعات إضافيَّة عن عصف المفاجأة هناك. الواضح أنَّ هناك مشتركات من التقصير والإهمال والفساد سبب ما جرى في المدينتَيْنِ، درنة الليبيَّة، والحمدانيَّة العراقيَّة، ولكنَّ لكارثة الحمدانيَّة سببًا اخر يتعلَّق بالألعاب الناريَّة التي أطلقت خلال العرس الدَّامي وكانت شرارة اندلاع الحريق وفق نتائج التحقيقات الحكوميَّة. إنَّ واحدة من أشدِّ الاختلاطات وقعًا على الإنسان عِندما يخلو حسابه التوقُّعي من فرضيَّة المتغيِّر ويظلُّ يتصرف وفق اعتقاد، أنَّ كُلَّ شيءٍ على ما يرام. استدراكًا، ما زلتُ عِند رأيي الذي قُلتُه في شهادة سابقة عن حرص الملَّاح العربي أحمد بن ماجد على استخدام قلقِه مغذيًا لوجستيًّا، الأمْرُ الذي أوقعه تحت طائلة متوالية فحص أدوات إبحاره بصورة دَوْريَّة دُونَ أن يملَّ من ذلك. ومن هنا يُمكِن قياس سرِّ تحمُّله كُلَّ الأهوال التي تعرَّض لها خلال رحلاته، وأُضيف أنَّه لَمْ يغادر الموقف القائل، البِحار أقدار، وإنَّ اللبيب مَنْ لا يطمئن لسكونها. بالمباشر، هناك افتقاد للرصيد المعرفي الذي تتطلبه السَّلامة العامَّة، بل هناك تهاون يُصيب التحسُّب، وإذا كانت التحقيقات الجنائيَّة تتَّخذ من كشْف الدلالة مادَّة لتوثيق الحدث وتوجيه الاتِّهامات، يظلُّ كشْف الدلالة التحسبيَّة واحدًا من مفاتيح السَّلامة العامَّة في أيِّ مرفق حياتي وفي أيَّة لحظة من حياتنا اليوميَّة. إنَّ أيَّ مرفق ينبغي أن يُشيَّدَ وفق مواصفات الرصانة الهندسيَّة، في الأبعاد، وطاقة التحمُّل مع هامش من أسبقيَّات السَّلامة العامَّة المرتبطة بقدرته على امتصاص الصَّدمات، أيًّا كان نَوْعها، وبخلاف ذلك تبقى الكوارث تتربَّص بنا، ويبقى الغشُّ شهادة إثبات التُّهمة، بالمقابل تبقى المراجعة وفق متطلبات الفحص الدَّوْري وثقافة الطوارئ من مستلزمات الحياة التي لا يُمكِن التفريط بها مهما كانت الثِّقة ملازمة للواقع.

عادل سعد
كاتب عراقي
abuthara@yahoo.com

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

“البحث الجنائي” يحرر 7 باكستانيين بعد اختطافهم في درنة

حرر جهاز البحث الجنائي فرع درنة سبعة باكستانيين بعد اختطافهم من قبل أحد تجار البشر.

وكشف الجهاز أن المتهم -من ذوي السوابق، وعليه أحكام غيابية، ويتاجر بالخمور- وعثر بحوزته على كمية من الأسلحة التي استخدمها هو وأفراد عائلته لمقاومة رجال الأمن.

كانت وردت إلى جهاز البحث الجنائي فرع درنة معلومات باختفاء واحتجاز 7 باكستانيين أثناء محاولتهم البحث عن شخص يسهل هجرتهم غير الشرعية إلى إيطاليا.

وكشفت التحريات أن شخص ليبي الجنسية اتصل بذويهم وهددهم بقتل أحدهم كل أربعة أيام، مطالبًا بفدية قدرها 300 ألف دينار ليبي.

وبعد التحري، تم تحديد مكان المتصل والهاتف ومعرفة هويته ومنزله في خليج البمبه.

تبين أنه من ذوي السوابق وعليه أحكام غيابية، ويقوم بالاتجار بالخمور ولديه كمية من الأسلحة يستخدمها هو وأفراد عائلته لمقاومة رجال الأمن.

وبعد الحصول على إذن النيابة، جرى التنسيق مع القوات المسلحة اللواء 166 مشاة لتنفيذ المداهمة.

خلال المداهمة، عثر على جهاز لاسلكي قصير المدى، وأسلحة متنوعة، وخزان مياه يحتوي على 940 زجاجة بلاستيك مليئة بالخمر، و48 زجاجة بلاستيك سعتها 6 لتر مليئة بالخمر.

ونجحت القوات في تحرير الرهائن، وأثناء الخروج، حاول ثلاثة أشخاص منع القوات من الخروج بالمضبوطات، وتم ضبطهم.

وأفاد العمال بأنهم تم تسليمهم عن طريق شخص يقود سيارة نوع تويوتا من طبرق إلى بنغازي، وتم خطفهم منذ حوالي خمسة عشر يومًا. اعترف الجاني الأول بتهديدهم بالسلاح وإجبارهم على الاتصال بذويهم لدفع الفدية.

وأحيلت القضية للنيابة العامة بتهم الخطف، الاتجار بالخمور، حيازة السلاح بدون ترخيص، الهجرة غير الشرعية، التستر، ومقاومة رجال الأمن.

الوسومجهاز البحث الجنائي

مقالات مشابهة

  • ضبط شخص بحوزته مواد مسكرة في درنة
  • نيابة درنة تأمر بحبس تشكيل عصابي احتجز مهاجرين باكستانيين
  • شاهد الشخص الذي قام باحراق “هايبر شملان” ومصيره بعد اكتشافه وخسائر الهايبر التي تجاوزت المليار
  • المنظمات الأهلية الفلسطينية: الأوضاع الإنسانية في غزة تزداد سوءا.. والكارثة تجاوزت التوقعات
  • حبس تشكيل عصابي يتاجر «بالخمر» ويحتجز  مهاجرين
  • لماذا سميت سورة الإخلاص بالمقشقشة؟.. 3 أسباب ينبغي أن تعرفها
  • “البحث الجنائي” يحرر 7 باكستانيين بعد اختطافهم في درنة
  • القبض على شخصين في درنة بتهمة تصنيع الخمور وتعاطي المخدرات
  • مقتل باحث إسرائيلي في جنوب لبنان.. ما الذي كان يفعله هناك؟
  • القبض على شبكة لتجارة المخدرات في درنة