انتقادات وتوقعات.. من يفوز بجائزة نوبل للآداب غدا؟
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
تحضر في معظم التوقعات لمن سيفوز بجائزة نوبل للآداب هذا العام أسماء الأديبة الروسية المعارضة للكرملين ليودميلا أوليتسكايا برواياتها الملحمية على طريقة الأميركي صاحب "عناقيد الغضب" جون ستاينبك، وقد يكون ضمن المرشحين المحتملين الكاتب البريطاني سلمان رشدي.
لكن الأكاديمية السويدية قد تختار أيضا منح الجائزة لكاتب أقل جماهيرية، كالكاتبة الصينية كان شويه.
وترى رئيسة القسم الثقافي في صحيفة "سفينسكا داغبلاديت" السويدية ليزا إيرينيوس أن من شأن اختيار أوليتسكايا -لو حصل- أن يثبت أن "الأدب يبقى في منأى عن السياسة" من خلال تسليط الضوء على الأدب الروسي رغم الحرب في أوكرانيا.
أما بيورن فيمان من صحيفة "داغنس نيهيتر" السويدية فرأى بالمقابل أنها فرصة لمكافأة مؤلفة تعيش في ألمانيا وتقف في وجه السلطة الروسية، مما سيشكل "رسالة سياسية جدا" من الأكاديمية، بحسب قوله.
ومع أن فيمان لاحظ أن للسيرة الذاتية للأميركية الأنتيغوية (نسبة إلى أنتيغوا وباربودا أحد بلدان الكاريبي) جامايكا كينكايد فرصا في نيل الجائزة فقد قال إنه سيكون سعيدا في حال حصول سلمان رشدي عليها، رغم أن ذلك الفوز يتوقع أن يغضب كثيرا من منتقدي رشدي المتهم بإساءته للإسلام وإهانة مقدسات المسلمين.
ولم تشجب الأكاديمية السويدية إلا عام 2016 الفتوى الإيرانية التي أهدرت دم رشدي -مؤلف رواية "آيات شيطانية"- من منطلق حرصها على الحياد، مما أثار استياء عدد من أعضائها.
ويرفض نقاد مثل دانيال أوجورمان أستاذ الأدب الإنجليزي في جامعة أكسفورد تأطير حادثة رشدي ضمن ثنائية حرية التعبير والأصولية، محذرا مما سماها "أصولية حرية التعبير" التي تؤدي لزيادة التمييز ضد المسلمين.
وتحاول الأكاديمية السويدية إعادة تلميع صورتها منذ فضيحة جنسية هزتها عام 2018، والجدل الذي أعقبها بشأن منح الجائزة للكاتب النمساوي من أصل صربي بيتر هاندكه، بسبب دفاعه عن الصرب خلال حروب التسعينيات في البلقان وإنكاره مجازر الحرب.
والعام الماضي، فازت بالجائزة الروائية الفرنسية آني إرنو عن أعمال تروي تحرر امرأة ذات أصول متواضعة أصبحت رغما عنها أيقونة نسوية.
ومُنحت الجائزة في 2021 للروائي البريطاني من أصل تنزاني عبد الرزاق غورنا الذي تركز أعماله على محنة اللاجئين وعلى الاستعمار والعنصرية.
ولاحظت كارين فرانتزن أستاذة الأدب في جامعة ستوكهولم أن "وعيا أكبر تكوّن في السنوات الأخيرة بشأن عدم جواز الاستمرار في التركيز على أوروبا، والحاجة إلى قدر أكبر من المساواة، وضرورة أن تعبر الجائزة عن عصرها".
نقد مستمروينسجم ذلك مع التشكيلة الجديدة للأكاديمية التي جددت نحو نصف أعضائها منذ منح جائزة نوبل لهاندكه، على ما أكد رئيس تحرير القسم الثقافي في صحيفة "داغنس نيهيتر"، مشيرا إلى أنها "غيرت صورتها".
ولا يتردد كثيرون من أعضاء الأكاديمية من مؤلفين وفلاسفة وأساتذة في مواجهة النقد، ويشاركون بشكل كبير في النقاش المجتمعي، وينظمون مؤتمرات عن حرية التعبير والمساواة، وينشرون مقالات في الصحافة السويدية.
وذكّر بيورن فيمان بأن "تصور ذلك لم يكن ممكنا قبل خمس سنوات"، فالعضوة الـ15 في الأكاديمية الشاعرة الإيرانية جيلا مساعد اتخذت مثلا موقفا ضد النظام الإيراني، مشيدة بالجودة الأدبية لأعمال الشاعر السوري أدونيس المطروح اسمه لجائزة نوبل منذ أكثر من عشر سنوات.
لكن الصحفية الأدبية في الإذاعة الوطنية السويدية لينا كالمتيغ أقرت بأن "من الصعوبة بمكان التكهن سلفا بكيفية تفكير أعضاء الأكاديمية".
وفي توقعات النقاد أيضا كتّاب آخرون "عاديون" تطرح أسماؤهم باستمرار للفوز بجائزة نوبل، كالروماني ميرسيا كيرتاريسكو والمجريين بيتر ناداش ولاشلو كراشناهوركاي، والفرنسيين ميشال ويلبك وماريز كونديه.
لكن هذه الطريقة التقليدية في التنبؤ بجائزة نوبل للآداب لم تعد تصلح.
وقال رئيس تحرير القسم الثقافي في صحيفة "إكسبرسن" الشعبية فيكتور مالم "نظرا لوعد الأكاديمية بالانفتاح على مناطق جغرافية أخرى أخشى أننا لن نمتلك في نهاية المطاف المعرفة اللازمة للتخمين جيدا، حتى مع الحصول على درجة الدكتوراه في الأدب"، ويرجح مالم فوز أحد النرويجيين يون فوسيه أو داغ سولشتاد هذه السنة.
وللوفاء بوعدها تستشير الأكاديمية السويدية خبراء خارجيين بغية التمكن من تكوين فهم دقيق للمؤلفات الآتية من خلفيات أخرى.
وفي غضون ذلك، تحكي الأرقام قصة مختلفة، فمنذ إنشاء الجائزة نالت 17 امرأة فحسب اللقب الأدبي المرموق من أصل إجمالي الفائزين به البالغ 119، وأعطيت الجائزة لـ16 فرنسيا، ولواحد فقط يكتب بالعربية هو المصري نجيب محفوظ عام 1988.
أسماء متوقعةومنذ الهزة التي أحدثتها فضيحة الفرنسي جان-كلود أرنو زوج عضوة الأكاديمية الشاعرة كاتارينا فروستنسون، والاضطرار إلى تأجيل الإعلان عن جائزة 2018 لمدة سنة فازت بالجائزة امرأتان هما البولندية أولغا توكارتشوك ثم الأميركية لويز غلوك.
وتشكل هذه الغلبة النسائية الأعوام الأخيرة مدعاة تفاؤل للمؤلفات المتداولة أسماؤهن كمؤهلات للفوز، ومنهن الأميركية جويس كارول أوتس والفرنسية ماريز كوندي والكندية مارغريت أتوود.
ومن الأسماء المتداولة دائما لهذا العام الكيني نغوغي واثيونغو، والمجري لازلو كراسزناوركي، والأميركيون توماس بينشون ودون ديليلو وجويس كارول أوتس، والفرنسي المغربي طاهر بن جلون، والكرواتية دوبرافكا أوغريسيتش، والياباني هاروكي موراكامي، والفرنسي ميشيل ويلبيك.
ومن المرشحين الآخرين النرويجيان جون فوس وكارل أوف كناوسغارد اللذان قد يعيد فوز أي منهما -إذا حدث- نوبل إلى مهدها الإسكندنافي بعد أكثر من 10 سنوات على منح جائزة الأدب للسويدي توماس ترانسترومر.
ويرى الأكاديمي الأميركي بروتون فيلدمان في كتابه النقدي "جائزة نوبل.. تاريخ العبقرية والجدال والحظوة" أن "الجائزة تُرى على نطاق واسع بوصفها سياسية، أي جائزة نوبل للسلام متنكرة في قناع أدبي".
وكان السكرتير الدائم للأكاديمية السويدية هوراس إنغدل أعلن عام 2009 أن "أوروبا لا تزال مركز العالم الأدبي"، وأن "الولايات المتحدة معزولة للغاية، ولا تترجم بشكل كاف ولا تشارك حقا في الحوار الكبير للأدب".
وفي هذا السياق، شكك الروائي والأكاديمي البريطاني تيم باركس في أن يكون أعضاء اللجنة السويديون في الأغلب قادرين على تذوق الشعر الإندونيسي مثلا أو الأدب الأفريقي.
وانتقد باركس في مقال سابق أعضاء الأكاديمية، وقال إنه يشك في أنهم قادرون على تحديد أعظم الروائيين والشعراء على الساحة الدولية، مشيرا إلى انحيازهم للثقافة الإسكندنافية، حيث فاز 16 أديبا من أصول إسكندنافية بالجائزة العالمية من أصل 113 منذ إطلاقها وحتى عام 2016.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الأکادیمیة السویدیة بجائزة نوبل جائزة نوبل من أصل
إقرأ أيضاً:
ناقد موسيقي يجيب.. هل يستحق تامر عاشور اقتسام إحدى الجوائز مع أنغام؟
أنغام وتامر عاشور.. اثنان من ألمع نجوم الغناء في مصر والوطن العربي، قدم كل منهما العام الماضي أعمالًا غنائية أشاد بها النقاد وحازت على إعجاب الجمهور، وتصدرت تريند منصات التواصل الاجتماعي ومؤشرات البحث على كل المواقع، ما صعب مهمة اختيار العمل الغنائي الأفضل من بينها في 2024.
بدت هذه الصعوبة واضحة خلال حفل joy awards الذي أقيم مساء أمس في السعودية، بحضور عدد كبير من أهم النجوم والنجمات في مصر والوطن العربي والعالم، حيث تم اقتسام جائزة الأغنية الأكثر رواجًا هذا العام بين المطربة أنغام عن أغنية هو أنت مين؟، والمطرب تامر عاشور عن أغنية هيجيلي موجوع.
اقتسام جائزة الأغنية الأكثر رواجًا بين أنغام وتامر عاشوروتضمّنت إحدى فقرات الحفل صعود الفنانة يسرا على خشبة المسرح لتقدم المطربين الفائزين بجائزة الأغنية الأكثر رواجًا هذا العام، وقالت: «جائزة اليوم ستقسم بين اثنين، لأن أغنية كل منهما جميلة جدًا، هذه الجائزة تكون للأغنية الأكثر رواجًا والأكثر تفاعل مع الجمهور، مع مطربة كبيرة وعظيمة جدًا وإحساسها رائع، المطربة الكبيرة أنغام لأغنية هو أنت مين؟، والرائع تامر عاشور لأغنية هيجيلي موجوع، والأغنيتين أعتقد أنّ الجمهور هو من اختارهما وبالتالي سيتقاسمان هذه الجائزة».
ومن جانبها، حرصت أنغام على تقديم الشكر للقائمين على الحفل بعد تسلم الجائزة، وقالت: «أشكر السعودية على كل شيء تقدمه للفن والفنانين، وأبارك لتامر عاشور، فهو من أرقى الفنانين والمطربين، وهذه الجائزة لها طعم مختلف لأنها جاءت في يوم عيد ميلادي، ووجود يسرا لتقديمها يجعل اللحظة أكثر جمالًا»، بينما أعرب تامر عاشور عن سعادته بحصد الجائزة، وأهداها لزوجته وابنته.
هل يستحق تامر عاشور أن يقتسم الجائزة مع أنغام ؟الفقرة من الحفل جعلت عددا كبيرا من الجمهور يتساءل عن أحقية تامر عاشور في اقتسام الجائزة مع أنغام، حيث رأى البعض أنّ عاشور يستحق الجائزة خصوصًا وأن أغنيته هيجيلي موجوع حققت نجاح غير مسبوق منذ طرحها عبر المنصات الموسيقية، بينما رأى البعض عدم أحقيته لاقتسام الجائزة مع أنغام، لأنها فنانة صاحبة باع وتاريخ طويل في مجال الموسيقى منذ سنوات، ولا يمكن أن تتقاسم معه الجائزة.
ولحسم الأمر تواصل «الوطن» مع الناقد الموسيقي أحمد سماحي ليبدي رأيه الفني فيما حدث، قائلا: «أنغام كانت تستحق جائزة خاصة بإبداعها، حيث قدمت هذا العام واحدًا من أهم الألبومات التي تم طرحها في عام 2024 وكانت كل أغنياته على قدر كبير من الرقي والجمال والتميز والتطور والتجديد، حيث جددت المطربة أنغام قاموسها الغنائي بتعاونها مع مجموعة من الشعراء والملحنين والموزعين الجدد الذين تعاونت معهم لأول مرة، وبالتالي كانت تستحق أن تأخذ الجائزة بمفردها لأنها تستحق، أما تامر عاشور فهو صاحب الاختيارات المتميزة، وهو الآخر يستحق جائزة».