كونجرس المجلس الدولي للأرشيف .. منصة عالمية لبناء المعرفة المستدامة
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
- أكثر من خمسة آلاف مشارك من 135 دولة و 60 جهة عارضة.
- يسلط الضوء على التكنولوجيا الحديثة في قطاع الأرشيف مثل الذكاء الاصطناعي والوثائق والسجلات الرقمية .
- يركز على المعرفة المستدامة وأهمية تبني ممارسات مسؤولة بيئيا في قطاع الأرشيف.
من ريم الهاجري :
أبوظبي في 4 أكتوبر /وام / يشكل "كونجرس المجلس الدولي للأرشيف – أبوظبي 2023" الذي يعقد في أبوظبي خلال الفترة من 9 إلى 13 أكتوبر الجاري منصة دولية لبناء المعرفة المستدامة خاصة مع تناول الحدث للعمل المناخي وأهمية تبني ممارسات مسؤولة بيئيا في قطاع الأرشيف .
ويركز الكونجرس على تطوير الارشفة وتوثيق السياسات المعرفية إقليميا ودوليا واستشراف مستقبله في ظل التحولات الكبرى التي يشهدها العالم في المجالات كافة ويعد منصة مثالية لتسريع وتيرة تطور قطاع الارشيف محلياً وإقليمياً وعالمياً لتبادل التجارب الناجحة والخبرات المتراكمة بين العاملين في هذا القطاع المهم عبر استضافة نخبة من قادة قطاع الارشيف والخبراء والأكاديميين.
ويعقد الحدث تحت شعار “إثراء مجتمعات المعرفة” ويستعرض تجارب وخبرات نخبة من المؤسسات والجهات المحلية المعنية بمجال الأرشيف ليسلط الضوء على أهمية التواصل والتعاون في مجال الأرشفة والتوثيق على الصعيدين الوطني والعالمي.
ويناقش الكونجرس الذي ينظمه الأرشيف والمكتبة الوطنية ويجمع تحت مظلّته أكثر من خمسة آلاف مشارك من نحو 135 دولة مُمثَّلة في الكونجرس إضافة إلى 60 جهة عارضة ... خمسة محاور هي ، “ الثقة والأدلة”، و"التقنيات الناشئة - السجلات والحلول الإلكترونية"، و"الإتاحة والذكريات"، و"المعرفة المستدامة والكوكب المستدام.. الأرشيف وتغير المناخ"، و"السلام والتسامح" يعكس قدرتها على تعزيز الثقافة والتراث العالمي وترسيخ حضورها الفاعل على الساحة الدولية.
ويوفر الكونجرس فرصة استثنائية للمشاركين للاطلاع على أحدث التطورات والممارسات في مجال الأرشفة والتوثيق، وتطوير وتحسين أساليب الحفظ والوصول إلى المعلومات، وتعزيز الشراكات والعلاقات الدولية واستضافة هذا الحدث خير دليل على التزام الإمارات بالحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز قطاع الأرشيف.
ويسهم الكونجرس عبر محاوره في مدّ جسور التفاهم وتعزيز الحوار بين الثقافات المتنوعة، وفي والتأكيد على أهمية التسامح والسلام بصفتهما قيماً أساسية في المجتمع كما يجسد أهمية الأرشيف كأداةً تعليمية قيمة للأجيال الشابة، تُسهم في نقل قصص التسامح وبناء الوعي حول أهمية السلام والتعايش السلمي، وقد يُشكّل الأرشيف وسيلة للتواصل بين الثقافات المختلفة ما يُعزّز التفاهم.
كما يستعرض دور تقنيات الحديثة في قطاع الأرشيف مثل الذكاء الاصطناعي و يسلط الضوء على الوثائق والسجلات الرقمية، وأهمية أن تكون موثوقة وآمنة ومستدامة
كما يناقش محور التغير المناخي بالتركيز على المعرفة المستدامة التي تمثل إحدى الركائز الأساسية للتنمية المستدامة، وقوةً دافعة لتحقيق مستهدفاتها، لاسيما الهدف المتمثل في العمل المناخي، والذي يتطلب تبني ممارسات مسؤولة بيئياً وفي قطاع الأرشيف ويعد منصةً للتعاون الدولي واستكشاف سبل تخفيف وطأة التغير المناخي وتداعياته على المجموعات الأرشيفية وبرامج الحفظ والوصول إلى الوثائق .
ويسلط الضوء على الأهمية غير المسبوقة للمعلومات الموثَّقة والمستندة إلى الأدلة في ظل تنامي ظاهرة الأخبار الزائفة والتحديات التي تلقي بظلالها على قيمة الأرشيف .
وتكتسب هذه الدورة أهمية خاصة في ظل تنامي الاستثمارات في مجالات إدارة المجموعات الأرشيفية وحفظ السجلات الرقمية والبرمجة العامة في منطقة الشرق الأوسط.
وينظم الكونجرس للمرة الأولى "هاكاثون الأرشفة" ويشمل المدارس والجامعات في دولة الإمارات العربية المتحدة وذلك للمرة الأولى وستمنح المسابقة جوائز مُجزية بقيمة 20 ألف دولار أمريكي لفريق الجامعة الفائز و10 آلاف دولار أمريكي لفريق المدرسة الثانوية الفائز.
وتضم قائمة المتحدثين الرئيسيين كوكبةً من كبار الشخصيات من أبرزهم فخامة فرانسوا أولاند الرئيس السابق للجمهورية الفرنسية و معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، والشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، وكولين شوجان رئيسة الأرشيف الأمريكي وجيف جيمس رئيس الأرشيف البريطاني وإيان ويلسون الرئيس الأسبق للمجلس الدولي للأرشيف والأرشيف الكندي وحمد المطيري مدير إدارة الأرشيفات في الأرشيف والمكتبة الوطنية.
وتعد وكالة انباء الإمارات " وام " الشريك الإعلامي الاستراتيجي في كونجرس المجلس الدولي للأرشيف - أبوظبي 2023.
كانت دولة الامارات قد فازت باستضافة الكونجرس المجلس الدولي للأرشيف بتصويت أعضاء الجمعية العمومية للمجلس بالاجماع اثناء اجتماعها ضمن فعاليات الكونجرس في سيؤول بكوريا الجنوبية عام 2016..تتويجا لجهود الأرشيف والمكتبة الوطنية .
وتأسس المجلس الدولي للأرشيف (ICA) عام 1948، وهو منظمةً تُعنى بتعزيز سبل حفظ الأرشيف، وإتاحة إمكانية الوصول إليه في جميع أنحاء العالم.
ويتعاون المجلس مع منظمة اليونسكو ومؤسسة "بلو شيلد" وغيرها من المنظمات الدولية غير الحكومية لتقديم الدورات التدريبية وتطوير المعايير، وتوعية الجمهور بأهمية السجلات الوثائقية ويعالج المجلس قضايا مهمة، مثل الحفظ الدائم للسجلات الرقمية المعقدة، والتقنيات المطلوبة لإتاحة السجلات الدقيقة بصورة أوسع للغايات التعليمية، والمعايير والاشتراطات القانونية التي تُنظّم عملية الحفظ.
زكريا محي الدين/ ريم الهاجري
المصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: المجلس الدولی للأرشیف المعرفة المستدامة الضوء على
إقرأ أيضاً:
هل المعرفة متاحة للجميع في العراق؟
1 فبراير، 2025
بغداد/المسلة: انوار داود الخفاجي
المعرفة هي حجر الأساس في تطور أي مجتمع، فهي تفتح الأبواب أمام الفرص الاقتصادية، والثقافية، والاجتماعية، والسياسية. في العراق، الذي يمتلك تاريخًا طويلًا من الحضارات العريقة التي أسهمت في إنتاج المعرفة الإنسانية، تظل قضية إتاحة المعرفة للجميع موضع تساؤل. فهل يتمتع جميع العراقيين بإمكانية الوصول إلى المعرفة بشكل متساوٍ؟
يعتبر التعليم الوسيلة الأساسية لنقل المعرفة وتعميمها، لكن في العراق، يواجه النظام التعليمي تحديات كبيرة تعيق وصول الجميع إلى المعرفة. تعاني المدارس والجامعات من ضعف البنية التحتية، ونقص التمويل، وتفاوت جودة التعليم بين المناطق الحضرية والريفية. فبينما يستطيع طلاب بغداد أو أربيل الوصول إلى مدارس وجامعات أفضل نسبيًا، يواجه الطلاب في المناطق النائية أو التي تضررت بسبب النزاعات صعوبات في الحصول على تعليم لائق.
إضافة إلى ذلك، فإن الفجوة الرقمية تلعب دورًا مهمًا في مدى إتاحة المعرفة. فرغم انتشار الإنترنت في المدن الكبرى، إلا أن العديد من المناطق الريفية ما زالت تفتقر إلى اتصال جيد بالشبكة، مما يحرم سكانها من الوصول إلى المصادر التعليمية الإلكترونية والبحث العلمي.
كما لعبت الأوضاع السياسية غير المستقرة والاقتصادية المتدهورة دورًا كبيرًا في تقييد انتشار المعرفة في العراق. فقد أثرت الحروب والصراعات المتكررة على المؤسسات التعليمية والثقافية، وتسببت في هجرة الكفاءات العلمية والأكاديمية، مما أدى إلى تراجع مستوى البحث العلمي والإنتاج المعرفي المحلي.
وايضا التحديات الاقتصادية دفعت العديد من الأسر إلى التركيز على تأمين الاحتياجات الأساسية بدلًا من الاستثمار في التعليم، مما يزيد من معدلات التسرب المدرسي، خاصة بين الفئات الفقيرة. وهذا بدوره يؤثر على قدرة المجتمع على الوصول إلى المعرفة والاستفادة منها.
وبرغم وجود مؤسسات أكاديمية ومراكز بحثية، فإن حرية الوصول إلى المعلومات في العراق ليست مضمونة بالكامل. إذ يواجه الباحثون والصحفيون أحيانًا صعوبات في الوصول إلى مصادر المعرفة بسبب الرقابة أو القيود المفروضة على تداول المعلومات.
إضافة إلى ذلك، تعاني المكتبات العامة من الإهمال، مما يقلل من فرص الأفراد في الوصول إلى الكتب والمواد البحثية. وحتى مع توفر الإنترنت، فإن نقص المحتوى الرقمي المحلي وضعف ثقافة البحث العلمي تحدّ من قدرة العراقيين على الاستفادة الكاملة من المعرفة المتاحة عالميًا.
ورغم التحديات، هناك مبادرات تهدف إلى توسيع نطاق المعرفة في العراق. فقد بدأت بعض المؤسسات التعليمية في تطبيق التعليم الإلكتروني، وهناك جهود لدعم المكتبات الرقمية والمصادر المفتوحة. كما أن المجتمع المدني يلعب دورًا متزايدًا في تعزيز المعرفة من خلال ورش العمل، والمنتديات الثقافية، والمبادرات الشبابية التي تسعى إلى نشر الوعي والتعليم.
في المجمل، لا تزال المعرفة في العراق غير متاحة للجميع بشكل متساوٍ، حيث تؤثر العوامل الاقتصادية، والسياسية، والتكنولوجية، والتعليمية على إمكانية الوصول إليها. ومع ذلك، فإن هناك جهودًا تُبذل لتقليص الفجوة، ويظل الاستثمار في التعليم والتكنولوجيا والسياسات الداعمة للمعرفة هو الحل الأمثل لضمان وصول الجميع إليها.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts