قلق سعودي وأسئلة أمريكية.. لهذا يطلب بن سلمان معاهدة دفاعية
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
يتمسك ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بتوقيع معاهدة دفاع مع الولايات المتحدة، كجزء من قائمة مطالب مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ما يعكس قلقا من إيران دفع الرياض إلى التراجع عن رفض أي علاقة أمنية رسمية مع واشنطن، ويثير أسئلة أمريكية بشأن ما قد يترتب على مثل هذه المعاهدة.
ذلك ما خلص إليه ديفيد أوتاواي، في تحليل بـ"مركز ويلسون للدراسات بواشنطن" (wilsoncenter) ترجمه "الخليج الجديد"، مضيفا أن طلب السعودية "يمثل تغييرا مذهلا في موقفها، إذ سعت منذ فترة طويلة إلى إبقاء اعتماد أمنها على الولايات المتحدة غير ملحوظ وغير رسمي قدر الإمكان".
وتابع: "السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا تغير الموقف السعودي الآن؟، ويبدو أن الإجابة تكمن جزئيا في عدم قدرتها على تحويل نفسها إلى قوة عسكرية قائمة بذاتها قادرة على التعامل مع إيران".
وعلى الرغم من تحسن العلاقات بين إيران والسعودية، إلا أنه يبدو أن المملكة لا تزال تحمل مخاوف مما تقول إنها أجندة توسعية إيرانية في منطقة الشرق الأوسط، بينما تردد طهران أنها تلتزم بمبادئ حُسن الجوار.
وعبر اتفاق بوساطة الصين في 10 مارس/ آذار الماضي، استأنفت الرياض وطهران علاقتهما الدبلوماسية، ما أنهى قطيعة استمرت 7 سنوات بين دولتين يقول مراقبون إن تنافسهما على النفوذ أجج صراعات عديدة في المنطقة.
اقرأ أيضاً
مودرن دبلوماسي: السعودية مصممة على اتفاقية دفاع مع أمريكا حتى لو فشل التطبيع
تهديد دائم
"انتهى الغزو السعودي لليمن، منذ 2015 لمحاربة سيطرة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، بفشل وتهديد دائم من الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية المقدمة لحليف طهران الجديد (جماعة الحوثي)"، كما أردف أوتاواي.
وتقود السعودية تحالفا عسكريا عربيا يدعم القوات الموالية للحكومة الشرعية في اليمن (جار المملكة)، في مواجهة قوات الحوثيين المسيطرة على محافظات ومدن بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ 2014.
ولفت أوتاواي إلى أن "الحوثيين أطلقوا المئات منها (الصواريخ والطائرات بدون طيار) على أهداف شملت منشآت النفط السعودية وحتى العاصمة الرياض".
واعتبر أن "الصدمة الرئيسية للتفكير الأمني السعودي جاءت مع هجوم بصواريخ وطائرات بدون طيار شنته إيران في سبتمبر/أيلول 2019 على منشأتين نفطيتين رئيسيتين (في السعودية)؛ مما أدى إلى توقف نصف إنتاجها".
وأردف أن "الأنظمة الأمريكية المضادة للصواريخ لم تفشل في اعتراضها فحسب، بل لم يجد الرئيس (الأمريكي آنذاك دونالد) ترامب أيضا حاجة إلى انتقام أمريكي؛ فالهجوم، على حد قوله، "كان على السعودية، ولم يكن هجوما علينا (الأمريكيين)".
اقرأ أيضاً
أكثر من نصف الأمريكيين يعارضون إبرام اتفاقية دفاعية مع السعودية.. وخبراء يحددون المخاوف
الصين وروسيا
وأخيرا، بحسب أوتاواي، "يشعر حكام السعودية بخوف شديد من تغير المشهد الجيوسياسي، إذ تحول تركيز البيت الأبيض و(وزارة الدفاع الأمريكية) البنتاجون إلى مواجهة روسيا في أوروبا والصين في آسيا".
وزاد بأنه "من المرجح أن يرى محمد بن سلمان الالتزام الأمني الأمريكي (عبر معاهدة دفاع) باعتباره الأمل الأخير الأفضل للحفاظ على المظلة الأمنية الأمريكية المتسربة في مكانها والمشاركة في احتواء خصمه اللدود إيران".
وقال إنه "ليس من الواضح ما الذي ستغطيه أي ضمانة أمنية أمريكية في مواجهة أي هجوم إيراني، لاسيما وأن طهران تعلمت منذ فترة طويلة كيفية استخدام أصدقائها وحلفائها في مختلف الدول العربية لتنفيذ أوامرها للتهرب من المسؤولية المباشرة".
و"أصبح هذا النمط واضحا بشكل خاص في اليمن، حيث تشكل الصواريخ والطائرات بدون طيار التي توفرها إيران للحوثيين تهديدا كبيرا للمملكة (أكبر دولة مصدّرة للنفط)، كما تابع أوتاواي.
وتساءل: "هل سيتطلب هجوم الحوثيين بصواريخ أو طائرات بدون طيار ردا عسكريا أمريكيا في اليمن؟ وهل سيتعين على واشنطن الرد على أي هجوم على المملكة من أي مليشيا متحالفة مع إيران في العراق؟.. هذه أسئلة تحتاج إلى إجابة كجزء من أي ضمانة أمنية أمريكية".
و"لكن حقيقة استخدام محمد بن سلمان لهذا الطلب كإحدى أوراق المساومة لإقامة علاقات مع إسرائيل، تشير إلى الدرجة العالية من القلق السعودي بشأن أمن المملكة المستقبلي دون دعم الولايات المتحدة، كما تشير إلى خوفه من تخلي الولايات المتحدة عن الأمر"، كما ختم أوتاواي.
وبالإضافة إلى توقيع معاهدة دفاع، تفيد تقارير إعلامية أمريكية وإسرائيلية بأن ولي العهد السعودي يريد أيضا الحصول على أسلحة أمريكية أكثر تطورا ودعم لتشغيل دورة وقود نووي كاملة بما فيها تخصيب اليورانيوم داخل المملكة، بالإضافة إلى التزامات إسرائيلية نحو إقامة دولة فلسطينية.
ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم خمس دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب علاقات رسمية مع إسرائيل، التي تواصل احتلال أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان منذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967.
اقرأ أيضاً
ن. تايمز: أمريكا والسعودية تناقشان معاهدة دفاع مثل الآسيوية
المصدر | ديفيد أوتاواي/ مركز ويلسون للدراسات بواشنطن- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: السعودية محمد بن سلمان أمريكا معاهدة دفاع إيران الولایات المتحدة معاهدة دفاع بدون طیار بن سلمان
إقرأ أيضاً:
مجمع الملك سلمان العالمي" يختتم مؤتمر "اللغة العربية وتعزيز الهوية الوطنية السعودية"
اختتم مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية بالشراكة مع جامعة القصيم، فعاليات مؤتمر (اللغة العربية وتعزيز الهوية الوطنية السعودية)، الذي أُقيم برعاية صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، في مركز المؤتمرات بجامعة القصيم، وسط حضور نوعي من المسؤولين والأكاديميين والمختصين والمهتمين باللغة والثقافة الوطنية، ومشاركة أكثر من 20 جهة.
وثمَّن الأمين العام للمجمع الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي الدعم الذي يحظى به المجمع من صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة رئيس مجلس أمناء المجمع، مؤكدًا أن هذا المؤتمر يمثل إحدى المبادرات الحيوية لتعزيز حضور اللغة العربية في المؤسسات والمجتمع، وربطها بمسارات التنمية والهوية الوطنية وفق مستهدفات رؤية 2030.
وفي كلمته الافتتاحية قدم الوشمي شكره وتقديره لسمو أمير منطقة القصيم على رعايته لأعمال المؤتمر، ولجامعة القصيم دعمها المتواصل لقضايا اللغة العربية.
وأكَّد أن المجمع يعمل على مدّ الجسور مع جميع الجهات المعنية؛ لدعم اللغة العربية، وحمايتها، وترسيخ مكانتها عالميًّا؛ انطلاقًا من الدور المحوري الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية في تعزيزها.
وهدف المؤتمر إلى إبراز دور اللغة العربية في تعزيز الهوية الوطنية السعودية، ومناقشة التحديات التي تواجه هذا الدور الحيوي، واستعراض التجارب العالمية في تعزيز اللغات الوطنية، إضافةً إلى طرح المبادرات والمشروعات التي تدعم اللغة العربية، وتربطها بمسارات التنمية والهوية في المملكة العربية السعودية.
وتناول المؤتمر أربعة محاور علمية رئيسة؛ حيث ناقش المحور الأول دور الجهات الحكومية وغير الحكومية في تعزيز الهوية اللغوية، مع عرض جهود مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، ومبادرات دعم العربية. وناقش المحور الثاني السياسات اللغوية وأثرها في الهوية الوطنية، مستعرضًا مشروع (منظومة بيانات السياسات اللغوية العربية)، وأثر التشريعات والسياسات السعودية، مع تسليط الضوء على دور الإعلام في تمكين اللغة ضمن رؤية المملكة 2030.
في حين بحث المحور الثالث قضايا الأمن اللغوي ومهددات تمكين اللغة العربية، متضمنًا الحديث عن دور الأسرة، والتحديات المرتبطة باللغة الهجينة، ومزاحمة اللغات الأجنبية، واستعرض المحور الرابع تجارب دولية في تعزيز الهوية الوطنية، مع عرض نماذج من التجارب الإنجليزية والفرنسية والعربية عامة والسعودية خاصة، إضافةً إلى الإسبانية والصينية.
وصاحب المؤتمر معرض تعريفي بأبرز جهود المجمع والجهات المشاركة في دعم اللغة العربية، وربطها بالهوية الوطنية، استمر مدة يومين، وسط تفاعل واسع من المشاركين والزوار.
ويؤكد تنظيم المؤتمر التزام المجمع بدوره الإستراتيجي في قضايا اللغة والهوية، والحفاظ على اللغة العربية، وتعزيز حضورها في شتى مجالات التنمية والثقافة، ويبرز أيضًا الدور المحوري لجامعة القصيم في خدمة اللغة العربية تدريسًا وبحثًا؛ بواسطة برامج أكاديمية متخصصة، ومبادرات علمية تسهم في تطوير الدراسات اللغوية، وترسيخ الهوية الوطنية