«يعد بق الفراش مشكلة صحية عامة ويجب الإبلاغ عنها»، هذا ما طلبته مدينة باريس من الحكومة يوم الخميس 28 سبتمبر لمعالجة مشكلة بق الفراش بعد «العودة الكبيرة» لهذا النوع الطفيلي، وظهوره في دور السينما، والقطار فائق السرعة ومترو الأنفاق الباريسي أيضا. وأبلغ مستخدمو العديد من الأماكن العامة في منطقة باريس عن وجود هذا الطفيل في الأسابيع الأخيرة.

وتدفقت الشهادات فيما يتعلق بتواجده في القطارات ودور السينما والمكتبات، كما أوردت صحيفة «لو باريزيان»، حث مجلس مدينة باريس الدولة على التعبئة العامة، خاصة قبل وصول ملايين السياح لحضور الألعاب الأولمبية العام المقبل. ودعا النائب الأول لعمدة باريس، إيمانويل غريغوار، إلى تنظيم اجتماعات بشكل عاجل بين جميع المصالح المعنية من أجل نشر خطة عمل تتناسب مع هذه الآفة. واستجابة لهذا الطلب، كتب وزير النقل، كليمنت بيون، على الشبكة الاجتماعية X (تويتر السابق): «سألتقي الأسبوع المقبل مع مشغلي النقل لإبلاغهم بالإجراءات التي تم اتخاذها وكذا اتخاذ المزيد من الإجراءات لخدمة الركاب للطمأنينة والحماية». ويبدو أن هذه الزيادة في العاصمة والمدن الكبرى في فرنسا ليست أمرا غريبا، فقد اجتاح بق الفراش، الذي عاود الظهور منذ التسعينيات، أكثر من منزل واحد من كل عشرة منازل في فرنسا في السنوات الأخيرة. وقد كلف القضاء عليها الأسر الفرنسية 230 مليون يورو سنويًا بين عامي 2017 و2022، وفقًا لتقرير حديث صادر عن الوكالة الوطنية للأمن الصحي. وفي تصريحه يوضح عالم الحشرات المتخصص في بق الفراش، جان ميشيل بيرينجر، أن «عدد الإصابات بهذه الحشرات الصغيرة بحجم بذرة التفاح انخفض خلال جائحة فيروس كورونا لأنه لا يتحرك بمفرده، بل يستخدم ممتلكات الأشخاص. يسافر في الحقائب أو في الأمتعة. ومع استئناف السفر والسياحة الجماعية، ارتفع عدد الإصابات. وخلال الفترة ما بين سبتمبر أكتوبر يعرف أوجه». لكنه يوضح أنه «لا يوجد أي جديد فيما يحدث اليوم. في الماضي، تم العثور على بق الفراش في القطارات ودور السينما. لكن الشبكات الاجتماعية تساعد في إثارة الضجة وتسليط الضوء على هذه الظاهرة». ويشير الأخصائي إلى أن «البق يفضل الأماكن المظلمة. وعلى سبيل المثال، السينما هي مكان المعيشة المثالي لبق الفراش، لأنه يمكن أن يعض 24 ساعة في اليوم». أما المدير الفني لشركة متخصصة في التطهير، فريدريك توريل فيؤكد أن «الأمر لم يعد مسألة تتعلق بالنظافة. يمكن نقل بق الفراش إلى المنزل حتى بعد قضاء ليلة في فندق أو نزل. وهذا يكفي لغزو منزل بأكمله، مع الأخذ في الاعتبار أن بق الفراش يمكن أن يضع ما يصل إلى 500 بيضة سنويًا ويمكن أن يعيش لمدة تصل إلى 12 شهرًا دون تناول الطعام إذا كانت ظروف الرطوبة ودرجة الحرارة جيدة». وأوضح أنه من الممكن القضاء على هذا الطفيلي «حسب مرحلة تطوره وكثافته ومدى انتشاره وحينها يتم اختيار البروتوكول المناسب». وعن أفضل طرق الحماية، ينصح توريل «بوضع الأمتعة في كيس بلاستيكي أو استخدام رذاذ طارد للبعوض في الحقائب. وبعد الرحلة، من الممكن غسل الغسيل عند درجة حرارة 60 درجة أو تجميدها لمدة ثلاثة أيام».

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا بق الفراش

إقرأ أيضاً:

رمضان عند الأدباء| المسحراتي.. منبه الزمن الجميل الذي فقد سحره

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

لم يغفل الأدباء والروائيون عن توثيق المسحراتي في كتبهم تلك الشخصية الرمضانية الفريدة، فأبدعوا في تصويرها لدرجة جعلتنا نحب وصفهم للمسحراتي أكثر مما نراه في الواقع ومن هؤلاء الكتّاب أحمد بهجت، الذي جسّد المشهد ببراعة في مجموعته القصصية "صائمون والله أعلم". يصف بهجت المسحراتي وهو يمسك بقطعة جلد يضرب بها على طبلته في الثانية والنصف بعد منتصف الليل، مرددًا كلماته الشهيرة:
"لا أوحش الله منك يا شهر الصيام"، و "اصحَ يا نايم وحّد ربك".

لكن هذه الكلمات، التي كانت توقظ الجميع قديمًا، أصبحت الآن لا تفزع إلا القطط النائمة، بل حتى المسحراتي نفسه. فمع مرور الأيام وتكرار العبارات يوميًا، فقدت بريقها، كأنها ثوب قديم لم يعد يمنح دفئه في برد الشتاء. يسخر المسحراتي من مهمته، إذ لم تعد كلماته توقظ أحدًا، بعدما حلّت المنبّهات والتلفزيونات مكانه، على عكس الماضي، حيث كانت الشمس ساعة النهار والقمر ساعة الليل.

ويواصل بهجت وصفه لتلك الأيام الطيبة، عندما كان رمضان يجمع الناس في المساجد للعبادة، ثم إلى المقاهي للسهر، ثم إلى البيوت للراحة. حينها، كان القرّاء والمنشدون يحيون ليالي رمضان بالذكر والإنشاد وتلاوة قصص المولد، وكان للمسحراتي مكانة خاصة، فهو الوحيد الذي امتهن هذا العمل. أما اليوم، فقد أجبرته الظروف على العمل في مهن متعددة، لكنه لم يسلم من صخب الحياة وضجيجها، فباتت كلماته تضيع وسط زحام العصر الحديث.

يقول بهجت أن  المجتمع لم يعد  في حاجة حقيقية إلى ظاهرة المسحراتي كما كان في الماضي، فقد أصبحت التكنولوجيا الحديثة، من كهرباء وتلفزيون وإنترنت، تجعل الناس ساهرين حتى الصباح دون الحاجة لمن يوقظهم للسحور أو لصلاة الفجر ورغم ذلك، لا يزال للمسحراتي مكانة خاصة في قلوب الناس، ليس فقط لدوره التقليدي، ولكن لصوته العذب وحكمه ومقولاته التي ينسجها في مقطوعات موسيقية ممتعة، تحمل عبق الزمن الجميل.

مقالات مشابهة

  • برلماني: استقرار الدولار يدعم الاقتصاد.. والحكومة تواصل خطتها لتوفير العملة الصعبة
  • برلماني: 4 مصادر لزيادة الدخل القومي والحكومة تسابق الزمن لتحقيق التوازن النقدي
  • الرماد على رؤوس المصلين علامة على بداية زمن الصوم والتوبة
  • ذي قار مهددة بـانهيار صحي والحكومة المحلية توجه نداء استغاثة
  • إطلاق مخيم وَثِّق للأفلام الوثائقية لتمكين صناع السينما العمانيين
  • جهاز لوحي خارق يغزو الأسواق| سامسونج جالكسي تاب S10 FE.. المواصفات والسعر
  • الشرير وعازب السينما المصرية.. أسرار تعرفها لأول مرة في ذكرى ميلاد زكي رستم
  • مريض وملازم الفراش.. والد البلوجر هدير عبد الرازق يكشف رد فعل نجلته عقب الحكم
  • ياسر جلال: لا أسعى للبطولة المطلقة في السينما.. وجودر 2 كان أصعب من الجزء الأول
  • رمضان عند الأدباء| المسحراتي.. منبه الزمن الجميل الذي فقد سحره