الجزيرة تنقل قصة ناجية مما وصف بـ”يوم القيامة” في درنة
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
ليبيا – نقل تقرير ميداني نشره القسم الإخباري الإنجليزي في شبكة “الجزيرة” الإخبارية القطرية معاناة أحلام الزيني الناجية من الفيضانات.
التقرير الذي تابعته وترجمت المهم منه صحيفة المرصد نقل عن الزيني قولها:” الشيء الوحيد الذي تمكنت من رؤيته هو الماء وبحر ضخم يجتاح كل شيء في الحي شارعنا جيراننا بيتنا أمي وأبي أصوات الناس أطفال يبكون شاشات هواتف نقالة تتلاشى مع أصحابها وهم يغرقون”.
وقالت الزيني:”ما هو أسوأ من سماع الصراخ الصمت الذي يأتي بعده إنه هذا السلام المخيف الذي يطاردني اليوم فقد عشت وعمري الآن 39 عامًا مع ابني ووالدي وشقيقي في منزلنا المكون من طابقين في مدينة درنة حيث مررنا بشيء أشبه بيوم القيامة”.
وتابعت الزيني قائلة:”كان لدى قنوات محلية ووسائل تواصل اجتماعي أخبار عن العاصفة لكننا لم نكن نوليها الكثير من الاهتمام وظللنا نقول إنها عاصفة وسوف تمر وأسوأ شيء كنا نظن أنه سيحدث هو السجاد المبلل أو الأثاث التالف ولم نكن نتخيل أبدا أن الأمور ستكون أكثر خطورة”.
وأضافت الزيني بالقول:”قبل نحو نصف ساعة من ذهابنا إلى السرير سمعنا صفارات الإنذار فظننا أن هناك حالة طوارئ ونظرنا من الشرفة رأينا قوات الأمن تعتقل مجموعة من الشباب المتسكعين الذين دخلوا في مشاجرة مع الضباط”.
وقالت الزيني:”كان الجو مظلمًا تمامًا وكانت تظهر ومضات من البرق بين السحب بين الحين والآخر ولكن لم يكن هناك شيء ينذر بالسوء في الأمر فذهبنا إلى غرفنا واستلقيت بجانب ابني الصغير الذي كان ينام بجانبي منذ ولادته”.
وأوضحت الزيني قائلة:”ظننت أنها كانت ليلة كأي أخرى ولم تكن كذلك فبعد نحو نصف ساعة دوى صوت انفجار ودفعني إلى النهوض من السرير نزلت إلى الطابق السفلي ورأيت أن البوابة الخلفية المعدنية قد تمزقت بقصف الماء”.
وقالت الزيني:”ركضت إلى غرف إخوتي حتى يتمكنوا من مساعدتي وصرخت بأسمائهم لإيقاظهم وحتى ذلك الحين كنت لا أزال أعتقد أنه مجرد فيضان وكنت قلقة على أثاثنا أكثر من قلقي على حياتنا فاستيقظ الجميع إخوتي وأمي وأبي واجتمعنا غرفة المعيشة في الطابق السفلي”.
وتابعت الزيني بالقول:”أول الأشياء التي جرفتها المياه إلى الفناء كانت بعض السيارات التي دفعها السيل نحونا وفي غضون دقائق دفعتنا المياه أيضا ومع تدفق المياه إلى داخل المنزل، تناثرت الأسرة كالدمى وتم دفع والدي إلى إحدى الغرف بينما تم دفعي وإخوتي لغرفة المعيشة”.
وبينت الزيني قائلة:”لم نتمكن من الخروج فالغرف امتلأت بالمياه الباردة والشيء الذي أتذكره هو أنها كانت حلوة وليست من البحر فقد قالوا في الأخبار أن الخطر بحري وقاموا بإجلاء السكان الذين يعيشون بالقرب من السواحل”.
وقالت الزيني:”لم يدرك أحد أن الموت سيأتي من الجنوب وليس الشمال وأن السدود هي التي ستلقي بالجميع في البحر فقد كانت المياه مهيبة وفظيعة للغاية عندما تدفقت إلى المنزل وملأت الغرف وتشبثنا أنا وإخوتي بالثريا واختلط صراخنا مع صراخ جيراننا”.
ووصفت الزيني ما جرى بالقول:”كان جيراننا يتوسلون من أجل الخلاص ولكن بعد فترة تلاشت أصواتهم لقد وصل الماء إلى وجوهنا ولم يبق منا إلا أطراف أنوفنا نحاول التنفس ونطقت الشهادتين وكذلك فعل أيضا أخي منير وأخي الأصغر عصام كان صامتا تماما”.
وتابعت الزيني قائلة:”وصرخت عندما نظرت حولي ووجدته طافيا على الماء فاعتقدت أنه مات وسحبه منير ووجد أنه قد فقد وعيه بسبب الماء الذي كان باردا بشكل لا يمكن تصوره وتمكنا من وضعه على إحدى الأرائك التي كانت تطفو حولنا وهي محاولة يائسة”.
وقالت الزيني:”ومن ثم أدركت فجأة أن ابني كان لا يزال نائما في غرفتي في الطابق العلوي وبدأت أطرق على السقف بشكل هستيري محاولة إيقاظه ولم تكن هناك إجابة بغض النظر عن مدى قوة الضرب فتجمدت يدي وشعرت بخفة في جسدي وظننت أنها كانت النهاية”.
وأضافت الزيني قائلة:”كنت على يقين من ذلك فتشهدت مرة أخرى وأسلمت جسدي طاعة لما أراده الطوفان كان مثل الحلم ولكنها لم تكن النهاية إذ انحسرت المياه بعد ساعة ليس كثيرا ولكن بدرجة كافية حتى نتمكن من السباحة حول المنزل”.
وتابعت الزيني بالقول:”سبحنا إلى الغرف الأخرى للاطمئنان على بقية أفراد الأسرة وتركنا عصام فاقدا للوعي على الأريكة وذهب منير للاطمئنان على والدينا بينما صعدت أنا إلى الطابق العلوي حيث كان ابني”.
وقالت الزيني:”كان من الصعب جدا فتح باب الغرفة بالقوة وعندما تمكنت أخيرا من ذلك تدفقت كمية كبيرة من الماء وكادت أن تدفعني إلى أسفل الدرج ووجدت ابني فوق خزانة الملابس يرتجف ويبكي وقال ماما لماذا تركتني هنا فأسرعت وأنزلته وعانقته بشدة ثم خرجت معه من الغرفة”.
وبحسب التقرير تمكن الجيران من اختراق الجدار الفاصل بين منازلهم في محاولة يائسة للوصول إليهم فيما صعدت المجموعة معا إلى أبعد من ذلك محاولين الوصول إلى السطح لتجرف لهم المياه الراكدة جثة فتاة صغيرة لا يزيد عمرها عن 11 عاما.
وبين التقرير إن أي أحد لم يتعرف على الجثة فهي من حي آخر على ما يبدو لكن أحد الرجال حملها معهم إلى السطح فيما انضم بعد دقائق قليلة منير وعصام الذي كان قد استيقظ وكانت أم أحلام الميتة صامته وهادئة كما كانت دائما والأب جرفته المياه ومصيره مجهول.
وتابعت الزيني قائلة:” كان ذلك أسوأ وقت في حيات. لقد مررت بالكثير في هذه المدينة بالحروب وتنظيم داعش الإرهابي الذي اغتال زوجي ولكن هذا لا لم يكن هذا مثل أي شيء من قبل كان مثل كابوس شارعنا جيراننا بيوتنا أمي وأبي ذهبوا في غمضة عين”.
ترجمة المرصد – خاص
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
شادي الزيني : تلقينا تكليفًا من الرئاسة بإعداد مخطط مستدام لإعمار قطاع غزة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تحدث الدكتور شادي الزيني، استشاري التخطيط العمراني وعضو فريق إعداد مخطط إعادة إعمار غزة، عن انطلاق عملية إعادة الإعمار في القطاع ، مؤكدًا، أنها جاءت بناءً على تكليف من مؤسسة الرئاسة لوزارة التعليم العالي بإعداد مخطط شامل ومستدام للإعمار.
وقال الزينى في لقاء خاص مع الإعلامي عمرو خليل عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنه جرى تشكيل فريق عمل متخصص من مختلف الجامعات المصرية نظرًا لما تتمتع به من خبرة واسعة في المشاريع القومية المشابهة لهذا المشروع الكبير، وكان وزير التعليم العالي نفسه على رأس هذه المجموعة.
وأكد أن العمل كان مستمرًا على مدار الساعة لإعداد المخطط على أسس علمية دقيقة، مع الأخذ في الاعتبار الوضع الراهن للقطاع.
وأشار الزيني إلى أن الوصول إلى خطة منطقية وقابلة للتنفيذ يتطلب رصدًا دقيقًا للوضع الحالي، حيث تم التنسيق مع جهاز المخابرات العامة خلال مراحل العمل المختلفة للحصول على جميع البيانات اللازمة عن الوضع الفعلي على الأرض، وجرى تحليل ودراسة جميع التقارير والدراسات السابقة المتعلقة بقطاع غزة من مختلف الجهات ذات الصلة.