ليبيا – نقل تقرير ميداني نشره القسم الإخباري الإنجليزي في شبكة “الجزيرة” الإخبارية القطرية معاناة أحلام الزيني الناجية من الفيضانات.

التقرير الذي تابعته وترجمت المهم منه صحيفة المرصد نقل عن الزيني قولها:” الشيء الوحيد الذي تمكنت من رؤيته هو الماء وبحر ضخم يجتاح كل شيء في الحي شارعنا جيراننا بيتنا أمي وأبي أصوات الناس أطفال يبكون شاشات هواتف نقالة تتلاشى مع أصحابها وهم يغرقون”.

وقالت الزيني:”ما هو أسوأ من سماع الصراخ الصمت الذي يأتي بعده إنه هذا السلام المخيف الذي يطاردني اليوم فقد عشت وعمري الآن 39 عامًا مع ابني ووالدي وشقيقي في منزلنا المكون من طابقين في مدينة درنة حيث مررنا بشيء أشبه بيوم القيامة”.

وتابعت الزيني قائلة:”كان لدى قنوات محلية ووسائل تواصل اجتماعي أخبار عن العاصفة لكننا لم نكن نوليها الكثير من الاهتمام وظللنا نقول إنها عاصفة وسوف تمر وأسوأ شيء كنا نظن أنه سيحدث هو السجاد المبلل أو الأثاث التالف ولم نكن نتخيل أبدا أن الأمور ستكون أكثر خطورة”.

وأضافت الزيني بالقول:”قبل نحو نصف ساعة من ذهابنا إلى السرير سمعنا صفارات الإنذار فظننا أن هناك حالة طوارئ ونظرنا من الشرفة رأينا قوات الأمن تعتقل مجموعة من الشباب المتسكعين الذين دخلوا في مشاجرة مع الضباط”.

وقالت الزيني:”كان الجو مظلمًا تمامًا وكانت تظهر ومضات من البرق بين السحب بين الحين والآخر ولكن لم يكن هناك شيء ينذر بالسوء في الأمر فذهبنا إلى غرفنا واستلقيت بجانب ابني الصغير الذي كان ينام بجانبي منذ ولادته”.

وأوضحت الزيني قائلة:”ظننت أنها كانت ليلة كأي أخرى ولم تكن كذلك فبعد نحو نصف ساعة دوى صوت انفجار ودفعني إلى النهوض من السرير نزلت إلى الطابق السفلي ورأيت أن البوابة الخلفية المعدنية قد تمزقت بقصف الماء”.

وقالت الزيني:”ركضت إلى غرف إخوتي حتى يتمكنوا من مساعدتي وصرخت بأسمائهم لإيقاظهم وحتى ذلك الحين كنت لا أزال أعتقد أنه مجرد فيضان وكنت قلقة على أثاثنا أكثر من قلقي على حياتنا فاستيقظ الجميع إخوتي وأمي وأبي واجتمعنا غرفة المعيشة في الطابق السفلي”.

وتابعت الزيني بالقول:”أول الأشياء التي جرفتها المياه إلى الفناء كانت بعض السيارات التي دفعها السيل نحونا وفي غضون دقائق دفعتنا المياه أيضا ومع تدفق المياه إلى داخل المنزل، تناثرت الأسرة كالدمى وتم دفع والدي إلى إحدى الغرف بينما تم دفعي وإخوتي لغرفة المعيشة”.

وبينت الزيني قائلة:”لم نتمكن من الخروج فالغرف امتلأت بالمياه الباردة والشيء الذي أتذكره هو أنها كانت حلوة وليست من البحر فقد قالوا في الأخبار أن الخطر بحري وقاموا بإجلاء السكان الذين يعيشون بالقرب من السواحل”.

وقالت الزيني:”لم يدرك أحد أن الموت سيأتي من الجنوب وليس الشمال وأن السدود هي التي ستلقي بالجميع في البحر فقد كانت المياه مهيبة وفظيعة للغاية عندما تدفقت إلى المنزل وملأت الغرف وتشبثنا أنا وإخوتي بالثريا واختلط صراخنا مع صراخ جيراننا”.

ووصفت الزيني ما جرى بالقول:”كان جيراننا يتوسلون من أجل الخلاص ولكن بعد فترة تلاشت أصواتهم لقد وصل الماء إلى وجوهنا ولم يبق منا إلا أطراف أنوفنا نحاول التنفس ونطقت الشهادتين وكذلك فعل أيضا أخي منير وأخي الأصغر عصام كان صامتا تماما”.

وتابعت الزيني قائلة:”وصرخت عندما نظرت حولي ووجدته طافيا على الماء فاعتقدت أنه مات وسحبه منير ووجد أنه قد فقد وعيه بسبب الماء الذي كان باردا بشكل لا يمكن تصوره وتمكنا من وضعه على إحدى الأرائك التي كانت تطفو حولنا وهي محاولة يائسة”.

وقالت الزيني:”ومن ثم أدركت فجأة أن ابني كان لا يزال نائما في غرفتي في الطابق العلوي وبدأت أطرق على السقف بشكل هستيري محاولة إيقاظه ولم تكن هناك إجابة بغض النظر عن مدى قوة الضرب فتجمدت يدي وشعرت بخفة في جسدي وظننت أنها كانت النهاية”.

وأضافت الزيني قائلة:”كنت على يقين من ذلك فتشهدت مرة أخرى وأسلمت جسدي طاعة لما أراده الطوفان كان مثل الحلم ولكنها لم تكن النهاية إذ انحسرت المياه بعد ساعة ليس كثيرا ولكن بدرجة كافية حتى نتمكن من السباحة حول المنزل”.

وتابعت الزيني بالقول:”سبحنا إلى الغرف الأخرى للاطمئنان على بقية أفراد الأسرة وتركنا عصام فاقدا للوعي على الأريكة وذهب منير للاطمئنان على والدينا بينما صعدت أنا إلى الطابق العلوي حيث كان ابني”.

وقالت الزيني:”كان من الصعب جدا فتح باب الغرفة بالقوة وعندما تمكنت أخيرا من ذلك تدفقت كمية كبيرة من الماء وكادت أن تدفعني إلى أسفل الدرج ووجدت ابني فوق خزانة الملابس يرتجف ويبكي وقال ماما لماذا تركتني هنا فأسرعت وأنزلته وعانقته بشدة ثم خرجت معه من الغرفة”.

وبحسب التقرير تمكن الجيران من اختراق الجدار الفاصل بين منازلهم في محاولة يائسة للوصول إليهم فيما صعدت المجموعة معا إلى أبعد من ذلك محاولين الوصول إلى السطح لتجرف لهم المياه الراكدة جثة فتاة صغيرة لا يزيد عمرها عن 11 عاما.

وبين التقرير إن أي أحد لم يتعرف على الجثة فهي من حي آخر على ما يبدو لكن أحد الرجال حملها معهم إلى السطح فيما انضم بعد دقائق قليلة منير وعصام الذي كان قد استيقظ وكانت أم أحلام الميتة صامته وهادئة كما كانت دائما والأب جرفته المياه ومصيره مجهول.

وتابعت الزيني قائلة:” كان ذلك أسوأ وقت في حيات. لقد مررت بالكثير في هذه المدينة بالحروب وتنظيم داعش الإرهابي الذي اغتال زوجي ولكن هذا لا لم يكن هذا مثل أي شيء من قبل كان مثل كابوس شارعنا جيراننا بيوتنا أمي وأبي ذهبوا في غمضة عين”.

ترجمة المرصد – خاص

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

ناهد السباعي تكشف مفاجأة عن رحيل الفنان أشرف عبد الغفور

أكدت الفنانة ناهد السباعي أن مسلسل "نقطة سوداء" جذبها منذ اللحظة الأولى لقراءته، قائلة: "شدني جدًا وأنا بقرأه، وتحمست له جدًا."

مسلسل "نقطة سوداء" جذبني  منذ اللحظة الأولى لقراءته، و، وتحمست له جدًا."


وخلال لقائها في برنامج "كلمة أخيرة"، الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة ON، أوضحت أن المسلسل ينتمي إلى فئة الأعمال الطويلة المكونة من خمسين حلقة، معلقة: "جمهورنا متنوع، ولكل شخص ذوقه الخاص. هناك من يفضل الأعمال الطويلة، وآخرون يفضلون المسلسلات القصيرة ذات 7 أو 15 حلقة. في النهاية، هناك جمهور لكل نوع من الأعمال، وأنا أرغب في الوصول إلى الجميع."


وأضافت أنها لم تكن تتخيل أن جمهور المسلسلات الطويلة بهذه الضخامة، قائلة: "المسلسل حقق نجاحًا كبيرًا وتفاعل الناس معه بشكل لم أكن أتوقعه."


كما لفتت إلى أن شخصية منال السيوفي التي جسدتها في المسلسل كانت علامة فارقة في مسيرتها الفنية، نظرًا للحب الكبير الذي تلقته من الجمهور تجاه هذه الشخصية، مضيفة: "ردود أفعال الناس أذهلتني! لم أكن أتخيل هذا التأثير، خاصة أن المسلسل يتكون من خمسين حلقة، وهو أمر مرهق جدًا وشاق."

 

شخصية "منال السيوفي" تشبهني في المقاومة والمعافرة وشفت خبطات كتيرة في حياتي وعدت

وعندما سألتها الإعلامية لميس الحديدي عن شخصية منال السيوفي، قائلة: "ما يميزها أنها تقع وتنهض من جديد وتكمل طريقها، هل تشبهك ناهد السباعي في هذه النقطة؟" أجابت:"بالفعل، تشبهني كثيرًا. لقد مررت بخيبات وسقطات عديدة في حياتي، لكن في النهاية، الحمد لله، أواصل الطريق."


كشفت ناهد السباعي مفاجأة حول تأثير رحيل الفنان الكبير أشرف عبد الغفور قبل استكمال تصوير آخر أعماله الفنية "نقطة سوداء"، قائلة: "من أصعب اللحظات كان رحيله قبل أن يستكمل العمل، وأصعب ما في الأمر أن آخر مشهد له كان معي.

 

 وبالمناسبة، هو القاتل في القصة، وكان له تأثير كبير في مجريات الأحداث، لكن القصة كلها تغيرت بعد وفاته."


واستطردت: "كنت مرهقة جدًا أثناء التصوير، خاصة أن آخر مشهد له كان معي، وبعدها بخمسة أيام فقط رحلت والدتي، وكنت حينها في لبنان وسط ظروف الحرب، ولم أتمكن من العودة إلى مصر."

مريم الخشد أخبرتني في لبنان بوفاة امي ولم أنهار في بداية الخبر  وكنت حزينة ومرفتش أرجع مصر بسبب الحرب

كشفت ناهد السباعي تفاصيل الأيام الأخيرة لوالدتها، قائلة: "كنت أعلم أنها كانت مريضة جدًا، لكنها عزلت نفسها لأنها لم تكن تحب أن يراها أحد في لحظة ضعف."


وعن تلقيها خبر الوفاة، أوضحت: "تلقيت الخبر من صديقتي مريم الخُشُد، لكنها لم أستوعب الأمر في البداية بسبب الصدمة. لم أنهَر كما توقعت، بعكس ما حدث عندما فقدت والدي وأخي."


وأردفت: "بعد فترة، كنت أحاول الذهاب إلى أماكن تحمل لي ذكريات مع والدتي الراحلة، لكنني كنت أنهار بشكل مفاجئ. وقت العزاء والوفاة، شعرت بضيق شديد، لكنني لم أستطع البكاء، وحاولت العودة إلى مصر، لكن الظروف منعتني."


اختتمت حديثها بقولها: "أدركت حينها أن عدم وجودي في مصر كان ترتيبًا إلهيًا، لأن الله يعلم أنني لن أتحمل تلك اللحظة. شعرت بأنه كان يرحمني من هذا الألم، وأنا مقتنعة بأن أمي لا تزال معي بروحها."

مقالات مشابهة

  • أميركا تفرض عقوبات على أفراد وسفن تنقل نفطا إيرانيا للصين
  • تصريحات مصرية جديدة رافضة لخطة ترامب “للتهجير” 
  • ترامب يفرض عقوبات على سفن وأفراد تنقل النفط الإيراني
  • رئيس البرلمان التركي يعلق على خطة ترامب بشأن غزة.. ستبقى إلى يوم القيامة للفلسطينيين
  • مضوي: “هزيمتنا في مباراة الكأس كانت مرة وأولمبيك أقبو استحق تأهله”
  • ما قصة الفطور الذي سبق تفجير “خلية الأزمة” بسوريا؟.. وزير الداخلية الأسبق يكشف التفاصيل
  • العدو الصهيوني يقتحم بلدات حزما وسلوان والعيسوية ويغلق حاجزا تياسير والحمرا
  • ناهد السباعي تكشف مفاجأة عن رحيل الفنان أشرف عبد الغفور
  • في رحيل الجنرال الذي أغتالته “إسرائيل” 100 مرة!!
  • جمل “معصوب العينين” يقدّم المياه للزوار في القيروان التونسية