اللعنة حينما لا ينفع معها السلاح وحده
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
الحوثي هو اللعنة التي حلت باليمن ..
وكغيرها من اللعنات التي حلت بكثير من الأمم وأدت الى خرابها ، كما يحدثنا التاريخ ، فإن السبب يعود إلى أن رهطاً من تلك الأمم تسنموا عجلة القيادة وأفسدوا في الأرض ، وكانوا سبباً فيما حل بأقوامهم من اللعنات والخراب ..
لا يعرف التاريخ أن أياً من تلك اللعنات التي حلت بتلك الأمم قد تم مواجهتها بالسلاح فقط دون تطهيرها من الأسباب التي أدت إليها ، ذلك أن للسلاح غاية لا تقتصر على سفك الدم ، بل تتعدى ذلك إلى معادل جوهري لمعنى الحياة في علاقتها بالقيم والاخلاق والسلوك والمعرفة .
لا يمكن لهذه اللعنة الخبيثة التي حلت باليمن أن تُقَاوم بالسلاح فقط ، وإنما بإكساب السلاح معنى يليق بالأهداف التي تتصدرها تصفية الأسباب التي أورثت البلاد تلك اللعنة .
إن اجتثاث هذه اللعنة التي حلت باليمن تحتاج إلى تعظيم الوطن في السلوك العام والخاص ، تعظيمه بالتخلص من الموروث السياسي الذي ألحق بالبنى السياسية والاجتماعية هذا التفكك وأثره الخطير في منع قيام مشروع وطني متماسك للمقاومة ، تعظيمه في الهدف من المقاومة من خلال التمسك ببناء وطن يسوده الإخاء والعدل والحرية والتعايش والمساواة ، تعظيمه بنبذ التمييز بين الناس على أساس عرقي أو اجتماعي أو طبقي أو لون أو معتقد ، تعظيمه بتعظيم حق الانسان في تقرير خياراته السياسية في إطار الاعتراف بأن الشعب هو مصدر السلطة ومالكها .
بهذا المعنى فقط يستطيع السلاح أن يصبح قوة لبناء الحياة ، تتطهر بها الأمة من اللعنة التي حلت بها ، وتتهاوى أمامها كل الجسور التي أقامتها تلك اللعنة مع ماضيها المظلم .
المصدر: المشهد اليمني
كلمات دلالية: التی حلت
إقرأ أيضاً:
رمضان زمان.. حكايات على ضوء الفانوس| «عائلة الحاج متولى».. حينما أصبح تعدد الزوجات قضية الموسم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قبل أن تتحول الشاشة إلى ساحة سباق محموم، كان رمضان زمان يأتي ومعه سحر خاص، حيث كانت المسلسلات جزءًا أصيلًا من طقوس الشهر الكريم، لا مجرد عروض تملأ الفراغ، كنا ننتظر دقات الساعة بعد الإفطار لنلتف حول التلفزيون، نتابع الحلقات بشغف، ونحفظ تترات المسلسلات عن ظهر قلب، كأنها نشيد مقدس يعلن بداية الحكاية.
من «ليالي الحلمية» إلى «بوابة الحلواني»، ومن «هند والدكتور نعمان» إلى «رحلة السيد أبو العلا البشري»، كانت الدراما تلمس قلوب المشاهدين، تحكي عنهم، تناقش همومهم، وتضيء واقعهم بصدق وبساطة. لم تكن مجرد مشاهد عابرة، بل كانت انعكاسًا لأحلام واحتياجات جمهور كان يبحث عن الدفء، عن الفن الذي يشبهه، عن قضايا تُروى بعمق دون صخب.
رمضان زمان لم يكن مجرد موسم درامي، بل كان موعدًا مع الإبداع الأصيل، حيث اجتمع الكبار والصغار أمام الشاشة، ليشاهدوا فنًّا يحترم عقولهم، ويسافر بهم إلى عالم من المشاعر الحقيقية. واليوم، وسط زحام الإنتاجات الحديثة، يبقى الحنين لتلك الأيام حاضرًا، حيث كانت المسلسلات ليست مجرد أعمال درامية، بل ذكريات محفورة في الوجدان.
في رمضان 2001، ظهر مسلسل استطاع أن يجمع بين الكوميديا والدراما الاجتماعية، ليصبح حديث الشارع المصري والعربي، «عائلة الحاج متولي» لم يكن مجرد مسلسل، بل كان حالة فريدة أشعلت النقاشات حول الزواج، والعدل بين الزوجات، وطريقة إدارة العائلات الكبيرة.
دارت أحداث المسلسل حول الحاج متولي، الرجل العصامي الذي بدأ حياته من الصفر، حتى أصبح من كبار تجار الأقمشة. لكنه لم يكتفِ بنجاحه في العمل، بل قرر خوض تجربة الزواج المتعدد، حيث يتزوج أكثر من مرة، وتتصاعد الأحداث بين زوجاته وأبنائه في إطار يجمع بين الكوميديا والصراعات العائلية.
ما جعل القصة مثيرة أن الحاج متولي لم يكن ظالمًا أو شريرًا، بل كان نموذجًا لرجل يجتهد في تحقيق العدل بين زوجاته، رغم المشاكل التي لا تنتهي داخل القصر الكبير. المسلسل قدّم شخصية «متولي» بأسلوب جعل الجمهور ينقسم حوله، فهناك من تعاطف معه، ومن انتقده بشدة، مما جعل العمل أحد أكثر المسلسلات جدلًا في رمضان.
منذ عرض أولى حلقاته، أصبح «عائلة الحاج متولي» ظاهرة اجتماعية قبل أن يكون مجرد مسلسل، حيث بدأ الجمهور يتحدث عن الزواج المتعدد وكأنه حدث يومي، بل ظهرت في بعض الصحف حالات لرجال قرروا تقليد الحاج متولي حينها وحقق المسلسل نسبة مشاهدة قياسية، وأصبح حديث البيوت والمقاهي، لدرجة أن الجميع كان ينتظر الحلقات ليعرف كيف سيدير متولي خلافات زوجاته، وما هي خطوته القادمة. كما أن نهاية المسلسل ظلت واحدة من أكثر النهايات غير المتوقعة في تاريخ الدراما، حيث انقلبت الطاولة على الحاج متولي، مما جعل المشاهدين في حالة من الدهشة بعد 30 حلقة من الأحداث المتسارعة.
وفي تلك الفترة، كانت المسلسلات الرمضانية تترك أثرًا لا يُنسى، وكان «عائلة الحاج متولي» من الأعمال التي ظل تأثيرها ممتدًا لسنوات. فالجمهور لم يكن يتابع الحلقات فقط، بل كان يناقش القصة وكأنها واقعية، مما جعل المسلسل جزءًا من ذاكرة رمضان، حينما كانت الدراما قادرة على تحريك المجتمع وإثارة الجدل حول قضاياه.
رغم مرور أكثر من 20 عامًا على عرضه، لا يزال «عائلة الحاج متولي» حاضرًا في أذهان المشاهدين، كأحد أنجح الأعمال التي جمعت بين الترفيه والإثارة، وقدّمت نموذجًا دراميًا مختلفًا عن الشكل التقليدي لمسلسلات رمضان زمان.
والمسلسل كان تأليف مصطفى محرم، الذي أبدع في خلق حبكة اجتماعية مثيرة، وإخراج محمد النقلي، الذي قدّم العمل بإيقاع سريع ومشوّق، ومن بطولة نور الشريف، ماجدة زكي، غادة عبد الرازق، سمية الخشاب، مونيا، فادية عبد الغني، مصطفى شعبان.