السياحة في تونس: قطاع يدرُّ ذهبا.. لكنه يُدار بالزغاريد والرقص!
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
يبدو أن قطاع السياحة لم يغيّر من تقاليده وحافظ المشرفون عليه على طرق ''بدائية'' سُجّلت منذ سنوات لاستقبال الوافدين من السياح، وهو ما تطرق إليه رئيس الجمهورية قيس سعيد في اللقاء الذي جمعه بوزير السياحة محمد معز بلحسن مساء الاثنين، حيث انتقد طريقة استقبال السياح بالزغاريد وبالرقص، معتبرا ذلك "مظهرا مخلّا بكرامة الشعب التونسي".
ووصف رئيس الدولة السياحة بـ ''القطاع الحيوي الذي يدرّ مداخيل هامة''، داعيا الى ضرورة تطويره والنهوض به.
ورغم الأهمية الكبيرة للقطاع والمثبتة بالأرقام إلا أن الأساليب لم تتغير.. مازال ''الطبال والزّكار'' وسيلة للترحاب بالأجانب من طرف الديوان الوطني للسياحة ووكالات الأسفار، كما لم يقع التخلي عن الأنشطة السياحية ذاتها داخل النزل وخارجها.. فالفلكلور التونسي والجمال يغزوان الشواطئ والمناطق السياحية سنويا دون أيّ تغيير أو تجديد في مشهد صار مألوفا.
فهذا النموذج التونسي الذي يتلخص في السياحة الشاطئية والصحراوية والاستشفائية.. استُنزِف رغم الكفاءات والأفكار التي تزخر بها البلاد، في ظل منافسة عالمية شديدة.
سياحة تستهدف أصحاب الدخل الضعيف
المراقب للأرقام والمعطيات حول عدد الوافدين، يلاحظ أن تونس تتوجه إلى البلدان الأكثر قربا على غرار أوروبا والمغرب العربي وتخص الفئة العمرية بين الـ60 فما فوق، لكنها فشلت في جلب سياح من مناطق بعيدة ممن يتمتعون بمقدرة شرائية مرتفعة، والذين يختارون بلدانا أخرى بحثا عن الرفاهية والتنوع والاختلاف على غرار بلدان الخليج والمغرب وتركيا وغيرها من الوجهات الأخرى..
ومعلوم أيضا أن السياحة في تونس باتت تستهدف الأوروبيين من أصحاب الدخل الضعيف الذين يختارون البلاد للتمتع بحرارة الشمس على الشواطئ بأسعار ''رخيصة وتفاضلية''، وتكون العملية عبر وسطاء عالميين لم يعملوا طيلة السنوات الأخيرة سوى على زيادة هامش أرباحهم فقط.
فهل أصبحت ملامح السياحة في تونس ثابتة.. وهل جعلتها غير قادرة على منافسة الوجهات الأخرى؟
السياحة أحد دعائم الاقتصاد لكن..
يعد القطاع السياحي أحد دعائم الاقتصاد التونسي وركيزته الأساسية بالنظر إلى المداخيل الهامة التي يوفرها، وحسب أحدث إحصائيات البنك المركزي التونسي، فقد بلغت مداخيل السياحة إلى حدود 20 سبتمبر 5628.9 مليون دينار، مسجلة ارتفاعا بـ 1744.6 مليون دينار مقارنة بالتاريخ ذاته من السنة الفارطة حيث قدرت المداخيل في تلك الفترة بـ 3884.3 مليون دينار، في انتظار تحقيق الأرقام ذاتها التي كان يحققها القطاع قبل جائحة كورونا.
كما يشار إلى أن هذا الارتفاع في مداخيل السياحة بالإضافة إلى مداخيل الشغل المتراكمة، أي تحويلات التونسيين بالخصوص، مكّنا من تغطية خدمة الدين الخارجي والتي بلغت يوم 20 سبتمبر 7264 مليون دينار مقارنة بـ6240.4 مليون دينار تم تسجيلها في نفس الفترة من السنة الماضية.
أكثر من 6 ملايين سائح هذا الموسم ..
بلغ عدد السياح الذين زاروا تونس منذ بداية العام الجاري وإلى غاية 10 سبتمبر، 6.5 ملايين سائح، وفق ما أكده وزير السياحة محمد المعز بلحسين في تصريح لموزاييك، استنادا إلى إحصائيات الإدارة العامة للحدود والأجانب بوزارة الداخلية.
وأوضح الوزير أنّ عدد السياح ارتفع بـ 60 بالمائة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، ويوازي هذا الرقم مؤشرات ما قبل جائحة كورونا (2019) من حيث عدد الوافدين.
وبين أهمية القطاع السياحي بالنسبة للاقتصاد الوطني حيث يمثل حوالي 10% من الانتاج الداخلي الخام وله قدرة تشغيلية عالية وتأثير على قطاعات اقتصادية اخرى.
صورة مقرفة في استقبال السياح ..
يذكر أن رئيس الجمهورية قيس سعيّد انتقد خلال لقائه بوزير السياحة محمد معز بلحسين، في قصر قرطاج، مساء الاثنين 2 أكتوبر 2023 طريقة استقبال السياح في تونس بالزغاريد والرقص، معتبرا أن ذلك "مظهر مخلّ بكرامة الشعب التونسي".
وقال سعيّد: ''صور مقرفة تتمثّل في استقبال السياح بالرقص والزغاريد، وهو ما يمسّ من كرامة التونسيين.. لم نرَ مثل هذه المظاهر في دول أخرى أثناء استقبال التونسيين''.
ووصف رئيس الدولة السياحة بـ ''القطاع الحيوي الذي يدرّ مداخيل هامة''، داعيا الى ضرورة تطويره والنهوض به.
*غادة مالكي
المصدر: موزاييك أف.أم
كلمات دلالية: استقبال السیاح ملیون دینار فی تونس
إقرأ أيضاً:
انقطاع الكهرباء عن غزة.. شلّ كافة مرافق الحياة
#سواليف
يشهد قطاع #غزة المحاصر #أزمة_إنسانية متفاقمة نتيجة استمرار #انقطاع #التيار_الكهربائي منذ اندلاع #الحرب في 7 أكتوبر 2023، ما أدى إلى #شلل شبه كامل في مختلف مناحي الحياة، لا سيما في قطاعي #الصحة و #المياه. يأتي ذلك في ظل تصعيد إسرائيلي متواصل، يشمل فرض المزيد من #العقوبات_الجماعية التي تهدد حياة ملايين المدنيين في القطاع.
اليوم الخميس، أكد مدير العلاقات العامة في شركة توزيع الكهرباء في قطاع غزة محمد ثابت، أن انقطاع الكهرباء عن القطاع المحاصر، مستمر منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023.
وقال ثابت في تصريحات له، إن “الاحتلال قطع الكهرباء عن محطة تحلية مياه تم إمدادها بحوالي 5 كيلو واط من منظمات دولية، وكانت تخدم مليون نازح وتوفر لهم المياه العذبة، وتم تشغيلها في 14 ديسمبر 2024 قبل أن يقرر الاحتلال إيقافها”.
مقالات ذات صلة حراك جامعة اليرموك: علامات استفهام كثيرة حول دائرة الاستشارة المحيطة بـ “الرئيس” 2025/03/10وأضاف: “جميع مرافق الحياة في غزة شبه مشلولة بسبب انقطاع الكهرباء، خصوصا في قطاعي الصحة والمياه”، مشددا على أن نقص مياه الشرب يهدد بانتشار الأمراض والأوبئة بشكل كبير”.
يذكر أنه في 9 مارس الجاري، أعلن الاحتلال الإسرائيلي، وقف تزويد الكهرباء لقطاع غزة، ما سيؤدي إلى توقف فوري لتدفّق التيار الكهربائي إلى القطاع الفلسطيني المحاصر.
كما نقلت القناة الإسرائيلية 12 عن مسؤولين إسرائيليين، قولهم، إن الخطوة المقبلة هي قطع الماء عن غزة. ويوم الإثنين الماضي، هدد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، بقطع إمدادات المياه والكهرباء عن قطاع غزة، مشددا على ضرورة “فتح أبواب الجحيم” عبر هجوم عسكري واسع النطاق يؤدي إلى “احتلال القطاع”.
وفي المقابل، دعا وزير الأمن القومي السابق إيتمار بن غفير، إلى قصف مخازن المساعدات الإنسانية في غزة، مشددا على أن إسرائيل “يجب أن تقوم في تجويع مقاتلي حماس وأنصارهم” المدنيين قبل استئناف الحرب على القطاع.
وفي تصريحات سابقة لـ “شبكة قُدس”، قالت شركة كهرباء غزة، إن قرار الاحتلال الأخير القاضي بقطع الكهرباء عن قطاع غزة؛ له تداعيات خطيرة وكارثية على الأهالي في قطاع غزة. مضيفة وقف الكهرباء عن محطة تحلية المياه سيؤدي إلى شحّ كبير في المياه وهو ما سيؤدي بالأهالي للتوجه للاعتماد على المياه غير الصالحة للشرب.
وأكدت، أن تبعات القرار ستؤثر على ارتفاع نسبة التلوث في قطاع غزة لأن هذه الكهرباء تشغل مضخة المياه العادمة ومحطات المعالجة وستضطر البلديات إلى التخلص من هذه المياه في البحر ما سيزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض والأوبئة.
وأشار إلى أن زيادة احتمالية الإصابة بالأمراض والأوبئة جراء القرار ستزيد بدورها من الضغط على القطاع الصحي الذي يعاني جراء الحرب.
ومنذ بداية الحرب، يعاني قطاع غزة من انقطاع متواصل في الكهرباء جراء الحصار والقيود الإسرائيلية، حيث تجاوزت خسائر قطاع الكهرباء منذ بداية الحرب 450 مليون دولار.
ووفق كهرباء غزة، فإن 70% من شبكات توزيع الكهرباء مدمرة بشكل كامل جراء الحرب، كما أن 90% من مستودعات شركة توزيع الكهرباء مدمرة بالكامل، كما أن 80% من آليات شركة توزيع الكهرباء مدمرة بشكل كامل جراء الحرب، و100% من القطاع التجاري متوقف بالإضافة إلى قطاع التشغيل. وذكر، أن 51 شهيدا ارتقوا ضمن صفوف كوادر وموظفين شركة توزيع الكهرباء.
وحذرت المقررة الأممية الخاصة بحالة حقوق الإنسان في فلسطين، فرانشيسكا ألبانيز، من أن قطع الكهرباء عن غزة يؤدي إلى توقف محطات تحلية المياه، مما ينذر بإبادة جماعية، منتقدة عدم فرض عقوبات على إسرائيل.