وثيقة أمريكية تكشف عن مخاوف من الفساد المستشري في أوكرانيا
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
حذرت وثيقة استراتيجية أمريكية مسربة عن أوكرانيا متعلقة بخطط محددة لإصلاح المؤسسات، من أن الدعم الغربي معلق بخفض مستويات الفساد في الدولة، بحسب ما ذكرت مجلة "بوليتكو" الأمريكية.
وقالت المحلة إن "المسؤولين في إدارة بايدن قلقون كثيرا على الفساد في أوكرانيا أكثر مما يتحدثون عنه علنا، مضيفة أن "الوثيقة الحساسة وليس السرية كشفت عن خطة أمريكية طويلة الأمد لمساعدة كييف التخلص من المخالفات وإصلاح قطاعات متعددة من المؤسسات الأوكرانية".
وحذرت الوثيقة من أن "الفساد قد يكون سببا في تخلي الدول الغربية عن دعم أوكرانيا في قتالها ضد روسيا".
وأشارت الوثيقة إلى أن "المفاهيم بشأن الفساد على مستويات عالية قد يضعف ثقة القادة العامين في أوكرانيا والأجانب بحكومة الحرب في كييف".
وفي تعليق المجلة على الوثيقة، قالت إن "تحليلها أكثر قتامة من تلك التي نشرتها وزارة الخارجية قبل شهر وبدون ضجة"، مضيفة أنها جاءت بعنوان "استراتيجية البلد المتكاملة"، وهي أطول بثلاث مرات من نسخة وزارة الخارجية وتحتوي على تفاصيل كثيرة حول أهداف أمريكا في أوكرانيا، من خصخصة بنوكها إلى مساعدة مدارسها لكي تعلم الإنجليزية وتشجيع جيشها على تبنى بروتوكولات الناتو وأساليبه العسكرية، وتم تصميم العديد من أهدافها لتخفيض الفساد الذي يخرب البلد.
وقالت المجلة إن "نشر الوثيقة الهادئ على موقع وزارة الخارجية وتخصيص اللغة الناقدة للنسخة السرية جاء ليظهر التحديات التي تواجه إدارة بايدن والرسائل الصادرة عنها".
وأضافت "تريد الإدارة الضغط على أوكرانيا كي تخفض من الفساد، ولأن الدولارات الأمريكية على المحك، ولكن الحديث بوضوح وقوة عن الفساد في أوكرانيا، يعطي معارضي الدعم لها في أمريكا مبررا ويمنحهم الجرأة"، لاسيما أن معظم هؤلاء من الجمهوريين.
وأوضحت أن أي مفهوم عن ضعف في الدعم الأمريكي لكييف سيجعل الأوروبيين يفكرون مرتين ودورهم الذي يقومون به، بينما قال مسؤول أمريكي على معرفة بالأمر: إنه عندما يتعلق الأمر بأوكرانيا "تجري بعض النقاشات الصادقة خلف الأضواء".
وتقول المجلة إن الفساد في أوكرانيا كان موضوع قلق الأمريكيين وحتى الرئيس جو بايدن، إلا أن الموضوع لم يعد محل تأكيد بعد اجتياح الرئيس الروسي فلاديمير أوكرانيا في شباط/ فبراير 2022، وهو غزو وصفه بايدن بأنه معركة حقيقية للديمقراطية ضد الإستبداد.
ووصفت أن "مساعدي بايدن التزموا لأشهر بعدم ذكر الفساد إلا لماما، وكانوا يريدون إظهار التضامن مع كييف وتجنب إثارة عدد من المشرعين الجمهوريين، الناقدين للمساعدة الأمريكية، العسكرية والإقتصادية لكييف".
وبعد عام على الحرب في أوكرانيا بات المسؤولون الأمريكيون يطرحون الموضوع في أحاديثهم الخاصة والعامة.
وفي أيلول/سبتمبر الماضي التقى مستشار الأمن القومي جيك سوليفان مع وفد من مكافحة الفساد في المؤسسات الأوكرانية، بينما أكد مسؤول ثاني أن إدارة بايدن تتحدث مع الأوكرانيين حول شرط المساعدات الإقتصادية في المستقبل "بإصلاحات تعالج الفساد وجعل أوكرانيا مكانا جذابا للإستثمارات الخاصة".
وقال المسؤول إن الشرط لا ينطبق على المساعدات العسكرية، ولم يرد متحدث باسم وزارة الخارجية على أسئلة للتعليق، إلا أن الرئيس فولدومير زيلينسكي عزل عددا من مسؤولي الدفاع بالفترة الأخيرة في حملة ضد الفسادـ وهي رسالة لأمريكا وأوروبا بأنه يستمع لنقدهم.
وأعدت وزارة الخارجية تقرير "الإستراتيجية المتكاملة للبلد، ولكنها اعتمدت على مشاركات من مؤسسات الحكومة لأخرى بما فيها وزارة الدفاع".
ويفصل التقرير قائمة أهداف وجداول زمنية لتحقيقها ومعالم يريد المسؤولون الأمريكيون رؤيتها لكي تتحقق، وعادة ما تصدر وزارة الخارجية استراتيجيات كهذه للكثير من الدول وكل عدة سنوات، بحسب المجلة.
ولم يقل مسؤول تحدث بالإنابة عن الخارجية إن كانت الحكومة الأوكرانية قد اطلعت على التقرير، وإن كانت هناك نسخة سرية.
بدوره، قال السفير الأمريكي السابق في أوكرانيا، ويليام تايلور: إن "الكثير من الأوكرانيين سيرحبون بالإستراتيجية لأنهم تعبوا أيضا من الفساد المستشري في البلد"، قائلا: إن "كل شيء جيد وطالما لم يتدخل في طريق المساعدة التي نقدمها لهم للإنتصار بالحرب".
وتشير الوثيقة إلى تحقيق الأهداف الأمريكية لأوكرانيا يشمل تنفيذ الوعود بتقديم معدات عسكرية وتدريب للقوات الأوكرانية كي تدافع عن نفسها من هجمات الكرملين.
وتشير النسخة السرية إلى الأهداف الأمريكية، مثل المساعدة في إصلاح عناصر في أجهزة الأمن القومي، لكي تساعد على عدم التسامح مع الفساد في تنفيذ المهام وتخفيف الفرص للفساد.
ومع فإن انضمام أوكرانيا للناتو ليس قريبا، إلا أن أمريكا حريصة على تبني القوات الأوكرانية المعايير العسكرية للناتو، بحسب ما ذكرت المجلة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية وثيقة الولايات المتحدة اوكرانيا الخارجية الأمريكية وثيقة الدعم العسكري سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وزارة الخارجیة فی أوکرانیا الفساد فی
إقرأ أيضاً:
وثيقة سرية تكشف تهريب نظام الأسد أموالا ضخمة إلى روسيا
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن وثيقة سرية، مسربة من أمن مطار دمشق، كشفت عمليات تهريب أموال ضخمة عبر الخطوط الجوية السورية إلى موسكو، في واحدة من أشد عمليات النقل المالي غموضا وفسادا، والتي تورط فيها النظام السوري السابق
فمنذ نهاية عام 2020، وحتى منتصف عام 2024، كانت الخطوط السورية تدير رحلة أسبوعية إلى موسكو، وتحديدا إلى مطار فنوكوفا، محملة بحقائب مليئة بالأموال، تصل قيمتها في المتوسط إلى 20 مليون دولار أميركي، بحسب المرصد.
وتحت عنوان كتاب رسمي معنون بكلمة "سري"، كانت هذه الأموال تنقل تحت إشراف مباشر من المخابرات الجوية، في عملية شديدة السرية.
وكانت الحقائب التي تحتوي النقود تنقل بشكل مباشر من مصرف سوريا المركزي إلى شاحنة حماية، لتنقل بعدها إلى أسفل الطائرة فور وصولها إلى المطار.
وكانت تلك الحقائب تحمل بشكل منفصل عن أمتعة الركاب، تحت إجراءات أمنية مشددة.
ولضمان سرية العملية، كان يطلب تحميل الحقائب أولا قبل أي شحنات أخرى، ولا يسمح لأي من العاملين أو الركاب بالاستفسار عن محتواها، بل يجري تحذير الجميع بعدم التدخل أو السؤال عن محتوى الحقائب ووجهتها.
وأكد مصدر سوري في روسيا متابع لتحركات النظام واستثماراته هناك بأن "مضمون الوثيقة معلوم، وربما الجديد الكشف عن الوثيقة الرسمية نفسها" بحسب المرصد.
وأوضح أن بعض الشخصيات الموالية وضعوا على قائمة العقوبات الدولية، بناء على تلك المعلومات، خصوصا رجال الأعمال الموالين للنظام، مثل مدلل خوري.
ويلفت المصدر إلى أن العمليات كانت تجري فعلا عبر الطيران السوري إلى مطار فنوكوفا، وأنها كانت بالعشرات؛ وكل رحلة كانت مليئة بالعملات الصعبة كالدولار واليورو، مضيفا أن قطع اليورو كانت من فئة الـ500 تحديدا.
إلى ذلك، كشف أن" الحقائب كانت تنقل من هذا المطار مباشرة إلى سفارة النظام في موسكو، ومن هناك توزع على رجال الأعمال التابعين للنظام، الذين كانوا يستثمرونها في البنوك وفي شراء العقارات والمحال التجارية. ومن هذه الأموال جرى تأسيس شركات في روسيا وبيلاروسيا".
وأكد أن "كل الشحنات كانت تجري تحت إشراف محمد مخلوف، خال بشار الأسد"، لافتا إلى أن مخلوف كان يستأجر طابقا كاملا في أفخم فندق بموسكو (فندق أوكرانيا)، وهو فندق كبير وجميل وتراثي أيضا منذ عهد ستالين".
كذلك شدد المتحدث على أن ولدي مخلوف، حافظ وإيهاب، اشتريا أكثر من 20 شقة في موسكو سيتي، وهي مبان وأبراج باهظة الثمن.