هل يتسبب التطبيع مع السعودية بانهيار ائتلاف نتنياهو الحاكم؟
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" تقريرا لمراسلها في إسرائيل جيمس شوتر قال فيه إن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يمشي على حبل رقيق في محاولته تحقيق صفقة تطبيع للعلاقات بين إسرائيل والسعودية.
وأضاف أن جهوده هذه حققت دفعة نهاية شهر أيلول /سبتمبر الماضي بعد السماح لوزير في حكومته بزيارة المملكة العربية السعودية بشكل علني لأول مرة.
إلا أنه ومع تسارع المحادثات المعقدة والمتعددة الأطراف بين الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل والمسؤولين الفلسطينيين، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بات يتصرف بحذر من أجل الحصول على دعم لصفقة محتملة، وتحمل إمكانيات إعادة تشكيل النظام الجيوسياسي بالشرق الأوسط، بحسب شوتر.
ورأى الكاتب في التقرير الذي ترجمته "عربي21" أن التطبيع مع دولة ينظر إليها كواحدة من الدولة القائدة للمسلمين في العالم، ولربما شجع دولا أخرى لكي تحذو حذوه، جائزة لديها جاذبية في كل الطيف السياسي الإسرائيلي.
وأشار إلى أن حلفاء نتنياهو وخصومه على حد سواء لديهم تحفظاتهم من الصفقة الظاهرة، ورسموا خطوط القتال في الأسابيع الماضية. وبالنسبة لتحالف نتنياهو المتطرف والذي تحتل فيه الأحزاب القومية المتطرفة دورا بارزا، فالجزء الشائك من الصفقة هي طبيعة التنازلات التي ستقدم للفلسطينيين، وهي تنازلات يقول المسؤولون الأمريكيون والسعوديون إنها ثمن لتطبيع العلاقات مع الرياض.
وعبر المسؤولون الفلسطينيون لنظرائهم السعوديين والأمريكيين عما يريدونه، بما في ذلك تجميد توسيع المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة ومزيدا من السيطرة على بعض الأراضي فيها وكذا دعما ماليا، حسب أشخاص احيطوا بالمحادثات.
وذكر شوتر أنه ليس من الواضح ما يريده الأمريكيون والسعوديون من تنازلات. وربما قبل متشددون في ائتلاف نتنياهو زيادة في الدعم الاقتصادي للفلسطينيين، إلا أن الحزبين المتطرفين بقيادة وزير الأمن إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريش، وكلاهما يريدان ضم الضفة الغربية ويرفضان أي خطوات نحو دولة فلسطينية، كانا واضحين برفض أي تنازلات مناطقية.
وعلاقة بن غفير مع نتنياهو ليست جيدة، حيث قال وزير الأمن القومي للاحتلال الشهر الماضي إن حزبه "القوة اليهودية" سيترك الإئتلاف لو شملت الصفقة على تنازلات للفلسطينيين. وفي حال نفذ بن غفير تهديده فسيخسر نتنياهو الغالبية في الكنيست، وفقا للتقرير.
من جهته، قال النائب عن حزب الصهيونية الدينية بزعامة سموتريش، سيمحا روثمان "لن تحصل على صفقة من خلال تقديم تنازلات للفلسطينيين، ولا نقاش على هذا".
ويرى التقرير أن بعض قيادات حزب الليكود الذي لديه نصف مقاعد الائتلاف لديهم نفس التحفظات.
ونقل شوتر عن أحد العارفين بالحزب، قوله "أعتقد أن أي نوع من التنازلات المناطقية ستكون خطا أحمر لعدد من فصائل الحزب".
وأضاف: "أما الخط الأحمر الثاني فسيكون أمورا يمكن أن تعتبر رمزية في ظروف محددة، مثل عضوية كاملة للفلسطينيين في الأمم المتحدة".
ولو لم يكن نتنياهو قادرا على بناء دعم قوي وكاف للصفقة داخل ائتلافه، فإنه قد يتخلى عنها أو يقامر بالحصول على دعم أحزاب المعارضة- من أحزاب الوسط مثل يش أتيد، الذي يقوده يائير لابيد وحزب الوحدة الوطنية بزعامة بيني غانتس، لتمريرها في الكنيست، كما يرى معد التقرير.
وقال شوتر إن لابيد وغانتس استبعدا فكرة الانضمام إلى ائتلاف نتنياهو أو الحلول محل حزبي بن غفير وسموتريش. إلا أنهما دعما التطبيع مع السعودية وتركا الباب مفتوحا لدعم صفقة من خارج الحكومة لو لم تخرق خطوطهما الحمراء. ويذكر أن أحد المطالب التي تقدمت بها السعودية كثمن للتطبيع، هو دعم أمريكي لمشروع نووي مدني، وعبر لابيد عن رفضه لنتيجة تقوم فيها السعودية بتخصيب اليورانيوم على أراضيها.
لكن المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين يناقشون خطوات تقوم من خلالها الولايات المتحدة بالتحكم في عملية التخصيب، ويقول زعماء المعارضة إن حل هذا الإشكال قد يفتح الطريق أمام دعمهم. وذكر مسؤول في المعارضة الإسرائيلية أن "الشيء الوحيد الذي يمنعنا في هذه اللحظة من تبني الصفقة هو موضوع تخصيب اليورانيوم"، مشيرا إلى أنه "في حال لم يكن هذا العنصر في الصفقة النهائية، كانت معظم المعارضة ستدعم الاتفاق بحماس"، بحسب التقرير.
وأضاف شوتر أن هناك من يشكك في إمكانية تعاون بين الحكومة والمعارضة في الوقت الحالي بعد الاستقطاب بين الحكومة والمعارضة بشأن الإصلاحات القضائية والحد من سلطة المحاكم.
ونقل عن "مطلع" على شؤون الليكود من الداخل قوله "لا أعتقد أن هذا عملي في هذه المرحلة"، مضيفا أنه "كانت هناك محاولة وخلال نصف عام للتوصل إلى تسوية بين الحكومة والمعارضة فيما يتعلق بالإصلاح القضائي، ولكنهم لم يتفقوا على ذلك، فعدم الثقة المتبادلة والشك عالية".
ويتساءل محللون حول ما إذا كان نتنياهو مستعدا للتضحية بائتلافه والاعتماد على دعم المعارضة لتمرير صفقة، ليس على الأقل لأن دعم حزب الليكود قد تراجع، بل سبب إمكانية عدم قدرته على تشكيل حكومة جديدة بسبب خلافه مع حلفائه السابقين، بحسب التقرير.
وفي المقابل، يقول آخرون إنه لو أمن صفقة جيدة مع السعوديين، فربما دفع باتجاه انتخابات مبكرة، وستكون السادسة منذ عام 2019.
وقال أفيف بوشينسكي، المستشار السابق لنتنياهو، الذي أصبح محللا سياسيا: "لو كان معظم الإسرائيليين من الداعمين ولدينا اتفاقية سلام مع دولة كبيرة في الشرق الأوسط، ومن ناحية المساحة ويبدو أنه سلام دافئ أكثر من السلام مع مصر والأردن، فستكون لدى نتنياهو أفضل فرصة في انتخابات مبكرة، وستكون لديه اليد العليا".
وأضاف أن نتنياهو "مرن في استراتيجيته، ولو كان الأمر قرارا ثنائيا، سلام أو لا سلام فسوف يمضي به مهما كان الثمن".
يشار إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان علق الشهر المنصرم خلال لقاء مع قناة "فوكس نيوز"، للمرة الأولى على مساعي التطبيع مع دولة الاحتلال، قائلا: "كل يوم نقترب من التطبيع مع إسرائيل، لكن القضية الفلسطينية تظل مهمة للمفاوضات".
بدوره، أوضح رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المنصرم، أن دولة الاحتلال على أعتاب "اتفاق سلام تاريخي" مع السعودية.
ومنذ ذلك الحين، قام وزيران من حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة بزيارة السعودية بشكل علني؛ هما وزير الاتصالات شلومو كرعي، ووزير السياحة حاييم كاتس، ليصبح الأخير أول وزير إسرائيلي يزور المملكة علنيا، وفق قناة "كان" العبرية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو السعودية الفلسطينيين فلسطين السعودية نتنياهو الاحتلال الإسرائيلي صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التطبیع مع بن غفیر
إقرأ أيضاً:
مشادات كلامية بين نتنياهو ونواب المعارضة أثناء كلمته في الكنيست / فيديو
#سواليف
شهدت جلسة الكنيست الإسرائيلي مناقشة حادة حول قضية العنف في المجتمع العربي، تحولت إلى هجوم من قبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على المعارضة والمتظاهرين، و”الدولة العميقة”.
وسط هتاف "العار" أمام نتنياهو.. الكنيست الإسرائيلي يصدَّق على ميزانية الدولة لعام 2025 خلال جلسة محتدمة أمس، رفع فيها أعضاء المعارضة لافتات تحمل الرقم 59، للتذكير بالأسرى الذين بقوا في غزة. pic.twitter.com/WD61kSfequ
— TRT عربي (@TRTArabi) March 26, 2025وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن الهيئة العامة للكنيست افتتحت بجلسة نقاش خاصة تحت عنوان “الجرائم المتزايدة في المجتمع العربي وإهمال حياة المواطنين”، بمبادرة من كتل المعارضة.
مقالات ذات صلة “هيئة الأسرى”: 16 أسيرا يواجهون العزل والجوع في سجن “مجدو” 2025/03/26وكان على نتنياهو حضور الجلسة، وفي ختام النقاش، قدم ردا على الادعاءات التي طرحها أعضاء الكنيست. وخلال المناقشة، هاجمه بعض أعضاء الكنيست قائلين: “دماء القتلى على يديك”.
في بداية خطابه، قال نتنياهو: “بالفعل، مشكلة الجريمة في المجتمع العربي مشكلة كبيرة جدا. إنها ليست فقط مشكلة المواطنين العرب في إسرائيل، بل مشكلة المجتمع بأسره. لكن حتى لو كانت تقتصر على المجتمع العربي، فأنتم مواطنون، ونحن دولة قانون، غير أن القانون يتم تمزيقه بواسطة منظمات الجريمة. عندما توليت منصب رئيس الوزراء، اكتشفت أن هناك مركز شرطة واحد فقط في الناصرة، وأصدرت أوامر بإقامة 11 مركزا للشرطة، ليس لأنني أتجاهل المجتمع العربي، ولكن لأنني أعتقد أنه يجب معالجة المشكلات هناك”.
وأضاف: “حكومتي قدمت للمجتمع العربي أكثر مما قدمته جميع الحكومات مجتمعة منذ عام 1948. لقد فعلنا ذلك لأنني أؤمن، كديمقراطي، بأن لكل مواطن الحق في الأمن. حضرت اللجان في الكنيست، استمعت إلى العائلات، وتأثرت بما سمعت.. أنشأنا لجنة لتقليص الفجوات في المجتمع العربي، وزدنا عدد أفراد الشرطة المجندين بالآلاف، ومررنا قانون مكافحة الابتزاز الإجرامي”.
كما أشاد نتنياهو بأعضاء الكنيست من المجتمع العربي قائلا: “أنا سعيد لرؤية التغيير، ولا أقول ذلك بسخرية. لسنوات، عندما أنشأنا مراكز الشرطة، كنتم تعارضون ذلك”.
فرد عليه عضو الكنيست أحمد الطيبي قائلا: “كاذبون”، بينما رد عليه وزير التعليم يوآف كيش قائلا: “أنتم صوتم ضد ذلك”.
وأشار الطيبي إلى وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وسأله: “بهذا ستعالج المشكلة؟ بهذا؟”، فأجابه نتنياهو: “لقد أنشأنا أيضا مع الوزير بن غفير الحرس الوطني”، الأمر الذي أثار سخرية أعضاء الكنيست.
انتقل نتنياهو لاحقا للحديث عن قضايا أخرى، من بينها استمرار الحرب والأسرى الذين لا يزالون لدى “حماس” منذ 537 يوما.
وقال نتنياهو: “نحن نغير وجه الشرق الأوسط. القتال في غزة سيستمر طالما أن حماس تصر على عدم الإفراج عن مختطفينا. أقول لكم ولحماس، هذا يشمل السيطرة على أراض وأمور أخرى لن أفصلها هنا. أدعم جنودنا وقادتنا في الخدمة النظامية والاحتياط، الذين لديهم إيمان راسخ بالنصر، على عكسكم – هم يعرفون لماذا نقاتل”.
إقرأ المزيد
“حماس”: كلما جرب الاحتلال استعادة أسراه بالقوة عاد بهم قتلى في توابيت
وأضاف نتنياهو: “الشعب يريد إسرائيل قوية، الشعب يريد إسرائيل منتصرة. هناك خلافات بيننا حول الطريق والإيديولوجيا، لكن هناك أمور يجب أن تكون فوق كل خلاف. يجب أن تحقق إسرائيل النصر لضمان بقائنا. ستظل إسرائيل ديمقراطية قوية ولن تكون هناك حرب أهلية. ومع ذلك، هناك من يسعى الآن إلى زرع الفتنة والتحريض. نحن نسمع تصريحات غير مسبوقة ضد المسؤولين المنتخبين، وهذا يأتي من طرف واحد فقط”.
خلال جلسة إقرار الميزانية السنوية.. أعضاء المعارضة في الكنيست يرفعون لافتات بعدد الأسرى الإسرائيليين في غزة للضغط على الحكومة بإنجاز صفقة تبادل pic.twitter.com/SLKzXnyOQO
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) March 26, 2025في بداية الجلسة، قال النائب أيمن عودة (حزب حداش-تعال): “لدى الحكومة سياسة واضحة تتجاهل حياة البشر. هذا ليس خطأ، وليس مصيرا محتوما، بل قرار حكومي بغض الطرف عن الواقع. 85% من المواطنين العرب يشعرون بالخوف عند التجول في بلداتهم ليلا. هذه ليست صدفة، هذه سياسة. رئيس الوزراء، أطلب منك أن تستمع وتتحدث عن هذا الموضوع”.
وأضاف عودة: “نتنياهو، وعدت بمحاربة الجريمة، لكن المجرمين لا يزالون يتجولون بيننا، مئات القتلة أحرار. تحول المجرمون إلى الحكام، فهم القضاة، وهم من يحددون. لقد عينت بن غفير وزيرا للأمن القومي، وهو شخص معروف بعدائه للعرب. منحت زمام الأمور لشخص عديم الكفاءة. كم من العائلات يجب أن تدمر قبل أن يقول أحد في حكومتك كفى، هذا يجب أن يتوقف”.
عضو الكنيست سيمون ديفيدسون:
لم أكتب هذا الخطاب، بل كُتب في مطبخ عائلة لم تتناول وجبة كاملة منذ 537 يومًا، لأن ابنهم لا يزال هناك، لا يزال في غزة. كل ليلة يذهبون إلى الفراش لكنهم لا ينامون حقًا، كل صباح يفتحون الأخبار بخوف، إنهم ليسوا يمينًا أو يسارًا، إنهم فقط مواطنون إسرائيليون… pic.twitter.com/TbIPEonWdH
بدوره، قال رئيس “المعسكر الوطني” النائب بيني غانتس: “سيدي رئيس الوزراء، للأسف، عينت عنصريا كاهانيا مسؤولا عن أمن المواطنين الإسرائيليين، فماذا كنت تتوقع؟ بدلا من محاربة الجريمة، يحارب رئيس الشاباك. على الحكومة معالجة الجريمة في المجتمع العربي، وعندما تريد الدولة حقا حل مشكلة، فهي تعرف كيف تفعل ذلك. هذه ليست معركة المجتمع العربي فقط، بل معركة الدولة بأكملها”.
من جهته، اتهم رئيس حزب “إسرائيل بيتنا”، أفيغدور ليبرمان، نتنياهو قائلا: “أنت رئيس وزراء الهروب، رئيس وزراء 7 أكتوبر. في أبريل 2017، حضرت إلى لجنة مراقبة الدولة في الكنيست وقلت إن إسرائيل تعلم بخطة حماس لاجتياح المستوطنات بألوف المسلحين، وأخذ رهائن، وزعزعة معنويات الدولة. ماذا فعلت خلال أربع سنوات ونصف؟ غير تقوية يحيى السنوار وتعزيز حماس؟ لقد منعت مرارا وتكرارا كل طلب للقضاء على قادة حماس”.
أما رئيس حزب “القائمة العربية الموحدة”، النائب منصور عباس، فقال: “في نهاية المطاف، الوزير بن غفير فشل في تحقيق النتائج. وضعنا خطة خمسية في عهدك، لكنها لم تنفذ. الوزير بن غفير، انتقل إلى وزارة أخرى، وأتوا بوزير مهني وواقعي، شخص يمكنه القيام بالعمل”.