قال السفير كيم يونج هيون، سفير كوريا الجنوبية، إنه على مدى السنوات الـ 28 الماضية من العلاقات الدبلوماسية بين مصر وكوريا الجنوبية حققت الدولتان تعاونًا كبيرًا على الصعيدين الحكومي والخاص.

وأضاف خلال احتفالية السفارة بالعيد الوطني: لقد تم تعزيز وتعميق الروابط بين شعبينا بشكل مستمر، ونحن نفخر كثيرا بإنجازاتنا، كما أننا نتطلع إلى المستقبل بتفاؤل كبير، إنني أتطلع إلى حدث مهم آخر في المستقبل حيث سنحتفل بالذكرى الثلاثين لعلاقاتنا الدبلوماسية في 2025.

وتابع السفير: منذ زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لكوريا في عام 2016، والتي نشطت الشراكة التعاونية الشاملة، تم تطوير العلاقات الكورية المصرية بشكل هائل ومستمر، فمصر من أكبر شركائنا في التصدير في القارة الأفريقية، فقد ارتفع حجم التجارة ثنائي الاتجاه إلى 3.2 مليار دولار أمريكي في العام الماضي، وسعيًا إلى تحقيق إمكانات تجارية هائلة، ستبدأ قريبا دراسة مشتركة للخبراء لمناقشة الأفكار الملموسة لإنشاء نظام تجاري ثنائي مفيد للطرفين.

وأضاف أن مصر أيضًا واحدة من الوجهات الاستثمارية المهمة لكوريا في إفريقيا، وقد وصل الاستثمار الكوري في مصر الآن إلى 800 مليون دولار أمريكي مع 34 شركة كبرى تعمل في مصر، يصنعون الآلاف من فرص العمل القيمة للمصريين.

وأشار السفير إلى أن سامسونج للإلكترونيات وإل جي للإلكترونيات أمثلة ساطعة، يتم تصدير منتجاتهم، المصنوعة في مصر، إلى عشرات الدول، مما يساعد على تحقيق تطلع مصر إلى أن تصبح محركًا اقتصاديًا في هذه المنطقة، مدعومًا بقواعد التصنيع والتصدير، فيما تشارك شركات كورية مثل شركة كوريا للطاقة المائية والنووية ودوسان إينربيليتي في بناء أول محطة للطاقة النووية في مصر في الضبعة.

وأردف السفير: ستقوم شركة هيونداي روتيم، التي تزود مترو القاهرة بقطارات عالية الجودة منذ عام 2012، بتوفير 40 قطار مترو إضافي، متابعا أن الجميل في هذا التعاون هو أن القطارات سيتم تصنيعها هنا في مصر بأيدي عمالة مصرية بالشراكة مع شركة مصرية، ويتم بناء المصنع في المنطقة الاقتصادية بشرق بورسعيد، التي زرتها بالشهر الماضي.

واستكمل السفير: بلدينا يتعاونان في التحول الأخضر أيضًا، فنحن نعمل على مشروع القناة الخضراء لقناة السويس، حيث سيتم استبدال قوارب السحب التي تعمل بالديزل في قناة السويس بقوارب وعبارات سحب الغاز الطبيعي المسال الصديقة للبيئة.

وأضاف السفير: تعمل الوكالة الكورية للتعاون الدولي على تعزيز أنشطتها بما يتماشى مع تعيين الحكومة الكورية لمصر كشريك تعاون ذي أولوية في عام 2021، فقد نفذت الوكالة، التي تأسست في عام 1991، العديد من المشاريع بنجاح في مصر، واستفاد أكثر من 1800 مصري من برامج الوكالة لتنمية الموارد البشرية المختلفة قصيرة وطويلة الأجل في كوريا إلى جانب برامج المنح الدراسية العامة والخاصة الأخرى.

وفي مجال التعليم، ولا سيما في مجال التكنولوجيا، قال السفير: تعد الجامعة التكنولوجية الكورية - المصرية في بني سويف مثالًا جيدًا على ذلك، فهي رمزَا للتعاون الممتاز في مجال التدريب التقني للتعليم العالي والتعاون بين الجامعات والصناعة، وبسبب التنفيذ الناجح للمرحلة الأولى من المشروع من عام 2016 إلى 2022، ستساهم كويكا بمبلغ إضافي قدره 8 ملايين دولار أمريكي لجامعة بني سويف التكنولوجية للمرحلة الثانية من المشروع على مدى السنوات الست المقبلة.

وقال السفير: أعلن الرئيس السيسي الأسبوع الماضي عن خطة الحكومة لزيادة عدد هذا النوع الجديد المبتكر من الجامعات التكنولوجية إلى 17 بالإضافة إلى الجامعات 10 الحالية.

وأضاف السفير: أعتقد أن التواصل بين شعبينا وتبادل الثقافات هو عامل بالغ الأهمية لمستقبل العلاقات بين كوريا ومصر، فقد لاحظت بسرور كبير أن هناك تقاربًا حقيقيًا بين بلدينا يتجاوز المسافات الجغرافية والتراث الثقافي المختلف، أصبح العديد من الشباب المصريين يحبون الكي-بوب، والدراما الكورية، والأفلام الكورية، والطعام الكوري، يبدو أنهم يحبون كل ما يبدأ بحرف الـ "K".

وتابع: أدى الانتشار الكبير للثقافة الكورية في زيادة الاهتمام بدراسة اللغة الكورية، أنا ممتن جدًا للمصريين على حبهم لكوريا، وفي نفس الوقت يزداد انجذاب المزيد والمزيد من الكوريين أيضًا إلى مدى عمق الثقافة المصرية وجمال طبيعتها.

وأضاف السفير: يتعافى عدد السياح الكوريين الذين يزورون مصر إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا بعشرات الآلاف، ومع ذلك، يظل هذا العدد دون الإمكانيات التي يمكن الوصول إليها؛ خاصةً وأن 30 مليون كوري من أصل 55 مليون نسمة يسافرون إلى الخارج سنويًا، أتمنى من كل قلبي أن يحصل زملائي الكوريين على المزيد من الفرص لرؤية التراث الثقافي والتاريخي الرائع لمصر وأريدهم أن يقابلوا المصريين الودودين ومشاركة ما يتميز به كل شعب مع بعضهم البعض.

من جانبه، قال د. محمد معيط وزير المالية، إن حجم التبادل التجارى بين مصر وكوريا الجنوبية تجاوز 3 مليار دولار العام الماضى منها 1.7 مليار دولار صادرات مصرية بزيادة كبيرة عن السنوات السابقة بفضل زيادة صادرات الغاز الطبيعى المصرى.

وأكد أن صادرات مصر إلى كوريا خلال الشهور الثلاث الأولى من العام الحالى تجاوزت 240 مليون دولار.

وأوضح معيط أن الاستثمارات الكورية فى مصر تخطت 700 مليون دولار من خلال 180 شركة معظمها فى مجالات صناعية حيوية، مؤكدًا، أن جميعها نماذج ناجحة تحقق مصالح الطرفين وتفتح الباب أمام المزيد من المستثمرين الكوريين للقدوم إلى مصر.

وشدد على أن مصر تتطلع إلى مضاعفة الاستثمارات الكورية للاستفادة من المناخ الإيجابي الجاذب للاستثمار فى مصر نتيجة الخطوات الكبيرة التى تم اتخاذها لتشجيع المستثمرين، خاصة فى مجالات مشروعات البنية التحتية والتنمية العمرانية وتوطين الصناعات المتقدمة فى صناعات السيارات الكهربائية والطاقة الجديدة والمتجددة.

كما رحب الوزير، بزيادة أعداد السياح الكوريين إلى مصر، مؤكدًا، تشجيع مصر للاستثمارات الكورية فى قطاع السياحة فى مصر.

وأعرب، عن تقدير مصر للقرار الكورى باعتبار مصر الشريك الاستراتيجى لخطط التعاون الإنمائى لكوريا فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للسنوات من 2021-2025، فهو قرار يجسد مدى عمق العلاقات والرغبة المشتركة فى استمرار تطورها.


اليوم يسعدني كثيرًا وجود العديد من الإخوة الكوريين هنا معنا الذين يحبون مصر حتى قبل ذلك وأكثر مني. واسمحوا لي أن أشكر الجالية الكورية في مصر ليس فقط على تقديم مساهمات لا تقدر بثمن في تعميق العلاقات الودية بين بلدينا، ولكن أيضًا على لعب دور لا غنى عنه في تعزيز التعاون الاقتصادي والتفاهم الثقافي بين القاهرة وسيول، الإسكندرية وإنتشون؛ الأقصر وكيونج جو؛ وشرم الشيخ وجيجو ؛ وأسوان وغوانغجو. وهذه مدن شقيقة بين بلدينا.
وأتمنى أن تظل الجالية الكورية أساسًا ملهمًا للعلاقات الوثيقة والمتقاربة، والروابط المتينة وجسر الصداقة بين الشعبين.
أصدقائي الأعزاء،
الليلة، اجتمعنا هنا للاحتفال بعيد ميلاد كوريا والتأمل في الرحلة الرائعة التي قمنا بها.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: کوریا الجنوبیة ملیار دولار فی مصر

إقرأ أيضاً:

رئيس كوريا الجنوبية المؤقت تحت الضغط بسبب تحديات العلاقة مع واشنطن

شددت صحيفة "وول ستريت جورنال" على وجود تحديات عديدة يواجهها الرئيس المؤقت لكوريا الجنوبية، تشوي سانغ موك، في مساعيه للحفاظ على علاقات تجارية قوية مع الولايات المتحدة.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، إن الرئيس المؤقت لكوريا الجنوبية، تشوي سانغ موك، لم يتحدث مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد، لكنه يرغب بشدة في ذلك.

وذكرت الصحيفة أنه في الوقت الذي يفرض فيه ترامب تعريفات جمركية على الصين والمكسيك وكندا ردا على قضايا متنوعة مثل تهريب المخدرات واختلالات التجارة مع الولايات المتحدة، عبّر تشوي عن قلقه من أن يتوجه اهتمام الرئيس قريبًا نحو كوريا الجنوبية، التي تُعد من أكبر الدول التي تحقق فائضًا تجاريًا مع الولايات المتحدة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الزعيم الكوري الجنوبي المؤقت يسعى لإقناع الرئيس الأمريكي بالتريث في فرض التعريفات الجمركية على الواردات الكورية، لكن وضعه كـ"رئيس مؤقت" بعد إطاحة يون سوك يول إثر إعلانه الأحكام العرفية قلل من اهتمام ترامب بالتواصل معه، وفقًا لمسؤولين أميركيين. ويفضل الرئيس انتظار انتخاب خليفة ليون أو عودته بقرار قضائي.



وفي خطابه أمام الكونغرس الأسبوع الماضي، ادعى ترامب أن كوريا الجنوبية تفرض تعريفات جمركية أعلى بأربعة أضعاف مما تفرضه الولايات المتحدة، وهو ما نفته سيول لاحقًا واعتبرته غير صحيح.

وقال تشوي أمام حكومته في وقت سابق هذا الأسبوع: "بدأ سهم سياسة 'أميركا أولًا' التي يقودها ترامب يستهدف كوريا مباشرة".

وحققت كوريا الجنوبية، وهي قوة تصديرية كبيرة مرتبطة باتفاقية تجارة حرة مع الولايات المتحدة، فائضًا تجاريًا بقيمة 66 مليار دولار مع الولايات المتحدة اعتبارًا من العام الماضي، حيث باعت كل شيء من سيارات هيونداي إلى أجهزة سامسونج وإل جي للمستهلكين الأمريكيين. وقد تأثرت صناعة الصلب والألمنيوم في البلاد - حيث تُصنف كوريا الجنوبية من بين أكبر المصدرين إلى الولايات المتحدة في كليهما - مؤخرًا بالرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها إدارة ترامب بنسبة 25% على المعادن.

وأفادت الصحيفة أن كوريا الجنوبية، باعتبارها قوة تصديرية كبرى باتفاقية تجارة حرة مع واشنطن، سجلت فائضا تجاريا بـ66 مليار دولار السنة الماضية. لكنها تواجه الآن تعريفات أميركية جديدة بنسبة 25 بالمائة على صادراتها من الصلب والألمنيوم، رغم كونها من أكبر مورديهما للولايات المتحدة.


وأضافت الصحيفة أن مؤسسة "جلوبال تريد أليرت" السويسرية صنفت كوريا الجنوبية كأكثر الدول عرضة للمخاطر التجارية مع إدارة ترامب، بعدما استوفت جميع "الإنذارات الحمراء" الخمسة التي تشمل الفائض التجاري الكبير وتركيز واشنطن على ممارساتها التجارية.

ونقل التقرير عن سيمون إيفنيت، أستاذ الجيوسياسية والإستراتيجية في معهد آي إم دي للأعمال في سويسرا، قوله إن "كوريا الجنوبية في وضع يجعلها عرضة للاستهداف. وعليها أن تقدم لترامب انتصارًا."
وأكد تشوي أنه سيشدد، إذا أتيحت له الفرصة، على أن الفائض التجاري مع واشنطن "مؤقت"، وستعرض سيول خبرتها في بناء السفن لدعم الصناعة البحرية الأميركية، وهي أولوية لإدارة ترامب، موضحًا أن كوريا الجنوبية قد أوفت بوعدها الذي قطعته خلال فترة ترامب الأولى بشراء المزيد من السلع الأمريكية.

وقال تشوي، البيروقراطي المخضرم البالغ من العمر 61 سنة، في أول مقابلة له منذ توليه منصب الرئيس المؤقت في 27 كانون الأول/ ديسمبر، إن بإمكان البلدين السعي إلى تحقيق علاقة "أكثر توازنًا ومنفعة متبادلة" في مجالي التجارة والاقتصاد، مما سيعزز التحالف في نهاية المطاف.

وأوضحت الصحيفة أن عدم قدرة تشوي على عرض قضيته مباشرة أمام ترامب يبرز الظروف الاستثنائية التي أوصلته مؤقتًا إلى السلطة. فقد أدى فرض الأحكام العرفية لفترة وجيزة في كوريا الجنوبية خلال كانون الأول/ ديسمبر إلى إقالة كل من الرئيس يون ورئيس الوزراء هان دوك سو تباعًا.

ويشغل تشوي، الذي كان وزير الاقتصاد والمالية، ثلاثة من أعلى المناصب: الرئيس المؤقت، ورئيس الوزراء المؤقت، ومنصبه السابق. ويضطر أحيانًا لتوقيع الوثائق الحكومية ثلاث مرات، بل وتحمل بعض الأوسمة الرسمية اسمه مرتين.

قد لا يتبقى له سوى بضعة أشهر. فمن المتوقع أن تبت المحكمة الدستورية قريبًا في مصير يون، إما بعزله نهائيًا أو إعادته لمنصبه. وإذا تم تأييد عزله، فستجري كوريا الجنوبية انتخابات مبكرة خلال 60 يومًا.


وبينما قاومت كندا والصين تعريفات ترامب الجمركية، تملك كوريا الجنوبية خيارات محدودة نظرًا لقلة وارداتها نسبيًا من الولايات المتحدة، حسب التقرير.

وقال تشوي: "نظرًا لموقفنا التاريخي ومصالحنا الوطنية، لن يكون من المفيد اتخاذ تدابير تعرقل توسيع التجارة. فدول مثل المكسيك وكندا ليست نماذج مناسبة لاستراتيجية كوريا التجارية".

وذكرت الصحيفة أن كوريا الجنوبية حولت مؤخرا جزءا أكبر من تجارتها نحو الولايات المتحدة. ففي سنة 2014؛ ذهب ربع صادراتها إلى الصين، أي أكثر من ضعف ما ذهب إلى أمريكا. ولكن بحلول السنة الماضية، تقلص الفارق بين القوتين، حيث باتت حصة كل منهما تقترب من خُمس إجمالي الصادرات الكورية.

وأشارت الصحيفة إلى أن كبرى الشركات الكورية، مثل سامسونغ وهيونداي، ضخت عشرات المليارات في الولايات المتحدة مؤخرًا، مدفوعة جزئيًا بحوافز إدارة بايدن. ولم تستثمر أي دولة أكثر من كوريا الجنوبية في المشاريع الجديدة داخل أمريكا خلال السنتين الماضيتين.

واختتمت الصحيفة، موضحة أن تشوي أن هذا آخر منصب عام له حاليًا، إذ أعلن سابقا أنه سيتنحى سواء عاد يون أو أجريت انتخابات مبكرة. وعند سؤاله عن الترشح للرئاسة، ضحك وهز رأسه قائلاً: "حاليًا، عليّ التركيز على أداء مهامي".

مقالات مشابهة

  • العلاج الجنائزي في كوريا الجنوبية.. الموت 10 دقائق لتخفيف ضغوط الحياة
  • الأمريكيون يخسرون5.7 مليار دولار بسبب عمليات الاحتيال الاستثماري في 2024
  • مظاهرات حاشدة في أنحاء كوريا الجنوبية قبل صدور حكم مهم بشأن عزل الرئيس
  • 47 مليار دولار.. برلماني: تسجيل أكبر احتياطى يؤكد صمود الاقتصاد المصري
  • كوريا الجنوبية تنشر مقاتلات قرب مجالها الجوي
  • 3 تحديات تواجه المدرب رشيد جابر قبل موقعة كوريا الجنوبية
  • طائرات عسكرية روسية تدخل منطقة الدفاع الجوي الكورية الجنوبية
  • واشنطن تصنف كوريا الجنوبية دولة "حساسة"
  • رئيس كوريا الجنوبية المؤقت تحت الضغط بسبب تحديات العلاقة مع واشنطن
  • القارة القطبية الجنوبية تفقد 16 مليون كيلومتر مربع من الجليد