جنيف-سانا

أكد مندوب سورية الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف السفير حيدر علي أحمد، أن مواصلة الاحتلال الإسرائيلي أعماله الإجرامية وسياساته العدوانية واستهدافه المستمر للمنشآت المدنية السورية، بدعم من دول غربية تستوجب التساؤل عن موقف الدول التي تدعي حرصها على حقوق الإنسان من ذلك، وأين من يطالبون باحترام قرارات الأمم المتحدة، ومن يدافعون عن مبادئ القانون الدولي.

وقال علي أحمد خلال جلسة اليوم لمجلس حقوق الإنسان في جنيف حول حالة حقوق الإنسان في فلسطين والأراضي العربية المحتلة الأخرى ضمن أعمال دورته الـ 54: “رغم أننا نحيي الذكرى الـ 75 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، إلا أننا ما زلنا، للأسف، نعالج في هذا المجلس حالة فريدة في تناقضها مع جوهر الإعلان، وما نص عليه من اعتراف بالكرامة المتأصلة في جميع أعضاء الأسرة البشرية، وبحقوقهم المتساوية الثابتة كأساس للحرية والعدل والسلام في العالم، وما زلنا ننظر دون جدوى في استعمار طويل الأمد قائم على الفصل العنصري، ينتهك كل ما طورته البشرية من أحكام في مجال القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان”.

وأشار علي أحمد إلى أن الاستيطان، الذي هو السمة الرئيسية لهذا الاحتلال، مصمم على إدامة هذا الوضع غير القانوني، وتكريس سياسات الضم غير الشرعية، وانتهاك مبدأ عدم جواز الاستيلاء على الأراضي بالقوة، ويتم تنفيذه من خلال إيجاد بيئة قسرية تنطوي على قوانين وممارسات تمييزية، وسرقة الموارد الطبيعية والاستيلاء على الأراضي وتهجير أصحابها وترهيبهم وترويعهم، وإيجاد وضع جغرافي وديمغرافي يديم أمد الاحتلال، ويخدم سياساته الاستيطانية التي يستمر في تنفيذها دون هوادة، بما فيها الخطط المعلنة في نهاية عام 2021، لزيادة عدد المستوطنين في الجولان السوري المحتل في غضون خمس سنوات، والتي تتكامل مع مخطط التوربينات الهوائية، ومخططات سابقة لإقامة وتوسيع المستوطنات والبنية التحتية المرتبطة بها، ومضاعفة عمليات نقل المستوطنين إلى الجولان السوري المحتل، الأمر الذي يحظره القانون الدولي الإنساني، ويصل إلى مستوى جريمة الحرب.

وشدد علي أحمد على أن الاستهزاء بحياة المدنيين وارتكاب الجرائم المتواصلة هما السمة الأساسية والثابتة للاحتلال الإسرائيلي، سواء كان ذلك في الجولان السوري المحتل أو في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إذ يؤكد الاحتلال، من خلال سياساته العدوانية واستهدافه المستمر للمنشآت المدنية السورية، أنه جزء أساسي من سياسات زعزعة الاستقرارين الإقليمي والدولي، وأنه يعتمد في أعماله الإجرامية على الإفلات من العقاب الذي توفره له راعيته الأساسية الولايات المتحدة ودول غربية أخرى تدعمه، وتغطي على جرائمه.

وقال مندوب سورية الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف: أمام هذا الواقع القاتم لمجتمع دولي يفترض أن يكون محكوماً بسيادة القانون، لا يسعنا إلا أن نسأل، أين الدول التي تدعي حرصها على حقوق الإنسان من كل ذلك؟ وأين هم من يطالبون باحترام قرارات الأمم المتحدة؟ وأين المدافعون عن مبادئ القانون الدولي؟ أم أن ازدواجية المعايير لها كلمة الفصل هنا؟!.

وجدد علي أحمد التأكيد على أن الجولان المحتل جزء لا يتجزأ من سورية، وأن استعادته بكل الوسائل التي يكفلها القانون الدولي، حق أبدي لا يخضع للمساومة أو التنازل ولا يسقط بالتقادم، داعياً جميع الدول إلى عدم الاعتراف بأي خطوات تتخذها القوة القائمة بالاحتلال لتكريس احتلالها، وضرورة النظر في إجراءات فعالة لتفكيك البنية الاستيطانية، بما في ذلك من خلال وقف تمويل أو إبرام أي معاملات تجارية مع الكيانات المشاركة في عمليات الاستيطان، أو استغلال الموارد الطبيعية في الجولان، ومجدداً على المطالبة بوجوب السماح لأهلنا في الجولان بزيارة سورية عن طريق فتح معبر القنيطرة، المعبر الوحيد الذي يربطهم بوطنهم.

وأكد علي أحمد دعم سورية الثابت لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وإدانتها جرائم الاحتلال الإسرائيلي بما فيها اعتداءاته الممنهجة والمتواصلة ضد الشعب الفلسطيني، ودعمها أيضاً تحرير ما تبقى من أراض لبنانية محتلة.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: القانون الدولی الأمم المتحدة حقوق الإنسان فی الجولان علی أحمد

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة ترسم صورة قاتمة للأوضاع في جنوب السودان

متابعات ــ تاق برس  رسمت هيئة حقوقية تابعة للأمم المتحدة صورة قاتمة للأوضاع في جنوب السودان وتوقعت أن تتدهور أكثر بما يهدد البلاد بالانزلاق إلى الفوضى. واعتبرت الهيئة بحسب “الشرق” إلقاء القبض على عدد كبير من المسؤولين المحسوبين على نائب الرئيس رياك مشار بمثابة مهدد حقيقي لعملية السلام الهشة في جنوب السودان. وأثارت الاعتقالات مخاوف بشأن مستقبل اتفاق السلام المبرم عام 2018 والذي أنهى حرباً أهلية استمرت 5 سنوات بين القوات الموالية لكل من كير ومشار وأودت بحياة ما يقرب من 400 ألف شخص. وأفادت ياسمين سوكا رئيسة لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان في بيان: “نشهد تراجعاً مثيراً للقلق من شأنه أن يمحو التقدم الذي تحقق بشق الأنفس على مدى سنوات. بدلاً من تأجيج الانقسام والصراع، يتعين على القادة إعادة التركيز بشكل عاجل على عملية السلام ودعم حقوق الإنسان لمواطني جنوب السودان وضمان انتقال سلس إلى الديمقراطية”. الأمم المتحدةجنوب السودان

مقالات مشابهة

  • العدو الإسرائيلي يشن عدة غارات على الأراضي السورية
  • الجيش اللبناني: الاحتلال الإسرائيلي يستهدف أحد عسكريينا وينقله إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة
  • رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يجري جولة ميدانية في الأراضي السورية
  • الأمم المتحدة تحي اليوم الدولي للقاضيات
  • المقررة الأممية: الاحتلال الإسرائيلي يستهدف 'الأونروا' لإنهاء الوجود الدولي في فلسطين
  • وزير الدفاع الإسرائيلي: سنسمح بدخول العمال الدروز من سوريا إلى الجولان
  • الأمم المتحدة ترسم صورة قاتمة للأوضاع في جنوب السودان
  • المقررة الأممية لحقوق الإنسان: تعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة واجب على المجتمع الدولي تنفيذه
  • الأمم المتحدة تحث قادة جنوب السودان على إنقاذ اتفاق السلام
  • في يومها الدولي.. الأمم المتحدة: العراق يعزز حقوق المرأة