لوبس: هكذا تنتصر أوكرانيا في معركة البحر الأسود دون أسطول
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
تعرضت روسيا خلال حربها مع أوكرانيا لعدة ضربات بحرية موجعة أبرزها غرق السفينة "موسكفا" رائدة الأسطول الروسي في البحر الأسود، واستعادة القوات الأوكرانية جزيرة الأفعى الإستراتيجية، في الأشهر الأولى للحرب المستمرة منذ فبراير/شباط 2022.
وقالت مجلة لوبس الفرنسية إن أوكرانيا، ورغم إغراق معظم سفنها أو الاستيلاء عليها في الأسابيع الأولى من الحرب، واصلت شن معركة بحرية شرسة ضد روسيا من خلال عمليات خاطفة بواسطة صواريخ ومسيّرات.
وتصاعدت المعركة البحرية خاصة في البحر الأسود عندما أغلقت روسيا الباب أمام الاتفاق الذي يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية، فكانت الضربة الواسعة ضد مقر الأسطول الروسي في البحر الأسود في سيفاستوبول آخر حلقة في هذه المعركة.
وتزامنت الضربة مع اجتماع لكبار ضباط البحرية الروسية، وأسفرت -حسب كييف- عن مقتل 34 ضابطا وإصابة 500 وتدمير كامل للمقر الروسي "لا يمكن إصلاحه".
تضاعف الهجمات
واستعرضت المجلة عدة عمليات قامت بها القوات البحرية الأوكرانية كدليل على تضاعف الهجمات في البحر الأسود، من بينها تنفيذ قوات أوكرانية غارة ليلية في أقصى غرب شبه جزيرة القرم، وكذلك إطلاق عملية على متن الزوارق السريعة لاستعادة أبراج بويكو.
إضافة إلى ما جاء في مقطع مصور نشرته كييف يظهر وحدات النخبة تتسلق على منصة مهجورة قبل أن ترفع علمها الأزرق والأصفر، حيث "تمكنت -حسب كييف- من الاستيلاء على مخزون من ذخيرة طائرات الهليكوبتر، بالإضافة إلى رادار نيفا، الذي يجعل من الممكن تتبع تحركات السفن في البحر الأسود".
كما أطلقت القوات الأوكرانية 10 صواريخ على الأحواض الجافة في سيفاستوبول، مما أدى إلى خروج سفينتين "حاسمتين" من الأسطول الروسي عن الخدمة، هما الغواصة روستوف وسفينة الإنزال "مينسك"، مع ما يترتب على ذلك من عواقب فورية على القدرات الروسية في المنطقة.
ويقلل تدمير "روستوف" من احتمالات إطلاق صواريخ كروز من طراز "كاليبر" على أوكرانيا، كما يبعث تحييد السفينة "مينسك" برسالة قوية أخرى إلى موسكو مفادها أن أوكرانيا مستعدة الآن لدرء أي محاولة إنزال في أوديسا.
تخفيف للحصار
ويعد إنهاء موسكو لاتفاقية الحبوب أحد الدوافع الرئيسية وراء هذه الضربات، بعد أن أعلنت روسيا أن أي سفينة تجارية تحاول الوصول إلى ميناء أوكراني ستعد بمثابة هدف عسكري.
وهذا الحصار البحري هو ما تحاول أوكرانيا الالتفاف عليه بمساعدة المخابرات الغربية، وبفتح ممر جديد عبر موانئها النهرية وعلى طول السواحل بعيدا عن الأسطول الروسي.
وقد أعلنت المملكة المتحدة أنها مستعدة لحماية الممر، وقال مكتب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك "سوف نستخدم خدماتنا الاستخباراتية والمراقبة والاستطلاع للسيطرة على النشاط الروسي في البحر الأسود".
لوبس: الاستهداف التدريجي لمحطات رادار العدو والبنية التحتية والقيادة العليا، تبدو "واحدة من أكثر الإستراتيجيات فعالية في التاريخ الحديث"
بدورها، أكدت روسيا أن إستراتيجية مكافحة الحصار هذه "تم تنفيذها بناء على طلب من أجهزة المخابرات الأميركية والبريطانية" وبالتنسيق معها، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا "ليس هناك أدنى شك في أن الهجوم على سيفاستوبول تم التخطيط له مسبقا باستخدام أجهزة المخابرات الغربية ومعدات الأقمار الصناعية التابعة لحلف شمال الأطلسي وطائرات الاستطلاع.
وفي الوقت نفسه، استخدمت المسيّرات والصواريخ الأوكرانية لشن هجمات معقدة ضد الدفاعات الجوية الروسية، بما في ذلك بطارية الدفاع الجوي "إس-400" التي دمرتها النيران الأوكرانية.
وقال المحلل مايكل هورويتز إن "أوكرانيا تضرب 3 عصافير بحجر واحد"، إذ يؤدي هذا التسلسل للهجمات إلى إضعاف الدفاعات الجوية الروسية وإفساح المجال أمام العمليات التجارية والعسكرية الأوكرانية المستقبلية في البحر الأسود.
كما يفرض، وفقا لهورويتز، "منطقة حظر" بحكم الأمر الواقع على الجزء الغربي من البحر الأسود، والهدف منه هو القضاء على تهديد صواريخ كروز، وتمكين الاستئناف الآمن لحركة الملاحة البحرية في البحر الأسود.
وخلصت المجلة إلى أن هذه الإستراتيجية البحرية الأوكرانية، مع الاستهداف التدريجي لمحطات رادار العدو والبنية التحتية والقيادة العليا، تبدو "واحدة من أكثر الإستراتيجيات فعالية في التاريخ الحديث".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی البحر الأسود الأسطول الروسی
إقرأ أيضاً:
البحرية الأمريكية تكشف عن سبب سقوط طائرة إف 18 في البحر الأحمر
كشفت البحرية الأمريكية عن سبب سقوط طائرة مقاتلة من طراز F/A-18 سوبر هورنت تابعة لها فُقدت في البحر بعد سقوطها من حاملة الطائرات "يو.إس.إس. هاري ترومان" في البحر الأحمر غرب اليمن.
وقال مسؤول أمريكي إن التقارير الأولية من موقع الحادث أشارت إلى أن حاملة الطائرات "هاري ترومان" انعطفت بشدة لتجنب نيران الحوثيين، وهو ما ساهم في سقوط الطائرة المقاتلة في البحر، وفقا لشبكة سي إن إن عربية.
وبحسب الشبكة فإن حاملات الطائرات التابعة للبحرية الأمريكية - هي أكبر السفن الحربية في العالم يبلغ طولها حوالي 1100 قدم، وإزاحة تقارب 100 ألف طن - بقدرة مناورة مذهلة بالنسبة لحجمها، وبفضل مفاعلين نوويين يديران 4 محركات دفع، يمكن لحاملات الطائرات من فئة "نيميتز"، مثل "هاري ترومان"، الوصول إلى سرعات تتجاوز 34 ميلا في الساعة.
وأوضحت الشبكة أنه لم يتم الكشف عن التفاصيل الدقيقة للانعطاف الذي قامت به حاملة الطائرات "هاري ترومان" لتجنب نيران الحوثيين، مشيرة إلى أن الصور ومقاطع الفيديو للسفينة وحاملات الطائرات الأخرى من فئة "نيميتز" على الموقع الإليكتروني لوزارة الدفاع الأمريكية، تُظهر أن السفن الضخمة يمكنها أن تتحمل درجة كبيرة من الانعطاف خلال السرعة العالية.
وزعم الحوثيون يوم أمس الأول، أنهم شنوا هجوما بطائرات بدون طيار وصواريخ على حاملة الطائرات، الموجودة في البحر الأحمر، في إطار العملية العسكرية الأمريكية الكبيرة ضد الجماعة المدعومة من إيران.
ويوم أمس، قالت البحرية الأمريكية في بيان لها، إن جميع الأفراد الذين كانوا على متن الطائرة بحالة جيدة، وأن أحد البحارة أُصيب بجروح طفيفة، بعد سقوط طائرة إف18.
وأضاف البيان: "كانت طائرة F/A-18E يتم سحبها بشكل نشط من حظيرة الطائرات عندما فقد طاقم النقل السيطرة عليها. وسقطت الطائرة وجرار السحب في البحر".
وأردف: "اتخذ البحارة الذين كانوا يسحبون الطائرة إجراءات فورية للابتعاد عنها قبل سقوطها في البحر. ولا يزال التحقيق جاريا".
وقال مسؤول أمريكي ثان لشبكة CNN إن الطائرة غرقت. وتبلغ تكلفة الطائرة المقاتلة الواحدة من طراز F/A-18 أكثر من 60 مليون دولار، بحسب البحرية الأمريكية.
وتنتشر مجموعة حاملة الطائرات "هاري ترومان" الهجومية في الشرق الأوسط، وكانت في البحر الأحمر وقت وقوع الحادث. وأكدت البحرية الأمريكية، الاثنين، أن المجموعة الهجومية وجناحها الجوي "لا يزالان في كامل جاهزيتهما للقيام بالمهام".
وفي ديسمبر الماضي، سقطت طائرة أخرى من طراز F/A-18 تابعة لحاملة الطائرات هاري ترومان "عن طريق الخطأ" من قِبل الطراد "يو. إس. إس. غيتيسبيرغ" في البحر الأحمر في ديسمبر/كانون الأول، وخرج الطياران سالمين.